أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قاسم حسين صالح - ع علي الوردي..تعريف لشباب وثبة تشرين و..آخرين














المزيد.....

ع علي الوردي..تعريف لشباب وثبة تشرين و..آخرين


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6617 - 2020 / 7 / 13 - 21:16
المحور: سيرة ذاتية
    


في مثل هذا اليوم..غادرنا الوردي ليكون منسيا!

كنت القيت محاضرة بساحة التحرير،وكان بين الواقفين شباب، ولما جرّني الحديث عن علي الوردي سألت احدهم عنه فأجاب(لا والله استاذ ما أعرفه)..وثالث ورابع ايضا..ومخجل ان يطالب شباب باستعادة وطن ولا يعرف من خدم الوطن بعلمه..بل ان كثيرين،بينهم مثقفون!، لم يعرفوا عن علي الوردي غير أسمه.
ولهم نقول ان الدكتور علي الوردي هو أبرز عالم اجتماع عراقي في القرن العشرين،وأول من درس طبيعة المجتمع العراقي وحلل الشخصية العراقية وحظي بشهرة
يستحقها. ولد عام 1913 بمدينة الكاظمية ولّقب بالوردي نسبة لجده الذي كان يمتهن حرفة تقطير ماء الورد.عمل في طفولته صانع عطّار بمحلة شعبية بالكاظمية،لكن العطار استغنى عنه لأن الصبي عليّا "يقره كتب ومجلات وعايف المشتريه".
تخرّج في الدراسة الاعدادية وعمل لسنتين معلما باحدى مدارس الكاظمية..سافر بعدها الى أمريكا ليحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة تكساس عام 1950وعاد للعراق بالسنة نفسها وعيّن مدرّسا لعلم الاجتماع بكلية آداب جامعة بغداد،وظل فيها الى عام 1972حيث أحيل على التقاعد.
تأثر الوردي بمنهج ابن خلدون،وعن (مقدمته)كانت اطروحته للدكتوراه..وتنبأ له علماء اجتماع اميركان بشأن عظيم ومنهم رئيس جامعة تكساس..وقد صدقت نبؤتهم.فبعد عودته للوطن بسنة أصدر كتابه (شخصية الفرد العراقي1951)أتبعه في عقد الخمسينيات بمؤلفات أصيلة بينها:مهزلة العقل البشري،أسطورة الأدب الرفيع،الأحلام بين العقيدة والواقع،وكتابه الذي أزعج السلطات الحاكمة(وعّاظ السلاطين) واثار عليه حفيظة رجال الدين ايضا لأنه وصفهم بانهم لم يستطيعوا مجاراة التغيير الفكري الذي حصل في العصر الحديث.
وفي الستينيات أصدر:دراسة في طبيعة المجتمع العراقي،لمحات اجتماعية في تاريخ العراق الحديث-12 كتابا أنجزها بين عامي 69-1979،ومنطق ابن خلدون في ضوء حضارته وشخصيته 1978- تونس،فضلا عن بحوث مبكرة أصيلة بينها (الأخلاق..الضائع من الموارد الخلقية) نشرته مجلة (الأحداث-1959)الصادرة عن الجامعة الأمريكية في بيروت.
ومن بداية عمله الأكاديمي في الخمسينيات صار الوردي قلقا على مصير العراق ومستقبل المجتمع العراقي.وكان الصوت الاجتماعي الوحيد في زمن كانت فيه الثقافة العراقية موزعة بين ايديولوجيات وتيارات قومية ويسارية واسلامية وأدب وشعر،فيما كان هو يغرّد خارج سرب الثقافة.والمفارقة ان السياسيين والمثقفين أخذوا يحضرون ندواته،ويتكاثر عددهم،فشغلهم بأفكاره التي أدهشتهم وسحرهم بجزالة لفظه ورشاقة اسلوبه.
كان الوردي يرى أن فهم المجتمع ونجاح السياسة في العراق يمرّان عبر بوابة(الشخصية العراقية) فخصص لها كتابه (شخصية الفرد العراقي)ممهدا بتوضيح مفهوم(الشخصية)استغرق نصف صفحاته لكون الموضوع جديدا على العراقيين..مشيرا أن ابن خلدون كان رائدا بمحاولته دراسة شخصية الانسان لا على اساس المواعظ والارشاد كدأب من قبله بل بتحليل تاريخي اجتماعي موضوعي .وكان الوردي أول من حلل بعمق نظرية ابن خلدون وشخصّها بأنها تدور بالأساس (حول البداوة والحضارة وما يقع بينهما من صراع).والتقط منه مقولته التي وصف بها البدو بأن "رزقهم في ظلّ رماحهم" معلّقا بأن "البدو لا يعرفون من دنياهم غير الفروسية والفخار والغلبة والتنافس". ووظف ذلك بمنظور حضاري على مجتمعه منبّها ومحذّرا السياسيين والناس بقوله:"ولعلني لا أغالي اذا قلت ان مجتمعنا الراهن هو من أكثر المجتمعات في العالم تأثرا بالقيم البدوية في محاسنها ومساوئها.ولعل المساؤيء البدوية اوضح أثرا فيه من المحاسن..فقد وجدت العشائر الريفية لا تزال تسلك في الحياة مسلكا يقارب مسلك أجدادها من بدو الصحراء،فلديهم قيم العصبية والمشيخة والدخالة والضيافة والثأر".
والمخجل ان الوردي يوم توفى في 13 تموز 1995 لم يجر له موكب تشيع يليق بعالم كبير بل اقتصر على المقرّبين ..فيما ودّعه زملاؤه ومحبوه ..صمتا ..وعن بعد!.
كانت آخر مرة زرته بها في بيته خلف اعدادية الحريري حين كان مريضا. جلست بجانب سريره المتواضع وتمنيت له الشفاء العاجل والعمر الطويل، فقال وهو يحدس أنها النهاية: ( أتدرى ماذا يعوزني الآن : إيمان العجائز)، ولم افهمها إلا بعد حين. وأضاف مازحا": " تدري آني ما احب الماركسيين..بس ما اعرف ليش احبك..تعال انطيني بوسه "..قبلّته وحبست دمعة في العين وشهقة في الصدر.
لك منّا ومن احفادك شباب وثبة أكتوبر / تشرين ايها العالم المبدع..المفكّر من طراز رفيع..الجريء..الجدلي..الساخر..كلّ الاحترام والتقدير والامتنان والذكر الخالد..على مرّ السنين.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطغاة زائلون والعلماء خالدون- علي الوردي انموذجا
- كتب مظهر عارف
- أحزاب الأسلام السياسي و ..الفاشية
- السياسيون في العراق..لماذا فشلوا؟ تحليل سيكوبولتك (2)
- السياسيون في العراق..لماذا فشلوا؟ دراسة علمية (1)
- الحاكم وسيكولوجيا اتخاذ القرارات في زمن الأزمات - العبادي وا ...
- من يحكم العراق..الكاظمي أم المالكي؟
- وزارة الثقافة..هل ستكون بمستوى التحديات؟(3)
- وزارة الثقافة..هل ستكون بمستوى التحديات؟ (2)
- وزارة الثقافة..هل ستكون بحجم التحديات (1)
- تداعيات قرار..يحتاج رأيكم
- مصطفى الكاظمي..هل بدأت المواجهة؟ مؤشرات سيكولوجية
- المثلية الجنسية بين الدين والعلم (2)
- المثلية الجنسية من منظوري الدين والعلم (1)
- مواصفات الحاكم من منظور الأمام علي - لمناسبة ذكرى استشهاده
- العراقيون أصعب خلق الله في علاقتهم بالحاكم - مصطفى الكاظمي ا ...
- القائمة الثانية مذكرة اطلاق سراح توفيق التميمي ومازن لطيف
- مذكرة لدولة رئيس مجلس الوزراء العراقي
- مذكرة لرئيس الوزراء باطلاق سراح توفيق التميمي ومازن لطيف
- مقالب رامز..بين (تحت الصفر) و (مجنون رسمي)


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قاسم حسين صالح - ع علي الوردي..تعريف لشباب وثبة تشرين و..آخرين