|
تركيا : من صفر مشاكل مع العالم العربي الى ...
اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 6595 - 2020 / 6 / 17 - 13:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ذكرتني صولات وجولات اردوغان العسكرية في طول العالم العربي وعرضه ، من غير ردع حقيقي من حاكم عربي ، بأيام عبد الحميد الثاني آخر خليفة عثماني في الحكم ، قبل ان يخلعه من الخلافة عام 1924 : الجيش التركي بقيادة مؤسس تركيا الحديثة : اتاتورك ...
فبعد ان تحررت بلغاريا واليونان وعموم شرق اوربا من الاستبداد العثماني ، لم يتبق في أهاب امبراطورية آل عثمان غير الكرد والعرب الذين خضعوا بعد الانقلاب العسكري لجماعة تركيا الفتاة العنصرية 1908 ، لأشد أساليب التعذيب والتنكيل : قومياً وثقافياً ...
هذا الانقلاب العسكري ( الذي عادة ما يسمى في الادبيات التاريخية والسياسية بثورة تركيا الفتاة ) قام به مجموعة ضباط كانوا متأثرين بالأفكار السياسية الحديثة في اوربا ، فأرادوا ان يزرقوا دماء الإمبراطورية المريضة بها ، ويجددوا حركتها الاستعمارية لكي تنشب مخالبها بقوة في من تبقى معها من الأمم خاصة : العالم العربي ...
اكتشف الجيش التركي اثناء مقاومته خلال الحرب العالمية الاولى لقوات بريطانيا وفرنسا بانه : لا تركيا حديثة تقوم على انقاض الإمبراطورية القديمة من غير حداثة سياسية التي أرست حداثات في الأدب والفن وعموم الإنتاج . ودائماً تتبنى المؤسسات الأكثر حداثة والأكثر تنظيماً في اي مجتمع : فكرة ضرورة التجديد والثورة على القديم ، فكان ما قام به الجيش التركي : ثورة حقيقية ترقى الى مصاف الثورات الكبرى في التاريخ العالمي ، اذ حررت قرارات الجيش بقيادة اتاتورك دولة تركيا من ماضيها الجهادي والحربي لنشر الإسلام في اوربا ، ومنحتها مهمة ووظيفة أخرى في الحياة منسجمة مع العصر : كدولة سلام وإنتاج ، واستطاعت تركيا التي استعارت لنفسها : ابجدية جديدة ومهمات جديدة في الحياة من الخروج من هيكل " الرجل المريض الذي كانته والمرتبط اساساً بنظام الخلافة الإمبراطوري ...
مع بداية القرن الواحد والعشرين : اصبح النشاط السياسي في تركيا يتمحور حول مقولات سياسية دينية ، وغض النظر تدريجياً عن المهمات الأخرى التي تقع في مقدمتها : العمل على قبول تركيا عضواً في الاتحاد الأوربي ، وهي المهمة التي يتوقف إنجازها على تحول تركيا ديمقراطياً بمنح القوميات والأديان الأخرى حقوقها في تقرير مصيرها ، والتخلي نهائياً عن دولة المهمات الحربية، وهو ما لم يتحقق ، فخسرت تركيا قبولها في الاتحاد الأوربي ...
ككل دولة تريد استعادة ماضيها الإمبراطوري ، لا بد لها من إيلاء البلدان الأكثر ضعفاً ، القريبة منها ، أهمية استثنائية ، وفي حالة تركيا تكون البلدان العربية هي : مجالها الحيوي ، لضعفها أولاً ، ولوفرة خيراتها ثانياً ، ولسهولة الحصول على قوة ناعمة وآيدلوجية مشتركة معها ، وقد عثر حزب العدالة الحاكم في تركيا على هذه الآيدلوجية المشتركة لدى الإخوان المسلمين ومن يدور في فلكهم من حكام العرب . وقد مهد حزب اردوغان لتدخله في بلدان العالم العربي : بنظرية صفر مشاكل مع هذا العالم ، وباستراتيجية تهديد اوربا بالمهاجرين واللاجئين لكي تسكت على تدخله في بلدان العالم العربي واحتلاله لقسم من أراضي بلدانه : في سوريا ، في ليبيا ، في السودان وفي العراق ...
يشير التحول في السياسة التركية بعد الإيرانية : الى ان النشاط السياسي الإسلامي لا بد وان ينتهي بالتطلع الى الخارج الإقليمي والعربي منه بالذات ، ولا بد وان يحيي الذكريات الإمبراطورية لدى الفرس والترك على حد سواء ، ومن ثم العمل على ايجاد هذه الإمبراطوريات على ارض الواقع بحدودها القديمة ...
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لكن
-
تصبح حرامي حين لا يسند أفعالك تشريع او قانون
-
راتب الدولة الريعية
-
في الطريق الى المقهى
-
الكاظمي رئيساً لمجلس الوزراء
-
منهجان في معالجة جائحة كورونا
-
لحظة تكليف الكاظمي
-
برنامج : عدنان الزرفي
-
في عيد الموسيقى العربية
-
واللؤم تحت عمائم الانصار
-
هوامش كورونية / 2
-
هوامش كورونية
-
سيادة الدولة ام سيادة الحشد ؟
-
استكانات شاي صباحية
-
حق الحياة بلا وصاية
-
فيروس كورونا
-
بمناسبة انطلاق الثورة الكردية
-
بين الثورة والاصلاح
-
ليس باستراتيجية عنف التيار الصدري يمكن العبور بالعراق الى بر
...
-
هل ينقذ الثورة تشكيل كيان سياسي
المزيد.....
-
إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل
...
-
-التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم
...
-
أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
-
ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
-
-حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع
...
-
زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا
...
-
تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
-
ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
-
زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
-
-بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|