أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - رأيٌ ضد السائد حول الهُوية الوطنية؟














المزيد.....

رأيٌ ضد السائد حول الهُوية الوطنية؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6576 - 2020 / 5 / 28 - 09:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


(L`identité nationale)
عندما تعرّفني - أنا مثلاً - كعربيٍّ فإنك قصدتَ وصفِي وإنصافِي وتشريفِي. أتشرّف بهذه الهُوية وبارك الله فيك، لكنك ظلمتنِي حين اختزلتَ تعريفي في انتمائي العِرقِي الجزئي وتغافلتَ عن باقي انتماءاتي الأخرى أو عندما تعرّفني كيساري فإنك قصدت أيضًا وصفي. أنصفتني/ظلمتني حين اختزلتني في انتمائي الجزئي وتغافلت قصدا عن باقي انتماءاتي الأخرى: مسلم، أمازيغي، عربي، تونسي، قَرَوي، جنوبي، جمني، يساري، عَلماني، اشتراكي-ديمقراطي على المنوال الأسكندنافي، تحرّري غير ليبرالي، معادٍ للرأسمالية، معادٍ للحرب مهما كانت عدالة القضية، منادٍ بالسلم مهما بلغتْ شراسة العدو لكنني لو أجبِرتُ على الاختيار بين العنفِ والجبنِ فسأختارُ مُكرهًا الأول عن الثاني، عِلمِي، قومي، أممي، ضد عقوبة الإعدام وضد كل العقوبات البدنية، أعشق العربية الفصحى، فرنكفوني التعليم غصبًا عني في الصغر والشيء أصبح شبه اختياريّ في الكبر ويا ليتني كنتُ أنڤلوفوني لكان أثرَى لثقافتي العامة.
والأخطر مما سبق يا ناعِتِي أنك نسيتَ الأصلَ، ألا وهو تعريفي الذاتي المنبثِق عن التفاعل المتواصل طِوال حياتي بين موروثاتي الجينية وموروثاتي الأنتروبولوجية ومكتسباتي الثقافية (الأولى: أعلمُ وتَعلمُ بعضًا من مصادرها وبعض ما ظهر منها والله أعلم بما خفي منها. مَن أدراكَ أنني لا أحملُ جِيناتَ جَدٍّ بعيدٍ، تركي أو إيراني أو ماغولي؟ هل حلّلتَ أدِآني؟ الثانية: أب وأم وإخوة وأخوات وجيران وبيئة ودين ولغة وتاريخ وعادات وتقاليد، إلخ. الثالثة: تعليم، عمل، سفر، أصدقاء، مطالعة، إلخ.).
Je suis ce que je suis, et nul - mis à par Dieu - ne peut savoir vraiment ce que je suis. Je suis une émergence émanant de l`interaction permanente entre mon identité biologique (mes gènes codés portant mes caractères physiques), mon identité anthropologique (mon histoire, ma famille, ma religion, mon patrimoine, etc.) et mon identité culturelle (mon acquis, mes facultés intellectuelles, mes comportements, etc.). As-tu analysé mon ADN
حصرتني يا سيدي وسجنتني - عن حسن نية -أعرف- في هُويةٍ لا تتسع لتعدد هُوياتي المختلفة والمتكاملة لكنني أؤكّد لك أنها متفاعلة وغير متناقضة فيما بينها. أنا أممي وأمميّتي لا تُناقض وطنيّتي أو جمنيّتي، بل تجمّلها وتُضفي عليها مسحة إنسانية تلطّفها. أنا فركفوني وفرنكفونيّتي لا تُضعف لغتي الأم بل بالمجاز والتصورات تُغنيها، وبالأفكار والمعاني تُثريها.
ولا يفوتني وبكل لطف ومحبة أذكّرك أن تعريفك لي كعربي، فيه شيءٌ من التعميمْ، وأنت أدرَى بأن التعميمَ قد يقود إلى التعويمْ، أو قد يَنِمُّ أيضًا عن عنصريةٍ ضمنيّةٍ وتقزيمْ.

