أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حكمت حمزة - في رحابِ كونِ القرآن كلام الله...














المزيد.....

في رحابِ كونِ القرآن كلام الله...


حكمت حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 6577 - 2020 / 5 / 29 - 23:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يغيب عن بال أحد من المطلعين على قضية الدين الإسلامي، اعتدادهم وافتخارهم بما يدعون أنه معجزتهم الخالدة، ألا وهو القرآن، المعروف بأنه كلام الله، الذي نزل على رسول الإسلام محمد، بواسطة جبريل ناقل الوحي. مع تقهقر الكثير من المدلسين ومدَّعي الاعجاز العددي والعلمي...الخ، تبقى قضية كون القرآن كلام الله، صامدة أكثر من غيرها، وقررت أن أتناولها في السطور التالية بشيء من التفصيل.
تبدأ الحكاية من الآية 59 من سورة الاسراء (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا). شرح الآية بالمختصر أن الله لم يرسل معجزات لمحمد رسو ل الإسلام، لأن الأقوام البائدة التي أرسل الله لها أنبياء، طلبوا من الأنبياء معجزات تثبت صحة ادعاءهم، فلما جاؤوهم بالمعجزات، ك>بوا بها ولم يصدقوها.
بناء على ذلك، قرر الله أن ينزل لمحمد، المعجزة الخالدة بلسان عربي، تلك التي لا يحدها زمان ولا مكان، وليست محصورة بعدد محدد من الناس يرونها أو يشاهدوها أو يتأثروا بها، ألا وهي القرآن، القرآن المعجز بلسان عربي، لا يمكن أن يؤتى بمثله، ولا يمكن لبشر أن ينافسه مهما بلغ من الفحولة الشعرية والأدبية، ويستحيل أن يكون من مصدر بشري، كيف لا وهو كلام الله المنزل على محمد. ولكن، هل فعلا هذا الكلام غير بشري ولا يمكن أن يؤتى بمثله؟ هذا ما سنبحث فيه فيما يلي
I. لا يمكن أن يكون القرآن كلام بشر:
هذه العبارة هي الأكثر تداولا على لسان الإخوة المسلمين، وهي أن هذا الكتاب يستحيل أن يكون كلام بشر، ونتوقف هنا لنناقش القضية بأبسط عقلية ممكنة: كيف أعرف أن هذا القرآن ليس كلاما بشريا؟ كل ما نملكه بين أيدينا الآن، من مؤلفات وكتب وقصائد ومسرحيات ونصوص، هي نتاج بشري بحت، ولا يوجد لدينا أي منتج نصي غير بشري يمكن المقارنة به، على سبيل المثال، يمكن من خلال النظر إلى قطعة معدنية مصنوعة بطريقة معينة، أن نعرف إذا كانت مصنوعة يدويا، أم أنها نتاج آلة خراطة المعادن، وبكل سهولة نستطيع الوصول إلى هذا الاستنتاج، لأن لدينا تصورا عما يمكن أن تنتجه اليد العاملة البشرية، وعما يمكن أن تنتجه الآلة، أي أننا نملك خلفية وأساسا نستطيع استخدامه في المقارنة للوصول إلى النتيجة، أما في حال القرآن، فنحن لا نملك على وجه هذه المعمورة إلا نتاج بشري، ولا نشاهد أو نتفحص يوما ما، نتاجا أدبيا غير بشري، نحن شاهدنا إبداعا أدبيا على يد بشر، مثل قصائد محمد مهدي الجواهري ونزار قباني، أبو الطيب المتنبي وجرير، شكسبير وبابلو نيرودا، وكلها أعمال أدبية رائعة ومتميزة ومتفردة، لكن لا يوجد لدينا أي منتج أدبي موثوق أنه غير بشري، وبالتالي لا يوجد لدين أي أسس أو قرائن نستطيع أن نحكم بواسطتها على منتوج ما، أنه بشري أو غير بشري.
II. لو افترضنا جدلا أن القرآن ليس كلام بشر:
دعونا نفترض جدلا أن هذا القرآن ليس كلام البشر، وأنه يستحيل أن يستطيع البشر انتاج شيء مماثل له، سيقفز لنا سؤال آخر أكثر أهمية، وهو أننا كيف نستطيع معرفة أن هذا القرآن، عائد بالمطلق والكامل، إلى الإله خالق الكون المدبر له والمسير لكل شيء فيه؟ هنا نحن أمام فجوة أكبر من أن نستطيع ردمها بسهولة ويسر، فإذا كان القرآن ليس كلام بشر، كيف أتأكد أنه إلهي المصدر؟ وإذا أخذنا المنظومة الدينية بكامل مفاهيمها ومفرداتها، ألا يمكن أن يكون هذا القرآن أيضا من كلام الجن وليس كلام الإله؟ فكما أننا لا نملك منتج أدبي إلهي، كذلك لا نملك منتج أدبي صادر عن معشر الجن، و لا شيء لدينا يمكن أن ينفي كون هذا القرآن هو كلامهم وليس كلام الإله، والتأكيد على أن هذا الكلام صادر عن إله، مجرد ادعاء لا يوجد أدنى دليل عليه، كما هو الحال في ادعاء أنه ليس كلام بشر.
III. بلاغة القرآن:
الادعاء ببلاغة القرآن، لا تحتاج إلى الكثير من الحديث والتفنيد، لأننا نشاهد في الكثير من المواضع، وجود حشو وتكرار لا معنى له، بالإضافة إلى العديد من الآيات عديمة المعنى والفائدة، ناهيك عن كثير فواتح السور التي حيرت الكثير من المسلمين، ولم يجدو ا لها تفسيرا مقنعا حتى هذه اللحظة.
IV. تحديات الاتيان بمثل القرآن:
لست أدري حتى هذه اللحظة ما معنى هذا التحدي وما الغاية منه، فإن كان المقصود تحديا نحويا، جميعنا عندما نكتب باللغة العربية، نرفع الفاعل وننصب المفعول به، المبتدأ والخبر مرفوعان ما لم تدخل على الجملة إن وأخوتها أو كان وأخواتها، والأفعال الموجودة في القرآن هي نفسها الأفعال المستخدمة لدى كل ناطق بالعربية.
أما إن كان من ناحية البلاغة والصور الأدبية والاستعارات، فهذا مما لا يمكن أن تقحم فيه المقارنة، لأن الجمالية الأدبية تحدد بميول الشخص القارئ لها، فلا يمكن أن تجزم بأن شعر المتنبي أفضل من شعر أبي نواس، أو أن الأعشى يسحر الناس بشعره أكثر من بشار بن برد، ناهيك عن موضوع خصوصية لغة القرآن بالعرب، فلا يمن لأحد أن عربي، أن يقول عن القرآن أنه أكثر روعة مما كتبه شكسبير، فلا مجال هنا للمقارنة أبدا.
وإذا تجاوزنا كل ما سبق، ونظرنا إلى تحدي القرآن للإتيان بمثله، بعودتنا إلى أخواننا من الجن، كيف نتأكد أنهم لم يأتوا بمثل القرآن؟ لعلهم أتوا بمثله أو ربما أفضل منه، ونحن ليس لدينا أي أخبار بهذا الخصوص!!
في النهاية، هذه القضية منتهية من الناحية العقلية، ودحض حجج الإخوة المسلمين بهذا الخصوص، لا يحتاج أكثر من هذه السطور، لأن أي محاولة لتقوية هذه الحجج واعطاءها دفعة للأمام، ستعيدنا بشكل أو بآخر إلى الاستدلال الدائري الذي لا ينتج شيئا سوى أنه عليك الايمان به كما جاء، هكذا، دون العقل ودون اعتراضاته واحتجاجه



