أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حيدر لازم الكناني - سومر تنبعث من جديد















المزيد.....

سومر تنبعث من جديد


حيدر لازم الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 4820 - 2015 / 5 / 28 - 08:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أنها أول حضارة عرفتها البشرية على الإطلاق ، حيث خرج منها الإنسان الذي يقرأ ويكتب وينشد الشعر ويدون أفكاره ومشاعره وأحداثه الحياتية وخواطره على لوح من طين ، أنها ليست من نسيج الخيال أو من مشاعر التعصب لحب الوطن والافتخار له لنصنع له مجد من وحي خيالنا ، أنها فعلا حضارة عاشت بحدود ألاف الرابع أو ما يزيد قبل الميلاد في جنوب العراق أنها" شنعار" حسب ما ذكر في العهد القديم ، أو "ميزوبوتاميا" كما يسميها الإغريق أو "سومر" حسب اللفظ الاكدي والبابلي أنها منبع الإشعاع الحضاري لكل أرجاء المعمورة مثلا إلى مصر وكانت الحضارة المصرية وأوربا فالحضارة الأغريقه وهكذا بقيه الحضارات وخير ما نستند به قول الأثري العظيم الذي اختص بدراسة السومريات وتحليل الألواح السومرية الدكتور "صموئيل نوح كريمر " في كتابه القيم "التاريخ يبدأ من سومر" حيث يقول "بينما كانت أوربا تعيش في البربرية كانت هناك حضارة سومر حيث علم الفلك والشعر والبناء والقوانين التي تنظم حياة الناس "
ألا أن أللافت للنظر في هذا السياق انه مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بدأت تظهر عند الكثير من الدلائل على وجود هذه الحضارة العظيمة التي كانت اثارها مغمورة تحت كثبان الرمال وترسبات نهري دجلة والفرات ، وبينت البعثات التنقيبية التي قامت بها الفرق الأثاريه أن هذا البلد المتخلف (أي العراق) حضاريا وفكريا وحياتيا عاشت فيه أول حضارة واعرق حضارة في بدايات بزوخ فجر الحضارة البشرية واتضح بعد ذلك من خلال فك رموز الكتابة المسمارية وتحليل النصوص الموجودة فيها ، حيث تبين انها بحق أول الحضارات التي عرفها الإنسان ومن يريد أن يطلع على ذلك فليراجع الكتاب القيم لكريمر "التاريخ يبدأ من سومر" وكتاب من ألواح سومر”، هذه الكتب تثبت بما لا يقبل اللبس أن المنجزات الحضارية الأولى منذ فجر الخليقة جاءت من أرض سومر الجنوبية ويضيف ثيوفيل ميك انه لم يساهم شعب في توسيع أفاق المعرفة الإنسانية بالقدر الذي ساهم فيه الشعب السومري.
وبالرغم من اختفاء هذه الحضارة بسرعة والتي لا يعرف علماء الآثار السبب الحقيقي لذلك بعد ، لكن البعض يعتقد بسبب الهجمات البربرية للقبائل البدوية القاطنة للناحية الغربية من الصحراء أدى إلى سقوطها وتلاشيها ، وهو ما يحدث ألان من نفس الهجمة البربرية
ولكن السؤال الذي يبدر للذهن اليوم أين أحفاد تلك الحضارة العظيمة ؟ وأفضل من يجيب على هذا السؤال هي جهتين الأولى علماء الانثربولوجيا Anthropologists الذين يروا تشابهاً كبيرا بين سكان الجنوب العراقي وأجدادهم من السومريون في بعض مفردات اللغة والعادات الحياتية التي كان السومريون يستخدمونها بالخصوص في بناء مساكنهم من القصب ، ومن يزور سكان الأهوار سوف يشعر أن هناك امتدادا تاريخيا واجتماعيا يربطهم بين إسلافهم السومريون في كثير من الأمور .
Geneticists والجهة الثانية هم الأخصائيون في علم الجينات ما يسمى المورثات الجينية و تحليل DNA ومن خلالها يستطيعون الغور في امتداد التكتلات البشرية ومعرفة جذورها ومنبعها الأصلي ، وهذا ما كان فعلا في
إحدى الأبحاث التي أجريت عام 2011على سكان الاهوار بعنوان :
search of the genetic foot-print-s of Sumerians: a survey of Y-chromosome and DNA variation in the Marsh Arabs of Iraq.
وهي(تتبع البصمة الوراثية للسومريون:من خلال مسح لكرومسوم Y و وتباين DNA عند سكان اهوار العراق)
من خلال تحليل جيناتهم ووجد الكثير من العينات التي تم أخذها أن جيناتهم تتطابق مع أسلافهم من أصحاب الحضارة العظيمة سومر وهذا ما لا يدع للشك أبدا ومن خلال مما سبق من عرض موجز للأدلة تبين لنا أن سكان جنوب والعراق هم الامتداد البيولوجي والثقافي والاجتماعي ومن معهم من بعض القبائل العربية التي سكنت جنوب العراق مع أخوانهم من أحفاد السومريين والتي نزحت إليه بحقب تاريخيه مختلفة هم الورثة الشرعيين لتلك الحضارة العظيمة من أبنائها المبدعين التي كما عبر عنها المرحوم طه باقر أن أردنا المقارنة بين حضارة العراق وحضارة الأمم الأخرى ولعلني لا أبالغ إذا قلت إنه لو لم يأتنا من حضارة وادي الرافدين ، من منجزاتها وعلومها وفنونها شيء سوى ملحمة كالكامش لكانت جديرة بأن تتبوأ تلك الحضارة مكانة سامية بين الحضارات القديمة".
ومن خلال هذه المقدمة أليس من حقنا نعلن دولتنا وإعادة أمجاد أجدادنا المبدعين السومريون كما يدعى اليوم الكرد والأشوريين في أعاده أمجاد الحضارة الأشورية وتكوين دولتهم نعم من حق كل شعب العيش بالطريقة التي يراها وبالأخص عندما تكون تلك الشعوب تحت طال فئة لا تعرف ألا لغة الظلم والقسوة ولا تعرف معنى التعايش السلمي مع الآخرين الذين يشاطرونهم الأرض والوطن من خلال السيطرة على مقدراتها وطمس ومسخ هويتها القومية والدينية على مر التاريخ .
عندما كنت اطرق تلك الفكرة على البعض قبل أكثر من عشر سنوات لم أجد استحساناً ، أو أذان صاغية لها ، أما اليوم وبعد مئات بل الآلاف من السيارات المفخخة والأحزمة والعبوات الناسفة ومأساة جسر الأئمة وجريمة عروس التاجي ومجزره "سبا يكر" وغيرها من الجرائم التي لو أحصيناها لعجزت الأيادي وجفت الأقلام وامتلأت الصحف ، وإلى الآن مازال مسلسل القتل مستمر إلى ساعة كتابه هذه الكلمات.
نعم لدينا كل الإمكانيات الآن لإعلان جمهورية سومر الاشتراكية العظيمة التي تضم الوسط والجنوب بالخصوص بعد ما وجد لها إقبال بين الجمهور .
يا من تتنادون أن العراق واحد من شماله إلى جنوبه أقول لكم عذرا ، قد عفا الزمن عن ذلك فما زالت دماء أبنائنا في سبايكر لم تجف ولازالت عروس التاجي ملطخة بثوب عرسها بدماء الشهادة ، والطفل الذي ذهب لمدرسته لم يعد لأمة والأب الذي خرج إلى عملة لم يرجع إلى عياله فقد تلقفتهم مفخخات الموت من أعداء الحضارة ولإنسانية ل يجعلونا أسياد وعبيد هم الأسياد ونحن العبيد .ويمكن أن ننهي هذا المقال بقصيده جميله لشاعر سومري يصف بلاده سومر في الثالث قبل الميلاد:
يا دار سومر
يا سومر ايها البلد العظيم يا أعظم بلد في العالم
لقد غمرتك الأضواء المستديمة والناس من مشرق الشمس إلى مغربها هم طوع شرائعك المقدسة
أن شرائعك سامية لا يمكن إدراكها وقلبك عميق لا يمن سبر أغواره
ربك هو رب معظم .
أيه يا دار سومر عسى أن تكثر إسطبلاتك عسى أن تكثر أبقارك
عسى أن تزداد زرائبك عسى أن تكثر أغنامك
بحيث لا يمكن أن تعد ولا تحصى



#حيدر_لازم_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم الاعصاب المعرفي
- سيكلوجية اشكالية العنف في العراق
- خرجنا من فك حوت وقعنا في فك تمساح
- الضغوط النفسية التي يعاني منها النازحون قسرا
- حكام اليوم وفوبيا الديمقراطية


المزيد.....




- لماذا انهارت قوات الأسد بسرعة أمام المعارضة السورية المسلحة؟ ...
- مصدر يكشف لـCNN: فصائل المعارضة تستجوب ضباط الجيش والمخابرات ...
- الجولاني يؤكد استمرار عمل المؤسسات العامة بإشراف رئيس الوزرا ...
- كوريا الجنوبية... النيابة العامة تعتقل وزير الدفاع السابق بت ...
- Realme تطلق هاتفا متطورا لعشاق التصوير
- مسيرة انتحارية روسية تنسف دبابة أوكرانية في مقاطعة كورسك
- الدفاع الروسية: إسقاط 46 مسيّرة أوكرانية استهدفت الأراضي الر ...
- الجيش الإسرائيلي ينصب الحواجز على الطرق في مرتفعات الجولان
- البيت الأبيض: نتابع الأوضاع الطارئة في سوريا عن كثب
- فرار بشار الأسد من دمشق وانهيار النظام السوري أمام قوات المع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حيدر لازم الكناني - سومر تنبعث من جديد