أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد كشكار - تاريخُ العَرَبِ، القديمُ والحديثُ، قبل الإسلامِ وبعده، مليءٌ بالعنفِ، لكن تاريخَ الغَرْبِ، القديمَ والحديثَ، قبل المسيحيةِ وبعدها، أكثر عنفًا ألفَ مرّةٍ؟














المزيد.....

تاريخُ العَرَبِ، القديمُ والحديثُ، قبل الإسلامِ وبعده، مليءٌ بالعنفِ، لكن تاريخَ الغَرْبِ، القديمَ والحديثَ، قبل المسيحيةِ وبعدها، أكثر عنفًا ألفَ مرّةٍ؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6575 - 2020 / 5 / 27 - 17:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حادثتا تفجيرِ قنبلتين ذريتين في مدينتَي هيروشيما وناكازاكي في اليابان يومَي 6 و9 أوت سنة 1945، قتلا عشرات الآلاف من السكان المدنيين الأبرياء. هذه الجريمة العلمية (Un crime scientifique) أنهت وإلى الأبد عصرَ التناغُمِ أو شهرَ العسلِ الذي كان قائمًا بين العلمِ والمجتمعِ.

جريمةٌ علميةٌ، سبقتها وتلتها جريمةٌ أفظعُ، جريمةٌ اجتماعيةٌ-سياسيةٌ دامت من 1930 إلى 1960، وكان مسرحها ألمانيا النازية، إيطاليا الفاشية، إسبانيا الفرنكية، روسيا السالينية، الصين الماوية، كمبودج البول بوتية، إلخ... هذه الجريمة السياسية (Un crime politique) أنهت وإلى الأبد عصرَ التناغُمِ أو شهرَ العسلِ الذي كان قائمًا بين الدولةِ والمجتمعِ. وكان وقعُ الحربِ العالميةِ الثانية أكثرَ تأثيرًا على الضميرِ الغربِيِّ (ستون مليون ضحية من العالمِ أجمعِ).

عنفٌ - قديمٌ وليس جديدًا - توارثناه، نحن البشرُ دون تمييزٍ، جيلاً بعد جيلٍ، منذ آلافِ السنينَ:
- حدثَ قبل الميلاد في جزيرة سردينيا الإيطالية، خرج منها الجنودُ الرومان ولم يتركوا وراءهم مواطنًا سردينيًّا واحدًا حيًّا.
- حدثَ قبل الميلاد في بلاد الغال في بريطانيا، قتل جول سيزار جميع البالغين، رجالاً ونساءًا، ولم ينجُ من المذبحةِ إلا بعضُ المسنين وبعضُ الأطفالِ المختبئينَ في الغاباتِ والخنادقِ.
- حدثَ بعد الميلاد في الجنوب الغربي الفرنسي، أفنَى لويس التاسع كل المسيحيين معتنقي المذهب الكاثاري (Les Cathares).
- حدثَ حديثًا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين في الهند وإفريقيا وأستراليا، ارتكب جنرالات أنڤليز أكبر الإبادات الجماعية وقتلوا عشرات الآلاف من الهنود والزولو والهنتتوس والسكان الأوستراليين الأصليين.
- تَكبُرُ الإدانة ويتضاعفُ الاستنكار وتبلغ الجاهلية أوجَها عندما يقوم بلدٌ بنفس الجريمة أو أعظمُ، بلدٌ أنزلناه منا منزلة متميزة في التحضر والثقافة والعلم والفلسفة، بلدٌ يحظى وعن جدارة بإعجابِ منافسيه من الدول الغربية المتقدمة، بلدٌ لم نخله يومًا يسقط في بضع أسابيع إلى الدرك الأسفل من الإنسانية، بلدٌ ارتكب أفظع الإبادات العرقية والدينية ضد اليهود وجميع الأعراقِ غير الآريةِ.
- والأدهَى وأمر، أن ترى بعض الفلاسفة، من بلادي فرنسا على الأقل، لم يكفُّوا حتى آواخر القرن العشرين عن مساندة ثلاثة أو أربعة أنظمةٍ ديكتاتوريةٍ شمواليةٍ، أنظمة ستالين وماو وبول بوت (إضافة مواطن العالم: أضم صوتي إلى صوت الفيلسوف ميشيل سارّ وأصرخ بأعلى صوتي وأقول: والأنكَى وأشد، أن ترى بعض اليساريين، من بلادي تونس على الأقل، لم يكفُّوا حتى أوائل القرن الواحد والعشرين وبعد ثورةٍ غير مسلحةٍ عن عبادة مجرمِي حربٍ وسلمٍ مثل ستالين وماو وبول بوت، رغم أنني متأكدٌ تمامَ التأكدِ من أن غايتَهم، المتمثلة في العدالةِ الاجتماعيةِ، غايةٌ نبيلةٌ جدًّا، ومتأكدٌ أيضًا أنهم لم ولن يستعملوا الوسائلَ المسلحةَ مثلما استعملها رموزُهم، لا لأنهم لا يريدون، بل لأنهم لا يستطيعون وذلك لِنقصٍ في التزامهم الإيديولوجي ووَهنٍ في عزيمتِهم الثوريةِ الملوّثةِ بنمطِ عيشهم البورجوازي الصغيرِ. هم لا يخجلون من تسمية أحزابٍ باسم طغاتِهم تحت يافطةٍ مُلَمِّعةٍ مُحرّفةٍ مغلِّطةٍ عنوانها الشيوعية أو الماركسية اللينينية وما أبعد الاسم على المسمَّى).

