أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - هزيمة المؤمن أمام الدين














المزيد.....

هزيمة المؤمن أمام الدين


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 6295 - 2019 / 7 / 19 - 20:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


Michael Nagib

منذ نشأة مهنة السحرة والذى تكلم عنها موسى نبى بنى إسرائيل فى قصة الخروج من أرض مصر، حيث طلب منه الفرعون آية حتى يرسل معه بنى أسرائيل وجاءت سحرة فرعون وألقوا العصيّ والحبال، فتحولت إلى حيات صغيرة أرهبوا بها الناس وخافوا منها وأعتبروه سحر عظيم، لكن موسى ألقى عصاه كما أمره ربه فتحولت إلى ثعبان كبير إلتهم كل الحيات التى صنعها سحرة فرعون، الذى ما ان رأوا ذلك حتى خروا ساجدين وقالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون!!

معنى هذه الواقعة أن الله كان "مادياً موجود" فى وسطهم "بعيونه" يشاهد السحرة "وتكلم بفمه" وطلب من موسى صنع سحراً مثلما صنع بقية السحرة، ولو رجعنا إلى سورة الأعراف 106 قال فرعون لموسى: "إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين"، هنا نلاحظ أن الله "سمع" طلب فرعون بآية لكن الله إذا كان فعلاً إله له وجود حقيقى ويريد إخراج شعبه كان يجب أن يصنع معجزة مع فرعون نفسه، لكن موسى أدعى إن الله طلب منه ممارسة السحر مثلهم ولم يصنع آية كطلب فرعون، وكما حول السحرة العصىّ إلى حيات وثعابين حول موسى عصاه إلى ثعبان كبير، وكلنا يعرف أن السحرة فى وقتنا الحالى يوجد بينهم من يستطيع إخراج الأرانب من جيوب المشاهدين بينما آخرين يجعلون أجسادهم تختفى أو أن يفصلوا نصف جسدهم العلوى عن السفلى، وغير ذلك من أعمال السحرة التى تبهر المشاهدين فى القرن الواحد والعشرين ويمكن الرجوع لها على الأنترنت.

الأستنتاج المنطقى الوحيد أن موسى وهارون كانوا بمفردهم وكانوا يعيشون مع المصريين وتعلموا ألاعيب السحرة، وعندما مارس السحرة سحرهم مارس أيضاً موسى وهارون سحرهم ويبدو واضحاً خبرتهم الكبيرة فى السحر، لأنهم فعلوا نفس ما فعله سحرة فرعون الأختلاف الوحيد أنه كان ثعبان كبير حسب خبرتهم التى أبهرت السحرة أيضاً، لكن فرعون لم تؤثر عليه تلك الأعمال السحرية ولم يؤمن بإله موسى، فلو كان حقاً كان هناك إله أو الله موجود مع موسى لصنع آية كبيرة تليق به كإله خالق الكون رب العالمين القادر على كل شئ، لكن الجبار المهيمن المتكبر القهار السميع البصير العليم لم يستطيع تغيير فكرة المصريين عنه وأعتبروا أن الآيات التى يقوم بها موسى ما هى إلا لساحر عليم!!

إذا كان الإله أو الله يكفر السحرة والمشعوذين فكيف يكون حاضراً فى وسطهم ويشجع نبيه موسى على ممارسة السحر، بدلاً من قيامه بعمل آية أو معجزة تليق به كإله قادر أن يقول للشئ كن فيكون وليس ساحراً بشرياً أو شيطانياً؟؟

إن المؤمنين أى شعب بنى إسرائيل رغم المعجزات أى الضربات التى صنعها الله أو موسى مثل الضفادع والبعوض والجراد وتحويل الماء إلى دم وغيرها من الضربات العشر على بنى فرعون، لم يؤمنوا كثيراً وبعد السحر الذى مارسه موسى أيضاً وبعد خروجهم فتنهم الله وأضلهم السامرى وصنع لهم عجلاً من الذهب يعبدونه، أى أنهم شعروا بضعف إيمانهم بالله وهزيمتهم أمام آيات كأنها أعمال سحرية لم تغير شيئاً فى نفوسهم تجاه هذا الإله، وكفروا بالله أكثر من مرة ولم تؤثر فيهم معجزات وعجائب الله لهم مثلما لم يتأثر المصريين وفرعون مصر وكانت فى عيونهم مثل أعمال السحرة والمشعوذين.

هذا نموذج رأيناه فى كتب التاريخ التى يقدسها أتباع الأديان يكشف عن العقلية الدينية التى تقمع إرادة المؤمنين، وتصنع منهم عبيد للدين وطقوسه خوفاً من العقاب الأبدى وطمعاً فى الجنة والنعيم الأبدى، ويبين إلى أى مدى يصل الضعف الإنسانى الذى يتسلل إلى داخل المؤمن عبر الأفكار التصويرية للعار والبشاعة فى صور التعذيب ونار جهنم، التى يبالغ رجال الدين فيها لترويع المؤمنين كأنذار وتذكيره بما ينتظره إذا خالف الدين والفكر الجمعى للجماعة الدينية، أو مجرد التفكير والشك فى وجود هذا الدين أو ذاك ومحاولة الخروج منه.

كل ذلك يُشعر المؤمن بالهزيمة الداخلية وأنه خسر إرادته وقوته أما قوة الدين التى تتحكم فى قراراته، ويؤدى إلى إختلال فى ترابط المشاعر الإنسانية الدينية وكأنه مسجون ومعزول عن العالم الحقيقى، مما يدفعه إلى التسليم بهزيمته وعدم قدرته على التخلى عن الدين فالجميع يقنعوه بالأهميه الكبرى للدين فى حياتنا، ليظل يعيش فى أفكارهم الرجعية التراثية التى تدمر مراكز الأفكار الإبداعية فى عقل الإنسان السوى، وتكتسب شخصيته الصورة النرجسية للدين بأعتباره الدين الوحيد الذى يمتلك الحقيقة ويمتلك الجنة التى تنتظرهم بالحوريات بجمالهم المثير للغرائز، ليصل فى النهاية إلى التطبيع الفعلى مع ثقافة القطيع وينسى أنه يملك عقلاً يفكر به، وأن الجماعة ورجال الدين عليهم مسئولية التفكير مكانه وتقديم النصح له وإقناعه بأن له مكان فى خير أمة أخرجت للناس.

التحرر من ضعفنا الإنسانى والأنتصار على كل معوقات الأفكار القمعية التى تمارس علينا دينياً، يحتاج أستخدام عقولنا والتفكير بها لأن هذه وظيفتها فى داخل جسم الإنسان، والعقل ليس عضو زائد فى الجسم حتى نسير ونجلس لنسمع ما يلقيه علينا فقهاء الدين من نصوص محفوظة عطلت عقولهم عن التفكير، ويريدون تعطيل عقولنا مثلهم ولكن علينا ألا نتخلى عن عقلنا لنفهم ونفكر ونحلل وندرس به كل شئ حولنا بأسلوب منطقى، وحتماً سنصل إلى أهدافنا المرجوة والأنتصار على هزيمة الدين لضعاف النفوس.
ليس فقط المؤمن مهزوم وحالته ميؤوس منه بل أمته العربية الإسلامية تعانى من الهزائم المتكررة حضارياً ودينياً حتى جعلها تخضع وتقتات من تراث تخجل منه الأمم الحية من كثرة الظلام والتخلف واليأس من وجد أملاً فى عبور تلك المرحلة الغبراء التى تفاخر بالدين الذى يسحق عقول شبابها.

مرة أخرى نتساءل: هل حقاً كان هناك إله موجود مع موسى وهارون؟؟ أم أن قصة وجود إله هى قصة تاريخية موجودة فى عقول البشر؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغيير الفكر الدينى
- الحوار المتمدن مع وضد الله 2
- الحوار المتمدن ليس من الله (1)
- حقوق الإنسان ليست من الله
- التخلف الدينى والتنوير (4)
- التخلف الدينى والتنوير (3)
- التخلف الدينى والتنوير (2)
- التخلف الدينى والتنوير
- 92 عاماً يفوز فى أنتخابات ماليزيا
- تقتلون أنفسكم بأيديكم
- وزير الصحة يسرق الدولة
- تأصيل ثقافة القطيع
- الإرهاب ترك المدينة للأشباح وللدولة
- ثقافة التجديد لا تنهض فى وسط دينى
- دونية المرأة فى ثقافة العرب الدينية
- أوسكار فيلم التجديد السيسى
- أصولية الرئاسة والقضاء
- القبض على رسام الكاريكاتير
- القادة تدمر الوطن
- الصمت المريب إسلامياً


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - هزيمة المؤمن أمام الدين