أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمين المهدي سليم - ما وراء قضية فتيات التيك توك : فساد مجتمع ودولة لحد التسمم














المزيد.....

ما وراء قضية فتيات التيك توك : فساد مجتمع ودولة لحد التسمم


أمين المهدي سليم

الحوار المتمدن-العدد: 6635 - 2020 / 8 / 3 - 01:19
المحور: المجتمع المدني
    


أعجبني تعبير من الاستاذ محمد حسين :"جمهورية يوليو العسكرية احتكرت الجريمة وليس العنف"؛ ذلك أن الدولة الحديثة تحتكر العنف بعد تنازل الأفراد طوعا عن حقهم الطبيعي في الحرية المطلقة وفي استخدام العنف، في مقابل ضمان سيادة القانون وتنظيم الحريات والأمان لجميع أفراد المجتمع.
تحول القمع الوحشي الذى يمارسه حكم العسكر بقيادة الجاسوس اللص المخنث العسكري المصنوع من القذارة عبد الفتاح السيسي إلى عملية سحق مبرمجة ومنهجية لكل ماهو مدني في مصر، ولكل أنواع المبادرة بدءا من حق التعبير عن الرأي والإبداع وحق الاجتماع وفنون الأندر جراوند وحتى صلاة الجماعة خفية، وإذا كان الشباب يتعرضون للتصفية والإعدامات الملفقة والتعذيب والاعتقالات طويلة الأمد تحت اتهام مختزل في "الانضمام لجماعة إرهابية" في نفس الوقت تتعرض فتيات مصر لنفس الحملة مع اغتصابات وهتك أعراض وإذلال وكسر الكرامة ونهش السمعة والاعدام المدني واتهامات تمس العرض والشرف الاجتماعي. وتختزل في اتهام :"الاخلال بقيم الأسرة المصرية والآداب العامة والتجار في البشر والجريمة المنظمة والتحريض على الفسق والفجور"
يقول الاستاذ مكاريوس لحظي محامي حنين حسام أحد الفتيات المحكومات في قضية فتيات التيك توك أنه بعد التخبط والتعسف في الاجراءات دخل لوكيل النيابة وقال له :"يافندم احنا عايزين نعرف النيابة بتفكر ازاي علشان نقدر نساعدكم بالرد والدفاع، ونوصل كلنا للحقيقة، قاللي الموضوع مش مني ومش عندي"، هنا يمتد المنظور ليمس النظام العسكري نفسه، وتتحول قضية فتيات التيك توك إلى قضية كاشفة.
شاهدت بعض فيديوهات هؤلاء الفتيات موضوع القضية؛ فلم أجد شيئا غريبا أو شاذا أو خارج على أي قانون، من فتيات في عمر الزهور ويفترض أنهن أكثر جنونا وتمردا، الفرق في الدول المحترمة أنهن يمارسن التمرد والجنون والطيش الشبابي الجميل والمبدع أحيانا تحت حماية المجتمع والقانون حتى يصلن إلى مرافيء الأمان. بل الحقيقة أنها فيديوهات عادية تضخمت بحكم أوبئة الهوس الجنسي والهوس الديني التى اجتاحت المجتمع المصري ضمن برنامج التخريب والاضعاف والتخدير والافقار والتجهيل للمجتمع طوال 68 سنة، وهما وجهان لعملة واحدة محورها أخلاق الجسد المنحطة، ومن يشاهد الأفراح الشعبية في الريف والمدينة على حد سواء يجد فيديوهات هؤلاء الفتيات أكثر محافظة من مشاهد الأفراح الشعبية، ناهيك عن اللوحات الفنية التى تقدم في مصر من نجوم عالميين مثل جنيفر لوبيز، أو في عروض محمد رمضان الهابطة الرخيصة، بالمناسبة هذه طبيعة كل الشعوب مع اختلاف أنماط التعبير.
ما السر إذا وراء جريمة السفلة في الشرطة والنيابات والقضاء والإعلام المخابراتي ضد هؤلاء الفتيات، والتى تضمنت قرارا بشعا بربريا ينتمي لعصر الكهوف ويعتدي على كل ماهو إنساني وأخلاقي وقانوني ألا وهو "كشف العذرية"، بجانب مطالبة سقفلة النيابة بالكشف اللصوصي غير القانوني عن حسابات البنوك؟
عندما نضع هذه القضية بجانب قضية اخرى كارثية كاشفة بدورها، وهى قضية حفلات الاغتصاب الجماعي المبرمجة المتضمنة ماهو أكثر من الاغتصاب إذ تحوي الخطف والتخدير وتشويه أجساد الفتيات بالأسلحة البيضاء، وتهديد عائلات بكاملها، وحتى الضغط لاغلاق مواقع للشهود والتى لتلقى شكاوى اخرى من ضحايا لجرائم اخرى مشابهة، وهى القضية التى اشتهرت بقضية فندق فيرمونت، وقد أثارتها فتاة ضحية هاجرت إلى الخارج، والتى لم تتحرك فيها أجهزة الجمهورية الساقطة العسكرية خطوة واحدة رغم توفر الأدلة الدامغة.
أصبح عندنا هنا عدة مسلكيات لهذا النظام تعريه تماما وتعري أهدافه، بصرف النظر عن أن المجرمين في القضية الثانية هم أبناء فئات السلطة والثروة المغتصبتين من الشعب، هناك تدمير وتخريب واضح لكيان المرأة المصرية بكل انتماءاتها الاجتماعية والطبقية والعمرية التى خارج السلطة، ولا تفرقة بين بروفسيرة جامعية وبين فتاة بسيطة متوسطة التعليم من عائلة "مستورة"، وبالمناسبة نال الاغتصاب المرتكب من ضباط الشرطة وحتى الحمل وتلفيق الزواج فتيات منقبات من التيار الإسلامي، وعلينا أن نتذكر هنا "زبيدة" ووالدتها التى اعتقلت لمجرد محاولتها ممارسة حقها الطبيعي والقانوني في الدفاع عن ابنتها.
أعتقد أن القضية الثانية أي الاغتصابات الجماعية، هى عمليات منهجية مبرمجة من أجهزة السلطة لتحقيق نفس الهدف من القضية الأولى.
الدولة المصرية اختزلت في أقذر وأخون وأجبن وأحط جيش وجد في التاريخ، تحت قيادة مسخ عسكري قبيح خائن ولص وهاتك أعراض، كان أول مشهد طالعنا فيه بوجهه القبيح هو هتك أعراض فتيات ثورة يناير وقنص شباب الميدان، ومن يومها ظهر أن هذا نقطة البداية لبرنامج موجه لكل فتيات وشباب مصر. #أرشيف_مواقع_أمين_المهدي



