أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - العربي عقون - جدل الهويات














المزيد.....

جدل الهويات


العربي عقون

الحوار المتمدن-العدد: 6607 - 2020 / 7 / 1 - 22:00
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من ايجابيات موقع التواصل الاجتماعي أنه كشف الكثير مما يدور في الذهنيات وما يروج من أفكار ما كنا نعرفها ، هذا الموقع الفيسبوكي يمكن من خلاله اليوم رصد حركة الأفكار بحيث يمنح للباحثين وللدوائر المختصة فرصة متابعة حركة الأفكار هذه لفرزها ودرء الكثير من المخاطر التي تمهد لها.
الحروب قبل أن تكون حروبا كانت أفكارا ثم تحولت إلى خطابات تجييش واستقطاب واصطفاف ألم يقل ذلك الشاعر(نصر بن سيار آخر ولاة الأمويين على خراسان) منبّها بني أمية إلى الخطر القادم إليهم في قصيدته :
أرى تحت الرماد وميض جمر ... ويوشك أن يكون له ضرام
فإن النار بالعودين تُذكى ..... وإن الحرب مبدؤها كلام
فإن لم يطفها عقلاء قوم ...... يكون وقودها جثث وهام
فقلت من التعجب ليت شعري ........... أأيقاظ أمية أم نيام
ما يدور من أفكار في العالم العربي وخاصة في شمال أفريقيا جدير بالاهتمام وهي أفكار خطيرة تسعى إلى حشد المجتمع ودفعه إلى ما لا تحمَد عقباه ، فقد دخلت أفكار قومية تقوم على الأغاليط وتزييف التاريخ لصنع هويات ونسج تأويلات وهدفها هو نفي وجود الشعب البربري (الأمازيغي) و تزييف أصوله وتغييبه نهائيا من التاريخ والقول مرّة بأنه فينيقي ومرة بأنه يمني واعتباره مهاجرا ونفي أصالته فوق بلده ، واعتبار لغته لهجة لا ترقى إلى مستوى لغة ... الخ .
المعروف أن انتشار الإسلام استتبع انتشار اللغة العربية فقد تكلمت الشعوب المعتنقة للإسلام عربية "مستعجمة" أي أنها متأثرة بلغاتها الأصلية فظهرت اللهجات الشامية والمصرية والشمال أفريقية وهذا ما يسمى بالاستعراب وأصبح العربي الذي يهاجر إلى هذه البلدان يتكلم أيضا هذه العربية "المستعجمة" مثل عربية شمال أفريقيا التي لا يفهمها المشارقة ... .
استقلت البلدان "العربية" وأخذت الحكومات على عاتقها نشر التعليم فكان في بعضها "تعريبا" فقد استقدمت تلك الحكومات آلاف المعلمين من المشرق لتكريس التعريب الذي تحول إلى استئصال للغة التاريخية في شمال أفريقيا التي يتكلمها الملايين وانقسم المجتمع إلى مستعربين ومحافظين على التواصل باللغة التاريخية للبلاد . هؤلاء الأخيرون رأوا أن ما يحدث هو خطر حقيقي على هوية البلاد ونوع من التصفية اللغوية ، ولما انتبهت الحكومات إلى ضرورة العناية باللغة التاريخية للبلد تمت شيطنتها في مواقع الفيسبوك .
دخلت الحركات الأيديولوجية على الخط وحولت المستعرب باللغة إلى عربي بالعرق لدفعه الى الاصطفاف ضد مواطنه المحافظ على اللغة التاريخية للبلد مع أنهما من اصل واحد ، وموروث ثقافي واحد ، واشتغل البعض في إعداد جنيالوجيات وأنساب "زائفة" ودخل البعض الآخر بنصوص وفتاوى دينية وأصبح الاصطفاف والحشد قائما يتخذ من الفيسبوك ميدانا لمعاركه وخطاباته السفسطائية.
التاريخ الاجتماعي هو تاريخ اندماج الوافد في المحلي الأهلي وذوبان وانصهار ولا يمكن في هذا الوضع الكلام عن شعبين في وطن واحد ، لكن الأدبيات الكولونيالية كانت تؤرخ لتقسيم الشعب وإيراد شجرات نسب تقابل نصف الشعب بنصفه الآخر ، وزرع لقنابل موقوتة تفجر في اللحظة التي يريدون ... وهذا كله زيف فهل في بلد كفرنسا يتم إعداد جينيالوجيات للبورغوند واللومبارد والغاليين ووو ... والسذّج عندنا وقد انطلت عليهم الأغلوطة "يتنافخون" شرفا بالأصول "الزائفة" ويعادون أرضهم ووطنهم وأشقاءهم ويعيشون بذهنية جاليات أجنبية ويرفعون من شأن الانتماء إلى بلدان بعيدة على حساب وطن يتنفسون هواءه ويتغذّون من خيراته ... .
الوضع خطير والغريب أن بعض الجامعيين المبتدئين انخرطوا في هذه المشاكسات والمماحكات البائسة مما يستدعي اخذ الموضوع على محمل الجدّ ويستوجب التكفل به علميا وأكاديميا وألا يترك لعبث العابثين .



#العربي_عقون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (2) في أنثروبولوجيا الأسماء
- في أنتروبولوجيا الأسماء العائلية De lanthropologie des noms ...
- أضحوكة حضرموت
- البيروقراطية الالكترونية
- عائد من رحلة فاسية
- عائد من ندوة علمية (4) بورتريه وانطباعات
- ندوة حول كتاب جاك غودي : سرقة التاريخ. أو كيف فرضت أوروبا قص ...
- أين المثقف ؟
- يوم دراسي في موضوع كفاح الشعب الجزائري / إحياء ذكرى مظاهرات ...
- عائد من مؤتمر علمي (3) ... بورتريه وانطباعات
- عائد من ملتقى (2) نوميديا ، ماسينيسا والتاريخ
- خطاب التعبئة الدينية والسوق الموازية
- الجامعة والبحث العلمي
- عودة من احتفالية ينار (1 ينار 2965 الموافق ل 13 يناير 2015)
- آخر أجل ...
- صابونة وشفرة حلاقة وعشرة دنانير
- عائد من مؤتمر علمي ... بورتريه وانطباعات
- عروض التكوين في الجامعة الجزائرية وكارثة ارتجال المناهج الدر ...
- غزة وهونغ كونغ
- تنظيم إداري أم تفتيت للبلد


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - العربي عقون - جدل الهويات