أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - ميشيل نجيب - كورونا يُقَيِّد أيدى الله













المزيد.....

كورونا يُقَيِّد أيدى الله


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 4 - 18:38
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


عندما كنت مؤمناً كان أعتقادى أن الله على كل شئ قدير ومشيئته هى فوق مشيئتنا أى الله يفعل ما يشاء، لكننا البشر مؤمنين وغير مؤمنين ليس فى إستطاعتنا التحكم فى قرارات الله المسيطر على كل ما على الأرض، لكن خلال الشهرين الأخيرين أكتشفنا أن الكائن الأعلى الحاكم للأرض وما عليها أسمه فيروس كورونا، هو المتحكم فى كل شئ يحيى ويميت كما يشاء وسيطر على قرارات الحكومات الأرضية وأخضعها لإرادته الفيروسية التى وقفت جميع آلهة الأرض والسماء عاجزة أمامه.

هذا الإله الجديد أسمه الفيروس التاجى هو الذى يعبث بكل الرؤساء والملوك والحكومات ويجبرها على تنفيذ قراراته، وكان قادة الدول فى العالم يستهزئون بهذا الوافد الجديد ويعتبرونه لا يستحق الإهتمام، ووضعوا ثقتهم فى الله وبقية الآلهة وأكثر من ذلك أنهم أعطوا الثقة لرؤساء الحكومات والوزراء والخبراء لإنقاذهم من الورطة الكبرى التى وضعهم فيها الإله الجديد فيروس كورونا.

أثبت الإله كورونا أنه يستحق الإحترام والتقدير لقدرته الفائقة فى السيطرة على حياة البشر، بعكس الله العاجز عن مساعدة عبيده المؤمنين وغير المؤمنين ولم تعد الناس تصدق أن صلواتها تستطيع الخروج من على سطح الأرض إلى خارجها والوصول إلى السماء، لأن الله نفسه يقف مكبل اليدين لأن الإلله كورونا قطع كل وسائل الأتصال ليكون الله لا يسمع ولا يرى بل ولا يستطيع مساعدة نفسه، لأن عرشه أهتز بقوة وسقط من عليائه ليكون واحداً مثل بقية البشر لا حول ولا قوة له ويخضع لمشيئة الإله كورونا، لأن الله أصبح مجرد إله صغير بلا إرادة أو مشيئة وترك أتباعه الواهمين يعيشون فى وهم أن إلههم الصغير أرسل فيروس كورونا إلى الصين أولاً عقاباً لهم لسوء معاملتهم للمسلمين الأيجور فى الصين، ويعاقب الآن بقية بلاد العالم الكفار أما أتباعه الذين يصلون إليه وعلى أنبياءه فالفيروس أرسله إلههم كأبتلاء لهم حتى يستيقظوا من نعاسهم وأبتعادهم عن ثوابت الله وتنفيذ فرائضه وإعلاء كلمته.

كورونا الإله الحقيقى يبتسم على خيبة البشر الكبيرة لأنهم وضعوا كل آمالهم فى الخلاص من الموت الوبائى فى أيدى الله، لكنهم لا يعلمون أن إلههم مقيد الأيدى والأرجل ملتصقاً على عرشه خوفاً من الإله الجديد أن يغدر به ويذهب إليه وجهاً لوجه، ساعتها لن يجد المؤمنين الذين كانوا يدافعون عنه مثلما صدقوا أنه كان معهم فى السابق يدافع عنهم مع ملائكته، ليس ما كتبه السابقون من كتب أعتبروها مقدسة وأوهموا الناس بأن الله يكلمهم ويصنعون معجزات بأسمه ويوحى إليهم بما كتبوا فيها، هذا هو الوقت الذى يحتاج كل إنسان أن يخاطب عقله ويسأله الأسئلة التى يسمعها العقل لأنه موجود داخلنا لكن الله مجرد فكرة إنسانية نسبوها إلى الغيب أو العدم!!

يا للهول... منظر الكرة الأرضية وغالبية سكانها ومجتمعاتها العمرانية أصبحت سجناً كبيراً، كأن الأرض التى يقولون عنها أن هناك إله خلقها أصبحت غير مأهولة بالسكان وشوارعها ومصانعها ومزارعها خاوية من البشر والبعير والحمير، ويرتفع وسط الصمت الرهيب على سطح الأرض صوت الإله كورونا: أين أنتم يا آلهة البشر الجاهلين؟ هل تخافون منى وأنتم أرباب العالمين؟ أرضكم يسودها الوباء وسمائكم أختفى منها ملائكة الرحمة والشفاء، ألم تعلموا يا أنصاف آلهة وأنصاف بشر أن يوم حسابكم آتى لا مفر منه؟ الجميع يخاف من كورونا لكنهم لا يخافون من الله لأنهم أدركوا خداعه ودهاءه والذى بأسمه قتل أصحاب الأديان الملايين من الناس صنعة يديه!!

