|
وعن إعزاز؟؟؟... لا أدري...
غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 15:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وعــن إعـــزاز؟؟؟... لا أدري... لي صديقة فيسبوكية.. مثقفة... بورجوازية... من الطبقة الفوق وسطى حتما.. متزوجة.. عدة أولاد.. جامعية حتما.. والزوج.. مثقف جامعي.. حياة معيشية مؤمنة رغيدة.. منظمة.. من طريقة لبسها المتزنة الجميلة.. وماركات ألبسة بناتها.. تعيش بمدينة سورية كبيرة (لا يوجد فيها أية آثار داعشية)... سألتها عن "تفجيرات مدينة إعزاز السورية"...وكان جوابها الآني.. أنا لا أتابع الأخبار المزعجة... تكفينا ضائقات وكركبات الحياة اليومية.. بصيغة ديبلوماسية أنعم من كتابتي الصريحة الواقعية الحدثية... مما يعني أن سيدة البيت البورجوازية الجميلة الرائعة... لا تهتم بما يجري بالبلد.. حاصرة اهتماماتها ببيتها وتربية ورفاه أولادها وراحة زوجها...والذي يطالع أو يسمع الإخبارية السورية.. وسانا.. من وقت لآخر... صورة كاملة للعائلة السورية (النظامية) الكاملة Super Class.. طـمـأنت صديقتي.. بأنني أحترم اختياراتها.. بكل فولتيرية... ولكنني لست موفقا شخصيا عليها... لأنني أدين نفسي بقوة.. إذا ما تراجعت عن انتقاد الضلال والضيم والخطأ.. وعدم الاهتمام بالانفجارات.. أينما كانت بأبة قرية أو حاكورة.. ببلد مولدي.. أو بأي مكان بالعالم... وخاصة إن تسبب بتيتيم أرامل وأولاد.. على يد عصابات مجرمة آثمة... لأن الصمت والحياد والانعزال.. عن أبسط جريمة لاإنسانية... مشاركة بالجريمة... وأفهم وأحافظ على اعتقادي.. أن تربياتنا الانعزالية.. وابتعادنا عن التعبير والصراحة والانتقاد.. والمشي دوما بالخط الأبيض المستقيم.. بالإضافة إلى عاداتنا وتقاليدنا ودياناتنا ومعتقداتنا التي تؤله السلطان.. وابن السلطان.. وحتى حفيد السلطان... وخاصة لا تتخل بالسياسة...كانت السبب الحدثي الأهم لضياع هذا البلد.. وهيمنة داعش.. وأبناء داعش.. وحلفاء داعش.. على جور سوداء عجيبة غريبة.. بهذا البلد.. وجزء من شعب هذا البلد.. ومقاتلين سيافين قتلة لاإنسانيين.. جاءوا من غابات المشرق والمغرب.. وزواريب الأحياء الزنانيرية من عدو مدن أوروبية... ظنوا أن القتل على الأرض السورية أو العراقية.. تقربهم من عشرات حوريات الجنة... نعم كان حياد غالب شعب هذا البلد... وعادات شعب هذا البلد.. وبرمجة Formatageشعب هذا البلد حتى الراحلين منه من عدة عقود.. من حكام أصبحوا أنصاف آلهة.. منذ خمسين سنة.. اعتنقوا ديانة الصمت والحياد وتأليه الحاكم.. كل حاكم... كان جزءا هاما.. من كل البلاوي والكركبات التي أصابتنا.. خلال الخمسين سنة الفائتة... وخاصة السنين العشرة الفائتة... حيث أصبح الفساد والتشبيح والفهلوة والسرقة والتجويع... أقوى من أي قانون محلي أو دولي... وأتذكر أيام فتوتي وشبابي.. وبداية رجولتي عندما ألتقيت بالفتاة التي اخترتها.. بنهاية الخمسينات من القرن الماضي.. بعد أن مضيت عدة سنوات بسجن (سياحي) معروف على هضبة دمشقية ساحرة.. وأردت الزواج منها.. أعترض جميع أقربائها باللاذقية منبهين أمها... حذرا... حذرا.. حذرا.. أبن صابور هذا... خطير جدا.. إنه خريج سجون.. وهو يتعاطى السياسة.. (انتبهوا لفعل يتعاطى) مثل يتعاطى المخدرات.. أو يتعاطى السرقة.. أو القتل... ولكنني أطمئن القارئة والقارئ... أننا تزوجنا... ونحن نعيش اليوم.. مع بناتنا وأولادنا.. وأحفادنا... وأحفاد أولادنا.. بــفــرنــســا... وأعتقد أنهم مثلي لا يغيرون هذا البلد... لــقــاء أية جــنــة... ولهذا السبب... كان تطبيع حكام هذا البلد.. ضد السياسة.. وإبعاده عن الحقائق الحقيقية.. وتعتيم كل حقيقة... ما زال يموت سوريون أبرياء... بمدينة إعـــزاز... وغيرها من المدن الــســوريــة... صديقتي... صديقتي تحب بلدها.. ومدينتها.. وعائلتها.. وطمأنينتها... كغالب البشر...وخاصة الذين لا يسمعون أصوات الانفجارات... ولا يرون أشلاء القتلى من الانفجارات الآثمة... وخاصة من لم يــروا داعشيا واحدا.. سوى ببعض الأفلام الهوليودية المدروسة... وتركوا داعش وأبناء داعش وحلفاء داعش... يفجرون آثار تدمر... يفجرون سوريا.. ناشرين شريعتهم وانحرافاتهم واعوجاجاتهم القبلية والدينية الموروثة من مبادئ العصور الحجرية المجنزرة... تــنــخــر كل شروش هذا البلد وحضارته التي تعود لأكثر من خمسة آلاف سنة... مع مزيد حزني وألمي ويأسي وبأسي... بالإضافة أن جميع عنتريات الجوار.. وغير الجوار.. تقوم بكل تجارب عنترياتها باختراق أجوائنا وحدودنا... مسببة حفنات من القتلى والأذى والخراب.. بدون أي رادع... والجواب دوما.. خطابات وكلمات ومنفخات عنترية وهمية... لا تحرك.. ولا تمنع.. ولا تحمي أي شــيء... والأصدقاء والعرابون... يتفرجون... يتفرجون....... *************** عـلـى الــهــامــش ــ من تجربتي الشخصية : منذ أكثر من نصف قرن...كلما كتبت أو تكلمت عن حقيقة حقيقية... فقدت صديقا.. أو نـصـف صديق.. وكلما تابعت وثابرت بالدفاع عنها... أعرف بأني ســأفــقــد العشرات منهم.. ولكنني بطبيعة قناعتي ومعتقدي.. أفضل العزلة.. عن المشاركة بالخطأ.. والصمت عنه... ومن أقدم تربيتي وتجربتي الشخصية.. أن الصمت عن الخطأ والجريمة... مشاركة مدانة بالخطأ بالجريمة... نقطة على السطر... انتهى.... غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عرابنا بوتين... وجارنا آردوعان...
-
آردوغان... آردوغان... الحاقد المنتقم الجبار...
-
هل يريد موت اهلنا... قيصر؟؟؟!!!,,,
-
مشكلة بورجوازية... وهوامش إضافية .. ضرورية...
-
رفقا بالإنسان السوري... وهوامش حدثية إنسانية... هامة...
-
أيهما أخطر؟؟؟... الكورونا... أم جريمة سلب الضفة؟؟؟!!!...
-
كلام فارغ... أم كلام صحيح؟؟؟!!!...
-
السيد دونالد ترامب... يتابع تهديد العالم...
-
رومينا Romina... فتاة قروية إيرانية... وهامش سوري بسيط...
-
وأخيرا... اكتشفنا القمر...
-
ماري أنطوانيت... السورية...
-
أمريكا تشتعل...
-
كل هذا... أساطير وهمية...
-
هل تم تقسيم سوريا؟!...
-
-مسلسل باب الحرة- موديل 2020
-
رد وتأييد لصديق فيسبوكي...
-
اللقاح ضد الكورونا والكوفيد.. بيد الأمريكان فقط سلاح دمار
...
-
دوريات عسكرية روسية تركية... مشتركة...
-
الأيام القادمة...
-
تحية واحترام إلى الممثل الفرنسي الرائع Vincent Lindon
المزيد.....
-
فيديو أشخاص -بحالة سُكر- في البحرين يشعل تفاعلا والداخلية تر
...
-
الكويت.. بيان يوضح سبب سحب جنسيات 434 شخصا تمهيدا لعرضها على
...
-
وسائط الدفاع الجوي الروسية تدمر 121 طائرة مسيرة أوكرانية الل
...
-
-بطاقة اللجوء وكلب العائلة- كلّ ما استطاع جُمعة زوايدة إنقاذ
...
-
في اليوم العالمي لحرية الصحافة: هل يعود الصحفيون السوريون لل
...
-
مسؤول عسكري كوري شمالي من موسكو: بيونغ يانغ تؤكد دعمها لنظام
...
-
صحيفة برازيلية: لولا دا سيلفا تجاهل 6 رسائل من زيلينسكي
-
-باستيل- فرنسا يغري ترامب.. فهل تتحقق أمنية عيد ميلاده؟
-
روسيا تعرب عن استعدادها لمساعدة طالبان في مكافحة الإرهاب
-
ترامب ينهي تمويل خدمة البث العامة وهيئة الإذاعة الوطنية الفي
...
المزيد.....
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|