الرأسمالية الليبرالية... ومافيات العولمة العالمية... أخطر من الكورونا وكوفيد19...

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 6541 - 2020 / 4 / 19 - 15:36
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية
    

الرأسمالية الليبرالية... ومافيات العولمة العالمية...
أخطر من الكورونا وكوفيد 19...

نعم... وألف مرة نعم... وتأكيدا لهذا العنوان... لأنه بعد انتشار هذا الوباء.. عـالــمــيــا... دون أي استثناء.. حتى أصغر الجزر المعروفة والمتوسطة والكبيرة... من بداية هذه السنة.. ومتابعة انتشارها... ومرافقة الدول الرأسمالية لهذه الكوارث.. بزواياها الاقتصادية.. ومرجعياتها المادية... ورغم تظاهرها بالاهتمام بمردوداتها بتفجر البطالة بالملايين والملايين بالعالم.. نرى أفضلية اهتمامها.. بالشركات العالمية الرأسمالية قبل كل شيء... وفتح خزائن البنوك المحلية والعالمية لها.. وخاصة البنوك المركزية العالمية الكبرى.. بلا حدود ولا أية فوائد... بينما العاملون الحقيقيون.. الغارقون يوميا.. وسبعة أيام بالأسبوع... بأكثر من ستة عشر ساعة باليوم الواحد.. والأطباء المتطوعون.. ورجال ونساء الوقاية ونقل المرضى... لا مكافأة لهم.. سوى التصفيق الشعبي.. في الساعة العشرين من كل يوم... وبغالب المستشفيات.. لا يقدم لهم حتى وجبة طعام صغيرة أو مقبولة... ما عدا بعض وجبات طفيفة من متطوعين شعبيين لعدد محدود منهم...
الحكومات الغربية.. مشغولة بهبوط البورصة.. ودخولها بكوما مؤقتة.. بانتظار عودتها.. مثلما قبل.. وأشــرس!!!...
الموتى بمئات الآلاف... والمصابون.. بالملايين.. بالمستشفيات.. أو معتكفون ببيوتهم.. ينتظرون علاجا.. تدير اكتشافاته.. مخابر.. أو بالأحرى شركات مخابر عالمية.. همها الوحيد الوصول بالأولية.. بعد أشهر أو سنوات مجهولة.. لاحتكار توزيع هذت الدواء.. أو هذا اللقاح.. لمن يدفع الثمن... نعم لمن يدفع الثمن... ويا حسرتي.. على الدول الفقيرة التي تعاني أكثر وأكثر من الـكـورونـا والكـوفيد... نعم يا صديقاتي وأصدقائي... ممن تقرؤون كلماتي المتشائمة الإيجابية هذه منذ سنوات... نعم هناك دول فقيرة بالعالم.. رغم خيراتها المعروفة .. ولا حاجة لتذكيركم بأوضاعها وأحوالها السياسية والاجتماعية.. وكيف يسرقها حكامها.. حتى ما تتحنن بـه عليهم الجمعيات الإنسانية من أدوية أو غذاء... تسرقها المافيات السلطوية.. وتباع هذه الأدوية والأغذية.. بالسوق السوداء.. وتغمض المنظمات الحكومية والديبلوماسية الغربية عيونها.. لأنها شريكة مع هذه الحكومات "الحرامية" التي تترك البترول والمواد الاستراتيجية الهامة والنادرة للصناعات الغربية الحساسة.. يعني مافيات السلطة بالعالم الفقير.. تتعاون وتتشارك دوما مع السلطات ومافيات الصناعات والمؤسسات الرأسمالية الليبرالية.. والبنوك العالمية بالدول الغربية الغنية... وهكذا تكتمل فريضة الأنظمة الرأسمالية الليبرالية... بأن يبقى الفقير مريضا فقيرا... وأصحابها يزداد انتفاخهم إنتفاخا...

ــ لا يمكنكم يا صديقاتي وأصدقائي أن تتصوروا مستوى العناء الذي يعيشه من يعتنون بالمستشفيات والمصحات وبيوتهم.. بمرضى الكورونا والكوفيد... وأعداد من يصاب منهم بهذا الوباء.. والذي يجر أعدادا منهم لإصابات متقدمة خطيرة.. حتى الموت... لأنهم لا يملكون كل أدوات وأجهزة وأقنعة الحماية والصداري الوحيدة الاستعمال.. التي تحميهم.. والتي تحمي المرضى الذين يهتمون بهم.. من انتقال العدوى.. من مريض خطير.. لمريض عادي.. وبالعكس.. عشرات المرات باليوم الواحد... مئات الاعتراضات تسجل من قبل هؤلاء العاملات والعاملين بالعناية والمداواة والإنقاذ... ومن نقاباتهم.. هــنــا بــفــرنــســا... الدولة الغنية الشهيرة بعالم أشهر المستشفيات الغربية... ومع هذا كله رغم الوعود الحكومية.. والخطابات والإحصائيات واللوغاريتمات الرسمية... ما زالت فرنسا.. رابع دولة غنية بالعالم.. تحتاج لأقنعة وصداري استعمال واحد وأجهزة إنعاش.. وخاصة حتى هذه الساعة.. لا لقاح.. ولا دواء... والسيد ماكرون يتوعد.. إنفراج الاعتصام بالحادي عشر من الشهر القادم.. وافتتاحا للمدارس.. مع بعض الملاحظات والاستثناءات.. كأنه مار جرجس الذي قطع رأس الشيطان (برأس وحش متعدد!)... اليوم.. وبفترات هذا الاعتصام.. كل شيء مــؤمــن ومــوجود... ولكن لأصحاب المكانيات المادية المؤمنة والموجودة.. كما بكل مكان بالعالم.. أيام الحروب والأزمات والنكبات...
هم هذا الرئيس الأول.. إعادة انتخابه.. فقط ولا أي شيء آخر... لأن برمجة تصنيعه لهذا المنصب.. منذ أولى أيام فتوته وشبابه ودراسته وبرمجته Formatage... هكذا كانت... ومما يعزيني أنني لم أصوت له.. رغم كل المساعي الإعلامية.. والمليارات التي صرفت لانتخابه... ولن أصوت له.. ولا لأي من حلقات أتباعه.. ومن باعوا عقولهم وأرواحهم وولاءهم له.. ممن تبقى من بعض الأحزاب التي كانت تسمي نفسها اشتراكية... وبأوساط الإعلام التي كانت آخر صوت للديمقراطية الحقيقية والحريات الإنسانية.......
***************
عــلــى الـــهـــامـــش :
ــ آخــر خــبــر
جنون تــرامــب.. بلا حدود...
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. والذي قرر توقيف الاعتصام قريبا.. بكل الولايات المتحدة الأمريكية... رغم مئات آلاف الوفيات.. ومئات آلاف المصابين.. بالكورونا والكوفيد... واعتراض عديد من الولايات الأمريكية التي يديرها حكام ديمقراطيون.. مقررين تمديد الاعتصام والاعتزال.. لآخر شهر أيار مايو على الأقل.. دعا سكان هذه الولايات كسر هذا الاعتراض.. ولو بالسلاح.. والعودة إلى أشغالهم... رغم أن رؤساء الولايات يمكنهم اللجوء إلى مركز الاستشارة الأعلى...
تفجر جنون تــرامــب... هل ســوف يؤدي إلى حرب أهلية... زائد الكورونا والكوفيد...
من يدري.,, من يــدري؟؟.. من يـــدري؟؟؟!!!...........
بـــالانـــتـــظـــار..........
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل