أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اخلاص موسى فرنسيس - قصة قصيرة














المزيد.....

قصة قصيرة


اخلاص موسى فرنسيس
(Eklas Francis)


الحوار المتمدن-العدد: 6504 - 2020 / 3 / 2 - 09:12
المحور: الادب والفن
    


امرأةٌ في المرآةِ

تأمّلت في المرأة التي داخل المرآة طويلًا، وهي تسرّح شعرها الكستنائيّ، وسافرت في العيون التي تخفي مئات الأحلام والأماني، كانت قد ارتدتِ البيجاما البيضاء، وتهيّأت للنوم، عندما رنّ تلفونها بنغمة خفيفة، رسالة ليلية متأخّرة جدًّا. كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل، وكانتِ الأشواق تغزو صدرها، والحنين يداعب أناملها، والليل بصمته العميق يوقظ كلّ أحاسيس الأنثى المنسيّة خلف غيمة العمر.
تناولت التلفون، وحدّقت طويلًا في الرسالة، هي رسالة من مجهول، كيف يكون مجهولًا ؟ أدارتِ الموسيقا، وكانت ليالي الأنس في فيينا للأمير فريد الأطرش، الموسيقا يقولون عنها إنّها الحكاية التي تخاطب الروح، واللغة التي نفهمها بالإحساس، واللفظ الذي نعيشه بالجسد .
كانت النغمات تدعوها إلى حلبة الرقص، وهي ما زالت تحدّق في المرأة داخل المرآة، خلف المرايا الباردة هناك تسكن حبيسة العمر والذكرى، وأسيرة حلم وأوراق وأشياء أخر. حلم الطفلة راح يطفو على جلدها، ويولد من جديد من المسام، ارتعشت، ابتسمت، وتناولت المشط من جديد، وربطت شعرها إلى أعلى رأسها، ما كشف استدارة وجهها، وأبرز جمالها الذي لم يخبُ برغم السنين، وراحت تفكّ أزرار بيجامتها، وطرحتها أرضًا، وارتدت الفستان الأسود الطويل، وأعادت تشغيل الموسيقا من جديد، وهي تضع حذاء الباليرنا، تشدّ أطرافه، وبكلّ عفوية راحت تسبح في فضاء الغرفة، وعلى وقع الموسيقا تدور وتدور، وكأنّها تعود بعجلة العمر إلى ثلاثين سنة مضت، حين كانت بين يديه يرقصان على متن الليل، وفي أعالي الجبال، كالفراشة تطير من نغمة إلى أخرى، وعلى شفتيها ابتسامة طفلة، وفي ذاكرتها طيف عبر، وفي صدرها حلم يكبر، وعلى عنقها ختم أسمر، وشم يحمل اسم شمس، توقفتِ الموسيقا، انحنت تحيي الجمهور الذي أخذته الدهشة، صفّقوا طويلًا، صاحت بهم، لا تجرؤ على رفع صوتها معاتبة.
ألم تروا من قبل طفلة سُرقت أحلامها، وغدت في منطقة الصفر، شاب شعرها،
وباتت تسرق الفرح من سراب العمر...؟



#اخلاص_موسى_فرنسيس (هاشتاغ)       Eklas_Francis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاطمة -رب أخ لم تلده لك أمك-


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اخلاص موسى فرنسيس - قصة قصيرة