أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مولاي الشريف طاهيري - الأصدقاء لا يُختارون، بل يرسلهم الرب.














المزيد.....

الأصدقاء لا يُختارون، بل يرسلهم الرب.


مولاي الشريف طاهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6541 - 2020 / 4 / 18 - 00:08
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في قراءة للوضع السوري استوقفتني كثرة استعمال كلمة "صداقة" لجميع الجهات المتورطة في الأزمة ببلاد الشام لحد يمكن معه القول بأن مفهوم الصداقة لسورية أصبح مفهوما مستهلكا بائدا. فالسوريون يعون اليوم تماما ان حال سورية اشبه بحال ليلى: الكل يدعي وصلا بها وهي لا تقر لهم بذاك.
ففي المؤتمر الصحفي الأخير الذي جمع فلاديمير بوتين بنظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، يوم الثلاثاء الماضي، وفي أثناء حديثه عن الأزمة السورية اقتبس بوتين مقولة جميلة لشاعر روسي: "الأصدقاء لا يختارون، بل يرسلهم الرب"..
يفهم من خلال المقولة أن روسيا تعتبر نفسها صديقة لسورية وأن تواجدها معية حلفائها في الساحة ما هو إلا للقضاء على الجماعات الإرهابية...
استغلال مفهوم "الصداقة" في السياسة شبيه إلى حد ما باستغلال مفهوم الدين في السياسة و الذي يحيل إلى إقحام "الثابت" في "المتحول" و "الفضيلة" في "المصلحة" و هذا لا يستقيم طبعا باعتبار أن السياسة تظل دائما و أبدا فن الممكن؛ فلا صداقة دائمة و لا عداوة دائمة..
على كل، بوتين لم يأت هنا بجديد فقد نصبت من قبله مجموعة دول مناوئة لنظام الأسد (نصبت) نفسها صديقة للشعب السوري تحت مسميات عدة: مجموعة أصدقاء الشعب السوري/ أصدقاء سورية/ أصدقاء سورية الديمقراطية.. التسميات تختلف لكن بقاسم مشترك و هو "الصداقة".
لن أتطرق لتموقع الدول العربية في المسألة السورية لأنه يكفينا معرفة الإنتماء الطائفي لكل دولة حتى نحسم في الكفة التي تميل إليها سياسيا و عسكريا و إعلاميا في بلاد الشام. فالاقدار شاءت أن تحمل أمريكا صفة الصديق من الجانب السني و روسيا من الجانب الشيعي.
التطورات الأخيرة أظهرت جليا أن ميزان القوى العالمي تحول مجددا من أحادي القطبية إلى ثنائي القطبية بعد إستغلال روسيا للأزمة من أجل إنعاش وجودها الإقليمي و العالمي ديبلوماسيا و عسكريا.
هذا يتضح بتعاقب الضربات العسكرية بشكل دوري، فهي تارة لصالح حلفاء أمريكا و تارة أخرى لصالح حلفاء روسيا في نسق يوحي أن هناك رغبة من القوتين العالميتين على إبقاء الوضع كما هو حتى إشعار آخر... هذا ما جاء في مقال تحليلي للكاتب باتريك كوكبيرن بصحيفة "ذي اندبندنت" حيث قال:«روسيا و أمريكا متفقتان إزاء ضرورة إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة (داعش) و لكن الدولتين المتنافستين مختلفتين على كيفية تقاسم السلطة في سورية مرحلة ما بعد الأسد». هذا يوضح أن هم العملاقين الروسي و الأمريكي هو كيفية تقسيم الغنيمة و لا علاقة للأمر بشرعية النظام من عدمها و لا بوضعية حقوق الانسان و لا هم يحزنون.
يمكن اعتبار الهاجس الاقتصادي للقوتين الدوليتين أحد العوامل التي تعرقل إيجاد حل بسورية يحترم حقوق الشعب و سيادة الدولة..
لفهم هذا المعطى يمكن الرجوع لموقع معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (www.sipri.org) المتخصص في التسلح و نزع السلاح و السلم. في ترتيب الدول المصدرة للأسلحة لسنة 2015 تتربع أمريكا على قمة اللائحة بعائدات تناهز 15 مليار دولار تليها مباشرة روسيا بعاءدات تقارب 13 مليار دولار. المنافسة الثنائية ستظهر بوضوح عند معرفة المركز الثالث الذي تحتله الصين بعاءدات لا تتجاوز 2.4 مليار دولار. في هذه التجارة المربحة يمكن اعتبار أرض سورية معرضا مفتوحا للقوتين من أجل تقديم و عرض آخر منتوجاتهما في ما يخص تكنولوجيا الأسلحة. فقد تقدمت دول عدة لروسيا بطلبات الحصول على منظومة إس 300 للدفاع الجوي منذ وصولها لقاعدة طرطوس في أكتوبر 2016. كما سيكون للضربة الامريكية الأخيرة على مطار الشعيرات الأثر الايجابي في ما يخص مبيعات صواريخ "توماهوك" في قادم الأيام. كل هذا قد يفسر (ضمن عوامل أخرى) رغبة القوتين في الاحتفاظ بالوضع القائم بسورية.
المثير في هذه القطبية هو أن الروس و الأمريكان حريصون على ضبط النفس و إستغلال الأزمة لأطول مدة ممكنة رغم التغرير الإعلامي من الجانبين الذي قد يوحي بوجود شنآن و اصطدامات فالمصلحة الاقتصادية تشفع مساس الكبرياء أحيانا..
خلاصة القول أن المُقسِمين يمينا بالصداقة لسورية كُثر، لكن الواقع اليومي يجزم أن سورية (شعبا و حكومة) لا تعدو أن تكون مجرد رهينة لمصالح القطبين و حلفاءهما في إنتظار تقسيم عادل للكعكة، و عليه فنحيب الإنسانية على ارواح الأطفال و النساء و الشيوخ من جهة هو مقابل و (ليس بنقيض) لشجب و تنديد النظام الديكتاتوري بالتدخل في الشؤون الداخلية لسورية، كما ان التسويق الاعلامي لهذين الاختلافين ما هو الا ذر للرماد على العيون.

نُشر بتاريخ 17 أبريل 2017



#مولاي_الشريف_طاهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جائحة كورونا: من المخاطرة إلى الكارثة
- فصل المقال فيما بين واجب التعزية و المسؤولية الحكومية من الا ...
- ميزانية مواصلة الإفساد!
- أيها المقاطعون: من يبتغ غير سنطرال حليبا فلن يقبل منه
- في الحاجة لمهرجانات و تكريمات بديلة
- الملكية البرلمانية، الراسينغ البيضاوي نموذجا!
- القدس و الروس: الهزيمة قدرنا في الجد كما في اللعب
- الرسول كان ثوريا و إبن رشد على قيد الحياة
- صراعات العرب من سراب إلى ترامب


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مولاي الشريف طاهيري - الأصدقاء لا يُختارون، بل يرسلهم الرب.