أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - العربي عقون - (2) في أنثروبولوجيا الأسماء














المزيد.....

(2) في أنثروبولوجيا الأسماء


العربي عقون

الحوار المتمدن-العدد: 6465 - 2020 / 1 / 15 - 19:53
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الاسم هو عنوان لهوية صاحبه يرافقه مدى الحياة وفي ذكراه بعد الممات وقد يتحول إلى اسم لمعْلم يخلّد صاحبه وما أكثر المدن التي تحمل أسماء شخصيات تاريخية ، لذلك تطلق العائلات أسماء النوابغ والمشاهير على مواليدها تفاؤلا وتيمُّنا بهم وفي هذه الشخصيات من هم أدباء وشعراء وفنانون ومن هم علماء وفقهاء ... وخاصة أسماء النبي (ص) وصحابته ، ونذْكُر هنا كتابا صغيرا عنوانه دلائل الخيرات (*) الذي فيه أسماء النبي ومنه كانت العائلات في بلدان شمال أفريقيا خاصّة تختار الأسماء لمواليدها لذلك وجدنا هذه الأسماء هي الواسعة الانتشار مثل : المكي ، المدني ، العربي ، الهاشمي ، التهامي ، أبو القاسم ، كما كان لأسماء العائلة النبوية حضور رائد في قائمة الأسماء المتداولة : زينب ، فاطمة ، علي ، حسن ، حسين الخ .
ظل الأمر هكذا إلى أن هبّت على شمال أفريقيا وخاصة الجزائر رياح السينما والمسلسلات المشرقية حيث أخذت أسماء الممثلين وشخوصهم تنتشر ، وتحول الاسم الواحد إلى اسمين فقد كان اسم ثريا معروفا ومنتشرا في الجزائر ولأن هذا الاسم يلفظ في لهجات المشرق "صُريا" أصبح عندنا اسما قائما بذاته ويكتَب صورية ، وعلى سبيل النكتة فقد سجّل أحد الآباء مولوده - في بدايات استقلال الجزائر - في دفتر الحالة المدنية باسم "سعاد" ظنا منه أن الاسم للذكور(**) لان الاسم يختلف عن أسماء الإناث في الجزائر الذي ينتهي دائما بالتاء المربوطة على وزن نعيمة وصليحة وسليمة ... الخ .
وكان التسمي بالأسماء العربية قد بدأ مع انتشار الإسلام وعلى مر الأجيال كانت الأسماء الامازيغية (البربرية) تختفي تدريجيا ونادرا ما نجدها اليوم ولكن لم تخرج العربية عن أسماء النبي والصحابة والخلفاء خاصة وأن المجتمعات المغاربية مسلمة وليس فيها طوائف من أديان أخرى .
الثقافة المشرقية التي حملتها السينما والمسلسلات كان لها تأثير قوي جدا إلى حدّ التشبع وقد يحدث خلاف في العائلة فيطلق على المولود اسمان أحدهما تقليدي (متداول محليا مثل لَخْضَر وميلود) والآخر "حداثي" من المسلسلات ، بل إن العامّة والبسطاء أساءوا الاختيار فأطلقوا أسماء جواري وعبيد على أبنائهم ثم دخلت أسماء تركية وفارسية على الخط وأصبحت منظومة الأسماء لا تعبّر عن هوية البلد وتمثل اغترابا حقيقيا جعل بعض المثـقفين يرفض الوضع ومع أن الدولة زوّدت إدارات الحالة المدنية بسجل يضم الأسماء المسموح بها إلا أن معدّيها لم ينتبهوا إلى خطورة الموضوع بل كان شغلهم كما يبدو هو رفض الأسماء الأمازيغية التي أخذ البعض يصرّ على تسمية مواليدهم بها.
الذي لم يكن المغاربيون في أغلبهم قد انتبهوا له هو أن الأسماء في المشرق لها علاقة بالطائفة والمذهب فقد يردّ أحدهم على مواطنه الذي سمى ابنه عبد الله بتسمية ابنه عبد المسيح كما أن آخر قد يقابل اسم كريستيان عند مواطنه بتسمية مولوده إسلام ، وظهر اسم عبد الزهرة عند آخرين ، بل إن من يحمل اسم الهاشمي والحسين ومحمد الصغير هو بالضرورة من أتباع أهل البيت ، لذلك وجد العديد من الجزائريين الذين زاروا أو أقاموا في بلدان مشرقية أنهم يصنفون مذهبيا حسب أسمائهم حين الاحتكاك الأول بالمجتمع المشرقي ، مع أن هذه الأسماء عندنا لا تعبّر عن المذهب أبدا والعامّة عندنا لا تعرف سوى أنها مسلمة وفقط.
إذا لم تنتبه النخب والجهات الرسمية فإن الوضع قد يتخذ منحى آخر لأن هناك مؤشرات تدلّ على أن التمذهب قد يكون تأسيسا لطائفيات جديدة لا قبل لمجتمعاتنا بها ، ومثلما قيل ويل لأمة انتقلت من الدين إلى المذهب .

(*) دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار، كتاب من تأليف محمد بن سليمان الجزولي المتوفى سنة 870 هـ.
(**) القصة رواها لي معلم مدرسة قال في أول مناداة على التلاميذ المسجلين في سنة أولى ابتدائي اكتشفنا الطفل "سعاد" في صف الذكور والمعلم ينادي عليه في صف الإناث



#العربي_عقون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أنتروبولوجيا الأسماء العائلية De lanthropologie des noms ...
- أضحوكة حضرموت
- البيروقراطية الالكترونية
- عائد من رحلة فاسية
- عائد من ندوة علمية (4) بورتريه وانطباعات
- ندوة حول كتاب جاك غودي : سرقة التاريخ. أو كيف فرضت أوروبا قص ...
- أين المثقف ؟
- يوم دراسي في موضوع كفاح الشعب الجزائري / إحياء ذكرى مظاهرات ...
- عائد من مؤتمر علمي (3) ... بورتريه وانطباعات
- عائد من ملتقى (2) نوميديا ، ماسينيسا والتاريخ
- خطاب التعبئة الدينية والسوق الموازية
- الجامعة والبحث العلمي
- عودة من احتفالية ينار (1 ينار 2965 الموافق ل 13 يناير 2015)
- آخر أجل ...
- صابونة وشفرة حلاقة وعشرة دنانير
- عائد من مؤتمر علمي ... بورتريه وانطباعات
- عروض التكوين في الجامعة الجزائرية وكارثة ارتجال المناهج الدر ...
- غزة وهونغ كونغ
- تنظيم إداري أم تفتيت للبلد
- الحضر والبدو ؛ المدينة والبادية : حال البنتابوليس المزابية P ...


المزيد.....




- إسرائيل تعلن اقتراب نهاية الحرب مع إيران بعد أن حققت أهدافها ...
- هجوم روسي -ضخم- على العاصمة الأوكرانية كييف ومحيطها
- كاميرا مثبتة بسيارة توثق غارة إيرانية قُرب أشدود بإسرائيل.. ...
- مسؤول إيراني لـCNN: طهران تريد من أمريكا أن -تدفع- ثمن هجمات ...
- من البحرين الى الإمارات.. تعرّف إلى خريطة الانتشار العسكري ا ...
- الصواريخ الإيرانية تجبر الإسرائيليين على البقاء في الملاجئ ل ...
- إساءة عنصرية لروديغر في كأس الأندية... والفيفا يحقق
- بوتين يندد أمام عراقجي بـ -عدوان- إسرائيلي -غير مبرر- على إي ...
- هل أنهت الضربات الأمريكية التهديد الإيراني لإسرائيل؟
- الاتحاد الأوروبي يؤكد على أن إيران -يجب ألا تمتلك أبدا القنب ...


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - العربي عقون - (2) في أنثروبولوجيا الأسماء