محكمة العدل الكورونية كل الآلهة وكل الناس أمامها سواسية فالعدل والإنصاف من شروطهم المساواة بين السماء والأرض، قررت أن يكون كورونا غيباً غير مرئياً لا للبشر ولا لآلهتهم العمياء، فيروس كورونا يفتك بالجميع وجعل سلطانه على كل الأرض وأستباح الأنفس البشرية فى البر والبحر، وأرسل قبطان وقائد حاملة الطائرات الأميركية "ثيودور روزفلت" أستغاثة عاجلة للحكومة الأمريكية، حيث أن طاقم حاملة الطائرات البالغ عدده خمسة آلاف بحار أصيب منهم أربعة آلاف حسب تصريحات للصحف الأمريكية، ويبدو هنا أن الإله كورونا أصر أصر على إذلال كبرياء العملاق الأمريكى مثلما أذل كبرياء الآلهة البشرية!!

لا تصدقوا أن الله يرانا لأنه لو كان حقاً يراك ويرانى لكان فى أستطاعته نصرة المظلومين والمحتاجين للشفاء من أمراضهم ومن الأوبئة التى تنخر فى عظامهم، لكن سفك الدماء أول جريمة يرتكبها المؤمنين بقلوب باردة ومشاعر ميتة، إنهم بشر لا يعرفون الرحمة مثل آلهتهم، التى أصيب بعمى الألوان لا تفرق بين لون الماء وبين لون الدماء ولا تحرك فى الآلهة أية مشاعر لأنهم مجردين من المشاعر، آلهة لا ترى لأنها خلقة الإنسان الذى عملها ورأى الإنسان كل ما عمله فإذ هو حسن جداً، لأن الإله مجرد فكرة فى عالم الخيال الإنسانى يخلقها ويجسدها المؤمنين بها فى واقعهم الجسدى، ويجعلونه يتحكم فى سلوكياتهم وضمائرهم وعقولهم ويسيطر عليهم من خلال رجال الدين والذين يتاجرون به.

إلهى كورونا أصبح أسمه على كل لسان وفى كل مقال وما يسطرون من إفتراء على مكانته السامية بين الآلهة الفيروسية، وأختفى الله فى غيبيات الأرض والسماء ولا يذكر إلا فى إبتهالات المقهورين والضعفاء المغلوب على أمرهم يرددون" حسبنا الله ونعم الوكيل"، لكنى أشهد ومعى الملايين أن كورونا خير القادرين والفاعلين على العمل فى صمت، أما أصحاب الله فإنهم وقعوا فى مستنقع الفوضى اللاهوتية رأساً على عقب، وتملكهم الشك والحيرة فلا علم لهم بأختراع دواء ضد كورونا لأن الله هو العليم القدير والشافى البصير!!

لكنى أعلم جيداً أن عصر الخرافات وأساطير الآلهة قد أنتهت لذلك أنا فى أنتظارك يا إله الغيب لتقول لى: كن فأكون!!!



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا والإله الغائب
- إستسلام المرأة لعورتها ونجاستها
- إيمان الدكتور مجدى يعقوب
- الأزهر بين الإسلام والتجديد
- مؤتمر التجديد لشيخ الأزهر
- زعيم الأمة والثورة الإسلامية
- التحية إلى زعيم الأمة الإسلامية
- أفاعى الدين والدنيا
- رئيس الخلافة وذوات الحجاب
- من هو إله الإخوان المسلمين؟
- ثقافة التغيير والفضيلة
- هزيمة المؤمن أمام الدين
- تغيير الفكر الدينى
- الحوار المتمدن مع وضد الله 2
- الحوار المتمدن ليس من الله (1)
- حقوق الإنسان ليست من الله
- التخلف الدينى والتنوير (4)
- التخلف الدينى والتنوير (3)
- التخلف الدينى والتنوير (2)
- التخلف الدينى والتنوير


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - ميشيل نجيب - كورونا يُقَيِّد أيدى الله