اقتراح: عِوض التقوقعِ داخل هُويات أو انتماءات موروثة قد تكون قاتلة مثل ما هو جارٍ اليوم في سوريا ومصر والعراق وليبيا (مثل التعصب العرقي أو القومي أو الديني أو المذهبي)، يُستحسن البحثُ الدؤوبُ عن انتماءات جديدة تُعيدُ لنا إنسانيتنا وعن السفاسِفِ ترفعنا ومن أمراضنا تُشفينا وتُعافينا، وعن الشيطانِ تُبعِدنا ومن الله تُدنِينا.. والعالَم أرحبُ.. أرحبُ.. أرحبُ.

إمضائي (فكرة ميشال سارّ، ترجمة وإعادة صياغة مواطن العالَم)
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 3 جوان 2017.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخُ العَرَبِ، القديمُ والحديثُ، قبل الإسلامِ وبعده، مليءٌ ...
- الذاكرة (La mémoire): قدرةٌ ذهنيةٌ خرجت من تلافيفِ المخِّ وح ...
- كيف تمكن الإنسان البيولوجي (L`Homo biologicus) في القرن العش ...
- الثورات الحقيقية الثلاث في التاريخ؟
- حديث سابق للرسول صلى الله عليه وسلم، وجدتُ قولا مثله بالضبط ...
- الإرهابُ الذي يقوم به مسلمون ويُنسَبُ خطأ للإسلام – جزء 10
- الإرهابُ الذي يقوم به مسلمون ويُنسَبُ خطأ للإسلام – جزء 9
- الإرهابُ الذي يقوم به مسلمون ويُنسَبُ خطأ للإسلام – جزء 8
- قصة حب رائعة سمعتها للتو من أنيسي في وحدتي الفيلسوف الرائع م ...
- أعيدُ نشرَ المقال الذي أثار ضدي سخط كل رفاقي اليساريين وجعله ...
- لومٌ وديٌّ؟
- ال-معركة الثقافية-: الليبرالية أم الڤرامشية؟
- هل فَهم المثقف التونسي الواقع التونسي؟
- كيف نحوّلُ شعبًا إلى غوغاء؟
- فلاسفة أنصتُّ لهم، أشكرهم، نقلوني من قارئ لا يفهم الفلسفة إل ...
- بعد التقاعدِ، عادةً ما يعودُ المتعلم التونسي إلى الأمية!
- حريةِ التعبيرِ في القرآنِ الكريمِ، مَنَحَها اللهُ حتى للشيطا ...
- آياتان خارج السياق في العدل في الإرث مناصفةً بين الرجل والمر ...
- كُفُّوا، أرجوكُم، عن ترديد السؤال التافه والسخيف: -لماذا لم ...
- ما هي أهم الفروقات بين المخ البشري والحاسوب؟


المزيد.....




- استجاب لنداء بالقرب من مكان تواجده.. شاهد كيف أنقذ ضابط شخصً ...
- رأي.. إردام أوزان يكتب: المعركة الخفية.. ملء فراغ السلطة في ...
- زاخاروفا تنشر رسائل روزفلت عن النصر في الحرب العالمية الثاني ...
- إيران تندد باستمرار العقوبات الأمريكية -غير القانونية- وتشكك ...
- تعرض سفينة تحمل ناشطين ومساعدات إلى غزة لهجوم قبالة مالطا
- ما رسائل حكومة لبنان لحزب الله وحماس؟
- أمين عام -الناتو- يقترح على الحلفاء زيادة الإنفاق الدفاعي لض ...
- السفارة الروسية لدى إيران تفتتح حديقة تذكارية تكريما لضحايا ...
- مصر.. القبض على -رورو البلد- بتهمة نشر الفسق والفجور
- الجيش الروسي يدمر معقلا للقوات الأوكرانية في مقاطعة سومي (في ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - رأيٌ ضد السائد حول الهُوية الوطنية؟