أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - تغيير الفكر الدينى














المزيد.....

تغيير الفكر الدينى


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 6290 - 2019 / 7 / 14 - 21:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الصعب أن تكتب عن الإصلاح والتنوير والحداثة والتقدم وعالم الفضاء والعلوم والفلسفات الإنسانية وسط مناخ دينى متعصب، فالفرد المؤمن بدين معين وتشكل العصبية التى هى بداية درجات العنصرية أخلاقه الدينية، ليس لديه أستعداد لقراءة الثقافات الإنسانية لأنها مرفوضة أصلاً فى معتقده الدينى، ولا يعتمد عليها لأن النصوص الدينية علمته وجود أهل العلم الدينى الذين يتولون تلقينه وتحفيظه ونقل علوم الله إليه، وطالما ان أغلبية المجتمعات العربية تعتمد فى فهمها للعالم الذى يحيط بها على ما تسمعه من أهل وفقهاء الدين، فلن تستطيع إيجاد قنوات إتصال صالحة يستمع من خلالها إلى عالم اليوم وعلومه وثقافاته الحديثة، فالسلوكيات الفردية اليومية تخضع إلى نشأة تربوية دينية تعطيك الحق فى الفخر بمكانتك الأعلى فوق الآخرين الذين لا يشاركونك الإيمان بدينك.

لكن عندما يعلن الرئيس المصرى بضرورة تجديد الفكر الدينى ويتمعن المسلم فى كلماته ثم يتذكر عشرات الآئمة وخطباء المساجد، على مدار سنوات طويله من حياته يرددون نفس الأفكار ونفس العقيدة ونفس النصوص، سيسأل المسلم العادى نفسه: أى أفكار سيتم تجديدها، هل ما كان الفقهاء والخطباء يلقونه على مسامعه طوال السنوات الماضية كانت أفكارة قديمة بالية وليس من الإسلام؟ أتق الله يا أخى ووحد الله!!

هذا ما يدور فى أذهان الغالبية التى تتلقى أسس وأصول دينها عن فقهاء وعلماء دينيين من كبار العلماء من الخليج والسعودية ومصر وغيرها، عن طريق القنوات الفضائية والبرامج اليومية التى تبث القراءات والحوارات الدينية التى تناقش القضايا اليومية التى يتكلم فيها المثقفين وغيرهم.

إذا رجعنا إلى وسائل الأتصال الإجتماعى للمؤسسات الدينية سنجد أن رجال الدين يستبدلون خطاباتهم الأعتيادية بخطابات عن الإسلام الوسطى" مبدأ التقية" المتسامح الذى يكفل حرية الأعتقاد ويأمر بالمعروف، ولديهم تراث كبير من الأحاديث وتفاسير الفقهاء الكبار الذين يشرحون لك أن الإسلام دين هداية للتى هى أحسن وديانة قائمة على التوحيد والرحمة والسلام والفطرة، أى أنها ديانة تنسجم مع متطلبات الإنسان الحديث حيث تأمر بالعلم والتفكير والإجتهاد البشرى، وهى التى لديها مجموعة من العلماء الكبار، تعلم منهم الغرب الكافر وأستفاد من علوم المسلمين وصنع بها حضارته الحالية،وأستخدم العقل الذى أعطاهم القوة لإلغاء دور الكنيسة ورجالها، ولولا أن الغرب وضع الحدود التى تعطى الحرية للعبادة وممارسة العقيدة للكنيسة، أما السياسة ومسئولية الحكم فى الدولة هى مسئولية الشعب.. ولولا هذا لما صنع الغرب تقدمه وتغلب على الجهل والفقر والأستبداد ودكتاتورية رجال الدين.

ويستمر الخطباء وأهل العلم الدينى فى إعلان هذا الخطاب الوسطى السمح ليكون متوازناً مع رغبة التجديد السياسية للحاكم التى يرددها الجميع، رغم أن مجتمعاتهم تؤمن بالوحدانية فإن أفكارها مأزومة وتجاهد من أجل الخروج من مشكلة التعددية، لأن الدين عند الله الإسلام والله واحد لا شريك له، فكيف تطالبنى بالإيمان بالتعددية وأعتبار الآخرين ليسوا كفاراً؟ من يقبل على نفسه تلك الأزدواجية وأن يكفر بوحدانية الله؟
وعندما يبدأ فى توجيه الأسئلة يجد من يهمس فى أذنه يذكره بمبدأ التقية ليشكر السائل شيخه ليخرج سعيداً وأن أفكاره هى هى لم تتغير لكنها ظروف التجديد تستلزم ذلك.

وإذا دخلنا إلى المؤسسات التعليمية سنجد المناهج الدراسية تعانى هى الأخرى من ثورة التجديد، ويلجأ القائمون على تجديد المناهج وإلغاء قصص العنف والبطولة التى تشجع على الكراهية والإرهاب، وتقام اللجان المختصة والمسئولة عن التجديد والتغيير بالبحث عن قصص ونصوص أخرى تخدم نفس أغراضهم التى يعتقدون فيها لكن بطرق ملتوية، وبهذا يتم التجديد ويظل المجتمع يعيش فى إزدواجية ونفاق يغذيه تراث كبير من السهل تأويله ليتوافق مع شعارات النهضة والتجديد والإصلاح، وبما لا يتعارض مع ثوابت دينه الإسلامى وهذا ما يريده أصحاب المشروعات الرجعية التى تتآمر على الأوطان وتتركها تتراجع عن مسيرة التقدم وتتخلف عن حضارة اليوم التى لها معالمها وطبيعتها التى تختلف جذرياً عما يفخرون به من حضارات الأمس والماضى.

إذن كيف يمكن وجود تجديد حقيقى والذين ينادون بالفضيلة وفساد أخلاق الكفار هم أنفسهم الذين يتحرشون بالنساء فى غيبة الأمن والقانون؟ بل يستغلون ملابس النقاب ويرتدى الرجال أو الشباب تلك الملابس التى لا يظهر منها شياً ويرتكبون جريمتهم، كيف يمكن التجديد ورجال الفضيلة يقفون ضده ويرفعون قضايا الأزدراء بالأديان لإيقاف حركة الثقافة والإبداع وإخماد الحماس فى الذين يرفعون شعارات التجديد، كيف يمكن الحديث عن التنوير والتحديث والقارئ يفكر فى إسترجاع الماضى العظيم المتمثل فى أسترجاع مجد الأندلس ومجد الخلافة الإسلامية والتمثل بحياة السلف الصالح؟

أينما ذهبت فى الأرض المسروقة التى كانت محروسة فى يومً ما، ستجد أصنام آلية تفتخر وتعتز بتراث الخرافات والأساطير رغم تعايشهم العقيدى الإجبارى أو الإختيارى مع نتاج الثورة التكنولوجية، الذى لولا أستيراد دولتهم لمعظم المواد الحيوية اللازمة لحياتهم اليومية لما كان له وجود، كيف يقتنع إنسان يتمتع بهذا الإنغلاق الدينى والإنفتاح الأقتصادى بأن عصرنا الحاضر عصر علماء وليس عصر جاهلية شعراء؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن مع وضد الله 2
- الحوار المتمدن ليس من الله (1)
- حقوق الإنسان ليست من الله
- التخلف الدينى والتنوير (4)
- التخلف الدينى والتنوير (3)
- التخلف الدينى والتنوير (2)
- التخلف الدينى والتنوير
- 92 عاماً يفوز فى أنتخابات ماليزيا
- تقتلون أنفسكم بأيديكم
- وزير الصحة يسرق الدولة
- تأصيل ثقافة القطيع
- الإرهاب ترك المدينة للأشباح وللدولة
- ثقافة التجديد لا تنهض فى وسط دينى
- دونية المرأة فى ثقافة العرب الدينية
- أوسكار فيلم التجديد السيسى
- أصولية الرئاسة والقضاء
- القبض على رسام الكاريكاتير
- القادة تدمر الوطن
- الصمت المريب إسلامياً
- واقعية الديانة الإرهابية


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - تغيير الفكر الدينى