أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - عن تحريض الأصوليين على قانون حماية الأسرة














المزيد.....

عن تحريض الأصوليين على قانون حماية الأسرة


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6599 - 2020 / 6 / 22 - 09:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



قبل عدة أيام قام مركز يبوس للدراسات بدعوتي للمشاركة في ندوة عبر تطبيق «زووم»، وكان عنوان الندوة حول قانون حماية الأسرة. لم أتردد في المشاركة لدى توضيح منسق الندوة بأنهم يتطلعون إلى ندوة حوارية تشارك بها جميع اتجاهات الرأي في المجتمع إزاء القانون.

لكن سرعان ما تبين أن المركز خالف قواعد احترام المصداقية وأسس الحوار الديمقراطي والمشاركة، عندما قُصر النقاش على وجهتَي نظر، قمت بتمثيل إحداها والمتمثلة في أهمية إقرار القانون وبدون مماطلة رغم نواقصه، بينما حضرت وجهة النظر الأخرى الرافضة للقانون عبر أربعة متحدثين، ما غيّب التوازن عددياً علاوة على التحيز في انتقاء مقصود لقائمة الحضور والمشاركين والذين كانوا من لون واحد ومطلب واحد، هو طي القانون ووضعه على الرف بحجج وذرائع ألبسوها لبوس الدين وهي ليست كذلك.

وللتوضيح أقول: إن مسودة قانون حماية الأسرة كان نتيجة توافق بين الاتجاهات الفاعلة في اللجنة المشكلة لوضع القانون، من وزارات الاختصاص في الحكومة وبضمنها طبعاً المؤسسات الدينية الرسمية، التي لم تر التعارض بين الدين والقانون، اعترضت على بعض المواد وتم ترحيل أو شطب عدد من الجرائم والانتهاكات إلى قانون العقوبات، ما يطرح التساؤل عن سبب عدم توافق السلفيين من خارج المؤسسة الرسمية مع السلفيين من داخلها، ولماذا تم تكفير المسودة؟!

الملفت في ندوة يبوس آنفة الذكر، أن قانون حماية الأسرة من العنف لم يكن على طاولة النقاش والبحث، وليس مقروءاً من قبلهم، بل كان العنوان الذي شكل لهم الوصلة المناسبة للعودة للهجوم على اتفاقية «سيداو»، تلك الاتفاقية التي جزء كبير منهم لم يقرأها أيضاً ولكنهم يهاجمونها لأنهم يبنون عليها الآمال لتسييس الخلاف، واستكمال الهجوم السياسي بالفكري لتحريض المجتمع واستكمال شقه عامودياً بواسطة التحريض والتكفير والترهيب بما يمس السلم الأهلي، خاصةً أن لا علاقة بين الاتفاقية وقانون حماية الأسرة ولم ترد في ديباجة مشروع القانون، علاوة على أن الاتفاقية التي صدرت عام 1979 هدفت الى الدعوة للمساواة ونبذ التمييز على أساس الجنس، وانضمت لها فلسطين عام 2014، بينما يعود العمل والضغط لإصدار قانون حماية الاسرة إلى عام 2005، ومنذ ذلك الحين خضعت ثماني مسودات للنقاش دون ان يتصاعد الدخان الأبيض من مكان ما!

وباستجماع الملاحظات التي قيلت وسيقت في الندوة من ممثلي الاتجاه السلفي وتلك التي تعمم قصداً في صالونات انصارهم ودعاتهم، لم ألحظ ان القانون كان مقروءاً من قبل المتحدثين الرئيسيين، وهذا ما تبين من خلال ملاحظات ومغالطات عديدة باتت متداولة قصداً، وهنا يمكن الاستنتاج دون كبير عناء ان ما يطرح ليس تعدداً في الآراء واختلافاً ثقافياً، بل يؤكد أن فكرة وجود القانون في عين الاستهداف من منطلق إقصائي، وليس أقل.

وقمة التضليل في خطاب السلفيين تتمثل في حالة إنكار الواقع، ومؤشرات العنف بالنسبة لهم غير جديرة بالتوقف، منطلقاتهم تبدأ وتنتهي بشيطنة الاتفاقية، وفي طريقهم يهجمون على المؤسسات النسوية لانها تكشف الغطاء عن العنف وتستمر في الضغط لمعالجته.

نعم إنهم لا يرون في ارتفاع معدلات العنف إلى نسبة 29% حسب المسح الأخير للمكتب المركزي للإحصاء أي تهديد يطال وحدة الأسرة، مليون ضحية تعاني من أحد أشكال العنف المعروفة، الجسدي والمعنوي والجنسي والحرمان والحبس المنزلي وغيرهم.. لا يعنيهم ولا يرون به عاملاً من عوامل تدمير الأسرة وتفكيك روابطها بل المخاطر تأتي من «اتفاقية سيداو» التي لم تطبق بعد ؟؟؟؟ يا الله اي تضليل هذا!! والفئات المستضعفة والضعيفة لا مكان لها في خطابهم الشعبوي، إنهم لا يرون الضحايا أصلاً، المرئي لهم مصالحهم السياسية وأجندتهم الظلامية وإنْ تغلّفت بلباس الدين، علماً أن القانون قيد النقاش لا يهدد الدين ولا يلغيه.

من يستطيع إلغاء الدين بقانون؟ من يستطيع فصل المجتمعات عن دينها؟ حتى في المجتمعات العلمانية التي فصلت الدين عن الدولة لم يؤد الفصل إلى المساس بدين المجتمع. إنها الأوهام التي ينشرونها بين العامة مستغلين الظرف والإحباط والفشل العام لترويج أجنداتهم.

الاتجاه السلفي يعيش في حالة انفصام مع الواقع، ولدى انفصام القانون عن المجتمع تهب القوى الاجتماعية للمطالبة بالتغيير لمواكبة التطورات والتغيرات ليتم استيعابها في القانون الجديد. عدم اعتراف المتطرفين بالتغيير المجتمعي وانعكاساته على الحياة وطبيعة العلاقات الانسانية، مشكلة سببها إراديتهم وماضويتهم، حيث تعددت أدوار الأفراد بما فيها النساء وتغير وعيهم في ظروف يتصاعد فيها الوعي الحقوقي.

في نظر المتطرفين أن قانون الأحوال الشخصية الساري الصادر عام 1960، ما زال صالحاً للتعامل معه بل يسبغون عليه قداسة رغم أنه من صنع البشر، لأنهم يريدون الإمساك بحركة التغيير وقمعها حفاظاً على تنفذهم وسيطرتهم، لا أستثني إعفاء أنفسهم عناء الاجتهاد فيسبغون على ما قدمه السلف من اجتهادات قُدِّمت في الماضي السحيق منذ خمسة قرون، انتهت صلاحية انطباقها في الحاضر.

ماذا يريدون إذاً! ولماذا يقومون بدعوتنا في هذه المرحلة إن كانوا لا يؤمنون بالتعددية الثقافية والفكرية ويرفضون الآخر؟ إنْ أخذنا سياق ونتيجة ندوة يبوس بعين الاعتبار، يمكن الاستنتاج أنهم بصدد حملة جديدة من الهجوم على «سيداو»، تتركز على المدافعات عن حقوق المرأة والإنسان، بعد أن حققوا نجاحاً باهراً في اغتيال الاتفاقية التي تركز على نبذ التمييز والمساواة الحقوقية.

آخر الكلام همسة في أذن رئيس مجلس الوزراء، لقد توسع نشاط المتطرفين في عهدك يا دكتور أكثر من أي عهد سبق، وأنجزوا خططهم وأجهضوا عديد القوانين التي كانت على الطاولة. أحبطوا تحديد سن الزواج ونجحوا في ابتزازكم وانتزاع مواقف على صعيد اتفاقية سيداو، وحالياً هم على وشك النجاح في طيّ قانون حماية الأسرة من العنف.. هل هذا هو قدرنا مع حكومتك..؟!



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «بهمش»، نحن والاحتلال والكورونا والعالم
- التنمر على الوزيرات
- عن قانون حماية الأسرة ونقابة المحامين
- الانتقادات الموجهة إلى «سيداو» والرد عليها
- الحوار المطلوب حول اتفاقية القضاء على التمييز ضد المرأة
- تداعيات ما بعد «إسراء غريّب» تفتح على نقاش أشمل
- التزويج المبكر أيضاً
- الخطاب العالمي واعتماد اتفاقية سيداو وقرار 1325 فلسطينياً
- الثامن من آذار: في الحقيقة لسنا بخير
- صرخة النساء ضد شرعنة العنف
- مسيرة -سارة وهاجر- واختراق الوعي
- المنطقة الرمادية في رؤية حقوق المرأة الفلسطينية
- تجربة المرأة الفلسطينية في تطبيق قرار مجلس الأمن 1325
- من -مخيم قلنديا- خرجت جنازة للمفاوضات
- كسر الجمود والتطبيع
- تقدم نسبي على مشاركة المرأة في المجالس المحلية الفلسطينية..!
- القوائم النسوية في انتخابات المجالس المحلية
- نطفة تهرب من السجن
- الانتخابات المحلية ما بين التجارب السابقة والانتخابات القادم ...
- عرفات يُقتل لكنه لا يموت..


المزيد.....




- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - عن تحريض الأصوليين على قانون حماية الأسرة