#أمين_المهدي_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا في جعبة السيسي ليقدمه للشعب الليبي؟
- النيل نجاشي بالفعل..ولكن مصر لم تعد هبة النيل
- ماذا يحدث في إيران؟..هل جاءت حرب المستقبل بأسرع مما توقعنا؟
- جاذبية الشر والقبح والانحطاط..الخلطة السحرية للحصول على قطيع ...
- الإخوان المسلمون والإسلام السياسي : توأم الروح والجسد والخند ...
- سامح شكري وكارثة سد النهضة : ليس مجلس الأمن ساحة للتستر على ...
- السيسي في ليبيا : العجب العجاب في تشبه النعاج بالذئاب
- رئيس جمهورية الظلام والخيانة والخراب والموت العسكرية يطالب ض ...
- يوم ليوبولد بلوم Bloom’s day عندما تبعث الحياة في يوم من حيا ...
- الانتفاضة الأمريكية (2 - 2) : 2) من أين كان البدء مجتمع أم د ...
- الانتفاضة الأمريكية (2 - 1) : 1) السيسي الأميركي : لأن الشيء ...
- السيسي وحربه المزيفة ضد إرهاب مفبرك (3 - 3) : 3) هل تعوض ليب ...
- السيسي وحربه الوهمية ضد إرهاب مفبرك (3 - 2) : 2) سيناء اضحية ...
- السيسي ومعركته الوهمية ضد إرهاب مفبرك (3 - 1) : 1) الوسائل ا ...
- مايحدث في مصر الآن : تعايش مع المرض أم إبادة جماعية؟
- الفنان هشام سليم وابنه نور وحقوق العابرين جنسيا في مواجهة ثق ...
- مهزلة رأفت الهجان : الفخر الوطني والوعي الزائف نقيضان لايجتم ...
- كيف تواطأ اليسار والإخوان مع الجيش في عسكرة وتخريب اقتصاد مص ...
- زيارة السادات إلى القدس لغز سياسي عمره 42 سنة (2 - 2)
- زيارة السادات إلى القدس لغز سياسي عمره 42 سنة (2 - 1)


المزيد.....




- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...
- صحيفتان بريطانيتان: قانون ترحيل اللاجئين لرواندا سيئ وفظيع
- قبالة جربة.. تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين
- بعد إدانتهم بـ-جرائم إرهابية-.. إعدام 11 شخصا في العراق
- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمين المهدي سليم - ما وراء قضية فتيات التيك توك : فساد مجتمع ودولة لحد التسمم