أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر ناشي آل دبس - قراءة في كتاب الاستلاب (للمفكر الراحل الدكتور فالح عبد الجبار)















المزيد.....

قراءة في كتاب الاستلاب (للمفكر الراحل الدكتور فالح عبد الجبار)


حيدر ناشي آل دبس

الحوار المتمدن-العدد: 6587 - 2020 / 6 / 8 - 21:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كتاب (الاستلاب) للمفكر الراحل (د. فالح عبد الجبار) أعدهُ من إصداراته المهمة في رحلته الفكرية، وهو دراسة مقارنة عن مفهوم (الاستلاب/ الاغتراب) في فلسفات (هوبز، لوك، روسو، هيغل، فويرباخ، ماركس)، في البدء أعاد الدكتور فالح عبد الجبار المفهوم إلى جذوره التي نشأ بها، وهي البروتستانتية متبلوراً "بروح إحتجاج ونقد للانسان في إطار الدين _ اللاهوت دفاعاً عن الإيمان، ثم خرج من جبتهما... ليعود.... بروح إحتجاج ونقد للدين واللاهوت في إطار الفلسفة دفاعاً عن الجوهر الإنساني المستلب" وأشار عبد الجبار إلى تداخل لفظ الاستلاب مع لفظ الاغتراب في الترجمات العربية، فالاستلاب "يحوي ظلالاً كثيرة منها السلب والتدمير كنقيض للايجاب والبناء، ومنها السلب بمعنى الانتزاع والخلع أو الانخلاع، والسلبية بمعنى النكوص والانطواء... أما لفظ الاغتراب فيخلو من هذه الأبعاد" حيث بيّن الدكتور فالح عبد الجبار "تفادياً للارباك في المعاني والاستعمالات نستخدم تعبير (الألينة) أي التعبير الصوتي المباشر لكلمة (alienation)" ويعود تاريخ هذا التعبير ومدلوله الفكري إلى "اللاهوت البروتستانتي، وإلى لوثر وكالفن بالتحديد، أو لربما حتى إلى أبعد من ذلك" ملخص نشوء الألينة أو الاستلاب أو الاغتراب، جاء كمفهوماً بروتستانتياً مناهضاً للهيمنة الفكرية الكاثوليكية على المجتمع القروسطي الأوربي، التي جعلت من الإنسان مغترباً عن الله، أو مستلباً في رؤيته الحقيقية إلى الخالق، فهي شيء من إعادة التوازن الفكري للانسان حول علاقته مع الرب من غير الوسائط التقليدية التي فرضتها الكنيسة آنذاك، إذ حاولا لوثر وكالفن، "تقويض حق الكنيسة من البابا إلى الاساقفة والقساوسة والرهبان، في إحتكار المقدس، وإحتكار الغفران" معتمدين بذلك على مفهوم (الحرية) الذي يتيح للانسان التفكير ونبذ المحددات التي وضعتها الكاثوليكية في تقييد الإنسان وإغترابه عن الله.
بعد ذلك خرج المفهوم عن إطاره اللاهوتي ليكون ذا بعداً فلسفياً، فكانت بدايته مع (هوبز ١٥٨٨ ١٦٧٩) حيث جعل من مفهوم الألينة إستلاباً طوعياً، أما إذا أصبح قسرياً فيسمى إستلاباً، ولم يوضّح عبد الجبار هذا الانفصال بين الألينة والاستلاب في حالة القسر والطواعية، بعد إن كانا مندمجين لاهوتياً. أعاد هوبز مفهوم الألينة أو الاستلاب إلى الطبيعة البشرية وصنفها بحالتين (طبيعية أي فطرية، ومدنية أي حضارية) "الأولى تتميز عنده، بحرب الجميع ضد الجميع. غير أن الحقوق متساوية وعليه لا حاكم غير القوة، وبالتالي الحق هو القوة.... إذن لا مفر من طلب السلم ومن (تنازل) و (تخلي) كل فرد عن جانب من حقه العام في تملك كل شيء وقيام حكومة مطلقة. هذا (التخلي) يميز إنتقال البشر من الحالة الفطرية إلى الحالة المدنية. وهي حالة لم يكن هوبز يرى فيها غير النظام الملكي المطلق، الدنيوي لا الديني القائم في إنگلترا. إن التخلي أو التنازل عن الحق الفردي، وتحويله إلى وجود إجتماعي، خارجي بالنسبة إلى الأفراد هو ألينة من حيث المحتوى" أي أن هذا التحول من الفطري إلى المدني لدى الفرد البشري، هو ألينة طواعيةً، يجعل من خلاله الفرد جزء من مجتمع يركن إلى السلطان المطلق للحاكم، الذي يُدير حياة الناس وفق قوانين يضعها هو تنظم حياة المجتمع، فالالينة لدى هوبز هي التخلي من الفرد إلى المجتمع ممثلاً بالحاكم.
جون لوك:
طرح الدكتور فالح عبد الجبار رؤية (جون لوك ١٦٣٢ ١٧٠٤) الفلسفية لمفهوم الألينة وقد وافق لوك رؤية هوبز في "حقل نقل الحقوق في السياسة والاقتصاد أو التخلي عنهما طوعاً أو قسراً" وأضاف لذلك "الحق في نزع التفويض، أو أسترجاع المنقول، إن أخل الحاكم بالتعاقد" أي للمجتمع "الحق بالثورة، وإلغاء (التخلي) وهو الانفصال (عند لوك) عن حق الافراد الاحرار في حقهم الطبيعي في الدفاع عن الملكية" فلهم الحق في حال الاخلال بالتعاقد بإلغاء الانفصال حتى لا يصبح إستلاباً.
جان جاك روسو:
بعدها جاء (جان جاك روسو ١٧١٢ ١٧٧٨) الذي يرى فيه الدكتور فالح عبد الجبار أميناً لرؤية هوبز ولوك في ثنائية (الفطرة والمدنية) إلا إنه "عالج الموضوع بأصالة وفرادة تميزه عن أسلافه. لقد عبّر عن تناقض الطبيعة- الحضارة في عهد جديد نسبياً" حيث أختلف عن سلفيه في إنه ناقش النظام الفرنسي الملكي، أما هوبز ولوك كان معيارهما النظام الانجليزي، وبالاخص إن الثورة الصناعية في فرنسا لم تكن مثلها في إنجلترا، وروسو القادم من طبقة دنيا، مما جعل نقده للظاهرة مرتكز على أسس طبقية، وكان روسو (ذا نزعة رومانسية يحلم في العودة إلى الماضي، والماضي لديه ما قبل تشّكل المجتمع/ الدولة، أي البدائية التي رأى فيها روسو مرحلة مميزة للكائن البشري الذي تحكمه غريزة البقاء والرأفة، وكانت له رؤية تأملية في إن الإنسان الأول منعزلاً وغير إجتماعي/ بتصرف) لذا يجد إن الفطرة أو الرأفة هي المتحكم الأساس في النفس البشرية، فلديه العقد الاجتماعي بنية غير مستقرة، وقد أختلف روسو عن سابقيه من خلال طروحاته في كتابه (العقد الاجتماعي) وكذلك (خطاب في أصل الملكية واللامساواة) الذي أشار لهما الدكتور فالح في بعض مقتطفاتهما وتحليله لمفهوم الاستلاب عند روسو، فأشار " إن الطبيعة البشرية حرة، أما النظام الاجتماعي المقيّد لهذه الحرية فوليد البشر لا الطبيعة...... لما كان البشر طبائع حرة، ولما كانت الحرية لا تخضع للطبيعة، ولا للقوة، فإن الخضوع لأيّ سلطة إنما أساسه الاتفاق أي العقد. إن حالة الخضوع لفرد تعني، عند روسو، العبودية، أو جماعة عبيد وسيد وليس مجتمعاً. فالمجتمع عنده يقتضي وجود (جسم سياسي) والعقد شرط ضروري لازم لكل سلطة شرعية. غياب العقد، على هذا الأساس، لايعني غياب السلطة بل غياب الشرعية، أي وجود الاستلاب، أي الاغتراب القسري" أوضح الدكتور فالح إن روسو يجد في العقد الاجتماعي، بين المجتمع والسلطة، شرعنة للسلطة، وغيابه يؤدي إلى الاستلاب، ويكون الفرد أو الجماعة أشبه بالعبيد، حيث لا يكون هناك مجتمعاً إن لم يكن هناك عقداً إجتماعياً بين الجماعة والحاكم، وكذلك عدم وجود الحرية الطبيعية للانسان يؤدي إلى إستلاب حريته، وإغترابه عن جوهره الإنساني. وقد أشار عبد الجبار في تحليله لروسو حول "الحرية الفردية... تُستلب طوعاً، كيما تُستعاد على مستوى عام. وبهذا تكتسب الحرية الفردية، هنا وجوداً عاماً خارجياً بالنسبة إلى كل فرد مأخوذاً على حدة. بيد أن هذا الوجود الخارجي للحرية ليس إلّا إنعكاساً لما هو داخلي في كل فرد. هذا هو فحوى الاستلاب الطوعي للحرية الفردية الطبيعية، وكسب الحرية المدنية الاجتماعية، أي التخلي عن الحرية الطبيعية إلى الارادة العامة وهي هنا سيادة الشعب الممثلة للحرية المدنية وفقاً للعقد الاجتماعي".

هيغل:
نحا بعد ذلك المفكر فالح عبد الجبار إلى (هيغل ١٧٧٠ ١٨٣١) الذي محوّر الاستلاب في الروح المطلق، وهي الفلسفة التي تبناها هيغل كونه أهم الفلاسفة المثاليين في العصر الحديث، وقد عبّر هيغل عن مفهوم الاستلاب/ الاغتراب بمفردة أخرى وهي (الانسلاب) وحسب تحليل عبد الجبار لهيغل إن "الاستلاب يعني النزع أو الفصل القسري" أما الانسلاب عند هيغل يعني "فعل خلق أو توالد ذاتي... أي الخلق الذاتي" وذلك من خلال "التشيؤ أو التجسيد في الموضوع" أي بمعنى "خروج الظاهرة (الطبيعة، المجتمع، الفكر) من الروح، وإنبثاقها من الروح كفعل توالد ذاتي تقوم به الروح نفسها" وقد نقل عبد الجبار تعبير (فويرباخ) عن فلسفة هيغل التي وصفها"(إن فلسفة هيغل دائرية، بدايتها في نهايتها، ونهايتها في بدايتها) أي إنها تبدأ بالفكرة أو الروح وتنتهي بالفكرة أو الروح المطلق، والروح عند هيغل، كما هو معروف الخالق للعالم، والعالم هو منتوجها المنسلب" ويرى عبد الجبار أيضاً إن "الاستلاب/ الاغتراب في المنظومة الهيغيلية، هو لحظة ديناميكية، نتيجة وسبب، فهو نتيجة الانسلاب، أي النشاط الخالق الذي تقوم به الروح إذ تجسّد فكرتها خارج نفسها في موضوع (تشيؤ في موضوع، في آخر) وتصير بذلك غريبة أو في حالة إستلاب/ إغتراب عن نفسها، مما يستفز أو يحث على رفع الاستلاب / الاغتراب، نقضه، إلغائه، تجاوزه، نفيه. ويعبّر هيغل، بلغة تجريدية، عن حالة الاستلاب / الاغتراب بتحليل:
١ تشيؤ النشاط الروحي (تجسيده في شيء، أي موضوع).
٢ تحول الموضوع إلى آخر.
٣ فقدان الطابع الكلي (في الجزئية، في المفردة)
٤ الانسلاب إذن: الانسلاب، التشيؤ في موضوع، التحول إلى آخر، التخارج، فقدان الوحدة، التثنية، فقدان الطابع الكلي، لحظة الجزئية. هذه الكوكبة من المفاهيم تعبّر عن علّة الاغتراب/ الاستلاب، أو العلاقة المفضية إلى الاغتراب/ الاستلاب، أو إلى حالة الاغتراب/ الاستلاب".
ولابد من ذكر إن مفهوم الاستلاب/ الاغتراب لدى هيغل يدخل في الحقول التي تناولتها فلسفته وهي" ١ الحقل العام (التاريخ).
٢ حقل العلاقات الاقتصادية (الملكية)
٣ حقل العلاقات السياسية (المجتمع المدني - الدولة)
٤ حقل المنتجات الروحية (الدين، الفن، الفلسفة)".
ونأخذ مثالاً من إحدى الحقول في فلسفة هيغل وكيف وصف الاستلاب/ الاغتراب فيها، وقد عنونها الدكتور فالح عبد الجبار ب "العناصر التي تنفصل عن الروح" حيث نقل تحليل هيغل" إن المواهب الذهنية والعلم والفن (ويضيف هيغل ساخراً) وحتى أموراً دينية كالمواعظ والقداسات والبركات، وكذلك الاختراعات.... تصبح موضوعات للتعاقد، أي سلعاً قابلة للبيع، أي قابلة للتخلي أو الانفصال عنها إلى آخر. إنها تُعامل على نفس النحو الذي تُعامل به موضوعات البيع والشراء مثلها مثل الأشياء التي نعرف إنها أشياء محض". وهذا يعني إن نتاجات الإنسان الفكرية يمكن بيعها وبذلك تتشيء بموضوع آخر وتنتقل لآخر، فتفقد الطابع الكلي كونها فكرة ناتجة من روح.

