أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - اخلاص موسى فرنسيس - المرأة والآبار














المزيد.....

المرأة والآبار


اخلاص موسى فرنسيس
(Eklas Francis)


الحوار المتمدن-العدد: 6627 - 2020 / 7 / 25 - 00:13
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


نحتاج إلى آبار أخرى جديدة، تُحفر في شوارع وأزقّة المدن العربيّة، حيث يرمي الأب عارف فيها غاسلًا يديه، متّهمًا القدر: " لقد سقطت سهوًا، لا يد لي، ولا حيلة في الأمر". يا لها من هاوية وصلت إليها مجتمعاتنا العربية، في هذه الأيام بالذات حيث الموت يحصد شمالًا ويمينًا بأصابع الوباء، تنهش الأجساد كبارًا وصغارًا.
ما من رادع لما يجري لنا، يجعلنا نقتنص هذه الفرصة كي نملأ عيوننا من أحبائنا الذين ربما يخطفهم الوباء منّا، لكن كيف للرجل الشرقيّ أن يكون إنسانًا؟
أعلم أنّ التعميم غير عادل، لذا أقول: بعض الرجال لا سيما الذكور وأشباه الرجال الذين شرفهم متعلّق بعذريّة المرأة، هذه المرأة التي هي أمّه وأخته وابنته.
صرخة أحلام الأردنيّة التي قتلت بطريقة همجيّة على يد والدها الذي دقّ رأسها،
كأنّه يدقّ وتد خيمته، ليتفيّأ تحتها، وإسراء الغريب التي ضُربت حتى الموت من أسرتها، وماذا عن إيمان التي دبّر زوجها مكيدة ليقتلها؟
إنّ القاسم المشترك بين كلّ الضحايا هو أنّ المجرم يخرج بريئًا ممسكًا القانون بيده "لقد غسل عاره". عن أيّ عار تتحدّث أيها الذكر؟ عدا سكوت القانون عليها نرى سكّان السوشيال ميديا يطلّون علينا بالمحرّم والمحلّل، القانون الثالث، كلّ يفتي على هواه، ويغنّي على ليلاه، ويبسطها على الصفحات الزرقاء الباردة الخالية من أيّ مشاعر وأيّ دفء وأيّ مسؤولية، فقط لتجريم المرأة، وتحميلها عاقبة عاهات مجتمع "أكل الدهر عليه وشرب" .عار على المرأة أن تحبّ، وليس عارًا أن يُدقّ رأسها بالحجر، ويسفك دم الضحيّة.
كلّ صباح تطالعنا أخبار وحكايات كابوسية، وكأنّنا في فيلم رعب، وكلّ أبطاله من النساء اللواتي قُتلن بيد الأب أو من ينوب عنه ، هذا الأب الذي يتحوّل إلى وحش ضارٍ، غير آبه لصرخات فلذة كبده، وليس هناك من يأتي لينقذها من براثنه، الكلّ يقف موقف المتفرّج اللامبالي، ليس هذا فحسب بل هناك من يصفّق لهذا المجرم، بداية ممن سنّ قانون جريمة الشرف إلى من يشجّع على هذا القتل.
هذه المرأة التي تعتبر نكرة وعورة، وناقصة عقل ودين، هل قتلها حلال؟
أين قوانين الأحوال الشخصيّة الإنسانيّة التي يجب أن تحامي عن المرأة؟
إنّ صرخات أولئك الفتيات اللواتي متن طوع أهواء الذكر الذي أباح لنفسه أن يكون مكان الله متسلّطًا على المرأة ،متّخذًا من الدين والقانون غطاء يتغطّى به، كلما أراد إشباع أهوائه.
متى نستيقظ ،ومتى نقدّر هذا المخلوق اللطيف الذي خلقه الله إنسانًا كاملًا، له من رجاحة العقل وقوة الاحتمال ما لا يتمتّع به الكثير من الذكور؟
متى تتوقّف مجتمعاتنا العربية عن قيادة المرأة بعصا الترهيب والترغيب، عصا الدين والشريعة، وسياسة القطيع ؟ ومتى يتوقّف التدخّل في خصوصيّاتها؟ ماذا تلبس وماذا تأكل.
أليس الأحرى بنا أن نلتفّ في هذه الأيام حول أسرنا، ونشبع منهم، متى يستيقظ "سي السيد" في المجتمع العربيّ من جماد سلطته الذكورية و وحشيته؟ متى يقرأ الواقع كما هو؟ متى نرمي أسلحة الفكر المضطرب والمريض، ونستيقظ من هذا الطيش، ونخرج إلى المساواة، نعمر مجتمعنا ممسكين بيد المرأة إلى مستقبل زاه؟
متى نتوقّف عن خذل هذا المخلوق الذي اسمه المرأة، ونتوقّف عن أن نكون نحن من نتحكّم بمصيرها، حياتها وأبديّتها، كفى ضلالًا وتضليلًا.



#اخلاص_موسى_فرنسيس (هاشتاغ)       Eklas_Francis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة الدموع
- الويل لأمّة ثقافتها ظلاميّة كافرة بكلّ نور.
- بربغندا كورونا
- طواف سريع في كتاب (الكتابة بالحبر الأسود) للكاتب حسن مدن
- صقيع الغربة
- لبنان ما بين الوباءين
- في ذكرى جبران خليل جبران
- كورونا/ التحدي
- يوم المرأة
- امرأةٌ في المرآةِ
- قصة قصيرة
- فاطمة -رب أخ لم تلده لك أمك-


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - اخلاص موسى فرنسيس - المرأة والآبار