هل تم تقسيم سوريا؟!...

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 6576 - 2020 / 5 / 28 - 17:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هـل تــم تــقــســيــم ســـوريــا؟؟؟!!!...
هي الأولى من نوعها.. روسيا والولايات المتحدة تسيران دورية مشتركة في محافظة الحسكة.
(موقع سيريانيوز ـ الأربعاء 27 أيار 2020)

أية دولة سوف تتابع دورياتها على هذا البلد المتعب المتجزأ الحزين.. معلنة انتدابها على فضلات مائدة الأمريكان والروس؟؟؟... تـركـيـا أردوغان؟... إسرائيل بينيامين ناتانياهو؟؟...من سوف يتقاسم مليارات عائلة مخلوف وعائلة الأسد؟؟؟... ومن سيعين رئيس باندوستان دمشق.. لتنفيذ قرارات المندوبين الساميين... وقرارات مجلس الأمن المفوض بمراقبة تقسيم الأراضي السورية؟؟؟...
إنني أرثي البلد الذي ولدت فيه... وأبكي عليه بدموع مخنوقة... إني أتساءل إن كان هذا التقسيم وهذه الهيمنة السارقة.. وهذا الانتداب الغير شرعي والآثم.. متفق عليه.. حسب خارطة طريق "هنري كيسنجر" المعروفة.. من الدول المشتركة.. ومن جميع السلطات التي توالت على هذا البلد.. وخاصة خلال الخمسين سنة الأخيرة... لماذا هذا الهولوكست Holocauste البشري بملايين المهجرين والقتلى من الشعب السوري.. إن كانوا متفقين على بيع البلد وتقسيمه بهذا الشكل المافياوي الأعرج... هل كان القتل والتقتيل والتهجير وتفجير بنيان البلد بالكامل... تلذذا صادي ـ مازوخي.. أم تأمينا سياسيا كاملا لتغيير مضمون.. لكل آثار الحضارة السورية وتاريخها.. من خمسة آلاف سنة.. حتى اليوم... والمجزرة الإجرامية.. لـم تنته بعد؟!...
مؤامرة خارجية أطلسية.. أو داخلية... مسؤوليات سلطات هذا.. وخاصة أجهزة مخابراتها الرهيبة المعروفة.. تتحمل غالب المسؤوليات.. وأهم خياناتها ببيع البلد.. مقطعة.. منهوبة.. مسبية.. مباعة... أرضا وشعبا... وتعامي المسؤولين على مختلف الدرجات من قاعدة الهرم السلطوي. حتى قمته.. عن تسلل جحافل قاعدة خلافاتية إسلامية.. من كافة غابات الأرض... لنهب وغزو وتفجير كل آثار ما تبقى من حضارة.. وقتل وتهجير ملايين السوريين...ومما لا شك.. أن ما أصاب سوريا من عشرة سنوات.. وما أصاب لبنان من قتل عملتها وتجويع شعبها... كان تتمة إجرامية.. استراتيجية.. للجريمة الأممية الكيسنجرية المكتوبة... ولكن هذا التعامي الكامل من السلطات السورية.. وأساليب حلها لهذه المشاكل التي رافقت عشرة سنوات الحرب وقبلها.. لا تبرر على الإطلاق خيانة مئات الجنرالات والسياسيين الذين باعوا البلد بآلاف ميليارات الدولارات المخزنة بحساباتهم بالبنوك العالمية.. المختصة بتبييض أموال الخيانة والجريمة...
كلماتي... كلماتي محروقة بالألم على بلد مولدي الذي دافعت عنه بكل طاقاتي وكتاباتي وندواتي.. ونقاشاتي.. وخاصة خلال العشرة سنوات الماضية.. سنوات الموات والهلاك.. وما انتفخ وتفجر فيها من فساد الفريسيين وتجار المعبد والحرب... وما دفعه غلابة شعب هذا البلد وفقراؤه الصامدون الصابرون... لهم وحدهم.. لهم وحدهم يتوجه اليوم ألمي وغضبي ويأسي.. وكل اعتذاري.. وكامل احترامي... أما الآخرون.. السارقون الفاسدون.. لن تنساهم ولن تهملهم ذاكرة الحقيقة الحقيقية.. مهما مرت السنوات... وتطالهم محكمة التاريخ والحدث.. ومن تبقى من الأحياء وأولادهم.. وذاكرة الأحياء وأولادهم وأحفادهم... هــنــاك وهــنــا... وأينما انتشروا بالعالم... آخر آمــالــي...
***************
عـلـى الهــامــش :
ــ أين ذاكرة هذا البلد؟...
من التعامي الكامل.. والغباء والجهل.. والإهمال وفقدان كل شعور وتحليل منطقي وإنساني..ألآ نـرى أن هذا البلد عاد أكثر من قرن للوراء... مسلسلاته التلفزيونية... قراراته وإعلامه.. وعي سلطاته السياسي... عدنا لأيام الغلمان والسلطنات المريضة... أيام كانت السفارات البريطانية والفرنسية... تقرر مصير بلدان المشرق... واليوم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.. مع تركيا وإسرائيل بالصف الثاني.. يقررون مصير حياتنا وموتنا...
ماذا تبقى من الوطن السوري والسوريين...
من منكم اليوم يتذكر من قال بالقرن الماضي... بالثلاثينات منه :
" إن لم تكونوا أحرارا.. من أمة حرة.. فحريات العالم عار عليكم... "
هذا لا يتجاوز العشرات اليوم... طــبــعــا!!!...
لهذا نحن نائمون.. قابعون... بقعر جورة العتمة...........
بـــالانـــتـــظـــار... نقطة على السطر... انتهى.........
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل