أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - الحجر الأبيض المتوسط















المزيد.....

الحجر الأبيض المتوسط


المثنى الشيخ عطية
شاعر وروائي

(Almothanna Alchekh Atiah)


الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 10 - 03:02
المحور: الادب والفن
    


إلى محمود درويش: ها نحن نتفق/ اختلفنا
ها نحن نختلف/ اتفقنا

... ليست شهادة الشاهد الذي رأى
أو شهادة الشهيد الذي لم يسترْ عريَ جسده كفنْ/
هذه الكفّ التي أعلّقها برأس الرمح
أو بفراشات آذان النساء اللواتي اشتهين قتلي
كي يُلاقحَ الجنون عروق النبات/ ولكنني
مزدحم بالحزن والجثث.
منتظم بلعنة غابتي الأولى.
مقسّمٌ كما لا يحلم شعراء الهواجس الطليقة.
مجمّع كما السوبرماركت.
مستباح ولكنْ.. فقط لمنْ
لا يرفعون الوردة رايةً إلاّ بشوكتها/
فوق هاوية الأبيض المتوسط...

... ليست هشاشة العاشق الذي نظر الأزرق في بحيرة العشب كي يخْلص للمثال
أو فصاحة النبي في توليفه الزوجات والزمان والتسلسلات/
هذه الكفّ التي تخدش حياء ما صُنع من تماثيل الآلهات السابقات
ولكنني منسجمٌ أن أبعد المرأة التي لن أستطيع
جرح بحيرة عينيها بضراوة وحشيّة الطقوس التي أعدُّ على مذبح الخلاص...
أيتها المرأة التي لن أستطيع جرح ندى تويجاتها تحت الرصاص الذي
سينهمر هكذا بعد دقائق ثلاث
من صقل هذه المرايا/
فوق جثة الأبيض المتوسط...

... ليست رهافةَ أنياب الكلاب التي يطلقها نباح السفارات خلفي
في الهزيع الأخير من وحدة إرهاب الملوك والجنرالات على هدر دمي
أو رهافة أنياب سفن المارينـز التي تشقّ جسد الأبيض المتوسط أو لحمي/
هذه الكفّ التي أشهرها نجمة في حصافة ما تراكم من ليل أسلافي العرب/
ولكنني مستلقٍ الآن كما كهف هادس...
منتظرٌ ما تفتّق عن وردة الموت من مصير.
وطاردٌ أسطورة العبور.
وما اتُّفقَ عليه من استباحة التاريخ في محادثات الطور...
إلى عزلتي في شمس مطارق الأرجوان
وهلال طوارق اليقين
ونشيدي اللا متوافق وجوقة النهار...
بعد دقائق ثلاث من إشاعة أبجدية الفوضى
وسفح ما تراكم من حقدٍ كما قفّاز أسود
فوق ما تحايد من وجوه/
في مرايا الأبيض المتوسط...

... ليست حضارة المتوسط ما يخرج الآن من لغةٍ خارج هذه اللغة
ولا مرارة المتوسط ما يدخل الآن من لغةٍ تحيل موج هذا الجسد إلى مستنقعٍ/
هذه الكفّ التي أدفعكم بها من مرارة أجزائكم إلى مرارة أجزائي لكي تكتمل المجزرة
ولكي أضع هذا المتوسّط فوق ما توسط أبنية الروح من دمٍ
وأشير له أن يكمل ما تراكم من موت وشعرٍ صارخاً:
أيها المتوسّط في الروح
وأشير له أن يحمل ما تقادم من جثتي التي أخفاها جنرالات السلام
ويلقي بها على بوابة البرلمان وصارخاً:
ها أنت يا ذا الروح
وأشير له أن ينهض من جثتي بما يليق ببحرٍ فوق هاوية البرلمان وصارخاً:
هلّا تجلّيت يا ذا الروح/
ولكنني مزدحمٌ بما أخرج المتوسط من
جسد الرمز أو فوضى النشيد أو خوف النكوص من القصيدة
ولكنني حائرٌ بما أدخل المتوسّط من
سفنٍ للحريق ومن مدنٍ للحريق ومن قصائد للحريق في مواجهة القصيدة
ولكنني دامع بما يحيل هذا المتوسط جبلاً
في دمعة الرجل الذي خلخل ركودَ بحيرة الأزمنة
مختنقاً بما سوف ينصبّ على من يحبّ من طوفان
بعد دقائق ثلاث من انفجار هذه القصيدة/
ناراً على جليد قيلولة الأبيض المتوسط...

... ليست مرارة الشاعر الذي رأى/
هذه الكفّ التي تحمل الحزن واليأس والفأس/
ولكنني...
أيها المتوسط ماذا تخبّئ أيضاً...

... ويا أيها المتوسط ماذا تخبئ أيضاً/
تكسّر رمح المحارب فوق شواطئك المستعيذة بالوهم
وانصبّ في رئة الخطوات التي رشقت موج شمسك بالورد موجُ الرمال
ويا أيها المتوسط ماذا ستلقي على صخر أحلامي المستريبة بالموج
يا أيها المتوسط ماذا ستقذف من قاع غاباتي المستكينة للموج..
يا أيها المتوسط / إني تكسّرت
إني مددت سواعد مجدي القديم كما الموج
يزحف كي يمّحي في نهاية آخر قوسٍ سيلقي بقايا نسوريَ فوق الجبال
ويا أيها المتوسط / إني انتزعت من الصدر شمسي
وأرسلتها في النواس الأخير على حدّ قوسي
وقلت اشهدي موت هذي النسور على ساحل الأبيض المتوسط/ أيتها الشمس
قلت انثري فوق هذا اليمام وعنقائه في الجناز الإلهي ريش الغرابِ
وقلت اكشفي وجهك المستحيل أمام اكتئابي
ودرع مراياي
ذوبي بوهج انكسار طيور اغترابي
على حجر الأبيض المتوسط/ أيتها الشمس
إني مددت خيوط اتصالي بفوضاي
هذا السّحَاب الذي ينفر الآن من ساعدي
فاصلاً بين طقس جليدكِ في مستنقعات السماء وبين انسكابي
قتيلاً على تربة الأبيض المتوسّط/ أيتها الشمس
قلت اسكبي نار وردك في جثث الفقراء فهذي خطاي
وهذا ربيع خطابي، هذا افتتاحي نشيدي
وهذا ارتكابي وصايا البنفسج
في نار تفاحةٍ نفرت من وريدي
وهذا صعودي على جثة "الألب"
هذا ورودي انغلاقات قرطاجتي وانفتاح حدودي
سواعد تطوي عباءة هذا النهار المداجي على " هانيبال "...

... وليست عباءة هذا النهار المداجي على مدنٍ أغلقتها طحالب مافيا الطوائف
عن خب خيوله العربية القادمة من لعنة استباحة ثلوج جبال الشمال...
متسربلةً بجلال حلم الأندلس
وحزن الرجال المطاردين بتقنية محاكم التفتيش
ورادارات كشافي المارينـز أشقائه
أو عباءة هذا النهار المداجي على مدن فتحتها طحالب مافيا الطوائف
للمحترفين من لصوص الألواح وديدان المومياء/
هذه الكفّ التي تمسك تفاحة الحصار وتسميها مثقلةً بها الكرة الأرضية/
لكنني مستغرق بما يهطل من ثلج طقسي الأخير
على حافة الانتحار الذي لم يدع لي قبلة اختيار
الطلقة التي ستمزق ما تراكم من ستائر أزمنة اللصوص
وتلقي بي مضرّجاً بالورد
فوق تراب سوريتي التي أجمّع الآن من أجل حزن بحيرة عينيها أمطار ذاكرتي
في ساعد أشق به رماد السحاب، بعد دقائق ثلاث
من برق عبوري مضيق انكسار الأزمنة
وارتكابي حريق قدسية النصوص
دافعاً جسدي في سهام أسئلة الاتصال بين ما استخلصت من مطر الروح
وبين كفّي الجريح
عبر شوارع ساعدي التي تعج بالمتظاهرين والرصاص
فوق هاوية هذا الثقب الأسود الذي أخاطبه في برق نبضي الأخير:
أيها المتوسط.. خذ ساعدي

... ويا أيها المتوسط/ خذ ساعدي
قبل أن أسْلم الكف ريح الشمال
التي ساومتني على الشمس أو جثث الشعراء
ويا أيها المتوسط/ خذ ساعدي
قبل أن أسلم الكف ريح الجنوب
التي أسلمتني جليد الزنازين أو خلف الأنبياء
ويا أيها المتوسط/ خذ ساعدي
قبل أن يطفئ المتوسّط في شهوة الكف
ورد السؤال.
اليوم السابع ـــ 1989



#المثنى_الشيخ_عطية (هاشتاغ)       Almothanna_Alchekh_Atiah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حجر الموشكا- للشاعرة لينا أبو بكر: ما يسيطر ويسطع في إصبع ذ ...
- في مجموعة الشاعر محمود قرني -ترنيمةٌ إلىَ أسْمَاء بِنت عِيسَ ...
- اسألوا النهر
- في مآلات برمجة القتلة
- صديقي الجسر
- اسمه أحمد البياسي
- نار الثورة وأجنحة الإمام
- يفتح باب النهر ويدخل
- خارج كادر الزنزانة
- في ميزان الشفافية السورية
- ما أجمل السوريين!
- في اصطفافات المعارضة ومجازر النظام.. بإذن الله وإرادة الشعب
- خطاب المعارضة السورية الملتبسة.. في أوج صعوده وسافلة انحداره
- أيها الشاعر العابر شوارع حمص.. بنعال من رصاص
- في لا جدوى عقاب سيزيف السوري
- في اللحظة السياسية السورية.. يسار محتار أمام دروب الحرية
- في اللحظة الرمزية السورية.. علمان وعالمان يفترقان
- أيتها الأرض.. أيها الموت
- أحصنة طروادية على بوابة الثورة السورية
- بين شكسبير وسوفوكليس.. ماذا سيفعل بشار الأسد بعينيه؟


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - الحجر الأبيض المتوسط