أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد موكرياني - هل يمكن التعايش Coexistence مع شيعة إيران في العراق؟















المزيد.....

هل يمكن التعايش Coexistence مع شيعة إيران في العراق؟


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 6576 - 2020 / 5 / 28 - 14:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استغربت من تحذير غالب الشابندر بالصوت والصورة من قبول المساعدات السعودية للمساهمة في إعادة بناء العراق خوفا من إثارة شيعة العراق على إيران لعدم تقديم إيران مساعدات لإعادة بناء العراق, شاهدو الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?time_continue=1&v=KtI7LBO6Zpc&feature=emb_logo

• فهل ممكن لأي مواطن عراقي حر أن يبرر محاذير غالب الشابندر من عملية المساهمة في إعادة بناء العراق خوفا من تأثير العملية تأثيرا سيئا على سمعة إيران في أوساط الشيعية العراقية.
• وهل سمعة إيران جيدة عند شيعة العراق كي يحرص عليها غالب الشابندر, فأن معظم المنتفضين هم من أبناء المحافظات الجنوبية والوسطى ذات الأغلبية الشيعية ونادوا "إيران برة برة بغداد تبقى حرة".
• فلو كانت حكومة بغداد حرة والقضاء العراقي عادل ونزيه فعلى الحكومة العراقية محاكمة غالب الشابندر بالعمالة لدولة أجنبية.

هذا ليس بجديد من الغلاة المثقفين المتعصبين للمذهب الشيعي لأنه تربى على البدع الدينية منذ نعومة أظفاره, كما تربوا المشركين في الجاهلية على عبادة الأصنام, فهو يعتقد بأن الإمامة تعيين رباني والأئمة معصومون من الأخطاء والذنوب وهذا يناقض المبادئ الدين الإسلامي ومخالف لما مذكور في القران الكريم:
• أن أبناء النبي الله آدم أبو البشرية لم يكونا معصومين من الأخطاء والذنوب, فقتل قابيل أخاه هابيل, قال تعالى في القرآن الكريم "واتْل عليْهمْ نبأ ابْنيْ آدم بالْحقّ إذْ قرّبا قرْباناً فتقبّل منْ أحدهما ولمْ يتقبّلْ منْ الآخر قال لأقْتلنّك قال إنّما يتقبّل اللّه منْ الْمتّقين، لئنْ بسطت إليّ يدك لتقْتلني ما أنا بباسطٍ يدي إليْك لأقْتلك إنّي أخاف اللّه ربّ الْعالمين، إنّي أريد أنْ تبوء بإثْمي وإثْمك فتكون منْ أصْحاب النّار وذلك جزاء الظّالمين. فطوّعتْ له نفْسه قتْل أخيه فقتله فأصْبح منْ الْخاسرين" (المائدة الآيات (27 و 28 و29 و 30)).
• أن ابن نبي نوح لم يكون معصوما من الخطأ والذنب فلم يطع والده النبي نوح فغرق مع المشركين, كما جاء ذكره في القرآن الكريم "وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ, وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ, قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ" (هود: الآيات (41 و42 و43)).
• تنافسوا آل البيت على منصب الإمامة وتفرقوا وأسست فرق شيعية غير الإمامة الأنثى العشرية, كالزيدية والإسماعلية والنصيرية (العلوية) والأفطحية وغيرها من الفرق, حتى أن بعض هذه الفرق تفرقت الى فرق ثانوية أخرى, فكيف تكون الإمامة تعيين رباني ويتنافس أبناء الأئمة على هذا المنصب الدنيوي.
• ليس كل أبناء الأنبياء والأئمة من الصالحين ويتوجب علينا أن نتبعهم أو نجعلهم كوسطاء بيننا وبين الله كما فعلت الجاهلية بعبادة الأصنام مع معرفتهم بوجود الله الخالق للسماوات والأرض, وادل على ما أقول هي الآية الكريمة " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ" (الحديد الآية (26)), فلم يطلب الله عز وجل منا أن نتبع ذرية الأنبياء كفرض إلاهي أو نعبد قبورهم ونتشفع من خلال زيارة وتقديس قبورهم.

أن الحكومات التي تدعي إنها إسلامية والتي تمثل حوالي مليارين مسلم في العالم عجزت عن استنكار ومنع المذابح والاضطهادات التي مارستها الصين ضد المسلمين (الأويغور) في الصين وعمليات الإبادة التي مارستها ماينمار (بورما) ضد المسلمين, بينما تبنى مجلس النواب الأميركي العلماني, تشريعا يدعو إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى فرض عقوبات على المسؤولين عن قمع الصين لأقليتها المسلمة من الأويغور, فان الدستور الأمريكي يضمن حرية العبادة والتعبير, إضافة إلى مساواة الجميع أمام القانون، ويضمن فصل الدين عن الدولة كدولة علمانية.
إن الدولة (الشيطان الأكبر وفقا للتعريف الإيراني) التي تتبنى النظام العلماني اشد حرصا على المسلمين في الصين من الدول التي تتبنى الإسلام كدين للدولة كذبا وبهتانا, فهل سيعترض أو يُحذر غالب الشابندر في أن تبني مجلس النواب ألأمريكي تشريعا لحماية المسلمين في الصين إهانة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وتقليل من دورها الإسلامي, وهي التي لديها علاقات تجارية كبيرة مع الصين؟

لماذا لا تتفق وتتآلف المذاهب الإسلامية وتتفق على المشتركات بين المذاهب وهي وحدانية الله والشهادة للرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم, ولدينا قرآن واحد ونبي واحد محمد صلى الله عليه بدل الاستدلال بالأحاديث الضعيفة أو الموضوعة او تأليه الأئمة من آل البيت واعتبارهم معصومين دون دليل قرآني صريح أو حديث نبوي مسند.

خلال الحرب الباردة بين المعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي برز عدد من المفكرين والسياسيين في الغرب (المعسكر الرأسمالي) ينادون بالتعايش مع المعسكر الاشتراكي Coexistence, منهم مستشار ألمانيا الغربية من 1969 - 1974 ولي براندت الحائز على جائزة نوبل للسلام في عام 1971 لدوره في التقارب مع ألمانيا الشرقية والدول أوربا الشرقية, فأدت تلك الأفكار والحملات الى تفادي الحرب بين الشرق والغرب لأكثر من ستة عقود والتعايش بسلام وإعادة توحيد ألمانيا الشرقية والغربية والتبادل التجاري, منها تجهيز روسيا الغاز الى أوربا الغربية وانفتاح الدول الشرقية على الغرب واعتماد اقتصاد السوق.

فهل يبرز بين الفرق الإسلامية المتناحرة والمتنافرة من يحاول أن يخرس الغلاة من الفرق الإسلامية وخاصة التجار الدين اللذين يسرقون أموال الدول والثروات الطبيعية لأوطانهم على إنها أموال مجهولة الصاحب, أو تستحوذ عليها العائلات الحاكمة أو المتسلطة على الحكم على انهم أولياء الأمر, ويتبنون البدع الدينية والأحاديث الموضوعة أو الضعيفة للوصول الى السلطة وآخرون يتبنون إعادة الخلافة الإسلامية من اجل القيام بالغزوات وكسب الغنائم والسبايا وهم لا يفهمون من الإسلام إلا ما يتطابق مع أوهامهم للوصول الى السلطة والحكم بدعوى إعادة الخلافة الإسلامية دون معرفة شروطها أو أحكامها, فيتجمع لأمرتهم من ينخدع بدعاة الضلالة, من اللذين يفهمون القرآن بمقدار قدرتهم الذهنية المحدودة فتبعوا الدعوات الغلو في تطبيق تعاليم الدين كمهنة للعيش, وكذلك العاطلون عن العمل طمعا بالرواتب والأشقياء اللذين يتلذذون بالقتل ورؤية الدماء وارتكاب المعاصي.

نعم لقد برز عدد من الدعاة الإسلام الأصيل من الشيعة والسنة يحاولون تصحيح المسار المنحرف للفرق المغالية للتعاليم الدين السلامي والمتاجرين بالدين, ولكنهم بدون نفوذ سياسي مؤثر ويفتقرون الى دعم الدول التي تدعي التزامها بالدين الإسلامي في دستورها ولكن حكامها ابعد ما يكونوا من تطبيق المبادئ الدين الإسلامي الحنيف.

لماذا لا تنضم الفرق الإسلامية والمسيحية واليهودية والديانات المؤمنة بوحدانية إله الى وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي وقعاه الشيخ الأزهر والبابا فرنسيس في أبو ظبي لتجاوز الخلافات الدينية والعقائدية, فيوجد أتقياء في كل العقائد والمعتقدات وحتى اللذين يعتبرون كفار بنظر العقائد المخالفة لهم تطبيقا للآية الكريمة " لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ" (الكافرون الآية ِ (6)).

كلمة أخيرة:
• لا يمكن التخلص من التجارة بالدين والمذهب إلا بفصل الدين عن الدولة وعن السياسة, الدين هو عبادة خالصة لله ولا يمكن المتاجرة به, مع ضمان حرية العبادة والتعبير, فأن الوطن للجميع.
• يجب أن يطبق حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "لا فرق بين عربي و لا أعجمي و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى".
• التقوى وفقا للقرآن الكريم لا يقيمهُ بشر ولا مرجع ديني ولا ولي ولا إمام ولا النبي, وإنما الله تعالى عز وجل فقط كما جاء في القرآن الكريم " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ، إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ، فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ، إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ" ( الغاشية الآيات (21 – 26)).
• لإرضاء اللذين يؤمنون بعصمة الأئمة الاثنا عشر والتعيين الرباني لهم وتطبيقا لحرية العبادة, يمكن جعل كربلاء والنجف إقليم ديني شيعي أثنا عشري صرف كحاضرة الفاتيكان في روما, تدار من قبل المرجعيات الدينية بشكل مستقل, ولهم مطار تجاري عالمي في النجف خاص بهم, فيديرون مراسيم الدينية كيفما شاءوا على أن لا يفرضوا تعطيل الدوام والأعمال خارج إقليمهم الديني أو تطبيق فتاويهم على بقية المحافظات العراقية, فلا تحتاج حكومة الإقليم الشيعي الاثنا عشري الى تمويل مالي من الوقف الشيعي ولا من الحكومة الاتحادية, لأن مردود الخمس والنذور تفوق ميزانية دول, عدا المردود من السياحية الدينية التي تقدر بالملايين الزوار سنويا.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوقفوا الغول التركي المغولي من السيطرة على ليبيا
- صحوة المسلمين وهزيمة المتاجرين بالدين
- مصطفى الكاظمي آخر رئيس للوزراء للنظام السياسي العراقي الحالي ...
- كورونا بين الأرقام والتأملات, فماذا أعدت حكومة الأحزاب الفاس ...
- لقد آن الأوان للكورد للتعاون مع ثوار تشرين 2019 للعمل على تح ...
- ماذا ستفعل الحكومة العراقية بعائد اقل من 10 دولار للبرميل ال ...
- هل تدرك القيادات السياسية نتائج جائحة كرونا؟
- متى يسقط النظام العراقي؟
- ما هي لذة الحكم في العراق, والشعب العراقي يعتبرون القائمين ب ...
- ما هي لذة الحكم في العراق, والقائمون بالحكم والسلطة يعتبرون ...
- هل تستطيع حكوماتنا تحمل التبعات الاقتصادية لوباء فيروس كورون ...
- هل نستحق كل هذا العقاب من كورونا وهل يتمخض عن هذا الوباء مجت ...
- ماذا أعددنا لليوم التالي بعد نجاتنا من وباء كورونا
- لماذا أتوقع أن يكون الانهيار الاقتصادي اخطر من فيروس كورونا
- أن انهيار الاقتصاد العالمي من جراء جانحة كورونا اكبر كابوس ي ...
- كورونا وآثارها على النظام العراقي الحالي, فهل يصحى الشعب الع ...
- رسالة عاجلة لنتجاوز تبعات كارثة كورونا على المستوى الفردي وا ...
- نداء عاجل لنتجاوز تبعات كارثة كورونا على المستوى الفردي والع ...
- مأساة ومعاناة عائلة عبد الغني هامل عار على القضاء الجزائري
- انتشار وباء كورونا سيتسبب بسقوط الحكومات والأنظمة الفاسدة وي ...


المزيد.....




- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد موكرياني - هل يمكن التعايش Coexistence مع شيعة إيران في العراق؟