#حكمت_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصارات الجيش السوري وحدها لا تكفي، على النظام السوري أن يع ...
- ردّاً على عنوان تعليق الدكتور صادق الكحلاوي...أنا لست خائنا ...
- صناعة الوهم والقدسية والشيطان...7
- صناعة الوهم والقدسية والشيطان...6
- حين اقتربت من حافة السبع سنوات
- رحلة إلى الماضي ( إلى سلمى)
- صفراوات الخريف
- الضبط المحكم...أم الوهم المحكم؟
- صناعة الوهم والقدسية والشيطان...5
- قراءة في المشهد العسكري والسياسي في ادلب
- استفاضة وتفصيل، في بعض التأملات من مقال الأستاذ سامي لبيب
- غيض من فيض جنون الذكريات
- في بلاد المسلمين، لا زلت أؤمن أن الحل بيد المسلمين أنفسهم... ...
- رثاء
- شذرات لادينية 2
- شذرات من احتضار
- شذرات لادينية
- التنوير...والتنوير المضاد
- عبث وبعثرة وركام
- صناعة الوهم والقدسية والشيطان...4


المزيد.....




- المرصد الفرنسي للهجرة: الجزائريون أكثر المهاجرين تمسكا بالهو ...
- فرحة العيال رجعت.. تردد قناة طيور الجنة toyour eljanah 2024 ...
- المقاومة الإسلامية للعراق تستهدف ميناء حيفا بأراضي فلسطين ال ...
- بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص بموسكو ...
- قمة إسلامية في غامبيا وقرار منتظر بشأن غزة
- بالفيديو.. الرئيس بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية الم ...
- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حكمت حمزة - في رحابِ كونِ القرآن كلام الله...