أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الأزهر بين الإسلام والتجديد















المزيد.....

الأزهر بين الإسلام والتجديد


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 6484 - 2020 / 2 / 6 - 22:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


Michael Nagib
وضعت فى مقالى السابق الخطوط العريضة لما أحدثه شيخ الأزهر الدكتور/ أحمد الطيب, فى مؤتمر الأزهر العالمى لتجديد الفكر الإسلامى، وتعقيبه على الدكتور/ محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة, ذلك التعقيب المتناقض مع روح وجوهر التجديد الذى أقيم من أجله المؤتمر ويتناقض أيضاً مع كل أقوال علماء المسلمين فى المؤتمر، رغم إقرار شيخ الأزهر بأن التجديد من لوازم الشريعة الإسلامية لكنه يكذب نفسه ويقول: أبحثوا لكم عن مشكلة أخرى غير التراث!!
أكتفى بالتعليق على جزء صغير من تعقيبه الذى لا علاقة للدكتور محمد الخشت به من قريب أو من بعيد، فالتخلف الحضارى هو مسئولية كل إنسان يرفض التخلى عن ثوابته خشية الأنهيار أكثر وأكثر. لأنه بصراحة لا يجلس على أرض واقعية ثابتة.

قال شيخ الأزهر فى تعقيبه:
" التراث خلق أمة وقبل أن نلتقى مع الحملة الفرنسية، العالم الإسلامى كيف كان يسير؟ ما الذى كان يسيره؟ أليست قوانين الشريعة الإسلامية؟ أليس التراث؟ يقول شيخ الأزهر أن التراث الآن غير مطبق فى حياتنا لأننا نأكل بالشوكة والسكين مثل الأوربيين ونركب السيارات الأوربية والأمريكية، ونفكر كما يفكر الأوربيون ونقرر السياسات التى تخضع للنمط الأوربى والتراث لا وجود له فى "العالم الإسلامى العربى" بل الإسلام نفسه لا يوجد إلا فى الزواج والطلاق والميراث".

ومعذرة شيخ الأزهر: هل تريد من المسلمين أن تترك الشوكة والسكين وتأكل بأصابع يديها كما كان يأكل السلف الصالح؟؟ أم أنه كلام لمجرد الهجوم وكلام غير منطقى لا أصل فيه للعلم الواقعى! وكأنه يريد القول من مضمون كلامه: أننا لم نستطيع صنع حضارة مثل الأوربيين وتوقفنا عن مسيرة التقدم لأن التراث والإسلام غير مطبق فى حياتنا، وأن العالم الإسلامى توقفت عقول علماءه منذ دخول الحملة الفرنسية إلى مصر وأستيلاء الأستعمار على بقية الأمة الإسلامية، والعجيب أنه يقول أن العالم الإسلامى كان يسير قبل الحملة الفرنسية بقوانين الشريعة والتراث الإسلامى!! مما يجعلنى أسأله: وأين حضارة مصر الإسلامية التى توقفت بدخول الفرنسيين مصر؟ وهل الغزو العربى الإسلامى لمصر البقرة الحلوب هو قمة الحضارة الإسلامية التى توقفت أمام الحملة الفرنسية؟ أم سيستمر شيخ الأزهر فى تزييفه للتاريخ بترديده المستمر أنه كان فتح عربى إسلامى!!

ولا يكتفى شيخ الأزهر بهذا بل يختم هجومه المتناقض ضد الدكتور الخشت قائلاً:" الحرب الحقيقية الآن هى فى أن جامعاتنا منذ أكثر من قرن من الزمان وبها كليات الهندسة الطب والصيدلة والطيران وكليات العلوم ومراكز البحث العلمى، وحتى الآن غير قادرين أن نصنع كاوتش سيارة، لا أحدثك عن السيارة ولا أحدثك عن الأسلحة التى تباع لنا ليقتل بعضنا بعضاً، نحن نشترى الموت بفلوسنا..".

كلام شيخ الأزهر واضح لا يحتاج إلى شرح أو تفسير ابن كثير أو الطبرى أو القرطبى، ورغم ذلك تجاهل شيخ الأزهر أن يقول الحقيقة المنطقية والعلمية، آلا وهى: أن عجز الملايين من المسلمين أن تصنع حاضرها وفق علوم إسلامية، لأنه للأسف لا توجد علوم إسلامية يمكنها تطوير نظام حياة ينتقل بها من التخلف إلى التقدم، لأنهم تمسكوا بالتراث وأكدوا للعالم أجمع أنهم يملكون جميع العلوم فى كتاب واحد، لذلك ليسوا فى حاجة إلى علوم الكفار! كلام يحتاج إلى مزيد من التأمل والتأنى فى أختيار أيهما من الحق أو الباطل؟

