أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - حوار مجلة أمارجي العراقية مع الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت















المزيد.....

حوار مجلة أمارجي العراقية مع الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6628 - 2020 / 7 / 26 - 00:24
المحور: الادب والفن
    


حوار مجلة أمارجي العراقية مع الشاعرة فاطمة ناعوت
حاورتها: كريمة الربيعي


تحلمُ بعالم لا ظلُم فيه ولا ظلام. لكنّها لا تملُّ من الشِّعر.. ولا الشعرُ يملُّ منها. جاءت فاطمة ناعوت إلى "واحة الشعر" من "حقل" الهندسة المعمارية ثم ألقت بنفسها في معترك الأدب والترجمات والفكر والنقد الثقافي والمجتمعي وقضايا العدالة والمواطنة. وأجادت فنون المصارعة الفكرية الرصينة في ملعب قضايا التنوير، وراحت تتنقل بين «الحقول» المختلفة، كفراشة هائمة في دهشة الضوء، أو عتمة الليل، حاملة مصباح الحقيقة.
الهندسة عشقُها، والشعر قرينُ حياتها، والتنوير مصباح دروبها. وهي امرأة «متوازنة» لا تطغى مصريتُها على عروبتها، ولا تستلبُ عروبيتُها من مصريتها. لا يصعب استخراج عناوين صحفية من كلامها فهي بليغة كسقراط. وليست مشغولة بالـ «أنا» قدر انشغالها بالـ «الآخر».. مسكونة بفنّ عمارة المباني وهندسة المعاني، ولعلها مصابة «بوسواس الجمال القهري» إذا جاز التعبير.

1. .من هي الشاعرة والكاتبة فاطمة ناعوت؟ وهل جازفتِ الشاعرةُ بطهارة الشعر حين دخلت في معترك السياسة المعروفة اصطلاحا باللعبة القذرة -dir-ty Game ؟
*** لا أعتبر نفسي كاتبةً سياسية رغم أنني أكتب ، منذ عقدين، أعمدة رأي أسبوعية ثابتة في صحف شهيرة ومجلات ذائعة الصيت. القارئ المتابع سيلمح فورًا عدة سمات تنأى بي عن الكتابة السياسية. بدءًا بالصَّوغ؛ حيث تنحو الجملةُ عندي المنحى الأدبي أكثر مما تقع في خانة الكتابة الصحفية السيّارة والتعليق السياسي. والحق أن هذه السمّة أدين بها لآبائي من كبار أدباء مصر ونقادها، الذين خافوا على قلمي الشعري - وحذروني - من الوقوع في لغة الجرائد اليومية السيارة، وهي لغة "فصيحة" أكثر من كونها "فصحى". فأخذتُ الحذرَ صنوًا دائمًا لي، واضعة صوب عيني النموذج الأجمل للأديب الصحفي وهو د. طه حسين، الذي لم تُفقده الكتابةُ الصحفية أدبيةَ جملته ورشاقتها. فحاولت أن أحذو حذوه قدر طاقتي. أذكر من أولئك الآباء “المُحذّرين” الناقد الكبير رجاء النقاش، والمفكّر الكبير محمود أمين العالم، وأقول لهما الآن حيثما يكونان: أنا مَدينةُ لكما بالكثير. أما عن المضمون، فأيضًا لا أعدّ نفسي كاتبة سياسية، بل شاعرةٌ تبحث عن الجمال والعدل وتطاردهما حيثما يكونان. تمامًا مثلما ظل الفيلسوف الإغريقي الأعمى “ديوجين” يسير في وضح النهار حاملا مصباحه باحثا عن الحقيقة.
لهذا فإجابتي عن سؤالك تتلخص في أن طهارة الشعر تسكنني وأنا أكتب مقالا يبدو للوهلة الأولى أنه منتمٍ «للعبة القذرة» أو السياسية، إنما في واقع الحال هو مقال أدبي جمالي فني يطارد الجمال.