خاتمة: هل سيأتي يومٌ تُشفَى فيه البشرية من هذا الوباء؟ ولا أفضلية أخلاقية عندي، أنا مواطن العالَم، بين عنفٍ وعنفِ مهما ارتفع أوقَلَّ عدد ضحايا الأول أو الثاني، و"مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" (قرآن كريم).
أنا، مواطن العالَم، مواطنٌ متشائلٌ : متشائمٌ بالقديمِ والحاضرِ، متفائلٌ بالمستقبلِ (L`émergence de nouvelles Valeurs)، لأن عند كل ولادةِ طفلٍ، يولد معه مخٌّ جديدٌ قد ينبثقُ منه فجرٌ جديدٌ، فجرُ عصرٍ خالٍ تمامًا من العنفِ، عصرُ "إعادة أنْسَنَةِ الإنسانيةِ" على حد تعبيرِ الفيلسوف الفرنسي المعاصر إدڤار موران.

Michel Serres, Hominescence, Ed. Le Pommier, 2001, p. 334

إمضائي (تأليف الفيلسوف الفرنسي المعاصر ميشيل سارّ، ترجمة مواطن العالَم مع إضافةٍ طفيفةٍ)
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"على كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء 14 نوفمبر 2017.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذاكرة (La mémoire): قدرةٌ ذهنيةٌ خرجت من تلافيفِ المخِّ وح ...
- كيف تمكن الإنسان البيولوجي (L`Homo biologicus) في القرن العش ...
- الثورات الحقيقية الثلاث في التاريخ؟
- حديث سابق للرسول صلى الله عليه وسلم، وجدتُ قولا مثله بالضبط ...
- الإرهابُ الذي يقوم به مسلمون ويُنسَبُ خطأ للإسلام – جزء 10
- الإرهابُ الذي يقوم به مسلمون ويُنسَبُ خطأ للإسلام – جزء 9
- الإرهابُ الذي يقوم به مسلمون ويُنسَبُ خطأ للإسلام – جزء 8
- قصة حب رائعة سمعتها للتو من أنيسي في وحدتي الفيلسوف الرائع م ...
- أعيدُ نشرَ المقال الذي أثار ضدي سخط كل رفاقي اليساريين وجعله ...
- لومٌ وديٌّ؟
- ال-معركة الثقافية-: الليبرالية أم الڤرامشية؟
- هل فَهم المثقف التونسي الواقع التونسي؟
- كيف نحوّلُ شعبًا إلى غوغاء؟
- فلاسفة أنصتُّ لهم، أشكرهم، نقلوني من قارئ لا يفهم الفلسفة إل ...
- بعد التقاعدِ، عادةً ما يعودُ المتعلم التونسي إلى الأمية!
- حريةِ التعبيرِ في القرآنِ الكريمِ، مَنَحَها اللهُ حتى للشيطا ...
- آياتان خارج السياق في العدل في الإرث مناصفةً بين الرجل والمر ...
- كُفُّوا، أرجوكُم، عن ترديد السؤال التافه والسخيف: -لماذا لم ...
- ما هي أهم الفروقات بين المخ البشري والحاسوب؟
- تعليق حول كتاب -غرق الحضارات- لأمين معلوف


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد كشكار - تاريخُ العَرَبِ، القديمُ والحديثُ، قبل الإسلامِ وبعده، مليءٌ بالعنفِ، لكن تاريخَ الغَرْبِ، القديمَ والحديثَ، قبل المسيحيةِ وبعدها، أكثر عنفًا ألفَ مرّةٍ؟