محمد طالبي
(Mohamed Talbi)
الحوار المتمدن-العدد: 6566 - 2020 / 5 / 17 - 11:30
المحور:
الادب والفن
دَخلَت الْمَقْهَى بَاكِرًا، تَوَجَّهْتُ مُبَاشَرَةً الى الْمَغْسَلَةَ.
وَقَفْتُ اِنْتَظِرْ دَوْرِيِّ رَايْتُهَا شَقْرَاءَ مِنْ حفدَة عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَاَمُ، تَمْشَطُ شِعْرُهَا فِي حَرَكَاتٍ متتاية وَمُتْقَنَةً، حِينَ اِنْتَهَتْ، بَدّات تُكَحَّلُ عينيهاثم وَضَّعْتَ قَلِيلَا مَنِ اِحْمَرْ الشِّفَاهُ، باوست شِفْتِيَّهَا فِي حَرَكَةِ مُنْسَجِمَةِ، الِي بِخُبْثٍ ثُمَّ قَالَتْ:
هَاِيٌّ, هَاوٍ اريو؟
- فاين تانكس.
اِنْسَحَبَتْ وَ تركتنِي وَحَدَّي اِغْسِلْ يَدِيَّ بِالْمَاءِ وَ الصَّابُونُ، عَنْدَمًا اِنْتَهَيْتُ، ثُمَّ خَرَجَتْ وَجَدَتِ النَّادِلُ " يَاسِينَ " انيقا كَعَادَتِهِ بِبَدَلَتِهِ الْجَمِيلَةِ بِالْاِبْيَضِّ وَ الْاِسْوَدُّ.
حَيَّانِي بِحَرَارَةِ طَلِبَتْ مِنْهُ فَطَوْرِيَّ الْمُعْتَادِ.
وَقَفَتْ هِي مَرَّةً ثَانِيَةٍ بِالْقُرْبِ مَنِّيٌّ وَفِنْجَانُهَا بِيَدِهَا، اِرْتَشَفَتْ قَلِيلَا مَنْ قَهْوَتِهَا السَّوْدَاءِ، نَظَرَتِ الِيٌّ وَ اِبْتَسَمَتْ ثُمَّ قَالَتْ:
- بَوْنُ ابيتي
- ميرسي
مَرَّ طِفْلَانِ صَغِيرَانِ تُظْهِرُ عَلِيُّهُمَا عَلَاَمَاتِ الْفَقْرِ، مَرًّا بِالْقُرْبِ مِنْ حُدَاءِ طَاوِلَتِي، أَحَدَّهُمَا خَاطَبَنِي قَائِلَا:
- عَمِّيُّ دوقني مِنَ الْحَلْوَى
تَقَاسَمَتْ مَعَ الطِّفْلَيْنِ مَا تَبْقَى لِي مَنْ حَلْوَى، بَدَا الْفَرَحُ عَلَى مُحْيِيِهُمَا وَهُمَا يَلْتَهِمَانِ مَا تَقَاسُمَتِهِ مَعَهُمَا مِنْ حَلْوَى لَازَالَتْ وَاقِفَةٌ بِالْقُرْبِ مَنِّيٌّ.
سَالِتُهَا فِي شِبْهُ حَيْرَةٍ
مَاذَا حَلٍّ بِمُلَّا ئكَة الارض حَتَّى تَعَيُّشِ جَحِيمِ الْفَقْرِ وَ الافة؟
رُبَّمَا الْبَشَرِ اُصْبُحُوا مَلَاعِينَ، وَفَقَدُوا ادميتهم؟
#محمد_طالبي (هاشتاغ)
Mohamed_Talbi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