أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اخلاص موسى فرنسيس - في ذكرى جبران خليل جبران














المزيد.....

في ذكرى جبران خليل جبران


اخلاص موسى فرنسيس
(Eklas Francis)


الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 11 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


جبران في ذكراه
جبران.. نحن الآن في شهر نيسان من سنة 2020
نعم.. لقد انقطعت عن الكتابة إليك فترة لا بأس بها، لكن هذا لا يعني أنك لم تكن في فكري وروحي وأنفاسي. إنّ ما أعادني إلى الكتابة إليك اليوم بالذات في ذكرى رحيلك إلى الأبديّة 10 نيسان 1931 هو الوضع العامّ الذي يتخبّط فيه العالم.
لقد اجتاح الكرة الأرضية وباء مميت "فيروس كورونا" جاعلاً عجلة الحياة تتوقّف، ويعمّ الخوف والفوضى. لقد أصبحت الأرض مثل بحيرة نار، الرؤيا مظلمة وضبابية، الرؤساء عاجزون، وأباطرة السلطة في مأزق حرج، الموت يحصد الكبير والصغير، وانعزل البشر داخل الجدران الإسمنتية.
لقد قبض الخوف على الأنفاس، وتحولت الكرة الأرضية إلى عرض متواصل لفيلم رعب.
هبط الموت على شكل جرثومة لا تُرى بالعين المجرّدة، وخرق كلّ الحدود الجغرافية، متخطّياً بذلك أكثر البلاد انغلاقاً إلى أكثرها انفتاحا. لقد بلغ صرح الغنيّ الذي لم تصدّه الأموال ولا الحيطان المسلحة كما كوخ الفقير الذي يفترش الحصير أو الرصيف ويتلحف الفضاء.
لقد بات الموت قاب قوسين من كلّ نفس، يمدّ يده لينهش الأرواح قبل الأجساد.
وأنا أتأمل بهذه الفوضى القابعة خلف الأبواب التي خلفها الوباء وجدتني أردّد معك: "ولما حلّق الموت في الجو نظر نحو العالم، ونفخ في الهواء هذه الكلمات: لن يرجع إلى الأبديّة إلا من جاء من الأبديّة".
لقد قبع الناس خلف أبوابهم المغلقة، أقفلت كلّ دور العبادة، وفرغت من مرتاديها، الرهبان والشيوخ، الخطأة والمؤمنون، متملّقو الإله كما الكفار، كذلك إغلاق دور اللهو والمقاهي والكازينوهات.
لقد فاحت رائحة الوباء، وحلّقت فوق رؤوس الصالحين والطالحين، وتساوى الجميع أمام الموت، وارتفعت الابتهالات كما أصوات الحانقين والغاضبين، وكثر دعاة تطهير القلوب والترفع عن الماديات والتأهّب لمجيء الأبدية، وآخرون تغلغل الخوف في أذهانهم، فأخذوا يقبحون الله يشتمونه، ويتطاولون عليه.
لقد خبا الجمال في النفوس، وذوى مثل شمعة في مهبّ الريح في الهزيع الأخير "وعلى الأرض كرب أمم بحيرة مما سيكون على المسكونة".
لقد جاء الفصح هذا العام، وبدلاً من الشموع والترانيم تكوّمت الجثث في الشوارع، لم تعد تتّسع القبور لدفنها، تتصاعد من المستشفيات أنفاس المتعبين مختلطة بأبخرة الموت. عيون الأطباء الذين كرّسوا نفوسهم وعلمهم لشفاء أوجاع الإنسان تمخّضت وجعاً ودماً.
ما أوهى قدرة الإنسان المحدودة تجاه هذا الوباء الذي لا يُرى بالعين المجردة، ترتعد الأفئدة، تمزّقها مخالب العجز والحزن.
هناك من ينقاد إلى الشكّ بعدالة السماء، ومن يسلم إلى التأمّل بحقيقة الوجود والإنسان وحتمية الموت، ومن يستسلم لأعصابه المنهارة، فيهبط في خضمّ من الأفكار السوداوية التي تودي بحياته قبل أن يدركه الموت.
لقد جاء الفصح هذا العام وجسد يسوع الناصريّ معلّقٌ على الصليب، وعتمة تغشى على المسكونة، والمريمات يحملن الطيوب، محتارات إلى أيّ قبر يذهبن، وما الأجساد التي يطيبنها، هل ذلك الطفل الذي مات جوعاً لأن والده خرج للعمل فحصده الوباء؟ أو ذلك الشيخ الهرم المنسيّ من أبنائه؟ أم شعب لفظ الوطن أبناءه إلى أقصى المعمورة؟

لقد انشقّ حجاب الهيكل، وهذا الجبار ما زال باسطاً يديه يلمّ الزوايا الأربع، بيده مشرط العدل، يجرح، ويعصب، يكسر ويجبر، ينادي بماء الحياة لمن يقبل، يهمس للريح، فيخرسه، ولموج البحر فيصمت، ويلتقي الموت فيصرعه، يمسّ بأنامل الحبّ القلوب فتحيا!
وأنينُ النّايِ يبقى بعدَ أنْ يفنى الوجودْ



#اخلاص_موسى_فرنسيس (هاشتاغ)       Eklas_Francis#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا/ التحدي
- يوم المرأة
- امرأةٌ في المرآةِ
- قصة قصيرة
- فاطمة -رب أخ لم تلده لك أمك-


المزيد.....




- تحسين مستوى اللغة السويدية في رعاية كبار السن
- رش النقود على الفنانين في الأعراس.. عادة موريتانية تحظر بموج ...
- كيف نتحدث عن ليلة 13 نوفمبر 2015 في السينما الفرنسية؟
- ميريل ستريب تلتقي مجددًا بآن هاثاواي.. إطلاق الإعلان التشويق ...
- رويترز: أغلب المستمعين لا يميزون الموسيقى المولدة بالذكاء ال ...
- طلاق كريم محمود عبدالعزيز يشغل الوسط الفني.. وفنانون يتدخلون ...
- المتحف الوطني بدمشق يواصل نشاطه عقب فقدان قطع أثرية.. والسلط ...
- وزارة الثقافة السورية تصدر تعميما بمواصفات 6 تماثيل مسروقة م ...
- هنادي مهنّا وأحمد خالد صالح ينفيان شائعة طلاقهما بظهورهما مع ...
- السعودية تُطلق -أكاديمية آفاق- لتعزيز الشراكة بين التعليم وا ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اخلاص موسى فرنسيس - في ذكرى جبران خليل جبران