أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مولاي الشريف طاهيري - الرسول كان ثوريا و إبن رشد على قيد الحياة














المزيد.....

الرسول كان ثوريا و إبن رشد على قيد الحياة


مولاي الشريف طاهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5716 - 2017 / 12 / 2 - 15:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


• في ذكرى مولد رسول الإسلام (ص) نعود في هذا المقال للتأمل في ما آلت إليه أمة خاتم المرسلين، و لنطرح سؤال: ماذا لو حل الرسول بيننا اليوم؟
كيف ستكون ردة فعله عند علمه بأن أمته صارت عبئا على البشرية، و أنها تتذيل الأمم في جميع الميادين؟ كيف سيتلقى خبر ظهور سوق للنخاسة في ليبيا و هو الذي ثار في وجه قيادات قريش الأرستقراطية مناديا بالمساواة التامة بين جميع الأجناس و مناهضا لتجارة الرقيق و العبودية؟!
كيف سيتلقى خبر مقتل مئات من المصلين بمسجد في مصر؟ ماذا سيكون رأيه في المتاجرة بالدين لمصالح سياسية ؟
كيف ستكون ردة فعله إزاء حادث وفاة نساء فقيرات رفسا تحت الأرجل من أجل كيس من دقيق القمح؟! نعم، القمح نفسه الذي أمر الخليفة عمر بن عبد العزيز بنثره في الجبال حتى لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين!؟
كيف ستكون ردة فعله عند تصفحه لمؤلفات تتطرق لخلقه و أخلاقه ليكتشف هول الأباطيل المنسوبة إليه من أفعال و أقوال تصب في عكس ما وصفه به رب العالمين: "و إنك لعلى خلق عظيم".
ماذا سيكون قوله عند علمه بأن الأمة أضحت طوائف و مذاهب و طرق؟
هذا غيض من فيض امثلة كثيرة تعكس البؤس المستشري في المجتمعات الإسلامية في عصرنا الحالي. سيدعي الكثيرون أن سبب السقوط الحر هذا هو ناتج بالأساس عن ابتعادنا عن الإسلام، و هذا القول صحيح نسبيا لكنه لا يستقيم إلا بإدماج عامل آخر وهو تعطيل العقل الذي عانت منه مجتمعاتنا لفترات طويلة وعدم القدرة على التوفيق بين الروحانية و العقل. وهنا وجب التطرق لما عانت منه أوروبا المسيحية طيلة عقود مظلمة من الجهل و الخرافة و عبث القائمين على المؤسسة الدينية قبل أن تستفيق من سباتها للسعي وراء أسباب التقدم و الرقي و أن تتخلى عن كل ما من شأنه أن يكون عائقا في طريق هذا الإقلاع المنشود، رغم امتعاض الكنيسة (القوية آنذاك) و تخوف الكهنوت المنضوي تحت لوائها من هذه البوادر الجديدة.
رفع الأوروبيون شعار الإنسان و الحرية قبل خوض حرب ضروس ضد قيود الكنيسة و قرروا إخضاع معتقداتهم الدينية لقوة المنطق و العقل.
لقد عقد الأوروبيون صلحا مع العقل و منحوه بطاقة بيضاء تضمن له حرية الإبحار في محيطات الفكر و الإبداع و الخيال. و لم يكن عرّاب هذا الصلح التاريخي سوى مجموعة من العلماء و المفكرين المسلمين يتقدمهم ابن رشد الذي أضاء سبيل أوروبا الظلامية نحو يقينية اللاتعارض بين الدين و الفلسفة و العقل، كما كان له الفضل في شرح كتابات أرسطو عن المنطق و التي لم تكن من قبل متاحة بلغة الأوروبيين وقتها (اللاتنية).
و بما أن الحضارة العربية الإسلامية بلغت القمة و الأوج كان من الضروري و المحتم أن يبدأ عهد الانحدار و التقهقر نحو سفح الظلمات. كان ذلك نتيجة لاستفحال ظاهرة اضطهاد المفكرين و تخوينهم و تكفيرهم، ليُحترم بذلك منطق و سُنّة تعاقب الحضارات و يُفعَّل قوله تعالى: "وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ".
