أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وصفي أحمد - إخوان السودان في السلطة















المزيد.....

إخوان السودان في السلطة


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6566 - 2020 / 5 / 17 - 13:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول الباحث في الإسلام السياسي والأكاديمي عثمان ضو البيت : (( لعل الإخوان شعروا بزهو كبير عندما نجحوا في أقصاء الحزب الشيوعي من البرلمان , وعدوا ذلك انتصاراً على أقوى الأحزاب السودانية وقتها , ولكنهم ظلوا ينتظرون الوقت المناسب للقضاء على حزب آخر يعتبرونه المنافس الأشد خطراً عليهم من أجل الاستحواذ على الفضاء السياسي ذو المزاج الإسلامي )) .
ويمضي ضو البيت موضحاً لحفريات : (( أوعز الترابي للرئيس الأسبق جعفر النميري بإعدام محمود محمد طه بتهمة الردة بعد أن عارض حزبه ما سمي وقتها بقوانين الشريعة الإسلامية , فنفذ حكم الإعدام بحقه يوم الجمعة 18 كانون الثاني / يناير 1985 , لكن لم تمض ثلاثة أشهر حتى تمت الإطاحة بالنميري نفسه , فكان أن تخلص الترابي من الرجلين بضربة واحدة , وهذا ما مهد الطريق أمام حزبه الجديد ( الجبهة القومية الإسلامية ) فرصتهم سانحة للحصول على المرتبة الثالثة في الانتخابات البرلمانية عام 1986 .
ويتابع ضو البيت : (( لكن أنس الإخوان التواقة للسلطة لم تسعفهم على الصبر حتى الدورة الانتخابية الثانية فانقضوا على الديمقراطية بليل وانقلبوا عليها في حزيران / يونيو 1989 , وظلوا في الحكم لثلاثين عاماً انقسموا خلالها إلى حزبين وحركة مسلحة ؛ حزب المؤتمر الوطني برعامة البشير وحزب المؤتمر الشعبي بزعامة الترابي وحركة العدل والمساواة التي أعلنت الحرب على الحكومة التي كانت جزءاً منها وكانت بزعامة الاخواني المتشدد خليل إبراهيم الذي قُتل بضربة جوية العام 2011 ليتولى القيادة بعده شقيقه الأكثر اعتدالاً جبريل )) .
ويشير ضو البيت إلى أنه خلال العقود الثلاثة من حكم الإخوان (( شنو حروباً داخلية في جنوب وغرب وشرق ووسط البلاد , ودعموا انفصال الجنوب بعد أن أعلنوا عليه الجهاد لسنوات طويلة , ثم اتخذوا مواقف خارجية مبنية على الأيدلوجية الإخوانية لا على المصلحة الوطنية العليا , فكان أن أعلنوا الجهاد ( عن طريق الإنشاد فقط ) على الولايات المتحدة وروسيا , وظلت الإذاعة والتلفزيون غارقان في الإساءة إلى كافة الزعماء في الإقليم ودول العالم )) .
ويواصل ضو البيت حديثه : (( دعم الإخوان السودانيون صدام حسين في غزوه للكويت , وتحالفوا مع ملالي طهران لضرب خاصرة المملكة العربي السعودية ودول الخليج , ولكنهم ما أن تخلوا عن تحالفهم مع إيران من أجل الحصول على دعم مالي خليجي حتى وصفوا الفرس بالبخل والشح , فروجوا أن الترابي أهدى خامنئي كتاب البخلاء للجاحظ في اشارة منه إلى بخل حكومة الملالي .
ويستطرد ضو البيت : (( قبل ذلك استضاف الإخوان أسامة بن لادن ثم أبعدوه بعد أن نهبوا استثماراته في السودان , وأحضروا الثائر اليساري المعروف كارلوس إلى الخرطوم ثم خدروه وسلموه إلى الحكومة الفرنسية بمقابل مالي بخس ووعود زائفة , وحاولوا اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا , فكان أن توغل الجيش الأثيوبي داخل حدود السودان واستولى على منطقة الفشقة الزراعية الخصبة على الحدود المشتركة بين البلدين , فيما أعلنت مصر تبعية مثلث حلايب المتنازع عليه إلى سيادتها .
عودة على بدء
عاش السودانيون في ظل حكم الإخوان المسلمين أوضاعاً شديدة الصعوبة والتعقيد لم يعرفوها طوال تاريخهم القديم والحديث , فضربت النساء بالسياط أمام الجمهور وفقاً لما كان يعرف بقانون النظام العام , وشُرد الموظفون من وظائفهم وحل محلهم الإخوان المسلمين فيما عُرف بسياسة التمكين , واستشرى في عهدهم فساد مالي وإداري غير مسبوق حتى اضطروا في الأعوام الأخيرة من حكمهم إلى الاعتراف به .
كشفت تقارير عن فساد الدولة وأكملها , خاصة رئاسة الجمهورية ووزارة النفط والمعادن والمؤسسات ذات الصبغة الدينية كديوان الزكاة الذي تصدر قائمة المؤسسات الأكثر فساداً في الدولة لأعوام طويلة , علاوة على جمعية القرآن الكريم التي تم حلها مؤخراً .
هكذا حكم الإخوان السودان فضرب الشعب الفقر والجهل والمرض وحلت الحروب في كل بقاعه , وسادت النزاعات العرقية العنصرية والجهوية في طول البلاد وعرضها وخسرت البلاد كل علاقاتها الخارجية 1 .
عن استشراء الفساد في السودان يكتب عاطف عبد الله : (( إن مجرد الاقتراب من ملف الفساد في السودان يصيب المرء بالغثيان , فالفساد استشرى وأول البلاد إلى درك سحيق من الدمار والخراب , والفساد لم يطل فقط بل تعداها إلى منظومة الأخلاق والقيم , وحط من قدر الدولة وحطم كبرياء انسانها ... مما أفرز حالة عامة من اللا مبالاة والسلبية وخاصة بين الشباب , وانتشرت الجريمة بصورة لم يعهدها المجتمع السوداني من قبل , فما هو مفهوم ( الفساد ) ذلك الغول المدمر الذي أدى لكل ذلك ؟ وما هي علاقته بفكر جماعة (( الإخوان المسلمين )) والمنهج الأيدلوجي الذي يسيرون على هديه ؟ وهل استشراءه على هذه الصورة الوبائية مرده إلى أخطاء فردية ؟ أم أنه نتيجة حتمية المتبع للأيدلوجية الإسلاموية التي تحكم البلاد منذ استيلاء الإسلامويين على السلطة ؟
ويسترسل عبد الله : (( قبل تناولنا ملف الفساد وعلاقته بالآيدلوجية الإسلاموية , يجب الانتباه والتفريق بين الفكر السياسي والاجتماعي والآيدلوجي للإخوان المسلمين والعقيدة الإسلامية كرؤية وجدانية وأن لا يجب الخلط بينهما .
ويضيف عبد الله : (( ـ الفساد وما أدراك ما الفساد :
ليس هناك مجتمع اليوم معصوم من الفساد , ولا يوجد أية دولة أو حضارة في الماضي أو الحاضر لم يمسها شيء من هذا الداء الخبيث إلا أن نسب الفساد تتفاوت بين مجتمع وآخر وفقاً للجهود المبذولة لمكافحته ... فما هو الفساد ؟ وما هي أهم مظاهره ؟
أن أهم نظاهر الفساد تتجلى في نهب واستباحة المال العام وانتشار ظاهرة الرشوة , والمحسوبية وانهيار القيم الأخلاقية والتحلل الاجتماعي ...
ويتابع عبد الله : (( هناك تعريفات عدة واجتهادات متنوعة في تعريف الفساد , إلا أن أكثرها شمولية هو تعريف منظمة الشفافية الدولية له بأنه كل عمل يقوم به الموظف العام يتضمن سوء استخدام منصبه لتحقيق مصلحة ذاتية له أو لجماعته .

ويتابع عبد الله : (( الفساد في السودان
رغم تعريفنا للفساد بأنه استغلال المنصب العام لتحقيق مصالح خاصة للفرد أو لجماعته , إلا أن ما جرى ويجري في السودان من فساد نوعي وكمي , لا يمكن ادراجه تحت بند الممارسات الفردية بأية حال واختزاله في محض سلوك فردي تحركه الأنانية والمصلحة الذاتية , بل هو نتيجة حتمية للعلل البنيوية الموجودة في المشروع الإسلاموي الذي يزعم الطهرانية ويدعي العصمة ويرفع شعار هي لله , لا السلطة ولا الجاه , ليجعل منسوبيه فوق مستوى الشبهات ويحصنهم ضد المساءلة , مما حول الفساد في سودان الانقاذ إلى فساد مؤسسي ممنهج هيمنت عليه بأيدلوجية الاستبداد الأرض الخصبة والمناخ الملائم كي ينمو ويتمدد ويصل بالبلاد إلى حالتها الراهنة , حيث أكدت التجربة , في كل زمان ومكان , أن الفساد يتناسب طرديأ مع الفساد .
ويسترسل عبد الله : (( حينما استولت الجبهة القومية الإسلامية على السلطة عام 1989 وقبل الكشف عن رؤاها وخططها في الحكم , شرعت في التمكين لأفرادها من مفاصل الدولة سياسيا واقتصادياً واجتماعياً وإدارياً وثقافياً تلك السياسة التي عرفت بالتمكين , هي من صميم منهج الإخوان المسلمين , أدت تركيز الثروة في أيد لم تجتهد للحصول عليها , مما خلق طبقة طفيلية غير منتجة , طبقة شرهة لا يمكن أن تنمو إلى في ظل الفساد واختلاق الأزمات , وأدت كذلك إلى انهيار الخدمة المدنية بتكوينها لطبقة تكنوقراطية انتهازية لا تتسم بالكفاءة , ولا خبرة لها في مجال التنظيم والإدارة , وحال تمكنها استشرى الفساد والمحسوبية والرشاوي , وتم تشريد الالاف من وظائفهم مما ضيق سبل الكسب الحلال على الكثيرين وأجبر الكثيرين على بيع ضمائرهم والفتيات يتاجرن بأجسادهن حتى يتمكنوا من العيش , والأخطر من التمكين الاقتصادي والاداري هو التمكين الثقافي , الاستعلاء الثقافي , الذي دفع بقطاعات واسعة من ذوي الأعراق غير العربية إلى دائرة التهميش والإقصاء , مما عمق أزمة الهوية وقاد إلى المزيد من التفكك في النسيج الاجتماعي السوداني الهش مما أشعل وفاقم من الحروب الأهلية التي تفتح المجال وتوفر الظرف الموضوعي لتفاقم الفساد )) .
1 ـ عبد الجليل سليمان قصة وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم في السودان .. ماذا فعلوا ؟ حفريات .
2 ـ عاطف عبدالله , الكيزان والفساد , صحيفة الراكوية



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان المسلمين في السودان
- الأب الروحي لجماعات الارهاب الإسلاموي
- الاسلام السياسي , صعود أم أفول أخوان مصر انموذجاً
- أزمة الحكم في العراق
- أأسمع جعجعة ولا أرى طحيناً
- ماذا يريد ترامب من إيران
- هل من عودة الجزء الأول
- الجزء الثاني من هل من عودة
- ما السر وراء الغزو الأمريكي للعراق
- حزب البعث العربي الاشتراكي بين الأمس واليوم
- ماذا بعد داعش
- ما حقيقة الصراع الأمريكي الإيراني
- جنة النظام الملكي ... نار النظام الجمهوري
- لا لدولة المكونات .. نعم لدولة المواطنة
- ليس دفاعاً عن ثورة 14 تموز 1958 المجيدة
- العملية السياسية وحالة الاستعصاء
- الطائرات الإسرائلية ترمي منشورات تحريضية
- آمر رعيل الدبابات يصاب بلإطلاقة من نيران العدو
- حرب فلسطين
- استسلام اللواء الداغستاني


المزيد.....




- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وصفي أحمد - إخوان السودان في السلطة