أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - متى ولد مصطلح -إسلاميون- وما الفرق بين الإسلامي والمسلم؟















المزيد.....

متى ولد مصطلح -إسلاميون- وما الفرق بين الإسلامي والمسلم؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6627 - 2020 / 7 / 24 - 00:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في القرن الثالث الهجري ابتكر الأشعري مصطلح "الإسلاميون"، فهل كان يعني ما يعنيه اليوم، وما الفرق بين الإسلامي و"المسلم"؟ مع رابط لتحميل كتاب الأشعري. يحاجج بعض الإسلاميين، وهم محقون شكلا، بهدف تأكيد قِدَم وأصالة مصطلح "الإسلاميون" ومشتقاته بأن مَن ابتكره واستعمله هو أبو الحسن الأشعرى، المولود بالبصرة في العراق سنة 260هـ = 874م، والمتوفى بها سنة 324هـ = 936م. وكلامهم صحيح بخصوص الابتكار اللغوي الاصطلاحي فقط، أما في المعنى فالأمر مختلف. كيف ذلك؟ في كتابه "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين" لم يكن الأشعري يقصد بالإسلاميين ما يُقصد بهم اليوم كناشطين سياسيين دينيين يدعون لقيام دولة دينية إسلامية على طريقة "الخلافة الراشدة" سُنيا، أو على طريقة "ولاية الفقيه" شيعياً، بل كان يعني شيئا آخر، وفي التفصيل نقول: صحيح أن الأشعري أول من نحت واستعمل مصطلح " الإسلامي" بصيغة الجمع، وجعله في عنوان كتابه المهم "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين"، وصحيح أن هذا الاصطلاح قديم وأصيل في السردية الإسلامية وهو ناجح ورائج اليوم. ولكن محتواه المضموني حين ولادته في القرن الثالث الهجري، التاسع الميلادي، يختلف كثيرا عنه الآن. فقد استعمله الأشعري عنوانا لكتابه " مقالات الإسلاميين" وكلمة "مقالات" هنا لا تعني جمع مقالة وهي النص المكتوب بطريقة معينة، بل يعني (كلَ ما قيل في مذاهب المسلمين وفرقهم وطوائفهم العديدة وتصنيفها وتعريفها وما قاله أهل المذاهب عن أنفسهم ومذاهبهم وعن غيرهم).
وبهذا الإنجاز التأليفي يمكن اعتبار الأشعري أول من أسس وكتب في علم تأريخ المذاهب والفرق الدينية وأوجد هذا التخصص في السردية العربية وربما العالمية، وأختلف مع من يعتبره مؤسس علم الأديان أو اللاهوت الإسلامي والثيولوجيا، فالعِلمان مختلفان تماما.
عُرف الأشعري بكونه أحد أعلام أهل السنة والجماعة، وإليه ينسب المذهب الأشعري، وهو مذهب سلفي وسطي معتدل، يرفض تكفير الآخر رفضا عقلانيا حاسما. كان الأشعري في أول حياته على مذهب الاعتزال، ثم تراجع وارتد عنه بعد ذلك، وتبرَّأ من الأقوال التي كان يقولها المعتزلة، من قبيل القول بخلق القرآن وأن مرتكب الكبيرة في منزلة بين منزلتين وغير ذلك.
والأشاعرة هم جماعة من أهل السنة، لا يخالفون إجماع الأئمة الأربعة (أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد). تعتبر الأشعرية منهجاً وسطاً بين دعاة العقل والمنطق وبين الجامدين عند حدود النص وظاهره، رغم أنهم قدموا النص على العقل، إلا أنهم جعلوا العقل مدخلاً في فهم النص. ويمكن اعتبار هذا المذهب هو المذهب الرسمي لمؤسسة الجامع الأزهر حاليا، وكان الأشاعرة قد تعرضوا للاضطهاد من قبل العثمانيين لأنهم يستعملون الجدل العقلي والمنطقي في محاججاتهم رغم أنهم سلفيون كالعثمانيين الذين كانوا على المذهب الحنفي رسميا وبالدرجة الأولى.
لقد جمع الأشعري في هذا الكتاب مذاهب جماعات المنتمين للإسلام كدين، وكذلك الاختلافات بين المصلين. ولكن لماذا المصلين؟ يجيب الشيخ د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي إن (كلمة مصلين مختارة بعناية، فالأشعري يقول "مَن صلى إلى قبلتنا فهو منا ولا نكفره". وهذه المقولة المهمة يناهضها الأصوليون التكفيريون، وبخاصة المنظمات الانتحارية منهم، لأنها تقطع عليهم طريق تكفير المسلمين من جميع الفرق والمذاهب، ومن هذا المبدأ الأشعري يأتي رفض مشيخة الجامع الأزهر تكفير كل من يسمي نفسه مسلما حتى لو كان سلفيا انتحاريا كالدواعش.
في كتابه "مقالات الإسلاميين"، قسم الأشعري الفرق الإسلامية إلى عشر فرق كبرى، وكل فرقة كبرى انقسمت إلى عدة فرق كل فرقة منها تكفر الأخرى. وقد تفطن الأشعري إلى أن أهل الفِرق "تعمدوا الكذب وإضافة الأقوال على أقوال ليست منها، بقصد التشنيع بعضهم على بعض". وهذا التشخيص يضيء لنا جوهر الصراعات الأيديولوجية المذهبية الحزبية في عصرنا، سواء كانت دينية أو غير دينية. وقد تصدى الأشعري للمعتزلة الذين كان منهم في بداية حياته وهم المحسوبون على التيار العقلاني في الفكر الإسلامي القديم، وناظرهم وشرح نقاط ضعفهم كما يراها، ولكنه لم يُكفِّرهم بل خرج من خلافته بموقف فكري شديد العقلانية والتسامح لخصه ببضع كلمات حاسمة حين قال (اختلف الناس بعد نبيهم على أشياء كثيرة، ضلل بعضهم بعضا - اتهموهم بالضلال -، وبرأ بعضهم من بعض، فصاروا فرقا متباينين وأحزابا متشتتين إلا أن الإسلام يجمعهم ويشتمل عليهم).
ملاحظة أخيرة: يصادر بعض الدعاة والساسة الإسلاميين المعاصرين على المطلوب حين يعتبرون الإسلاميين هم المسلمون. وقد سمعت سياسيا إسلاميا من دولة عربية يقول قبل سنوات قليلة إن الصراع في هذه الانتخابات التشريعية هو بين المسلمين والعلمانيين! وهذا تزييف ومصادرة تكفيرية غير مباشرة، فليس جميع المسلمين إسلاميين سياسيا يوافقون على المشروع السياسي الإسلامي لهذا الحزب أو ذاك او لجميع الأحزاب الإسلامية، وإن المسلم ممكن أن يكون علمانيا أو إسلاميا من الناحية الأيديولوجية والسياسية، لأن الإسلاميين جزء من كل، والكل هو الشعب بمسلميه -إن كان مجتمعا مسلما - أو بمسلميه وغير مسلميه إذا كان مجتمعا تعدديا متنوعا دينيا. وأول من فرق بين المسلمين اسما وولادة وبين المسلمين المؤمنين عقيدة واقتناعا هو القرآن ذاته في الآية (قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ / الحجرات 14). وهذا التفريق القرآني بحد ذاته يوسع دائرة الاعتدال والتسامح ويضيق دائرة التشدد والتكفير والتعصب.
*رابط لتحميل كتاب "مقالات الإسلاميين" لأبي الحسن الأشعري:
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D9%84%D9%8A%D9%86-%D8%AA-%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D8%B1-pdf?fbclid=IwAR203m91LhHYxvT8I6W13Uxf94IgqJ-jFqxYzZvEO_MRB7dyaKYhvLu9FdI



