أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حيدر لازم الكناني - الدين والسلطة














المزيد.....

الدين والسلطة


حيدر لازم الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 6574 - 2020 / 5 / 26 - 12:00
المحور: المجتمع المدني
    


تتكاثر ممارسة الطقوس وتزداد هيمنة الدين على كل نواحي الحياة وهنا يصبح التمييز بين ما هو ديني وما هو دنيوي صعبًا للغاية في المجتمعات التقليدية التي كانت محكمة التنظيم على الجانب الاداري والسياسي . لقد كان القدماء من شعب وادي الرافدين يضعون آلهتهم في كل مكان بل يتعدى ذلك إلى أن يجعلوا من كل امور الحياة اله خاصة بها ولها طقوس خاصة تمارس مثل اله الخصب والرعي واله الموت واله الحرب وغيرها ، بل تعدى أن يتخذوا الهة خاصة بهم يقدسونها وتحفظهم من كل مكروه وتجلب لهم الرزق والسرور وتبعد عنهم الارواح الشريرة. وهكذا يصبح الضغط المتواصل للتعامل الديني شاملًا كافة أفراد المجتمع وملزمًا اياهم اتباعه وعدم الخروج عنه، ويصطبغ كل نشاط يومي أو فكري سواء كان حدثًا خاصًا أو عامًا مقترنًا بالطقوس الدينية وكل قرار مهما كان قدره خاضعًا للألوهية.
ولكن مهما بلغ الدين من شمولية لكل جوانب الحياة فأن حيز من الحرية الدنيوية يبقى معنا بفعل بديهيات الانسجام بين ما هو منطقي وغيبي . فالدين لا يكسب معناه الحقيقي الا بتموقعه المادي من خلال النشاط الطقوسي الممارس ، كما لا يمكن للإنسان فهم القدرة الغيبية الا بالمقارنة مع قدرته الذاتية.
وعندما يتسع نطاق المقدس من تسلط لتيسير الناس بفعل الخوف والترهيب تتولد ردود أفعال انعكاسية من الاحتجاجات مطالبة بالحرية والتذمر من الدين كونه أصبح عصى مكره وأداة قمعية ، فينتج عن ذلك الصدام مع سلطة رجال الدين كرد فعل طبيعي والحط من شأن المقدس والموروث الذي أصبح دائرة قمعية منفره. والتاريخ ملء بمثل هذه الأحداث وابرزها ما حدث في العصور الوسطى عندما نفر الناس من سلطة الكنيسة البابوية، (وكذلك ما يحدث في عصرنا الحاضر من ازدياد حالات النفور من الدين وازدياد حالات الالحاد في اوساط الشباب كرد فعل للتسلط الديني في السعودية* وايران باعتبارهما انظمة دينية تسلطية " حصلت المملكة العربية السعودية بنسبة 6 في المائة، وهي بذلك تعد أول بلد في العالم الإسلامي يتجاوز فيها الإلحاد حاجز الخمسة في المائة مقابل 75% من المتدينين و19% من السعوديين يرون أنفسهم غير متدينين ، حسب معهد غالوب الدولي WIN-Gallup International"، وكذلك الحال ما يجري بالعراق حيث الجماعات المسلحة الدينية هي من تحكم زمام الأمور).
وعلى العكس من ذلك نجد في اماكن أخرى ضعيفة التنظيم السياسي الديني لا تتبوأ فيها المسائل الغيبية والدينية مكانة مهمة سواء في مؤسسات الدولة أو على المستوى المجتمعي فأن عملية تحول أفراد من هذه المجتمعات التي لا تخضع إلى سلطة دينية إلى أحد الاديان نراها تجري سريعًا، ويتطابق مع ما يسمى مبدأ الدوري في الايمان بالدين والاعتقاد به أو النفور منه وتركه.
وهكذا يدور المنحى الدائري الديني في مسار دوار من المجتمعات المادية تستطيع وبشكل سريع أن تكتسب الابعاد الروحية بتوق شديد ، في حين المجتمعات التي تتقيد بأحكام دينية صارمة متشددة نجدها تتجه نحو التذمر والنفور وربما انكار كل ما هو غيبي.



#حيدر_لازم_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجاوز الذات وحائط الصد الاول لمجابة فايروس كرونا
- نقد طابع الشخصية الوطني (القومي) وفق البحوث والدراسات
- الحياة والموت
- تكنلوجيا السلوك حل لمعضلة المجتمع وبناء الدولة العصرية 2
- تكنولوجيا السلوك حل لمعضلة المجتمع وبناء الدولة العصرية :
- آيات الجهاد والحرب والخروج من الورطة
- كارل ماركس والاغتراب
- مقاربة العلاج المعرفي لعلاج اساءة استخدام المواد
- سيكلوجية القادة والزعماء السياسيين في العراق بعد عام 2003
- العقد النفسية للقادة السياسيين في العراق بعد عام 2003 ودورها ...
- الأحلام والتحليل النفسي
- تنور الزهراء ورمزية الأم
- علم الاعصاب الشخصية
- الذكاء -النبيذ القديم في زجاجات جديدة -
- سومر تنبعث من جديد
- علم الاعصاب المعرفي
- سيكلوجية اشكالية العنف في العراق
- خرجنا من فك حوت وقعنا في فك تمساح
- الضغوط النفسية التي يعاني منها النازحون قسرا
- حكام اليوم وفوبيا الديمقراطية


المزيد.....




- الامم المتحدة:سورية تعيش ازمة قاسية ونعمل على سرعة توفير الم ...
- ألمانيا ـ سقوط نظام الأسد يؤجج جدل ترحيل اللاجئين السوريين
- رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان في تونس: العقوبات البديلة لـ 20 ...
- فلسطينيون يتظاهرون في جنين للمطالبة بوقف عمليات السلطة ضد ال ...
- مديرة اليونيسف تشجب -إراقة الدماء اليومية- لأطفال غزة
- عرض مالي من الدنمارك للاجئين السوريين: 25 ألف يورو للعودة إل ...
- -القسام- توجه رسالة إلى المستوطنين الإسرائيليين بشأن الأسرى ...
- أبو عبيدة: جيش الاحتلال قصف مكانا يتواجد فيه بعض الأسرى وكرر ...
- ابوعبيدة:الاحتلال قصف مكانا لبعض الأسرى وكرر قصفه للتأكد من ...
- الصفدي: سنعمل مع امين عام الامم المتحدة على اقامة بعثة اممية ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حيدر لازم الكناني - الدين والسلطة