الجامعة والبحث العلمي

العربي عقون

الحوار المتمدن-العدد: 4827 - 2015 / 6 / 4 - 17:05
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

الجامعة وما أدراك ما الجامعة في هذا العالم "العربي" الذي تعاوده نوبات الصرع كل حين ، قل عنها محضن للكبار يفتك بالطموح ويزرع القنوط واليأس بل قل ما شئت إلا أن تقول عنه أنه مكان لتكوين الكفاءات وإنتاج المعرفة العلمية ، ولقد ظن أولو الأمر – والظن لا يغني من الحق شيئا – أن الجامعة هي مبانٍ ومكاتب إدارية وحرس لأن عقولهم تتوقف في أغلب الأحيان في السطح ولا تنفذ إلى العمق وغاب عن هؤلاء أن الجامعة تقوم على ركنين أساسين هما : المحاضرة في شقيها النظري والتطبيقي والبحث العلمي ؛ يعني التكوين في الشق الأول وإنتاج المعرفة في الشق الثاني لكن الجامعة كما نراها ونتابعها هي شيء آخر تماما .
قرأت في طفولتي قصة من سلسلة اقرأ لعل البعض منكم من جيلي اطلع عليها وارتسمت صورتها في ذهني إلى اليوم هذه القصة أظن إن لم تخنني الذاكرة عنوانها "إدارة عموم الزير" وفيها أنه تقرر في بلد ما في مدينة ما وفي مؤسسة حكومية ما إحضار زير وملؤه ماءً ليشرب منه كل ظمآن وتطلب الأمر أن يعيّن له حارس وأن يكون للحارس عون وأن يكون للحارس وعونه سكرتيرة وأخذ التضخم في أعداد العمال والموظفين يزداد حتى أصبح للزير جيش عرمرم من الموظفين ويوم قام كبير المسؤولين بزيارة ذلك المرفق "الهام" وجد ذلك الجيش من العمال والموظفين ولم يجد لا الزير ولا الماء ... يعني باختصار هذه هي الجامعة : حرس وباصات نقل وإداريون مكدسون في مكاتبهم متثاقلون في أداء عملهم إلى حد اللاعمل وعلاقات زبائنية توزع ريع التربصات على الفراشين والسكرتيرات والاتباع والأشياع وبيداغوجيا هزيلة تتراوح بين الرداءة وشبه الرداءة وبحث علمي بائس تحت يافطة عنوانها CNEPRU.
أحدثكم يا سادة عن الـ CNEPRU إنها الأحرف الأولى من عنوان طويل Comité National d Evaluation et de Programmation de la Recherche Universitaire أي اللجنة الوطنية لتقييم وبرمجة البحث الجامعي هذه اللجنة العجيبة الغريبة التي هي على رأس البحث العلمي على المستوى الوطني تمارس أغرب بيروقراطية وتسيطر عليها زمرة من الفَسَدة أخلاقيا والفاشلين علميا وتدير البحث العلمي كما يلي :
المتابعة عبر الأنترنت (ملف إلكتروني) : حيث افتتحت أغرب موقع أنترنت معطّل دائما ولا يفتح إلا في أوقات محدودة وحتى عندما يعلن عن فتحه لا يشتغل !!! وعلى الأساتذة رؤساء مشاريع البحث أن يرسلوا تقارير ونتائج أعمالهم البحثية عن طريق هذا المواقع الذي لا يشتغل ؟ أما إذا نسي أحد الباحثين كلمة الدخول فمنه العوض وعليه العوض ... تصوروا يا سادة ما ذا يحدث في موقع انترنت في وزارة للبحث العلمي تعجز أن تفتح موقعا سليما ويشتغل دون عطل مع أن أي فوروم انترنت مخصص للألعاب يمكن أن يتيح لك استعادة كلمة الدخول قبل أن يرتدّ إليك طرفك !!!
المتابعة الإدارية (ملف ورقي) : لا يختلف الأمر فالملف ينبغي أن يمر على عدد من البوابات الإدارية "الزجرية" التسلطية ... وفي كثير من الأحيان لا يتم الإعلان عن أول أجل لإرسال التقارير ولكن يتم الإعلان عن آخر أجل ويكون الوقت كما يقول الإداريون قد فات .
عن أي بيداغوجيا وعن أي بحث علمي يتحدث هؤلاء في الجامعة الجزائرية التي عششت فيها الرداءة . ولذلك توقف الكثير عن التعامل مع هذه الهيئة وبكل تأكيد فإنّ الذين هم وراء عرقلة البحث العلمي بهذه الطرق الخبيثة سيجدون الفرصة لقضم الملايين من ميزانية البحث العلمي وفي هذا الجانب بالذات يمتلكون خبرات يحسدهم عليها علي بابا والأربعون ...... .

#العربي_عقون (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل