أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد الحسناوي - لماذا قال ميشيل فوكو أن مشروعه لن يطول؟














المزيد.....

لماذا قال ميشيل فوكو أن مشروعه لن يطول؟


عماد الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 6593 - 2020 / 6 / 14 - 23:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بداية أود الاشارة الى أن معظم أعمال فوكو تمحورت حول الاسئلة التالية: ماذا يمكن للإنسان أن يقوله حول ذاته حين يفكر فيها من منظور مخالف ومغاير (اللاشعور) ؟ (كتاب تاريخ الجنون).
كيف ينظر الى ذاته حينما يذكرها انطلاقا من ظاهرة المرض؟ (كتاب ميلاد العيادة). وكيف يبني ذاته كونه كائنا حيا وناطقا؟ (كتاب الكلمات والاشياء). وكيف تبدو للانسان محاكمته لذاته من حيث خضوعه للمراقبة والعقاب؟ (كتاب المراقبة والعقاب). وأخيرا كيف ينظر الى رغباته ويهتم بذاته؟ (كتاب ثلاثية تاريخ الحياة، الجنسانية).

هل كان فوكو على حق عندما قال أن فلسفته لن تطول ولن نجدها في كل العصور؟
لعل الدافع الاساسي الذي جعل من ميشيل فوكو يقول بهذا، هو أن فلسفته تركز على الحاضر وعلى المفاهيم المهملة و المتخلي عنها،إن المفاهيم التي تدور خارج دائرة الوعي.
فمثلا يؤكد على فكرة أساسية مفادها أن كل ممارسة ليست تطبيقا لمبدأ، لأن الممارسة هي مبدأ. لهذا نفصل بين الممارسة والفكر، فما نقوم به في الحقيقة هو رفع مكانة الوعي على حساب اللاوعي الذي هو الجسد. والنظر الى كل ما يقع على أنه نتيجة لعلة، في حين أن العلة والمعلول شيء واحد. وهنا يقول فوكو في كتابه جينالوجيا المعرفة ص59 « كل ما يقع يقع على السطح بالتالي ليس هناك عمق." وباستخدامه للمنهج الجينالوجي يتوصل فوكو الى أن الحقيقة هي ما يقع في الحاضر. فالحقيقة ليست وحدة متجانسة كما ذهب ديكارت وكانط وهيجل... فالحاضر حسب فوكو هو استعادة للماضي بشكل مختلف. لهذا فالحاضر هو تجلي للماضي بشكل مختلف. بلغة نيتشه العودة الى الماضي بشكل جديد.
وفي علاقته بالسلطة يتحدث فوكو عن مفهوم اساسي أخده من نيتشه وهو إرادة الحقيقة، بمعنى الدعوة الى الفصل بين الحقيقة والخطأ أو الوهم، لأننا يستحيل فهم التاريخ بالنظر الى الحقيقة كصدق وكحق. لان ما نسميه حقيقة يمكن أن ينقلب وينتقل الى ما يناقضه. فمع فوكو لم تعد الحقيقة ثابثة ولا أزلية.. ولعل هذا العامل هو السبب الرئيسي في تأكيد فوكو على أن فلسفته لن تستمر في كل العصور. عكس الفلسفت النسقية التي جعلت الانسان في سكينة وأمل، وخلقت له عالما أخرا وأطفت عليه أبهى صورة كرمز للخير والصدق والمثال.. في حين أن فلسفة فوكو و استاذه نيتشه تميزت بكونها فلسفة تغرد خارج النسق المغلق، وهذا يتجلى أساسا في إعادة الاعتبار لبعض المفاهيم المهملة منذ ميلاد الفلسفة وهي اللاوعي و الجسد والرغبة والجنون...كما أنه لم يكتفي بإعادة الاهتمام لهذه المفاهيم وإنما كشف وعر مجموعة من المفاهيم الميتافيزيقيا مثل العقل والنزعة الانسانية. وفي هذا الصدد يقول فوكو "إن النزعة الانسانية هي أثقل ميراث انحدر إلينا من القرن التاسع عشر، وقد حان الأوان للتخلص منه، ومهمتنا الراهنة هي العمل على التحرر نهائيا من هذه النزعة."
اذن الغاية الاسمى حسب فوكو لا يتعلق بتخليص الحقيقة من منظومة السلطة، إذ أن ذلك عين الوهم ما دامت الحقيقة ذاتها سلطة، وإنما بإبعاد سلطة الحقيقة من أشكال الهيمنة. بالتالي فإن المسألة السياسية ليست هي الخطأ والوهم والوعي المستلب أو الايديولوجيا، وإنما هي الحقيقة ذاتها.



#عماد_الحسناوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب -الضحك- للفيلسوف هنري برغسون
- المغرب ضد الفيروس الشائع -كورونا-
- -غاية الدولة هي الدولة نفسها- منهجية تحليل القولة
- من موت الإله إلى موت المؤلف
- نقد العقل الإسلامي عند -محمد أركون-
- سيكولوجية الطفل
- نظرية العدالة عند جون رولز
- هل يمكن للمرء أن يكون سعيدا
- قراءة في كتاب ابن مسكويه -تهذيب الأخلاق و تطهير الأعراق-
- الحق عند حنة أرندت
- التعليم الفلسفي عند كانط
- الفلسفة كحل لتحرر من الوعي الشقي
- تفكيك مفهوم الحب (عند ألان باديو)
- لدولة تجليات و لحراك الريف تداعيات
- نادي الفكر والثقافة (بومية)
- نادي الفكر والثقافة
- لا شيء أكثر رداءة من تسليع الثقافة والفن
- و يستمر الاستهتار يا حماة اليسار
- المسيحية كشكل من أشكال الإنحطاط عند نيتشه
- خلاصة المشروع النيتشوي


المزيد.....




- مصادر في الخليج توضح لـCNN موقفها بشأن وقف إطلاق النار بين إ ...
- الحرب الكورية التي لم تنتهِ، كيف بدأت؟
- ثماني طرق تساعدك على التخلص من -المماطلة-
- هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
- الموت بحثا عن الطعام في غزة.. استخدام الغذاء سلاحا في غزة جر ...
- سوريا: توقيف عدد من المتورطين بتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق ا ...
- مسلسل موبلاند: حين تحاصر المخاطر أكبر عائلة مافيا في لندن
- عبر الخريطة التفاعلية نتعرف على أبرز الهجمات الإيرانية على إ ...
- رئيس الوزراء القطري: نؤثر دوما الدبلوماسية والحكمة على أي شي ...
- دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد الحسناوي - لماذا قال ميشيل فوكو أن مشروعه لن يطول؟