السماء التى لا وجود لها

ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)

الحوار المتمدن-العدد: 6604 - 2020 / 6 / 27 - 01:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بأختصار شديد يتفوق على إختصارات أكبر الرياضيين والفلاسفة الأقدمين والأحدثين هو أنه لا وجود حقيقى لشئ أسمه سماء، لكنه مصطلح لتعريف الفضاء الذى نراه بلون أزرق من مكاننا على سطح الأرض، ومنذ بداية الخليقة ونشأة الأرض وسط الظلمات الفضائية بدأ الإنسان يحاول تقريب هذا الفضاء إليه، وما يحتويه من نجوم وكواكب وشهب ونيازك وبرق ورعد صنعت من حياته اليومية رعباً وخوفاً ترتعد له فرائصه الفطرية، حتى وجد أصحاب الحضارات كلمة سماء ليطلقوها على هذا الفضاء الذى لم يكن فى إمكانياتهم الوصول إليه ولو بركوب حمار جحا!!

إذن السماء هى ذلك الفضاء الذى نراه يومياً عندما نرفع بصرنا قليلاً عن سطح الأرض هو فضاء تتواجد فيه الأرض مثلها مثل بقية الكواكب والنجوم المنتشرة فى الفضاء الكونى الشاسع، فالأرض والشمس والقمر والمشترى والمريخ والزهرة وغيرها موجودون جميعاً فى الفضاء، وكل كوكب أو قمر أو نجم عندما تقف فوقه وتنظر من على سطحه إلى أعلى ستجد أمامك الفضاء الذى نسميه نحن البشر سماء، أى أن كل كوكب أو نجم له سماء بمعنى لو صعدنا على كوكب المريخ ونظرنا إلى الفضاء أو السماء والمعنى واحد، سنجد أن لون الفضاء أى السماء مختلف بسبب أن الغلاف الجوى للمريخ يبلغ سمكه 1% من سمك الغلاف الجوى للأرض، لذلك سيكون أنتشار الضوء أو أى أشعة كهرومغناطيسية تخضع لتأثير الطول الموجى للضوء، ووفقا للمرصد الفلكي الملكي في لندن: أن سماء المريخ زرقاء باهتة اللون ولكن بسبب غيوم البخار المعلق في الهواء يظهر الفضاء أو السماء في النهار، على سطح المريخ أكثر إصفرارا". لأن جزيئات الغبار الأكبر تمتص الضوء الأزرق ذي الطول الموجي القصير، وتنتشر الألوان المتبقية ذات الطول الموجى الطويل لينتشر اللون الأحمر لسماء المريخ.

فى أحاديثنا الدارجة نقول: فى سماء الغرفة أى فى سقفها وهذا ببساطة المعنى الفطرى لكنها فى الواقع ليست سقفاً مسطحاً، بل كما شرحنا فى البداية هو فضاء مفتوح لا نهاية له توجد فيه الأجرام والمجرات الكونية يحيط بنا كما يحيط ببقية الموجودات الفضائية.

لون الفضاء الأزرق:
إذا رجعنا للون سماء الأرض الأزرق سنجد تفسيره فى درجة تفاعل الضوء الذى يخترق غلاف الأرض ويصطدم بالجزيئات الغازية المنتشرة فى الجو الأرضى، حيث تنتشر موجات الضوء الأزرق نظراً لأن الطول الموجى لها أقصر وأصغر من بقية الألوان فى قوس قزح، ومن هنا فوق سطح الأرض يكون الفضاء لونه أزرق ويفضل الجميع إطلاق لفظة السماء لأن أصحاب الأديان أوهموا المؤمنين بأن الله يسكن فى هذه السماء أو السموات، ولعدد السموات السبع قصة ترتبط بالأساطير كنموذج بطليموس فى الترتيب المدارى للأرض والذى حاولت بعض الأديان أعتباره حقيقة طبقوها على معتقداتهم الدينية عن الله!

نؤكد مرة ثانية على أنه لا وجود مادى ملموس لشئ أسمه سماء لأن أنعكاس ضوء الشمس على الغلاف الجوى للأرض والغبار الموجود به ينتج عنه الألوان المختلفة التى نراها للفضاء الذى يتحول فى الليل إلى أسود أى ينعدم لونه، وهذا السواد الذى تظهر خلاله النجوم والكواكب البعيدة أثناء الليل هى اللون الحالك أو المادة المظلمة ينعدم لها اللون علمياً، لذلك عندما يختفى ضوء الشمس يختفى اللون الأزرق بالنهار والألوان الجميلة للغروب ما يعنى أننا أمام فضاء شاسع واسع لا حدود له تستطيع العين المجردة النظر إليها.

نحن نعيش فى القرن الواحد والعشرين والعلم يتقدم كل ثانية ولامكان فيه لأعتقادات بدائية وهمية غيبية بسموات دينية هى فى الحقيقة الفضاء الذى يعجز أى إنسان عن تصور ما فيه من موجودات خلقها الخالق الحقيقى الذى لا علاقة له بالقصص والأساطير البدائية التى تملئ حياتنا ويؤمن الكثيرون بصدقها ويموتون من أجلها، نحتاج الآن أن نسترجع أفكارنا القديمة والحديثة لنسطر مستقبلنا الحقيقى فى عالم حقيقى لا علاقة له بالغيبيات والأوهام التى ورثناها ونرفض التنازل عنها.

هذه هى السماء بكل أختصار التى لا وجود لها إلا فى عقول المتدينين والرافضين للعلم وكروية الأرض ويؤمنون بتسطيح عقولهم خدمة لرجال الأديان، هل نسعى بالحق لمعرفة ودراسة إيماننا لنكتشف الخالق الحقيقى الوحيد؟؟

#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل