أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - دولة المجاز والجماجم ...من ماردين الى عفرين














المزيد.....

دولة المجاز والجماجم ...من ماردين الى عفرين


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6581 - 2020 / 6 / 2 - 14:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تزامنا مع المصادفة التي كشفت عن العمل المشين الذي قامت به مجموعات المرتزقة المحسوبة على المجتمع السوري، كمجموعة الحمزات المأجورة لصالح حكومة تركيا، إذ جاء حدث الكشف استمرارا وتأكيدا على حدوث واستمراية العديد من الممارسات المشينة كالاغتصاب والخطف والاغتيالات، مرورا بالسرقات وفرض الإتاوات على المواطنين الكرد من سكان قرى ومدينة عفرين. لقد جسد عملية خطف النساء وسجنهم عاريات أحد أوجه الممارسات الشاذة من قبل هذه المجموعات، فهذه الأعمال تنتمي الى عالم الإجرام وانتهاك الحريات، وتظل بعيدة تماما عن حقول العمل العسكري والسياسي. إن قيام مجموعات محسوبة على المجتمع السوري بتعرية مجموعة من النساء السوريات العزل المختطفات والمعتقلات بدون أدنى حجة قانونية في الأوكار التابعة لما يسمى (بائتلاف المعارضة السورية) و(الجيش الوطني)، ستتسبب في توجه قطاعات واسعة من السوريين نحو ذروة الافتراق، بل التصادم. تزامنا مع هذا الإجرام المخطط له تركياً، تم الكشف عن كهف في بلدة دارجاتشيت التابعة لمدينة ماردين، عثر فيها على بقايا هياكل عظمية وجماجم بشرية عددها حوالي (40) أربعون جمجمة، هي حصيلة مجزرة واحدة من مجازر الحكومة التركية ضد المدنيين الكرد العزل، يعود - بحسب الخبراء - تاريخها الى عام 1990، وهي واحدة من مئات المجازر وأعمال الاغتيال التي طالت مدنيين ونشطاء وحقوقيين أكراد وأرمن إبان أعوام الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين، هذه الجرائم والمجازر التي سجلت جميعها ضد فاعل مجهول، هذا المجهول المعلوم كان ومازال وثيق الصلة بالسلطة التركية الحاكمة سواء بالأمس البعيد أو القريب أم اليوم. فحلف أردوغان – بغجلي، هذا الحلف الاسلاموي – الفاشي الطوراني هو نفسه حامل راية مجازر آل عثمان ومن بعدهم الاتحاديين، وصولا إلى أتاتورك. لأن استهداف شعوب المنطقة والاستمرار في سياسة الإبادة الجماعية والتجريف الديمغرافي وترحيل الشعوب الأصيلة عن ديارها، وضرب مكونات المنطقة بعضها ببعض هي سياسة، بل هي ثقافة تخص الطبقة الحاكمة التركية منذ أن ابتلي الشرق الأوسط بمجيئهم من صحارى قره قوم وتدميرهم للحضارة العربية الإسلامية وتقويضهم لمرتكزاتها السلمية وتشويههم لثقافة التعايش فيها.
في اللحظة الزمنية التي تفصل اكتشاف بقايا المجزرة في ماردين والحدث المخزي لأتباع أردوغان في عفرين، قامت طائرات الحكومة التركية بقصف قرى آمنة من منطقة ديرلوك في بهدينان وقتلت عدد من المدنيين من مواطني إقليم كوردستان العراق. قبل هذه الأحداث الإجرامية الثلاث بعدة أيام، أطلق جنود حرس الحدود الأتراك النار على مواطن يعمل في حقله قرب جدار الحدود في قرية ديرون التاريخية بمنطقة آليان في أقصى شمال شرق سوريا، مما دفع بالقوات الأمريكية والروسية لتسيير دورية مشتركة للتأكد من ملابسات الحادث الإجرامي، المتلخص في قتل فلاح أعزل يعمل داخل أرضه.
دلالة الدورية الاستعراضية الأمريكية - الروسية المشتركة مثيرة، فهي تدل في المقام الأول على المستوى من الابتذال الذي وصلت إليها أعظم قوتين في العالم، بقيامها بوظيفة المستطلع والمتابع لعمليات عنف وإرهاب الحكومة التركية المنظم، والوقوف ببرودة إزاء عمليات قتل المدنيين، خلافا لكل الأعراف الدولية ولوظيفة ومبرر وجودهم في المنطقة. كما تظهر المستوى العالي من التنسيق بينهما، التنسيق للتغطية على أعمال حكومة تركيا العدوانية والإجرامية الممنهجة.
هذا يعني فيما يعنيه للمراقب أن تركيا تقوم منذ أمد بعيد بما يود الحلف الأطلسي لها القيام به، تقوم بما لا يستطيع الحلف القيام به، ربما بسبب شروط بيئتها القانونية. فتركيا تنتهك كل الأعراف وقوانين حماية حقوق الإنسان، وتتمادى في سياسات الطيش والتدخل في شؤون دول المنطقة، لدرجة أن الشكوك تزداد حول درجة تكليفها بصيغة ما لتدمير أرضية الاستقرار وأسس العيش المشترك لشعوب المنطقة. يبدو أن تركيا ستستمر في تدمير وتخريب ما تستطيع أن تدمره في العالمين العربي والإسلامي، وستستمر في ممارسة عمليات القتل المتأصلة في ثقافتها السياسية.
هذا وقد ازداد تأثير سياسات الدولة وبعض الأحزاب التركية على المجتمع التركي، فقبل أن ننهي هذا المقال (1/6)، نقلت وسائل الإعلام أن مجموعة من الشباب التركي المتعصب قاموا بطعن شاب كردي اسمه بارش -(ويعني باللغة التركية السلام)- بالسكاكين في قلبه، وأردوه قتيلا، بحجة أنه كان يستمع الى أغنية كردية، وهذا مؤشر جديد وخطير على أن الكراهية والعنصرية التي أنتجتها الحكومة التركية تقمصت حالات مجتمعية وترجمت الى أفعال قد تؤدي الى حرب أهلية مفتوحة.
لذلك على جميع المتضررين وكل من يتلمس مفاعيل هذه الانتهاكات والتهديدات، أن يتخذوا مواقف جادة، و العمل معا لردع هذا الخطر والعدوان المتزايد. وبهذه المناسبة لا بد من السعي لتنبيه الحلف الأطلسي وداعمي السياسة التركية كحكومة ألمانيا، بأنهم شركاء في عمليات القتل ونشر العداوة في المجتمعات الشرقأوسطية، ما لم يكن لهم موقف واضح وصريح إزاء العدوان والغطرسة التركية – المغولية الجديدة.