2. الشاعر هو المتحدث الرسمي باسم أمته .. ماذا تقول فاطمة ناعوت من منطوق الشعر عن المشهد العربي الراهن؟
*** هبط الشعراء من الأوليمب ، لم يعد دور الشاعر تبشيريا رسوليا كما في المدارس القديمة، لم يعد يدعي امتلاك اليقين، بل أصبح يشارك البشر في سؤال الوجود الدائم. تنازل الشاعرُ قانعًا عن تلك المكانة الرفيعة التي كانت تفصله عن الناس وانخرط في الكتلة البشرية يتفاعل معهم ويشتجر مع همومهم. هذا أدى أول ما أدى إلى انخفاض نبرة صوته المميزة للشعر الكلاسيكي والتي كانت تتسم بالنصح و التوجيه؛ وكأن الشاعر يعرف ما لا يعرفه البشر بما أن ربّات الشعر والحكمة اختصصنه بالمعرفة دون العامة!، انتهى هذا بظهور الحداثة. إذ انتبه الشاعر والقارئ أن الشعراء بشر بسطاء. بل هم أكثر ضعفًا عمن سواهم. لأن الشعر وإن كان يضفي على قائله بريقا لكنه يشي في ذات الوقت بظلال من الانهزام أمام الواقع. فالشعر يبدأ حين يرفض المرء واقعه أو لنقل حين يفشل في التفاعل معه بشكل سلس. ولهذا كانت الحداثة وما بعد الحداثة هي بداية الدرب الذي أدرك الشاعر فيه أنه يجب أن يبدأ برؤية نفسه من الداخل في محاولة تطهيرية لتنقية الذات من الخطيئة بوصفه أحد الخطائين ككل البشر. والرسالة التي يقدمها للقارئ هنا تكون أكثر صدقا لأنها تقوم على القياس لا على المباشرة. عودة لسؤالك أقول إن الشاعر بوصفه فردًا في المجتمع يحيا همومه ويحزن لهزائمه. تجد تلك الآلام تطلُّ بين كلماته ولو تعمد إخفاءها. وأنا بشكل خاص لا أميل للقول المباشر مثل: قوموا وهبّوا وقاتلوا. بل أجنح إلى الدخول للقضايا الكبرى من أركانها الصغيرة الخبيئة. والقارئ ذكي دوما. يلتقط الإشارة ويتعامل معها على نحو أفضل مما لو جاءته كبيان سياسي حنجوري. المشهد العربي الراهن مُحزن وأرى ظلاله القاتمة تدثر كل شيء. ولكنني أيضا أراه رسالة حادة وأخيرة يجب ألا نغفل عنها. ألم يحن الوقت بعد لنصنع ما أسميناه "أمة عربية"؟ كلمة اخترقت مكوننّا المعرفي والوجداني منذ الصغر وتسربت إلينا عبر كتب المدرسة مئات المرات ولكن لا دلالة حقيقية عليها حتى الآن. ألم يحن الوقت لخلق سوق عربية مشتركة؟ ألم يحن الوقت لتكتيل الاقتصاد العربي وتفعيله كقوة ضاغطة في مواجهة البرابرة؟ هل أقول إن استعمار أمريكا للعراق سبقه استعمار أخطر لمعظم الدول العربية وهو الذي أطلقت عليه في إحدى قصائدي: "استعمار ما بعد حداثي" أي استعمار متفق عليه لكونه استعمارا غير عسكريّ يمكن رؤيته والتعامل معه، لكنه أخطر وأعمق وأخفى و أنكى و أطول أمدًا، بل ومشرّع له من قِبل مجلس الأمن، ولا بنود في معاهدة جنيف تقتص منه، إذ إن الأسرى مأسورون بكامل إرادتهم. فهو استعمار ذهني اقتصادي وسياسي أيضا. على كلٍّ دعينا يا صديقتي من هذا الهم الدامي لأن آلاف الصفحات لن تفي بالكتابة فيه ،وعودي بنا إلى الشعر فهو لون من الحرب وهو انتصار للحياة.