يقول شيخنا أنهم يشترون الموت بأموالهم أى الأسلحة ورغم وجود الجامعات وبها كل التخصصات ومراكز البحث لم نخترع شيئاً بدلاً من الأستيراد، وأننا حتى الآن نعيش على التراث فإذا كان الأزهر ومعاهده وجامعاته التى يتجاوز خريجيها الملايين سنوياً ويتم تصديرهم إلى جميع البلاد الإسلامية، وقد تلقوا علومهم التراثية الإسلامية جنباً إلى جنب العلوم الحداثية، فما الذى منع الأزهر بمعاهده وجامعاته ومنذ أكثر من قرن من الزمان وحتى الآن من أختراع الأدوية والسيارات والأسلحة؟؟ أليس من الواجب على من يريد تراثه محاربة وغزو الآخر أن يبدأ تصنيع الأسلحة بنفسه بدلاً من أستيرادها؟؟ حتى يوفر أموال الموت لصناعة أسلحة الموت الإسلامية؟؟

من الذى يبتكر ويصنع ويقدم السيارات والصواريخ والطائرات والمركبات الفضائية والعلوم المختصة بالإختراع والأبتكار والإبداع؟؟
هل التراث هو الذى يصنع ويخترع ويبدع، أم الإنسان؟ هل التراث الدينى هو الذى يصنع حضارة أم التراث الإنسانى الذى تمت ترجمته وأنطلق به العلماء الحقيقيون ليصنعوا التقدم والحضارة الإنسانية؟
وهل هو إنسان العصر.. إنسان العلوم الإنسانية، أم إنسان التراث .. إنسان العلوم القرآنية؟

وأقول لشيخ الأزهر: لنختصر الحوار الغير هادف وأقول لك بكل بساطة وبدون أسئلة فلسفية: هل لديك فى التراث أو فى الإسلام أفضل مما نأخذه من الأوربيون؟
هل يستطيع شيخ الأزهر وملايين المسلمين الذهاب إلى أعمالهم يعتلون الجمال والبغال والبعير والحمير بدلاً من السيارات الأوربية؟
هل يريد شيخ الأزهر وعلماء المسلمين أن تتوقف الدول الإسلامية عن أستيراد السيارات والطائرات والأجهزة الخاصة بالمصانع والمستشفيات ومراكز الأبحاث الطبية والفضائية، ويتم حظر كل ما يأتى من أوربا وأمريكا من معارف وتقنيات تكنولوجية؟؟
وماذا بعد ذلك؟
وإلى متى سيتم تخدير عقول وعواطف ومشاعر المسلمين المؤمنين بأقوالكم البلاغية الفصيحة؟
هل سيتم تفعيل التراث والإسلام ليبدأ العالم الإسلامى مسيرة النهوض والتقدم؟؟
إن كل ما تحدث به شيخ الأزهر هى أدوات ومظاهر للحداثة والتكنولوجيا الغربية والتى نستوردها ونستهلكها كما هى، أى أن مجتمعاتنا تعيش فى التراث ولا تتقدم قيد أنملة وإنما تستهلك مظاهر الحداثة التى أخترعها الأوربيون والأمريكيون، أى نعيش التحديث وتركنا الحداثة بكل ما تحتويه من علوم لازمة للتقدم، وهنا يستوى التخلف بين مشيخة الأزهر وعلماء المسلمين وبين الأنظمة السياسية الحاكمة، الكل ينتظر الناقلات والسفن العملاقة التى تنقل إليه ملايين الأطنان من الأرز والقمح ليصنع رغيف العيش ليأكله مع طبق الأرز هو وأسرته.
عزيزى القارئ..
أتمنى أن لا يكون لك عقلية تعتمد فيها على تراث الغيبيات وتنتظر أن تمطر السماء عليك بالعلوم التى تخترع بها السيارات والطائرات والأسلحة التى ستحارب بها أعداءك أعداء الله الغيبى، لأنى على ثقة أن هؤلاء القوم سيظلون يتكلمون أعواماً وأعواماً تالية عن التراث الذى يظنون أن لهم فيه حياة وسيظلون ينعمون بشراء أحدث الموديلات من السيارات، وأحدث الموديلات من الملابس ومواد الترفيه والرياضة، وأنتظر هؤلاء التراثيون أن يخترقوا السبع سموات متسلحون بالتراث لمحاربة الشياطين التى تريد منعهم من الأختراق السماوى المظفر بإذن "الله"!!



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر التجديد لشيخ الأزهر
- زعيم الأمة والثورة الإسلامية
- التحية إلى زعيم الأمة الإسلامية
- أفاعى الدين والدنيا
- رئيس الخلافة وذوات الحجاب
- من هو إله الإخوان المسلمين؟
- ثقافة التغيير والفضيلة
- هزيمة المؤمن أمام الدين
- تغيير الفكر الدينى
- الحوار المتمدن مع وضد الله 2
- الحوار المتمدن ليس من الله (1)
- حقوق الإنسان ليست من الله
- التخلف الدينى والتنوير (4)
- التخلف الدينى والتنوير (3)
- التخلف الدينى والتنوير (2)
- التخلف الدينى والتنوير
- 92 عاماً يفوز فى أنتخابات ماليزيا
- تقتلون أنفسكم بأيديكم
- وزير الصحة يسرق الدولة
- تأصيل ثقافة القطيع


المزيد.....




- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الأزهر بين الإسلام والتجديد