يقال في وصف هذا الانعطاف أن الغرب استنشق دخان كتب بن رشد التي أمر بحرقها الخليفة المنصور و الذي اتهم ابن رشد بالزيغ عن الهدى و الكفر و الضلال ليسدل الستار عن الحقبة الذهبية للمسلمين و يُسلَّم مشعل الحضارة للغرب.
أزعم في عنوان هذا المقال أن ابن رشد حي و الحقيقة هي أن فكره و معاناته يتجسدان معا كل مرة في عقول أبناء هذه الأمة المترامية الأطراف.
لقد تجسد ذات يوم ابن رشد في أعمال الكاتب المصري مصطفى محمود و مواطنه فرج فودة و الكاتب الأردني ناهض حتر و شخص الكاتب الموريتاني ولد مخيطير و المغربيان عبد الكريم القمش و رشيد أيلال و مؤلفات الدكتورة أسماء لمرابط و آخرون. حيث سرعان ما ينتصب سدنة الجهل لإبطال مفعول العقل؛ تارة بالرصاص و تارة بالسجن و تارة بالتهديد و السب و الشتم.
جاء في كتاب للمستشرق الفرنسي الان دي ليبيرا بعنوان "الإسلام و العقل" ما يلي: "يرى ابن رشد أن انتساب الحكام للقانون الخاص بالفلسفة هو الشرط الأساسي لمحافظة هؤلاء الحكام على مقاليد السلطة التي ينبغي أن تكون غايتها النهائية تحقيق حكم الحق والعدل على وجه الأرض. ولهذا السبب فإن ابن رشد، على عكس معظم فقهاء عصره، لم يكن يعتقد بأن الفلسفة خارجة على الدين. بل كان يعتقد بأن الشرع الديني هو الذي يأمرنا بها وبممارستها إذا ما فهمناه جيداً. أما بقية الفقهاء فكانوا يكفرونها أو ينظرون إليها شذراً معتقدين بأنها مضادة للدين. وهنا تتجلى فرادة موقف ابن رشد في عصره".
إن هذه الفقرة و هي مقدمة طويلة في ذات الكتاب معنونة ب "من اجل ابن رشد" تبين و تظهر أن تطويق الدين بالسياسة كانت غايته إنتاج علماء دين مما يصطلح عليهم بعلماء السلطان بغرض شرعنة تجاوزات الحكام و شططهم في استعمال السلطة لا بهدف تنوير الناس في دينهم و دنياهم. و هكذا تم الاستيلاء على الدين من طرف حفنة من العلماء الذين اغتالوا البعد الفلسفي من الدين و عوضوه ببعد ديماغوجي يستحيل معه أن تبعث مجددا هذه الأمة وأن تتبوأ مكانة لائقة بين الأمم.



#مولاي_الشريف_طاهيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراعات العرب من سراب إلى ترامب


المزيد.....




- رسم وُصف بـ-المسيء- للنبي محمد يشعل احتجاجات في تركيا.. والس ...
- “تابعها الآن” تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي ...
- أغاني البيبي الصغير..ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- DW تتحقق: هل يرغب زهران ممداني في تطبيق الشريعة الإسلامية في ...
- “بدون فواصل مزعجة” تثبيت تردد طيور الجنة 2025 الجديد على جمي ...
- -لم نعد آمنين هنا- - مسيحيون في سوريا يخشون على مستقبلهم بعد ...
- تركيا تلاحق صحفيين رسما صورة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم
- تركيا: أمر باعتقال صحافيين في قضية نشر رسم كاريكاتوري يصور ا ...
- رحيم صفوي: سيتبلور شرق أوسط كبير محوره الثورة الإسلامية وجبه ...
- صحف إسرائيلية: الوكالات الأمنية فقدت السيطرة على المتطرفين ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مولاي الشريف طاهيري - الرسول كان ثوريا و إبن رشد على قيد الحياة