3. لاحظت جملتك الأنيقة المستفيدة من قراءاتك الأجنبية وترجماتك. كذلك اللغة التي لم تتنازلي حتى اللحظة عن الاعتناء بها.
*** أشكرك على رأيك الطيب الذي أعتزُّ به. على أنني لا أظن أن مرجع ذلك، لو صح، سببه ترجمتي أو تعاملي مع الإنجليزية بشكل مباشر، بل يعود إلى افتتاني باللغة العربية التي أراها موسيقا صافيةً في ذاتها. اللغة العربية شديدة الاختلاف عن كل اللغات الأخرى من حيث التراكيب اللغوية والصوغ والمعمار والأجرومية النحوية والصرفية، كذلك من حيث حقولها المجازية والدلالية على النحو الذي يصعب معها أن تُفيد معرفة لغة أخرى طرائقَ تكوين الجملة العربية. وربما افتتاني بالعربية يعود إلى أمرين: القرآن وجبران. فأما القرآن فنبهني إلى الموسيقى المخبوءة في الحروف، والإيقاع الشجي الكامن جبلّةً وفطرةً بين ثنايا تراكيب اللغة العربية، قبل الحاجة للفراهيدي وتفعيلاته. يكفي وحسب ألا تلحني في صوغ جملة عربية وأن تضبطيها نحويا وصرفيا لتطفر منها الموسيقى والإيقاع. كذلك عبقرية صوغ التراكيب والجمل في القرآن أدهشتني بحق مبكرا جدًّا فغرقت في غرام هذه اللغة منذ طفولتي. وأما جبران فقد غُرمت به في صباي الأول، هو الذي تعامل مع اللغة كما تعامل "جويا" مع اللون والريشة والضوء والظل، وكما تعامل تشايكوفسكي مع النغم والصوت ليخرج من الكمان زقزقةَ العصفور بكل جمالها وعمقها. أسرني جبران حتى كنت أظن في طفولتي أن جناحين ينبثقان في الليل من منبت كتفيه فيطير إلى السماء، ثم يعود إلينا عند الصبح!

4. لاحظت كذلك استغراقك في إعمال الفكر في القصائد, على غرار الشعر الألماني من دون الانتقاص من الشاعرية. مازال شعرك بعيدًا عن تناول اليوميات كما هو حال أغلب الشعر الآن. أشعارك فيها تأمل وأسئلة.
*** تمرُّ بنا أحداثٌ كثيرة في حياتنا وخلال يومنا. لكننا لا نكتب حياتَنا في الشعر، بل نكتب ما يمكن أن يُعدُّ عابرًا للنفس الإنسانية وللجغرافيا وللظرف والزمان إن أمكن. يتصيد الشاعرُ من الوجود ومن حياته ومما يرى ما يتقاطع مع كل "الآخر" الإنسانيّ على اتساعه وشموليته. هنا تغدو القصيدةُ عابرةً الذات، غير مسوّرةٍ بالطوق الضيق للشخصانية. صحيحٌ أن الفكر لم يبدأ بعد كما قال هيدجر، وصحيحٌ أن الشعرَ ليس فكرًا، لكن عقلَ الإنسان بطبيعته يعمل طوال الوقت. بل أظن أن عقلَ كلّ كائن حي لا يتوقف عن العمل والتفكير والتحليل والتبصّر، بل سيأخذني هوسُ المبالغة وأقول إن الجوامدَ أيضًا تفكّر وتمكرُ، وإلا لما تضامّت الإلكترونات والبروتوناتُ في الذَرّة الصغيرة إلى جوار بعضها بعضًا وقت البرودة، وما تشتت وتباعدت وتفارقتْ وقت الحرارة. والشاعرُ إنسان. يفكّر أيضًا. يبصر الأشياءَ ويُنصتُ إلى العالم. سوى أنه ينظر "داخل" الأشياء لا "إليها"، يبحثُ عن جوهرِها النشط المشتعل الموّار، وغالبًا هنالك يكمن الشعر. الفيلسوف أيضًا يفعل هذا طبعا لكنه يصبغ رؤاه بالمنطق والقانون، أما الشاعر فيطّرح المنطقَ ويكسر القانون، ثم يفعّل الخيال. القصيدة التي هي شعورٌ في شعورٍ ونجوى في نجوى وخيالٌ في خيالٍ وعاطفةٌ في عاطفة، هي- بظني- شيءٌ مسطّح أفقيّ أقربُ للخاطرة. وتظل هذه وجهة نظري الخاصة تصيب أو تخطئ. نحن نكتب في قصائدنا كل ما (لم) يحدث في الواقع.

5. ماذا قال عنك الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل؟
*** أعتزُّ كثيرًا بما كتب عني في بداية مشواري الأدبي منذ عشرين عامًا. ومما قال عني: (شاعرةٌ شابة تحترف الهندسة المعمارية، وتكتب الشعر بالعربية والإنكليزية، فتخترق حواجز اللغات والثقافات، كي تتواصل مع ذاتها في لحظات صدق حميم وموجع. تترجم رؤيتها إلى كلماتٍ لم يسبق لها الدخول في قاموس الشعر من قبل، تطمح إلى أن تتحقق فيه وتبطل المطمور المخزون في ذواكر الأسلاف. ترقص على الحافة الخطرة بين شعرية الائتلاف والاختلاف، وتلعب في تلك المسافة الحرجة بين حرية الإبداع وعقوبات التلقي. إذا عدنا إلى قصائد شاعرتنا فاطمة ناعوت وجدنا عوامل كثيرة تميز تجربتها في الحياة والشعر، وتشفّ عن قدراتها في صناعة الأوزان والخروج عليها، وأدركنا أن خضوعها لتيار الانقطاع عن التفعيلة يخالف ما فطرت عليه من هذا الحس الموسيقي الرائق الذي يتجلى في شكل خجول في كثير من قصائدها. لكنها تحرص في مقابل ذلك على تمثيل جيلها من الشباب المثقف في خصوصية تجربتهم في أشد اللحظات توتراً وتكييفاً للمستقبل. تشفّ قصائد فاطمة ناعوت - كما يشفّ اسمها الذي يجمع بين الألفة والغرابة - عن عالم فتاه مصرية، تربّت في مدارس الراهبات، وتمثلت ثقافة المزج الجميل بين الأديان واللغات في اتساق وجداني ملحوظ. ورماها الذكاء والتفوق إلى الكليات العملية التي تحتكر النوابغ مهما كانت مواهبهم، ثم غلبتها توهمات الشعر وأطياف أخيلته فأخذت تسترجع صوره.)

6. الرومانسية كانت فاتحة كتاب الشعر عند العرب …في رأيك هل مازال للرومانسية وجود الآن ؟
*** ظهرت الرومانسية كمدرسة شعرية في منتصف القرن الماضي مع جماعتيّ الديوان و أبولو. ومبدأها محاكاة العالم والطبيعة من خلال الذات. بينما جنحت الواقعية والحداثة إلى توسيع الرؤية ومحاولة الخروج من قوقعة النفس الضيقة، نحو الواقع الحي. فيما اتجهت ما بعد الحداثة - كما أفهمها -إلى البحث "عن الخارج" "داخل الذات ». فالعالم والكون كله موجود داخلك. الإنسان مؤسسة كونية كاملة بكل خيرها وشرها، فضائلها ونقائصها، جمالها وقبحها. وما عليك كشاعر إلاّ الغوص داخلك لحظة الانصهار لاستخراج اللآلئ والخبث. وفي عملية الرصد هذه يكمن أجمل الشعر وأصفاه. عندما قال سقراط : "أعرف نفسك" كان يعلم أنه يطلب المستحيل وكان يقولها ساخرا لأن التشريح الذاتي هو أقسى المهام البشرية. وصعوبته ليست فقط في طبيعة المهمة ولكن لأنها تنطوي على مقاومة ذاتية. فالجرّاحُ (المُشرِّح) والمريض (المطلوب تشريحه) هما ذات واحدة وهنا تكمن الصعوبة. بدأ الشعر القديم ببدايات كلاسيكية منها النسيب والطللية والخمرية والفخر والمديح والهجاء والغزل و الوصف وغيرها. واليوم اختفى سطوع تلك الخيوط في سجادة الشعر الحديث ولكن بعضها قد يظهر برهافة هنا وهناك كملمح غزلي أو رومانتيكي أو غيره. ولكن الفارق في الشعر الحديث هو محاولة تبني الحياد أو الموضوعية، وعدم إسقاط وجهة نظر الشاعر على الفكرة. وهو الأمر الذي يفتح مساحةً أرحب للقارئ ليضلع في النص بنفسه ونجبره على التورط في وشيجة القصيدة، وهو ما نسميه في الشعر بسياسة الحذف أو المسكوت عنه وهو أخطر من المكتوب وأشد عمقًا وتأثيرا.

7. تقولين في أحد دواوينك الشعرية إن لك مساحتك الخاصة التي عشقتِها و صاغتها حروفك الشاعرة…ما هي قسمات وخيوط تلك المساحة ومعالمها ؟
*** أنتِ تشيرين إلى إهداء الديوان الأول حيث أقول :(إلى أمي ، أودعتني بين دفتي كتاب، فعشقت مساحتي الخاصة حيث لا بديل.) كنت أشير هنا إلى سياسة أمي في تنشئتي وأخي. حيث زرعت داخلنا أن الحياة تبدأ وتنتهي عند الكتاب. فعشقت القراءة وأنا أشكرها على ذلك ولكن بالإهداء ظلالَ عتاب خفيف لأنها نسيت أن تخبرني أن بشرًا هناك وحياة ونبضًا و ألمًا خارج الكتاب. لم أكتشف كلَّ هذا إلا بعد أن كبرت جدا فغمرتني الدهشة وفاتني الكثير لأتعلمه. أما مساحتي في الكتابة فهي المعادل للحياة، ففي قلمي ودفتري تكمن حياتي الكاملة التي عشتها والتي لم أعشها، ولولا الشعر لمت وكانت نهايتي. الشعر يجعلك تتسق مع ذاتك ومع الدنيا ويرأب صدوعا وشروخًا نجمت عن رفضك لكل قبيح، وعن بحثك اليائس عن الجمال. في ورقتي يمكنني أن أخلق يوتوبيا خاصة بي. أشيّدها، أدخلها وأحياها. ويمكنني أيضا أن أصنع جحيما أقتص فيه من نفسي حين أغضب عليها. وهكذا أشكل عالما كاملا فوق ورقتي البيضاء: دنيا وبشر حياة وموت جنة ونار …أليس في هذا بديل وافٍ عن الحياة؟

