أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح7














المزيد.....

في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح7


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 20 - 02:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان الحوار مفترضا به أن يصل إلى محطة التقاء وتفاهم على نقاط مشتركة تمثل الحد المقبول من الطرفين والذي منه يمكن تطوير منطلقات الحوار من هذا الحد إلى نقاط أكثر حساسية وبروح المسؤولية التأريخية, حيث يتكلم العقل ويسمع الأخر لا بد للحواجز أن تذوب ويصبح المكان أقصر ويتدانى كل نحو الأخر, ولكن عندما تتحاور الجدران مع بعضها لا تتوقع أن تنقص المسافة بينهما سنتمر واحد وليس شبرا.
والنقطة الأهم في أي حوار على مستوى عال من الأهمية هو التعاون والانفتاح والنية في الصدق في أن تكون متعمدا ما تقوله , لتضمن أنك تكسب الأخر ولو لم تصل معه إلى نتيجة محددة ولكنك أسست لأن يكون هناك خط من التواصل وثقة متبادلة دون أن تزرع الشك وعدم القدرة على الوثوق بما يطرح بالحوار ومن ثم التمسك به باعتباره حصيلة جهد مشترك وتعاوني لا بد من صيانته وحفظه والحرص على ثمرته لأنه منك وإليك أولا وأخيرا.
كل ما خرجت به من هذا الحوار كان أشبه بنتيجة حوار الجدران لا الجدران المتقابلة تستطيع الاقتراب من بعضها البعض ولا الجدران المتجاورة تستطيع الافتراق عن بعضها البعض, ويبقى الحال على ما هو عليه, الجدران مرتبطة بأساسها المدفون في عمق لأرض وهي لا تتحرك بدونها ,ونحن كذلك مرتبطين بأساساتنا الغائرة عمقا في تكويننا وفي عقولنا ولا يمكن لنا أن نغادر أساس ثابت ومتمسك به على أنه هو الحق ومن دونه الباطل المطلق.
في الحوار الجاد يكره اللف والدوران لأننا بذلك نتقصد وعن عمد ممارسة التيه ضد النفس وضد الاخر وهذا يكشف عن نية مبيته للفوز والغلبة فقط دون أن نكون متجهين أصلا إلى هدف أخر أسمى وأقدر ومتناسب مع عقلانية البشر ,الحوار ليس ممارسة سوقية ولا هي تجارة ننتظر منها الربح إنها رحة العقل نحو صنع اليقين فإن لم نستطع ان نصل له فيكفي شرفا أننا استطعنا أن نتقي ونتفاهم كأشخاص حضاريون مهتمون أصلا بتجسيد الإنسانية الفذة.
ومن شروط الحوار المهمة أيضا أن نتفق على مقدمات وبديهيات لا نفترق عنها ولا نتفارق بعدها, وأول هذه البديهيات حق الأختلاف والمساواة في هذا الحق فليس عدلا أن تقبل لنفسك حق الأختلاف معي ولكن لا حق ي بذلك ,من العدالة الإنسانية أن نقر أننا أساسا مختلفون ولو كنا غير ذلك فما الذي دعا للحوار, إن كنت أنت أبيض وأنا أبيض فمن المنطق والعقل أننا من طيف ولون واحد وبذلك عدمنا العذر في الحوار.
هل يكفي الحوار أن يكون له سبب فقط بل لا بد له من غاية تتصل بالسبب وتفسر لنا هذه الدعوة ليكون ما بين المتحاورين بينة من البداية حتى تكون النهاية أيا كان شكلها مقنعة لكلا الطرفين وهذا ما يسمى جوهرية حق التحاور المبني على التفاوت بالرؤية أو التفاوت في الصورة ,قد تكون الصورة واحدة ولكن الرؤية مختلفة بالزاوية , وقد تكون الصورة مختلفة ولكن الرؤية واحدة ,كلا الحالين يدعوان المختلفين للحوار بضبط الزاوية أو بتحديد أو تعين موضع الأختلاف بين الصورتين.
كل حوار يبتدئ لينتهي في نقطة ولا حوار بلا نقطة نهاية محددة أو يمكن تحديدها أما أن نمضي في حوار بلا نهاية منظورة نوع من العبث الذي لا طائل من وراءه, قد نستغرق وقتا لنفهم وقد نستغرق زمنا لنتفق ,وقد نمضي بعيدا ولكن في جميع الحالات لا بد من نهاية , لا نشترط بها الأتفاق التام ولا نريد أن تكون افتراق تام ولكن الحوار بحد ذاته إذا بني على قاعدة مشتركة من حق التحاور لا بد أن يثمر عن نتيجة في الأخر والأفضل أن تكون في عملية الحوار بناء وهدم مشترك يساهم به كلا الطرفين وليس من الأخلاق ولا من المعرفة أن يطلب من أحدهم أن يبني وعلى الأخر أن يهدم , فلا أحد يملك الحقيقة المطلقة ولا أحد يمتلك الحق المطلق بضرورة تسليم الأخر بما عنده ومغادرة واقعه ليلتحق في واقع مناقض تماما ,لا بد من بعض الحقيقة عند الطرفين.
لست منظرا في فن الحوار ولا أدع أني من أبرع من يفهم في فنه ولكن كل ما قلته اكتسبته من تجربتي القصيرة مع محاوري الذي تطوع بإرادة أن يشرح لي حقيقة ما أنا دون أن يتطوع ليشرح لي ما هو عليه وما حقيقة ما هو فقط جاء ليبين لي أني في دائرة لا حدود معلومة ولا يمكن لي أن أتخذ لي حدود لأنني أسبح في عالم الوهم وهو الذي لا تغرقه لجة البحر المضطرب ولا تتيه بصيرته في دروب الصحراء ذات الرمال المتحركة لأنه ببساطة أعلم وأنا أجهل ليقول أما أن تهدم جدارك وتلوذ بجداري أو تبقى ذلك الأمي الذي لا يقرأ حدود عالم أنا أصنعه من قاعدة منحها الرب له قاعدة أنه من شعب مختار لا يخطئ ولا يحتار .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح5
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح6
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح4
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح3
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح2
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح1
- الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة السادسة
- الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة الخامسة
- الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة الرابعة
- الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة الثالثة
- الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة الاولى
- الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة الثانية
- دراسة أستقصائية عن الموارد العامة للدولة (الغير نفطية) للعام ...
- لماذا نفشل في كل مرة؟
- بيان الحراك الشعبي العراقي
- الفساد المالي ظاهرة تتجذر ومعالجات ناقصة.
- ولادة عالم ما بعد الكورونيالية الجديد
- سؤال ومسائل....
- الحدث الأمريكي نتيجة ضغط مجتمعي أم حتمية تأريخية.
- الملا والملاية والملائية في المجتمع العراقي.


المزيد.....




- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-
- بخيوط من ذهب وحرير أسود.. الكعبة ترتدي كسوتها الجديدة مع بدا ...
- رافائيل غروسي يكشف معلومات مهمّة عن البرنامج النووي الإيراني ...
- ترامب يضغط لوقف حرب غزة ونتنياهو يرى فرصة لاتفاقات سلام جديد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح7