أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مولاي الشريف طاهيري - فصل المقال فيما بين واجب التعزية و المسؤولية الحكومية من الانفصال!














المزيد.....

فصل المقال فيما بين واجب التعزية و المسؤولية الحكومية من الانفصال!


مولاي الشريف طاهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6347 - 2019 / 9 / 10 - 23:13
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


معالي الوزير، السيد عبد القادر اعمارة،
حصيلة فاجعة الدرمشان لحدود الساعة 17 قتيلا! و هي مرشحة للارتفاع.. و أنتم على علم طبعاً أنه عند سقوط ضحايا بهذا العدد لا يتردد المسؤول الوصي على القطاع موضوع الكارثة بتقديم استقالته -الحديث هنا طبعا عن الأقطار التي لا يظلم فيها أحد-.
بداية، أطمئنكم إلى أن الأمر لا يتعلق بمحاكمة علنية فى الساحة العمومية وليس الأمر مزايدة سياسوية ضيقة.
هو فقط تفاعل مع واجب العزاء الذي لم تتأخروا عن تقديمه عبر صفحتكم على الفايسبوك لأسر ضحايا انقلاب الحافلة بخنگ الرشيدية و تنقُّلكم، في زيارة تفقُّدية، إلى عين المكان و الوقوف على عملية انتشال الجثث و زيارة الجرحى و المصابين.
كل ما قمتم به لغاية الآن جميل و نبيل يُظهر في جنابكم "الوزير الإنسان"، لكن أين هو من كل هذا "الوزير المسؤول" عن التجهيز والنقل واللوجيستيك و الماء ؟!
معالي الوزير،
فاجعة واد الدرمشان بالمدخل الشمالي لمدينة الرشيدية على الطريق الوطنية رقم 13 تعيد طرح نقط استفهام قديمة جديدة.
تساؤلات روافدها معاناة ساكنة "أفقر" جهة بالمملكة و مصبّها وزارتكم المكلفة بالتجهيز و النقل و اللوجيستيك و الماء.
معالي الوزير،
لقد تداولت المواقع الإجتماعية ما يفيد أن السبب الوحيد في ما وقع هو سائق الحافلة. و الحال أن السائق غرّر به من طرف وزارتكم -و هو يسلّم أنه يسير على طرقات و قناطر بمعايير علمية مضبوطة- (قد نتفق أن للسائق نصيب من المسؤولية بشكل أو بآخر في وقوع الكارثة، لكن هذا لا يخلي مسؤوليتكم و لا يعفيكم من المسائلة).
معالي الوزير،
المنطق البسيط يفيد أن الطرقات و القناطر و السدود ليست بمعطيات طبيعية أو إرادة إلهية لا مردّ لقضائها.
تعلمون جيدا، معالي الوزير، أن للقنطرة معايير و مقومات، لكن الساكنة (تجاوزا) تلقّب مكان الحادث كذلك حفاظاً منها لهبة الواد و الدولة معا!
معالي الوزير،
تحدثت وسائل الاعلام عن "قنطرة" واد الدرمشان، في حين أنها مجرد طريق تخترق مجرى واد يصب مباشرة في سد الحسن الداخل.
معالي الوزير،
علمت عبر صفحتكم بالفايسبوك أنكم قبيل الحادث حللتم بسويسرا في إطار ما أسميتموه عبثا "شراكة" بين سويسرا و المغرب، و علمت أنكم وقفتم على نهاية أشغال نفقين عملاقين للسكك الحديدية بمدينة "بلينوزا" أحدهما بطول 15 كيلومتر و الآخر بطول 45 كيلومتر.
لكن، هل يعلم جنابكم أنه على مقربة من مكان الحادث الأليم يتواجد نفق وحيد بطول 60 مترا "جاد" به الإستعمار الفرنسي على المنطقة أواخر عشرينيات القرن الماضي.
معالي الوزير،
نفق "زعبل" الكولونيالي هو حبل السّرة الوحيد الذي يصل إقليم الرشيدية ب "المغرب النافع" (و هنا أترك لمعاليكم تخيل حجم المعاناة و العزلة التي قد تعيش مرارتها الساكنة في حال اختفى النفق جراء ظروف طبيعية أو غيرها).
معالي الوزير،
قبل أسبوعين عشنا حدادا على أرواح جرفتها السيول بملعب تزيرت، و مثل سائق الحافلة فساكنة إمي نتيارت هي المذنبة بتراميها على الملك العام المائي و التعمير العشوائي (على الأقل كما عبّرت كاتبة الدولة المكلفة بالماء السيدة شرافات أفيلال).
معالي الوزير،
لقد تقدم، على غراركم، كاتب الدولة المكلف بالنقل السيد محمد نجيب بوليف، و صاحب مؤلَّف "الإقتصاد الإسلامي و مساهمته في الإقتصاد السياسي المعاصر" (تقدم) بواجب العزاء لأسر ضحايا الحافلة، و كذلك فعل رئيس الحكومة شارذ الذهن.
الأكيد أن عائلات الضحايا تقبل تعازي أعضاء الحكومة و تردّ: لا أراكم الله مكروها فيمن تحبون.
معالي الوزير،
جاء في الأثر عن عمر بن الخطاب قوله: "ويلك يا عمر، لو أن بغلة تعثرت في العراق لسُئل عنها عمر لِمَ لَمْ تمهّد لها الطريق؟".
معالي الوزير،
لا شك أنكم على إلمام بالحديث الشريف القائل: "خير الأسماء ما عبّد و حمّد".
لكن، هل تعلمون أنه في صحيح الأحاديث الاقتصادية والإجتماعية و التنموية يروج حديث شبيه: "خير الطرقات ما عبّد و خير المداشر ما بلّط و خير السدود و القناطر ما شيّد".
معالي الوزير،
لا شك أن البنيات التحتية في عالم الإقتصاد تعد المدخل الفعلي للتنمية، و طبعا بتوفر بعض من الإرادة السياسية.
و إنه لمن الحكمة، بل و من العدل، أن تعبّد طرقات الجنوب الشرقي بما يفكّ العزلة التي تعيشها، مع كل موسم ماطر، دواوير جماعات السيفا و آيت هاني و أغبالو نكردوس و غيرها..
معالي الوزير،
مع كل موسم انتخابي يكثر الحديث عند دراسات معمَّقة و أغلفة مالية مرصودة لربط طريق سيار بين الرشيدية و مكناس. متى يرى هذا الوعد النور إن كنتم صادقين؟
معالي الوزير،
لا يفصلنا عن موسم الثلوج سوى أشهر قليلة، فماذا أنتم لساكنة الأطلس فاعلون؟ اللوجيستيك المتوفَّر عبارة عن بعض المعدات التقليدية و بعض جرافات الثلوج القديمة.
معالي الوزير،
ستصلكم أنباء عن قطع المحاور الطرقية بمرتفعات الأطلس و ستغلق الطريق الوطنية رقم 13 في وجه المرور.
قد يبيت بعض المسافرين وسط الثلوج و قد يغير البعض الآخر وجهتهم.
قد تُعلن الدواوير الجبلية مناطق معزولة و منكوبة،
قد تسوء الأوضاع.
قد يتكرر السيناريو نفسه.
و قد يستمر الحداد.



#مولاي_الشريف_طاهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميزانية مواصلة الإفساد!
- أيها المقاطعون: من يبتغ غير سنطرال حليبا فلن يقبل منه
- في الحاجة لمهرجانات و تكريمات بديلة
- الملكية البرلمانية، الراسينغ البيضاوي نموذجا!
- القدس و الروس: الهزيمة قدرنا في الجد كما في اللعب
- الرسول كان ثوريا و إبن رشد على قيد الحياة
- صراعات العرب من سراب إلى ترامب


المزيد.....




- صندوق النقد يحذر مصر
- تراجع سعر الذهب اليوم الخميس 1-5-2025
- العراق ضمن 8 دول في -أوبك+- ترفع إنتاج النفط رغم التزامات ال ...
- تدشين بناء أول جسر بري بين روسيا وكوريا الشمالية
- الكيمياء تفكك شفرة -الذهب الأسود- الذي حنط المومياوات المصري ...
- الاقتصاد الأميركي يواجه تباطؤًا وسط تصاعد الحرب التجاريّة مع ...
- لأول مرة منذ ثلاث سنوات.. اقتصاد أميركا ينكمش بالربع الأول
- بنك اليابان يبقي على أسعار الفائدة ويعدل توقعاته للنمو
- ترامب يرد على -السؤال الأصعب- ويعد بـ-انتصارات اقتصادية ضخمة ...
- الدول الثماني في -أوبك+- تنفذ في مايو خطة الثلاثة أشهر لزياد ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مولاي الشريف طاهيري - فصل المقال فيما بين واجب التعزية و المسؤولية الحكومية من الانفصال!