أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - التنمر على الوزيرات














المزيد.....

التنمر على الوزيرات


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6548 - 2020 / 4 / 27 - 09:00
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    






تعرضت الوزيرات في بلدنا إلى أشكال من التنمر غير المسبوق على صعيد المنطقة، مسّت في معظم الأحيان الشكل الخارجي وبشكل أقل القدرات المعرفية، وخاصة في الفترة التي تلت انتشار فيروس كورونا - كوفيد19، ما أثار الوسط النسوي حيث تَولَّدَ شعور عام بأن التنمر والسخرية منهن بمثابة اغتيال معنوي للشخصية الاعتبارية اللصيقة بصفاتهن، وهو أقسى وأشدّ من الاغتيال الجسدي في كثير من الوقائع..

لقد أثار شكل التعامل مع الوزيرات لدى خروجهن لطرح خططهن في إطار الإحاطة اليومية التي تقدمها الحكومة وعملية الإيجاز اليومي المخاوف والتساؤلات، بتفاوت نسبي. حول طبيعته لدى مساسه بقيادات نسوية وحول دوافعه ضمن طبيعة المجتمع الفلسطيني وثقافته التمييزية وإلى أين ستصل الحالة، وكيفية حماية المجتمع من تأثيراته على السلوك والشخصية، لأنه كما يبدو بات متكرراً، ويؤدي ليس فقط إلى تشكيل موقف عام من المرأة في مركز القرار، بل يعيدنا إلى مربعات الصفر والوجود الرمزي للمرأة ومشاركتها في صنع القرار.

أسوأ ما في ممارسة التنمر على الوزيرات، وبالأحرى الترهيب الذي تعرضْن له يتجلى في تركيزه على شكل الوزيرات بشكل عام، في محاولة إلصاق لتسطيح وشكلانية وجودهن ودورهن الديكوري، حيث يغيب النقد عن محتوى التنمر ضدهن، علاوة على اختلافه عن الخطاب النقدي الموجه للوزراء باستهدافاته الحوارية والجدلية حتى لو جاء من خلفية معارضة.

الحوار الجدي مع الوزراء واللاحوار مع الوزيرات بل تصيُّد هفوات أو أخطاء، خاضع أيضا للتساؤل والنقاش.

أما الذهاب إلى السخرية الشكلانية فلا يعبر سوى عن هبوط أخلاقي.

إعادة إنتاج المفارقة التمييزية، إفشال وزيرة ينعكس بأثره السلبي ليطال جميع النساء، بينما فشل وزير يعود عليه فقط دون أن ينعكس على باقي الرجال..

الدفاع عن الوزيرات وعن المرأة بشكل عام في مراكز القرار واجب مستحق على الحركة النسائية بجميع مكوناتها، رغم أنهن يستطعن عموما الدفاع عن أنفسهن ويضعن الأمر في نصابه ويتجاوزنه نحو النظر للأمام والمهام، لكن ما يشدني ويعنيني أكثر هو ملاحظة أن ردود الفعل عموما على التنمر والعنف واحدة لدى المرأة عموما، البقاء صامتات.

من جهة أخرى يعنيني التجاذب الكامن خلف هدف الانتقاص منهن وأبعاده وتأثيراته الاستراتيجية على المجتمع الفلسطيني وحضارته وتقدمه ضمن بعديْن اثنيْن:

الأول: حول الهجوم التهكمي على نساء في مراكز القرار بالطريقة التي مورس بها الترهيب في الاعلام الاجتماعي وأثره على إفشال برنامج مكونات الحركة النسائية وإيصال النساء إلى مراكز القرار وأحد مفاتيحه الوزيرات الساعيات إلى إصلاح التوازن والانصاف وأولهن وزيرة المرأة بحكم صلاحيتها المسندة لدى إنشاء الوزارة، وبفعل دورها الجاد والمُبادر وبامتلاكها الوضوح الرؤيوي لبرنامج ومهام الوزارة.. وفي صميمه تقديم نماذج نسوية ناجحة إلى مراكز القرار بجميع أشكاله ورفع تهمة نقص الكفاءة عن أكتافهن.

الثاني: انعكاس الضرر العام للترهيب الممارس ضد الوزيرات؛ عنفاً مبرحاً وابتزازاً على النساء اللواتي يجري العمل على تقويتهن بالقانون لتخليصهن من العنف الممارس بجميع أشكاله وأمكنته وأثره السلبي على إفشال اجتثاثه من المجتمع بشكل عام.