فويرباخ:
ناقش بعد ذلك فالح عبد الجبار فلسفة (فويرباخ ١٨٠٤ - ١٨٧٢) والذي يُعد من أهم الفلاسفة الذين ناقشوا الدين، وأعتقدَ إنه الأساس في الاستلاب، حيث تمحورت نظريته في "إستلاب الماهية... أو الجوهر الاوسع... إستلاب ماهية الإنسان من الإنسان وإحالة الماهية المنتزعة إلى كائن متعالٍ لتودع فيه، فيغدو موضع القديس والعبادة. وعليه فإن معالجاته الفلسفية (سلبية، هادمة لكل ما هو غير - إنساني) في اللاهوت" وفي هامش هذا التعبير الموضوع بين قويسات يشير الدكتور فالح عبد الجبار "غير - إنساني بمعنى أي محمولات أو ماهيات تنسب إلى كائن أو كائنات مغايرة بخلاف البشر" ويبيّن عبد الجبار رؤية فويرباخ بشكلٍ أدق فينقلها نصاً "ما ينجم عن إستلاب الماهية البشرية في علمها ولا تناهيها، بإيداعها الكائن الميتافيزيقي، هو ضياع ماهية الإنسان. هنا يتنامى ثراء المقدس على حساب إفقار ماهية الإنسان، فكلما زاد هذا علماً زاد ذاك جهلاً، وكلما نما هذا جبروتاً نما ذلك هزالاً وضعفاً، وكلما صار هذا كل شيء إنتهى ذاك إلى لا شيء، حتى نصل إلى درجة الامحاء" أي إن فويرباخ يرى في الدين- اللاهوت إستلاباً لعقل الإنسان الواعي، فقد كان جوهر فلسفته معتمداً على العقل المادي الواعي وليس التأملي الذي أتصف به سلفه هيغل، وطرح عبد الجبار كيفية إعتماد فويرباخ على الحواس في تحديد المواقف والأشياء وليس على التأمل فيقول الدكتور فالح "الفكر عند فويرباخ يحتاج إلى الحواس، وخصوصاً البصر، لكيما يؤسس أفكاره على مواد لا يمكن الإمساك بها إلا عن طريق الحواس. وهذه نقطة إفتراق أساسية عن هيغل وعن الفلسفة التأملية عموماً" إن هذا يدل على مادية فويرباخ كونه أحد أهم الفلاسفة الالمان بالعصر الحديث الذين أسسوا للفلسفة المادية الحديثة المرتبطة بواقع الإنسان في تفكيره وخياراته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية، ونظريته حول الاستلاب، يرى فيها إن الدين يستلب ماهية الإنسان، مما يجعله خاوٍ غير قادر على تحديد خياراته لان سيكون تابعاً ومستلباً للمقدس.