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة جديدة لمسألة الهوية والخصوصية في العمارة السورية
- هل ولد الكتاب المقدس في بابل؟
- لماذا تنعطف أمريكا نحو اليسار؟
- الحرب الأمريكية الإيرانية المؤجلة
- بعد سبعين سنة من تأسيس الناتو: الثوابت والمتغيرات
- المطلوب نقد ومراجعة لدور الحركة الكوردية في سوريا
- لماذا حلف أردوغان يشكل العدو الأول لشعوب المنطقة؟
- منطقة آمنة في إقليم مشتعل، كيف؟!
- إئتلافيّون أم أنفاليّون جدد في عفرين؟
- غصن الزيتون أم شجرة الاستيطان؟
- قصة أول بيان تضامني مع حلبجة قبل 28 سنة
- سنجار من منظور ثقافي وكتراث انساني
- لماذا تعادي بريطانيا-العظمى- كوردستان الناشئة؟
- الإنتخابات التونسية رسخت الإصلاحات أم ودعت الثورات؟
- كوباني: قصة نجاح على حافة التجميد
- ملامح محنة العرب السنة
- داعش بين خيوط اللعبة الأمريكية
- معرفة الأكراد عربيا
- لماذا انحنت القوى العظمى أمام حكام طهران؟
- هل حقا كردستان مستعمرة دولية؟


المزيد.....




- القضاء التونسي يصدر حكمه في جريمة قتل بشعة هزت البلاد عام 20 ...
- -بمنتهى الحزم-.. فرنسا تدين الهجوم على قافلة للصليب الأحمر ف ...
- خلافات بسبب تعيين قادة بالجيش الإسرائيلي
- تواصل الحراك الطلابي بعدة جامعات أمريكية
- هنغاريا: حضور عسكريي الناتو في أوكرانيا سيكون تخطيا للخطوط ا ...
- تركيا تعلق معاملاتها التجارية مع إسرائيل
- أويغور فرنسا يعتبرون زيارة الرئيس الصيني لباريس -صفعة- لهم
- البنتاغون يخصص 23.5 مليون دولار لشراء أسلحة لكييف ضد أجهزة ا ...
- وزارة العدل الأمريكية تتهم سيناتورا من حزب بايدن بتلقي رشوة ...
- صحيفة ألمانية تتحدث عن سلاح روسي جديد -فريد ومرعب-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - دولة المجاز والجماجم ...من ماردين الى عفرين