الترهيب التنمر والصمت والعنف، ثلاث مصطلحات مترابطة تفعل معاً ضد المرأة في البيئة الفلسطينية غير الآمنة لمشاركة ودور شامل ومتسع؛ في مختلف المستويات، علاوة على أن ردود فعل النساء واحدة عليها.

الاحتفاظ بالصمت. لنلاحظ أن من تلافيْن المواجهة التمييزية والانتقاص على أساس الجنس يقتصرن على أعداد قليلة، ممن يُشار لهن ويستشهد بأسمائهن كالمعجزات النادرة، في سبيل دعم فكرة التحجيم والتقليص والاستبعاد؛ وخدمة تغييب المرأة عن مشهدية المشاركة.

ماذا نستنتج، لزومية وأهمية صنع البيئة الحامية والمتقبلة والحاضنة للمرأة في صنع القرار، وتشغيل العدّاد الرقابي والراصد للتنمر وخاصة من قبل الاعلام المساند الرافض للتمييز.
التنمر باقٍ ومستعصٍ بسبب غياب العمل على تغيير البيئة الآمنة نحو بيئة متقبلة ومواتية حتى في الحكومة، آلياتها معطلة واستجاباتها ضعيفة، لنتذكر ما جرى مع سن الزواج وقانون حماية الأسرة من العنف!

نحن بحاجة الى توسيع دائرة «الفرجار»، البيئة الآمنة لا تتحقق دون تشكيل شبكات وتحالفات الحماية النسوية والمجتمعية للتصدي للترهيب والتنمر ضد النساء في مراكز القرار المتعرضات لهجوم مقصود تستند إلى مستشارين يمتلكون مهارات التحليل الاجتماعي التنموي للتصدي المبني على العلم والخبرة، وإلى مختصين يعملون على فحص جميع الصور التمييزية والتقليدية في الفنون والدراما التي تكرس البيئة التمييزية، ضد من همهم الحطّ من قيمة وقدر المرأة والابقاء على دونيتها، لإسقاط قضية المرأة.



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن قانون حماية الأسرة ونقابة المحامين
- الانتقادات الموجهة إلى «سيداو» والرد عليها
- الحوار المطلوب حول اتفاقية القضاء على التمييز ضد المرأة
- تداعيات ما بعد «إسراء غريّب» تفتح على نقاش أشمل
- التزويج المبكر أيضاً
- الخطاب العالمي واعتماد اتفاقية سيداو وقرار 1325 فلسطينياً
- الثامن من آذار: في الحقيقة لسنا بخير
- صرخة النساء ضد شرعنة العنف
- مسيرة -سارة وهاجر- واختراق الوعي
- المنطقة الرمادية في رؤية حقوق المرأة الفلسطينية
- تجربة المرأة الفلسطينية في تطبيق قرار مجلس الأمن 1325
- من -مخيم قلنديا- خرجت جنازة للمفاوضات
- كسر الجمود والتطبيع
- تقدم نسبي على مشاركة المرأة في المجالس المحلية الفلسطينية..!
- القوائم النسوية في انتخابات المجالس المحلية
- نطفة تهرب من السجن
- الانتخابات المحلية ما بين التجارب السابقة والانتخابات القادم ...
- عرفات يُقتل لكنه لا يموت..
- المرأة المصرية: السماء لم تعد تمطر ذهبا ولا فضة
- رنا: حكاية وطن جاءها في حقيبة


المزيد.....




- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة لعام 2024 وشروط التقديم ...
- بعد زيادة قيمة منحة السياحة حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرًا- وتكشف اسمها و ...
- ستة فيتامينات أساسية لصحة النساء فوق 25 سنة
- بشرى للمرأة الجزائرية.. سجلي الآن بالخطوات في منحة المرأة ال ...
- فرصة لن تتكرر “سجلي الآن للحصول على 800 دينار” .. التسجيل في ...
- “هنــــا” .. التردد الحديث 2024 لقناة الاطفال كراميش على الن ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت 800 دينار.. رابط وشروط التقديم ...
- الاغتصاب وتقليد الحيوانات.. 72 أسلوبا للتعذيب في سجون الأسد ...
- اختبار بسيط قد يتنبأ بخطر الإصابة بالسكري لدى النساء بعد انق ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - التنمر على الوزيرات