كارل ماركس:
يختتم الدكتور فالح عبد الجبار رحلته الفكرية في فضاءات كبار الفلسفة الحديثة بالفيلسوف الأهم على مدى التاريخ (كارل ماركس ١٨١٨ - ١٨٨٣) الذي تميز عن أسلافه في موضوعة الاستلاب / الاغتراب، في إنه نقلها من بعدها الفلسفي الإنساني أو (الانثربولوجي) كما يصفها عبد الجبار إلى البعد الاجتماعي- الاقتصادي وقد أشار الدكتور فالح إلى رؤية ماركس حول الاستلاب التي طرحها في (المخطوطات الاقتصادية- الفلسفية) المكتوبة عام ١٨٤٤، وقد نُشرت هذه المخطوطات في القرن العشرين، وأثارت ضجة حسب رأي عبد الجبار "بسبب محتواها الإنساني عن إستلاب البشر.... وأعتُبرت المخطوطات بعداً غير مكتشف من أبعاد فكر ماركس، ودفعت إلى ظهور فكرة ماركس الشاب مقابل ماركس الشيخ" ويلخص الدكتور عبد الجبار فكرة ماركس حول الاستلاب "يتناول ماركس موضوعة الاستلاب ببعدها الجديد في كل الأقسام الثلاثة في المخطوطات" وبينها فالح "أجور العمل- هيمنة رأس المال على العمل- تراكم رأس المال والتنافس بين الرأسمالين - ريع الأرض (اللوردات والفلاحون) وأخيراً، إستلاب العمل- تحول العامل إلى سلعة، بل أتعس السلع. ها هنا نجد أن منتوج العمل يواجه العامل (المنتج) كقوة غريبة، مستلبة، مستقلة عن العمل المتشييء. إن تحقق العمل هو تشيؤه، والتشيؤ إستلاب، بتعبير آخر، إن التحقق يفضي إلى الاستلاب عبودية هذا لذاك. والاستلاب هو إنتزاع الماهية البشرية للعامل كفرد من الجنس البشري، إستلاب ذاته منه" ويوضح عبد الجبار "ورغم أن حركة الاستلاب صيرورة سوسيولوجية (بين رأس المال والعمل وبين لوردات الأرض والفلاحين) إلا إن ماركس يعالجها أنثروبولوجياً كعلاقة تخص الإنسان. فالعمل نشاط بشري بين الإنسان والطبيعة، لكنه يتشيأ وينفصل عن المنتج، ويتحول إلى قوة معادية تسلب المنتج كإنسان ماهيته البشرية" أي إن الناتج الذي نتج من العامل يتحول إلى شيء وهذا الشيء هو الاستلاب عند ماركس لانه يسلب الماهية البشرية للانسان، بمعنى أدق نتاجك هو عدوك. لان الناتج سيتحول لقوة يستخدمها رأس المال في صراعه الطبقي مع العامل.

في هذه الرحلة الممتعة مع المفكر العراقي الكبير الدكتور فالح عبد الجبار توصلنا إلى إستنتاج من خلال كل الاراء المطروحة أعلاه في أن الإنسان كائن مستلب على جميع الاصعدة والنواحي، وبالاخص الإنسان العربي، وأول إستلاب حصل له من الدين، ومن ثم المجتمع، والحاكم، والقانون، ورب العمل المتمثل برأس المال... الخ.
أنصح بقراءة هذا الكتاب المهم الصادر في طبعته الأولى عام ٢٠١٨ عن دار الفارابي ويقع في ١٨٠ صفحة من القطع المتوسط.



#حيدر_ناشي_آل_دبس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة mbc العراق واللغط الدائر حولها
- رؤية في الشخصية العراقية
- راهب الحرف
- الفساد في تعيينات تربية ذي قار
- سوق الشيوخ
- صلاةٌ ميممةٌ بالخيبة
- مشوار
- عذراً ياسعد... ألورثة غير جديرين
- مقارنة فكرية بين العراق ومصر
- تحالف (سائرون- الفتح) أسبابه... مآلاته.
- لعنة الشوق
- السينما المصرية وتأثيراها على المراهقين
- رداً على الفيلسوف مراد وهبة (استدعاء الماضي غمة يجب الخلاص م ...
- مراد وهبة: واهم من يظن إن العالم العربي والاسلامي يعيش في ال ...
- قراءة موضوعية في خطبة عبد المهدي الكربلائي
- بنت ليل
- تساؤلات شيوعية
- ناي
- من هو الفاسد السياسي ام المجتمع؟
- حدباء الكون


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر ناشي آل دبس - قراءة في كتاب الاستلاب (للمفكر الراحل الدكتور فالح عبد الجبار)