أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حيدر لازم الكناني - تكنلوجيا السلوك حل لمعضلة المجتمع وبناء الدولة العصرية 2














المزيد.....

تكنلوجيا السلوك حل لمعضلة المجتمع وبناء الدولة العصرية 2


حيدر لازم الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 5668 - 2017 / 10 / 13 - 17:26
المحور: المجتمع المدني
    


القسم الثاني من المقال :
يشير سكنر إلى أن تطورات هائلة حدثت في العلوم المختلفة مثل علم الحياة وعلم الفيزياء، الأمر الذي سمح بتطوير تكنولوجيا بالغة التعقيد فيما يتعلق بأساليب منع الحمل، الأسلحة، الزراعة، الطب، وغير ذلك. ولكن تكنولوجيا السلوك لم تشهد سوى تطورا محدودا نسبياً. فقد كان انبثاق علم السلوك الإنساني الذي يمكن أن تُستمد منه التكنولوجيا السلوكية بطيئاً للغاية، ولهذا تبقى المؤسسات الحكومية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية الأُخرى حيث كانت، دون أي تحسن ملموس عبر السنين. وفي الوقت الحاضر تطور هذا العلم باستخدام تكنيكات تعديل السلوك المستندة إلى مبادئ سكنر وزملائه، وهذا يشكل دفعة قوية لتكنولوجيا السلوك.
ففي المجتمع السكنري المستخدم لتكنولوجيا السلوك فإن الناس سيشعرون بالحرية أيضاً وبالكرامة وبالمسؤولية، على الرغم من أن سلوكهم ليس حراً فعلاً وهناك نقطة هامة: يعتقد سكنر أن سلوكنا تتحكم فيه بيئتنا اليوم و ستتحكم فيه غداً، ولذا فإن الهدف يجب أن يتمثل في تصميم الظروف البيئية البناءة غير العقابية التي ستؤدي إلى تحسن الفرد و المجتمع و المشاعر أيضاً .
ويرى سكنر أن الحكومة المتساهلة هي تلك الحكومة التي تترك التحكم لمصادر أخرى فإذا كان الناس يسلكون سلوكا جيدا في ظلها وذلك لأنهم كانوا قد اخضعوا لتحكم أخلاقي فعال أو التحكم الأشياء أو لأنهم كانوا قد تأقلموا بواسطة المؤسسات التربوية وغيرها بالسلوك بأساليب تنطوي على الإخلاص والوطنية والالتزام بالقوانين ، وحين يسيطر على المجتمع الصراعات ويدب الاضطراب وتتفشى الجريمة فتكون هنا الحكومة في موقف حاسم في استخدام أساليب أكثر صرامة وسيطرة على مواطنيها من خلال تقوية وسائل التحكم واستعمال معززات أقوى تأثيراً ، وإذا كان الأفراد لا يلتزمون بالقوانين فليس ذلك أنهم يسخرون من القوانين أو لأنهم مجرمون وإنما لان تنفيذ القانون قد أصبح ليناً ومسترخياً .
ففي هذا المفهوم لا يعول كثيراً على السلوكيات الداخلية للأفراد وأثرها في الفرد والمجتمع وليس من الصعب تفهم الأسباب التي تدعونا إلى الاعتقاد بأن المشاعر تسبب السلوك. فهي تحدث فوراً داخلنا ، وكثيراً ما تكون عنيفة و تصاحب أفعالنا. لذا فإنه لأمر مثير للدهشة إذا لم نعتقد بأنها تسبب سلوكنا. ولكنها في رأي سكنر، مجرد نواتج لذات الظروف البيئية التي تشكل سلوكنا و سنقدم مثالا بسيطاً في هذا الصدد:
إنك إذا عززت بالثناء و الموافقة على قيامك بشيء ما، فأنت لا تصبح أكثر قابلية لعمل ذلك الشيء فحسب، ولكنك ستشعر بالارتياح أيضاً. ومن ناحية ثانية، فإذا ما عوقبت على قيامك بشيء ما، فعلى الأغلب أنك ستشعر بالذنب، أو الاستياء، أو الغضب، أو أي انفعالات أُخرى اعتماداً على خصوصية الظرف. إن النقطة الهامة التي يوضحها سكنر أن ” الشعور بالارتياح” و ” الشعور بالذنب” لا يسببان السلوك ، فهذه المشاعر نتاج للعوامل البيئية كالتعزيز والعقاب، مثلها في ذلك مثل السلوك الظاهر تماماً.
وعلى الرغم من المفارقة الكبيرة بين مقاربة فرويد Frued وسكنر في تفسيرهما للسلوك الإنساني ألا أنهما تقريبا يتوافقان إلى حد كبير في تفسيرهما للنوازع الأنانية الداخلية التي يملكها البشر والتي تسبب الدمار والاقتتال والدمار والكراهية ، فيرى فرويد أن سبب المشكلات الإنسانية هي قوى الهو وغريزة الموت وهي وجهة نظر بايلوجية ، فان سكنر يعتقد بان معظم مشكلاتنا بما فيها الحروب والجريمة هي أنماط سلوكية بشرية متعلمة تشكلت عن طريق التعلم ، فإذا استطاع المجتمع تعزيز أنماط سلوك أفضل فانه سيعطل أنماط سلوكية سيئة التكيف التي تم تعلمها من خلال التربية الخاطئة ، ومن خلال المعززات الايجابية يمكن بناء شخصية منتجة وبالتالي بناء مجتمع سليم . وأنه علينا دراسة الظروف البيئية و تنظيمها على نحو يقلل من الاكتظاظ السكاني و تفشي الأمراض و التلوث البيئي و العلل الاجتماعية الأُخرى، و يزيد من السلام و الصحة و المحافظة على المصادر الطبيعية و الأهداف الاجتماعية النافعة الأُخرى.
أن فهم العلاقة بين السلوك والبيئة سيكشف لنا طرقا جديدة لتفسير السلوك لقد أضحى ألان الخطوط العريضة للتكنولوجيا وتوصف المهمة بأنها سلوك يراد أنتاجه أو تعديله ، ومن ثم ترتيب الظروف والأحداث الملائمة ، وقد تدعوا الحاجة إلى تتابع مجموعة للظروف لقد نجحت التكنولوجيا نجاحا كبيرا حيث أمكن تحديد السلوك بسهوله نسبيه وحيث أمكن بناء الظروف والإحداث المناسبة ، مثلاً رعاية الطفولة وفي المدارس وإدارة المعوقين وغيرها ، لكن المبادئ نفسها تطبق الآن في أعداد المواد التعليمية على كل المستويات التعليمية وفي العلاج النفسي الذي يتجاوز أمور الإدارة وفي أعادة التأهيل وفي الإدارة الصناعية وفي تخطيط المدن وفي ميادين أخرى كثيرة من السلوك البشري ، وهناك الكثير من أنواع تعديل السلوك المختلفة والكثير من الصيغ المختلفة ولكنها كلها تتفق على النقطة الأساسية التالية وهي : أن السلوك يمكن تغيره بتغير الظروف التي أوجدتها .
وبهذه المقاربة يحق لنا تصميم مجتمع سليم وفق مبادئ تكنولوجيا السلوك التي نادى بها سكنر والتي تكون سياقها وفق الإجراءات السلوكية ومبادئ سكنر في تشكل السلوك الإنساني وهندسته وليس بناء أنظمة تتوكأ على عكازات ، حيث يمكن ومن خلال هذه الإجراءات والمبادئ صنع مجتمع يتحدد سلوكياته وفق مسارات محددة ومنظمة تعتمد على السلوك الإجرائي بعيدا عن الكيفية والمزاجية وتحطيم ما يسمى الحرية الفردية التي صنعناها من الوهم ، وقد ثبت فعاليه تكنولوجيا السلوك كما بينا وهي تتناسب مع مشكلاتنا .وهي ما نحتاجه فعلاً في إنقاذنا وإيجاد الحلول السريعة . وتعتمد جميعها على كيفية توفير الثقافة للمعززات الإيجابية والسلبية، مع التركيز على التعزيز الايجابي للذات هو جوهر الحل من خلال تنظيم بيئة المجتمع وخلق نتاجا رائعا .
...........................................................................
د حيدر لازم الكناني



#حيدر_لازم_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكنولوجيا السلوك حل لمعضلة المجتمع وبناء الدولة العصرية :
- آيات الجهاد والحرب والخروج من الورطة
- كارل ماركس والاغتراب
- مقاربة العلاج المعرفي لعلاج اساءة استخدام المواد
- سيكلوجية القادة والزعماء السياسيين في العراق بعد عام 2003
- العقد النفسية للقادة السياسيين في العراق بعد عام 2003 ودورها ...
- الأحلام والتحليل النفسي
- تنور الزهراء ورمزية الأم
- علم الاعصاب الشخصية
- الذكاء -النبيذ القديم في زجاجات جديدة -
- سومر تنبعث من جديد
- علم الاعصاب المعرفي
- سيكلوجية اشكالية العنف في العراق
- خرجنا من فك حوت وقعنا في فك تمساح
- الضغوط النفسية التي يعاني منها النازحون قسرا
- حكام اليوم وفوبيا الديمقراطية


المزيد.....




- الدفاع المدني الفلسطيني: 3 شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي على ...
- 3 شهداء وجرحى بقصف الاحتلال خيام النازحين في مخيم البريج وسط ...
- نزاع عشائري غير مسبوق فـي واسط: تدخل أمني عاجلواعتقال عشرات ...
- منظمات حقوقية تنتقد عمليات رقابة المحتوى على منصات التواصل ا ...
- باكستان تطالب بانسحاب الاحتلال من أراضي فلسطين ومنح الشعب حق ...
- العراق يعلن استقبال مئات النازحين اللبنانيين
- ترامب: المهاجرين غير الشرعيين يجلبون -جينات سيئة- لأميركا
- -هيومن رايتس ووتش-: القصف الإسرائيلي خطر جسيم على النازحين إ ...
- مبادرات الدعم النفسي لأطفال النازحين في مراكز الإيواء بلبنان ...
- الرئيس البرازيلي يستقبل الدفعة الأولى من مواطنيه النازحين من ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حيدر لازم الكناني - تكنلوجيا السلوك حل لمعضلة المجتمع وبناء الدولة العصرية 2