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف كان العراق قبل خمسمائة سنة؟ حملوا نسختكم من كتاب لونكريك
- حملوا نسختكم من كتاب -التاريخ الشعبي للولايات المتحدة الأمير ...
- من قرر قتل الملك وعائلته في 14 تموز؟ 
- رواتب العائلة المالكة وتقييم بريطاني لعبد الإله ونوري السعيد
- لماذا وصف السفير الأميركي 14 تموز بحركة رعاع، وكيف رد عليه ح ...
- حول 14 تموز الفرنسية التي -يقدسها- البعض عمياوي
- حول آيا صوفيا الكنيسة فالمسجد فالمتحف فالمسجد!
- خسائر البريطانيين البشرية والمالية في ثورة العشرين العراقية ...
- لماذا يهاجم برجوازي قومي ضيق الأفق مثل بوتين اشتراكي أممي مث ...
- كارثة أوسلو لا تقل شرا عن كارثة صفقة القرن الترامبية
- ثورة العشرين والإقصاء الطائفي المتبادل
- دفاعا عن الشيخ المقاتل ضاري المحمود وعن ثورة العشرين
- تركيا بدأت المرحلة الأخيرة من تجفيف نهر الفرات وإزالته من ال ...
- كارثة الاقتراض والديون في لبنان اليوم والمكسيك بالأمس والعرا ...
- جهاز مكافحة الإرهاب يداهم أحد الفصائل المليشياوية المسلحة
- انتفاضة تشرين في مواجهة الحزبين الأميركي والإيراني في الحكم
- الزرفي: حاجة أميركا إلى العراق هي واحد بالمائة من حاجة العرا ...
- حملوا نسختكم من الكتاب الأكثر مبيعا في العالم -الاغتيال الاق ...
- وزير سابق: أربع طرق لحل الأزمة المالية تهملها حكومة الكاظمي، ...
- من حصار بوش على العراق إلى حصار ترامب على سوريا!


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - متى ولد مصطلح -إسلاميون- وما الفرق بين الإسلامي والمسلم؟