8. إلى من تدين فاطمة ناعوت بداية تكوينها الشعري؟
*** سؤال صعب! هل أقول أدينُ لجدي الذي دفعني لقراءة "الأغاني للأصفهاني" وأنا بعد صغيرة أتعلّم بدايات القراءة؟ أم أقول لأبي الذي قرأ لي قصص الأنبياء والقرآن كاملا وأنا في الرابعة من عمري حتى تشربت ذناي حلاوة اللغة العربية وامتصت نفسي موسيقاها؟ هل أقول لأمي التي علمتني أن لا بديل عن القراءة والمعرفة وبناء العقل من أجل بناء الشخصية؟ السؤال على هذا النحو يبدو مُربِكًا. لكنني أقترح سؤالا أيسر مثل: لمن تدينين باقتناعك بنشر شعرك وتجميعه في كتب ودواوين؟أجيبك فورا أني أدين لخالي الذي فاجئني قبل عشرين عامًا بقصيدة عمودية لي كنت قد كتبتها فيه وقت كنت طفلة. فوجئت بها ودُهشت لجمالها وقوة بيانها وسلامتها العروضية إلى حد بعيد، في الوقت الذي لم أكن أفكر إطلاقا في نشر أعمالي حيث كنت مستغرقة تماما بالعمل الهندسي ولكن زوجي المهندس المعماري الجميل، نبيل، حين قرأ تلك القصيدة أقنعني بضرورة أن أسترد مشروعي الأدبي وأكتب وأنشر وقد كان، أنا إذن مدينة لكل هؤلاء.

9. هل شاركت في مهرجانات ومؤتمرات وامسيات كثيرة
*** شاركت في معظم مهرجانات العالم الشعرية الشهيرة في أمريكا اللاتينية وأوروبا والوطن العربي. مهرجان برلين بألمانيا، مهرجان المتنبي في سويسرا، مهرجان كوزموبوتيكا في أسبانيا، مهرجان روتردام في هولندا، مهرجان المربد في العراق، مهرجان ربيع الشعراء في باريس الفرنسية، مهرجان فيلينسيا في فنزويلا، مهرجان ربيع الشعر في البحرين، مهرجان سوق عكاظ الشعري بالسعودية، مهرجان ربيع الشعراء في صنعاء باليمن، مهرجان أدنبره الشعري في اسكوتلندا، مهرجان نوروز في كردستان العراقية، مهرجان جرش في الأردن، مهرجان السنديان في سورية، مهرجان بابل بالعراق، مهرجان الزيتونة في تونس، مهرجان فيينا في النمسا، مهرجان القرين في الكويت، وغيرها الكثير مما يضيق الحوار عن ذكره.

*** كلمتي الأخيرة ستكون للعراق وشعبها النبيل المثقف. تحية احترام لشعب العراق صنّاع الحضارة في فجر التاريخ. تحية احترام لأصدقائي من الأدباء والموسيقيين والفنانين والقراء، في دولة العراق العريق، وقلبي معهم في ثورتهم الشريفة من أجل استرداد الوطن المُختطَف. حفظ الله جميع ثوّار العراق النبلاء، وطوبى للأرواح الطاهرة التي افتدت الوطن بدمائها الشريفة.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتحالُ صفة: (رجل)!!!
- التحرُّش… وصعوبةُ أن تسكنَ جسدَ امرأة!
- حينما تصيرُ المرأةُ: سيارةً ب قِفل!!!
- رجاء الجدّاوي … الجميلةُ التي غادرت
- كيف أشرق نورُ 30 يونيو؟
- مانديلا … محمود أمين العالم … وثقافة السُّموّ
- شريف منير …. وجدائلُ الجميلات
- درس شريف منير ... لكريماته
- عيدُ الأبِ …. الخجولُ
- اللّهُمَّ اشفِ مرضانا … ومرضى -العالمين-!!!
- الكمامة والقمامة ولغةٌ (قايلة) للسقوط
- احترام فيروس كورونا!
- البابا تواضروس … في شهر رمضان
- التكفيريون: بارتْ تجارتُهم
- منسي: اللي زيّنا عمرُه قُصَيّر
- الطبيعةُ تتنفَّس!
- لا تسخروا من السُّخرية… في السخرية حياةٌ
- -فرج فودة- الذي عاش أكثر من قاتليه
- أخيرًا… وصايا السَّلف الصالح في مناهجنا
- مسلسلات رمضان … في زمن الكورونا


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - حوار مجلة أمارجي العراقية مع الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت