أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد الحسناوي - كتاب -الضحك- للفيلسوف هنري برغسون














المزيد.....

كتاب -الضحك- للفيلسوف هنري برغسون


عماد الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 6550 - 2020 / 4 / 30 - 10:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نبدة عن الكاتب: هنري برغسون(1941-1859) فيلسوف فرنسي حصل على جائزة نوبل للادب سنة 1927. درس في المدرسة العليا للأساتذة، وبعد ذلك أصبح أستاذا في كوليج دو فرانس. وفي سنة 1914 تم انتخابه عضوا في الأكاديمية الفرنسية، ثم بعد ذلك سافر الى الولايات المتحدة الأمريكية لكي يقنع رئيس أمريكا ويلسون بدخول في الحرب العالمية مع ألمانيا. الغريب في الأمر أن بيرغسون حقق شهرة عالمية، واشتهرت أفكاره في العالم ، لكن بعد وفاته ابتعد الناس عن أفكاره، وصارت فلسفته جزءا من الماضي. ومن بين أعماله نجد: المادة و الذاكرة / التطور الخلاق/ الفكر والمتحرك/ الضحك.
تقوم فلسفة برغسون على أربعة مبادئ :
*الديمقراطية كنظام سامي يعلو على المجتمع.
*الروح أصل الأشياء.
*الذاكرة كظاهرة نفسية.
*الأخلاق المفتوحة والأخلاق المغلوقة.
أشرت للمبادئ كونها الاساس الصلب الذي تقوم عليه فلسفة برغسون وهذا ما نجده في جل أعماله.
الذي يهمنا هنا هو كتاب الضحك الذي نشر سنة 1900 كما أنه يعتبر من بين أهم أعماله.
يتكون الكتاب من مقالات نشرت في مجلة باريس، وبعد ذلك أصبحت فصول للكتاب.
يتضمن الكتاب ثلاثة فصول مهمة وهي:
الفصل الاول
*الفكاهة العامة
*فكاهة الاشكال
*فكاهة الحركات
*قوة انتشار الفكاهة.
الفصل الثاني
* فكاهة المواقف
*فكاهة الكلمات
الفصل الثالث فكاهة الطبع
الخاتمة
يقول بيرغسون في كتابه الضحك في مجتمع العقول الخالصة ربما لانبكي، ولكننا ربما لانضحك ايضا.. في حين ان النفوس الجامدة العاطفة_ والمنسجمة مع الحياة، حيث يستمر كل حدث كصدى عاطفي_، لاتعرف ولا تفهم الضحك، جربوا للحظة الاهتمام بكل ما يقال وكل ما يجري وتصرفوا بالخيال مع اولئك الذين يعملون، اعطوا اخيرا لودكم اوسع مداه، وكما لو كانت هناك عصا سحرية سوف ترون الاشياء الاكثر خفة تتخذ وزناً ويغلف التلوين القاسي كل الاشياء. ابتعدوا بأنفسكم ، شاهدوا الحياة كمتفرج لا مبالٍ.. الكثير من المآسي تتحول الى كوميديا يكفي ان نسد اذاننا بوجه صوت الموسيقى في صالون فيه حفلة راقصة حتى يبدو الراقصون سخفاء في الحال. كم من الاعمال البشرية يمكن ان تقف بوجه مثل هذه التجربة؟ ألا نرى أن كثيراً منها ينتقل فجأة من الجد الى الهزل إن نحن عزلناها عن موسيقى الاحساس الذي يقترن بها؟
كما أن بيرغسون يشير الى الشروط الضحك، وهي أشياء لها علاقة بالإنسان ذاته. حيث أن الإنسلن لا يمكنه أن يضحك عن الحيوان أو الجامد، سوى اذا حضرت صورة إنسان فذاك الحيوان او الجامد. وهذا مارجعل بيرغسون يعرف الإنسان بالحيوان الضاحك.
في الجانب العقلاني ذكر بيرغسون أن الإنسان يضحك على شخصية هزلية، أو موقف مضحك، ثم هناك الصلة الجماعية، بمعنى كلما كان العديد من الأشخاص كان الضحك أكبر، وكلمات كانت المدرجات ممتلئلة بالجمهور ساد الضحك في القاعة.
كما أن للضحك وظيفة تتجلى في الدور الذي يقوم به، وهو المصلح الاجتماعي، وهنا بيرغسون يقدم لنا مشهدا من فيلم شارلي شابلن في احد افلامه الصامتة حيث كان في مصنع للسيارات ويقوم طول فترة الدوام بحركة واحدة هي ربط برغي بمفتاح وبعد انتهاء ساعات العمل خرج من المصنع وقد تحكمت به الحركة الالية التي اعتاد تكرارها فاصبح اقرب الى الالة منه الى الانسان وعندما التقى بصديقته تخيل ان ازرار فستانها ( براغي ) وحاول ان يربطها بمفتاح. بالتالي سلوك شارلي هنا مضحك لأن أفعاله لم تعد انسانية بقدر ما تحولت الى الة. وبهذا يكون الضحك ليس فطرة بفطرة إنسانية فقط، كما أنه ليس جنونا، بقدر ماهو صفة جمعت بصفة الإنسانية التي طالما تجاهلها الإنسان. وهنا يقول بيرغسون " إن الضحك ليس صوتاً منفصلاً، منتهياً،
