أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مولاي الشريف طاهيري - تدبير الاحتجاجات الشعبية: شتان بين النرد و الشطرنج














المزيد.....

تدبير الاحتجاجات الشعبية: شتان بين النرد و الشطرنج


مولاي الشريف طاهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6566 - 2020 / 5 / 17 - 11:11
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


صدق إلياس العماري و هو كذوب لما قال أن تسمية "حراك" (في نعت ما يقع بالحسيمة) أصلها مشرقي و دخيلة على الثقافة المغربية و ذات حمولة سياسية لا تعكس بأمانة إحتجاجات الساكنة في الإقليم.
في إطار نفس التدقيق اللغوي للمفاهيم فحتى إستخدام "الريف" عوض إقليم الحسيمة غير بريء قد يكون الهدف منه عرقنة الإنتفاضة الشعبية لساكنة الإقليم. بل ذهبت بعض المواقع الدولية لاعتماد مصطلح "حراك أمازيغ الريف" بما في ذلك من تقزيم لحجم الإحتجاجات و إقصاء لباقي الفاعلين فيها..حتى أن رفع العلم الأمازيغي و علم جمهورية الريف استغل اعلاميا ضد الإنتفاضة و اعتبر تعبيرا واضحا للإنفصال..
ربما يتعين على صناع القرار اليوم استخلاص الدروس و العبر في تعاقب الأزمات و الإحتجاجات بما يكفل لهذا الوطن تفادي ما يخشاه المواطن المغربي من انزلاقات أمنية قد تجبر الاستثناء المتغنى به من الإلتحاق بقاعدة الواقع المعاش في جل أقطار المينا MENA.
ما يثير العجب في تعامل الداخلية مع الاحتجاجات السلمية و بالخصوص الوقفات التضامنية بباقي المدن هو مقاربتها الامنية التي بالإضافة لكونها قمعية عملت على توكيل بلطجية من أصحاب السوابق العدلية و مرتزقة القواد و الباشاوات لتفريق المتظاهرين لتفادي تدخل أصحاب البذلة الرسمية و تسويق أن المسألة مجرد خلاف بين صنفين من المواطنين: "من يكرهون الملك" ضد "من يحبون الملك" هكذا سارت الأحداث بمكناس و الرباط و تطوان و أكادير.. كما أن الإعتقالات العشوائية لنشطاء الإنتفاضة الشعبية و ما يتعرضون له من تعذيب جسدي و نفسي لن يعمل إلا على توليد و ترسيخ الكره و الضغينة ضد السلطات.
من المفترض أن ينعم خريجو مدرسة البوليتكنيك بذكاء نادر في هندسة الرؤى الحكيمة و المتبصرة التي من شأنها إيجاد مخارج سلسة للأزمات. فكيف يمكن تفسير لجوء لفتيت و معه والي تطوان طنجة الحسيمة للحل الميكانيكي المحض الذي لا يعمل إلا على تأجيج الأوضاع؟!
لعل السبب في لجوء المغاربة للشارع هو فقدانهم الثقة في من أنيط بهم دور الكشف عن بؤس واقعهم الإقتصادي والإجتماعي و الدفاع عنهم و عن متطلباتهم.
كما أن للدولة نصيب في هذا الاحتقان ناتج بالأساس عن الرعونة التي تعاطت و تتعاطى بها مع الفعل السياسي قبل و بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة و التحكم المكشوف في مجريات تشكيل الحكومة..
عامل آخر يؤجج سخط المواطنين يتجلى في غياب ربط القرار بالمحاسبة، و هو الشيء الذي عاشه و أحسه ،قبل يومين، معظم المغاربة و بالملموس عندما اعتلى محمد أوزين منصة رئاسة مجلس الشعب بلا خجل و لا وجل! فكيف لمن حامت حوله شبهات الفساد أن ينعم بمنظر بانورامي يطل على ممثلي الشعب و يقزز مشاعر دافعي الضرائب في بث مباشر على قناة عمومية؟!! أليس هذا ترهيبا لنفسية المواطن و تنكيلا بها؟ خصوصا حين يفتح حاسوبه و يسبح في بحور الإفتراضي ليصادف رئيسة كوريا الجنوبية و هي مقتادة إلى زنزانة من 6 أمتار مربعة، و يصادف إيهود أولمرت مكبل اليدين و يعلم أن مرشحا رئاسيا بفرنسا قضى يوما كاملا في ضيافة الشرطة للتحقيق معه في قضايا فساد..
ربما ،على رأي احد المتحدثين بلسان الإسلام، لا تجوز المقارنة فهؤلاء مسيحيون و يهود و بوذيون، و من غير المنصف أن يحرموا متاع الدنيا كما الآخرة!
من الواضح ان متلازمة "الاستقرار مقابل الأمن" أصبح مردود عليها ،اليوم، في شبه إجماع شعبي للمغاربة و الذين يقترحون بديلا لا محيد عنه و هو "الإستقرار مقابل الكرامة".
المغاربة اليوم لا يسألون عن الثروة، أين هي؟ لأنها ببساطة بادية وواضحة لهم في أراضيهم و بحارهم و مناجمهم و ضرائبهم..
المغاربة اليوم يطرحون سؤالا وحيداً : كيف يمكن إعادة تقسيم الثروة بطريقة عادلة يصبح من خلالها الوطن متسعا للجميع؟
يجب على صناع القرار في هذا الوطن أن يعوا جيدا أنه حين تجري ممارسة السياسة بعشوائية لعبة النرد و الرهانات و ليس بمنطق الشطرنج و الخيارات الكبرى التي تبنى على الوعي العميق بالمعطيات و ضرورة التأني في القرارات فلا خير يرجى منها و لن تكون أبدا صمام أمان كما في الدول المتقدمة و الحديثة.
و لنا في لاعب النرد التونسي، أي نعم، خير مثال على وهن هذه اللعبة في السياسة لأنه -لا قدر الله- قد يأتي النرد بما لا يشتهيه اللاعب...

حُرر بتاريخ 8 ماي 2017



#مولاي_الشريف_طاهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان في مسرح العقل العربي: بطل و كومبارس
- الأصدقاء لا يُختارون، بل يرسلهم الرب.
- جائحة كورونا: من المخاطرة إلى الكارثة
- فصل المقال فيما بين واجب التعزية و المسؤولية الحكومية من الا ...
- ميزانية مواصلة الإفساد!
- أيها المقاطعون: من يبتغ غير سنطرال حليبا فلن يقبل منه
- في الحاجة لمهرجانات و تكريمات بديلة
- الملكية البرلمانية، الراسينغ البيضاوي نموذجا!
- القدس و الروس: الهزيمة قدرنا في الجد كما في اللعب
- الرسول كان ثوريا و إبن رشد على قيد الحياة
- صراعات العرب من سراب إلى ترامب


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مولاي الشريف طاهيري - تدبير الاحتجاجات الشعبية: شتان بين النرد و الشطرنج