أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - محركات كاريزما صناعة الزعيم عبد الكريم قاسم















المزيد.....

محركات كاريزما صناعة الزعيم عبد الكريم قاسم


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 6617 - 2020 / 7 / 13 - 20:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محركات صناعة كاريزما الزعيم عبد الكريم قاسم

يولد الزعيم ومعه الإمكانيات الكبيرة في التأثير على الآخرين ، سرقة قلوب الناس ، وجذب الهالة المضيئة نحوه ، لاسباب تتعلق بالثقة بالنفس ، وامتلاك العاطفة التي تشمل الجميع وتتوقع الأفضل دائما لهم لانه باختصار مصدر اسعادهم وبهجتهم .

الزعيم لا يخرج من الارض دونما محيطات وعوامل نشأة وظروف اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية معينة ، ذلك الامر كثيرا ما نجده في كاريزما شخصية عبد الكريم قاسم فكيف استطاع هذا العسكري المنضبط بدقة كسب التعاطف والقبول الجماهيري اليه ؟

وهنا نقول انها عوامل وعوامل بعضها ذاتيا مرتبطة بشخصية الزعيم قاسم وبعضها داخلية مرتبطة بطبيعة المجتمع العراقي وخارجية مرتبطة بتخلي بريطانيا عن صانعيها فضلا عن دور المحيط العربي والاقليمي الدولي في محاولات النيل من شخصية الزعيم .

المحرك الأول

أن شخصية عبد الكريم المحرك الأول في كسب هذه الكارزما حيث كانت اقرب الى الفقراء في تعاطفه الكبير معهم وفي ايمانه العميق بانه جاء لخدمتهم وتطوير اوضاعهم الانسانية ،

وبالفعل كانت

١_ سمتا البساطة والتواضع التين يحمل كانتا مفتاحا جوهريا الى قلوب الفقراء بعد تاريخ طويل من الحيف والظلم الذي كانوا يلاقونه ابان العهد الملكي الجائر حيث هجرة الريف إلى المدينة وتكاثر البيوت المكونة من الصرائف والطين على اطراف بغداد كل ذلك وجد ارضية مناسبة لنمو الكاريزما ، النعمة الالهية للفقراء ، هكذا هم ينظرون ، حيث هؤلاء الفقراء لم يتعاطفوا اشد التعاطف مع العائلة المالكة ومقتلها وما حادثة سحب جثة الوصي عبد الاله وتعليقها في مكان اعدام احد الضباط القومين " صلاح الدين الصباغ " ماهو إلا دليل على النقمة من جراء تردي الاوضاع الانسانية لهم فضلا عن الجوع والظلم الذي شهدوه طيلة عمر هذه المملكة التي صنعها الاستعمار البريطاني *

٢_ اهتمام قاسم بالتفاصيل الصغيرة وفي حياة الناس من اجل توقع الافضل لديهم فضلا عن الثقة العالية التي يمتلك هذا الجانب عزز ايضا نمو الهيبة لديه والمحبة من قبل العراقيين

٣ _ كثرة المنجزات من القوانين والتشريعات والافتتاح اليومي لمشاريع كثيرة والظهور اليومي في الشوارع والمدن والارياف دون اية قابلية للهدوء والراحة كل ذلك جعله محط دهشة العراقيين وخصوصا الفقراء

٤ _ كثرة محاولات الاغتيال التي تعرض لها ، حيث بلغت ٣٩ محاولة اغتيال واحدة منها كادت أن تقضي عليه في شارع الرشيد حيث تعاطف الناس معه إلى حد كبير خصوصا بعد خروجه من المستشفى .

٥ _ وفاء الزعيم للعراق وابتعاده عن الطائفية ونظافة يديه فضلا عن علمانيته الخالية من الشوفينية

هذه البيئة شكلت حاضنة رئيسية لولادة الزعيم سرعان ما ذاب الاخير فيها كمخلص ومنقذ لجميع الفقراء في العراق .

المحرك الثاني

هناك المحرك الثاني لولادة هذه الكارزما متمثلة بوجود المد الشيوعي الذي ساهم في انتفاضات وثورات وحركات اجتماعية سياسية ضد النظام الملكي منذ نشأته عام ١٩٣٤ بل الى ما قبل ذلك مع وجود " فهد " يوسف سلمان يوسف في عضوية الحزب الديمقراطي الوطني بقيادة جعفر ابو التمن **

هذا المد الشيوعي المساند لمنجزات قاسم وتداخله العميق في بيئة الفقراء والجماهير اعطى الزخم اكثر فأكثر للتاثير على الناس في خلق هذه الكارزما ، حيث محاولات ومشاركات الدفاع عن الجمهورية ضد محاولات الانقلاب أو القضاء عليها مع حركة الشواف وما جرى فيها من اخطاء وتعذيب وقتل وسحل يدل على عدم قوة الجمهورية الوليدة ومشاركتها الحزبية المطلبية بشكل دائم .
يضاف إلى ذلك تكوين ما يسمى بالمقاومة الشعبية من الشيوعيين للدفاع عن الجمهورية نقول كل ذلك قد زيد من شحنة العداء الداخلي الحزبي واعطى للزعيم هذه الهالة المخلصة أكثر فأكثر وكان العراق لن تكون له قائمة بعد زوال الزعيم مع غياب روح العمل الجماعي وعدم فهم المجتمع نفسه للديمقراطية وخلو الاخيرة داخل جهاز الحكومة الجديد ، وذلك باعتبار أن العسكر يحملون الصرامة والدقة والانضباط والفردية وتغيب عنهم روح الديمقراطية .