انه شيئاً ما يريد ان يمتد، وان ينعكس من قرب الى قرب، انه شيئاً يبدأ بإنفجار لكي يستمر بإمتدادات كما الرعد بالجبال، انه يستطيع السير داخل حلقة تتسع قدر ما نشاء ولكن الحلقة لاتعدو ان تكون مغلقة ، ان ضحكتنا هي دوماً ضحكة المجموعة" 
وتتأسس النظرية على مفهوم أساسي وهو التكرار: فمثلا عندما ألتقي بشخص أكثر من مرة في مكان عمومي مثل الشارع أو المقهى او الحديقة... أبدأ بالضحك لأن الحدث تكرر أكثر من مرة ونواجه الصدفة التي تحققت بالضحك لان غالبا ما سعجز العقل عن فهم الصدفة، دون نسيان المكان العمومي الذي تتحقق فيه الجماعة اي كلما كان الجمهور أكبر أزدادت إمكانية الضحك.
وبهذا برغسون قد وسع من مفهوم البشرية ومفهوم الإنسانية منتقدا أرسطو، لتشمل المعاقين جسديا واللذين لا يستخدمون عقلهم، بحيث قام أرسطو بإقصائهم عندما حدد مصادر الضحك في ثلاث. وحتى الحيوان حسب برغسون فهو يضحكنا عندما يتقمص شخصية إنسانية مثلما تفعل القردة. كما يضيف- وهو الذي لا يفرق بين الهزل والضحك- قوله بأن “الهزل لا يمكن أن يحدث هزة إلا إذا وقع على سطح نفس هادئة جدا متماسكة، إن اللامبالاة هي بيئة الهزل”.
وكإضافة أود الاشارة بشكل دقيق وملخص الى موقف نيتشه من الضحك. يقول نيتشه في كتابه ما وراء الخير والشر "سأغامر في تصنيف الفلاسفة حسب ضحكهم" بمعنى ان الفلاسفة سيحصلون على درجات مختلفة بمقدار قربهم، أو بعدهم من الحياة، وإرادة القوة. وبهذا يكون نيتشه قد أخرج الضحك من أنساق الفلسفة في اتجاه الحياة. وهنا يقول في كتابه هذا هو الإنسان إنني أملك الحق في أن اعتبر نفسي أول فيلسوف تراجيدي، أي النقيض الأقصى والضد المطلق للفيلسوف التشاؤمي”. وفي هذا إخراج لفعل الضحك وللمرح والرقص من إطار الكوميديا إلى التراجيديا في مناقضة لقيم تاريخ الفلسفة الغربية وتصنيفاته الأقنومية. وكما يقول ميشيل فوكو كما يقول مشيل فوكو في كتابه (نظام الخطاب)، تعسف على اللغة العالمة. وهو كذلك تعسف على أنماط من الحياة الممكنة، أنماط يحكمها الشقاء والهم والتشاؤم، من حيث هو المنتهى الذي لا تتخلله إرادة القوة باعتبارها إمكان من إمكانات العيش فلسفيا على الأرض، عيشة فلسفية نتشوية ضاحكة ومضحكة.



#عماد_الحسناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب ضد الفيروس الشائع -كورونا-
- -غاية الدولة هي الدولة نفسها- منهجية تحليل القولة
- من موت الإله إلى موت المؤلف
- نقد العقل الإسلامي عند -محمد أركون-
- سيكولوجية الطفل
- نظرية العدالة عند جون رولز
- هل يمكن للمرء أن يكون سعيدا
- قراءة في كتاب ابن مسكويه -تهذيب الأخلاق و تطهير الأعراق-
- الحق عند حنة أرندت
- التعليم الفلسفي عند كانط
- الفلسفة كحل لتحرر من الوعي الشقي
- تفكيك مفهوم الحب (عند ألان باديو)
- لدولة تجليات و لحراك الريف تداعيات
- نادي الفكر والثقافة (بومية)
- نادي الفكر والثقافة
- لا شيء أكثر رداءة من تسليع الثقافة والفن
- و يستمر الاستهتار يا حماة اليسار
- المسيحية كشكل من أشكال الإنحطاط عند نيتشه
- خلاصة المشروع النيتشوي
- فلسفة التاريخ عند هيجل


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد الحسناوي - كتاب -الضحك- للفيلسوف هنري برغسون