كلك ذلك ساهم في ترسيخ كاريزما هيبة الزعيم فاكثر

المحرك الثالث

يقع ضمن عوامل كثيرة من ضمنها

١_ تخلي بريطانيا عن صنيعتها ، الملكية في العراق ، بفعل ضعف الإمبراطورية بعد الخروج من الحرب العالمية الثانية حيث استقلال الكثير من الدول في فترة الخمسينيات ، خصوصا بعد المزيد من الخسائر التي تعرضت لها ماديا ومعنويا ، بشريا واقتصاديا ، جعلها غير قادرة على الاستمرار سياسيا وعسكريا في هذه الدول والبلدان الثائرة ضد الاستعمار ، حيث هذا التخلي وفر الامكانية في نجاح انقلاب _ ثورة ١٤ تموز على النظام الملكي وصعود عبد الكريم قاسم على سدة الحكم وبداية امتلاكة كاريزما القبول المجتمعي

٢ _ كثرة المناوئين الداخليين والخارجيين من ارباب وزعماء الطوائف خصوصا بعد القوانين والتشريعات الكثيرة التي انجزها تلك المتعلقة بالإصلاح الزراعي والغاء نظام الاقطاع والانسحاب من الجنيه الاسترليني وقانون رقم ٦٠ لسنة ١٩٦١ الذي حدد مناطق الاستثمار لشركات النفط والذي بموجبه انتزع ٩٥ % من الأراضي الممنوحة للشركات الأجنبية ، وقانون الأحوال الشخصية الجديد والذي يضمن فيه حقوق المرأة .

كل ذلك عزز مكانة عبد الكريم قاسم اكثر فأكثر وخلق له المزيد من الأعداء الداخليين والخارجيين كما اسلفنا للإطاحة به

وبالفعل تمكنوا من الاطاحة به بعد أن رفض تسليح الشعب وسلم نفسه لأصدقائه الذين عفا عنهم سابقا ولم يعفوا هم عنه بل قتلوه شر قتلة ودفنوه وبعد أن شاهدوا الاقبال الجماهيري على قبره ، حفروه وانتشلوا الجثة ورموها في نهر دجلة
وهكذا ظلت كاريزما الزعيم في قلوب الفقراء حتى تصوره مكانه كصورة داخل القمر ولذلك انطوت صفحة لها ما لها وما عليها من عراق منجز وطني اراد التقدم لأبنائه تحت بصيرة وارادة الاستعمار .

الهوامش

* : لماذا تم تعليق عبد الإله الوصي في مكان صلاح الدين الصباغ احد الضباط القومين ، وذلك لان الوصي كان حاضرا لحظة تعليق واعدام الصباغ فضلا عن الشماتة فيه ، وهذه حادثة لن تنساها له العامة بسهولة لذلك تم تعليقه في ذات المكان عقابا له .

** : وهنا نذكر أن تاريخ النضال ضد الاستعمار وصنيعتها الملكية لم يبدأ من ثورة العشرين بل مع ظهور احزاب وطنية تمثلت بحزب الديمقراطي الوطني ومؤسسة جعفر أبو التمن حيث كان " فهد " فيه عضوا نشطا ضد سياسات الحكومة الملكية التي تخدم الاجنبي أكثر مما تخدم ابن البلد لذلك اصدار امر بالقاء القبض على فهد ولجأ الاخير إلى بيت أبو التمن ولم يسلمه إلى الحكومة ودافع دفاعا كبيرا .



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقفو السلطة .. إنهم يتشابهون في كل مكان وزمان
- مجتمع ابو البكرة وتاريخية الاستغلال والموت (١)
- هايبون : جناح مكسور
- هايبون : توسلات
- هايبون : يا صيف
- حوار حول قصيدة الهايكو ( اعداد وتقديم الشاعرة ميسر بن غزة )
- حياة الرئيس .. نصوص هايكو
- حائط وعشاق
- شهر مع الهايكو (١٤)
- مقالة في المجتمع المخدر (٣)
- حياة الصناديق .. نصوص هايكو
- مقالة في المجتمع المخدر (٢)
- مقالة في المجتمع المخدر (١)
- صناديق الاستغلال ( الدين ، الاستبداد ، القبلية ) وإمكانية ال ...
- صناديق الاستغلال ( الدين ، الاستبداد ، القبلية ) وإمكانية ال ...
- الجيش العراقي بين عهدين .. من الاستبداد إلى الإحتلال
- حياة الجنود .. قصائد هايكو
- الأيديولوجية الدينية من التقسيم إلى الثورة ( خيار العراق في ...
- شهر مع الهايكو (١٣)
- اتمنى اشوف الفرح صوره


المزيد.....




- منها شطيرة -الفتى الفقير-..6 شطائر شهية يجب عليك تجربتها
- ترامب يرد على أنباء بدء محادثات سلام مع إيران ويؤكد: نريد -ن ...
- في حالة الحرب.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
- هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها بـ 149 هدفاً مقابل ل ...
- خامس يوم في معركة كسر العظم بين إسرائيل وإيران وواشنطن تدخل ...
- أوروبا الشرقية تستعد للأسوأ: مستشفيات تحت الأرض وتدريبات شام ...
- طهران وتل أبيب تحت القصف مجددا ـ وترامب يطالب إيران بـ-الرضو ...
- هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟
- ارتفاع عدد الضحايا.. هجوم إسرائيلي دام على منتظري المساعدات ...
- كاتس يحذر خامنئي: تذكر مصير الدكتاتور في الدولة المجاورة!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - محركات كاريزما صناعة الزعيم عبد الكريم قاسم