أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - صلاة لبداية الصقيع















المزيد.....

صلاة لبداية الصقيع


ضحى عبدالرؤوف المل

الحوار المتمدن-العدد: 6560 - 2020 / 5 / 10 - 05:46
المحور: الادب والفن
    


تتكون علاقات ترابطية بين العنوان والمضمون في ديوان شعر صادر عن دار الساقي، يحمل عنوانا موصولا بمعنى الصلاة المتصلة ببداية ذات صفة باردة يقدمها الشاعر عباس بيضون كألغاز ترميزية ذتن موسقى تستبطن الإحساس .
عمق داخلي مؤثر تنطوي عناوينه على الحالات الفلسفية المرافقة لشاعرية المعنى ، وقصصية التفاصيل التي تشكل بحد ذاتها مفهوما مغايراً في تشكيل الصورة الازدواجية ذات المعاني التأويلية المتناقضة في حيثياتها، المحبوكة تصورياً باستغراب يثير قوة المعنى عند القارىء"كنملة مقطوعة الأرجل- أو كنحلة لا أجنحة" وبلغة المعنىالمخفي المحبوك سريالياً بتشكيل مفردة لماء أسود، مانحاً إياه صفة مقروءة تثير خبايا التخيلات، لتتجلى زمنية الساعة والحركة في صندوق صدر لخص خاصية الخبايا ونبض الحياة.
يقترن الإيقاع اللغوي مع الفضاءات التي تشكل تأويلياً بالتفاف ذهني ذي صفة تكشف عن مكونات استنبطها ضمن مستويات تحاكي ذاتها مثل " الصمت يفكر ونظنها أفكارنا " وضمن علاقة جدلية بدأت بالصمت" وبدوارنه التكراري في النفس من حيث الفكرة المدفونة في حكمةتنبت من بذرة جريمة يراها تتشكل في تفاصيل كلماته ، كأنه ينسج مشهداً سياسياً أو اجتماعياً من إحساس فكري عاطفي متعدد الصور التخيلية في معانيه المساعدة على إثارة الدهشة، وآلية الدلالات الحيوية المبنية على علاقة الكائن بالموجودات المستحدثةمن ذاكرة تتكون فيها عناصر الحضور والغياب، برمزية موجوعة في بعض منها كعصافير نوح التي تستعمر الجو، فهل استبدل الشاعر عباس بيضون بحمامة السلام عصافير استعمارية؟أم أن الغراب والسنونو والعصافير أداة من يواري سوءة أخيه بصمت، تتضاعف فيه الأشياء، حيث تكثر العصافير بجمع يتعاظم ؟
رؤية نفسية أنا وظلال كلمات نثرها ببنائية علق عليها صوره الحسية ذات الاحتضان الهارب من الوجود إليه ، بمعزل عن الاستغراب في رؤيته لنفسه عبر شاشة شبيهة بحافلة زمنية حملته من مكان إلى مكان، بل حولته من صفة إلى صفة، يبحث عنه في أناه التي تتذبذببين العظمة والتواضع مرغما روحه على الذوبان والتلاشي في استنكار وقبول.
وبتحليلات نفسية مشتتة في صورها الخارجة عن طور التكوين الإعتدالي المتسامي في حكمه على كينونته المعلقة كلوحة على جدار لا يرى منها إلا الأماكن واللحى والنصف المتحجر حتى الخصر، ولهذا أهمية في رؤية الأنا المتعالية والمتواضعة في آن،تريد الخروج من كلاسيكية الحياة والسنين والأيام بمكابدة الخروج عن الذات أو بمنحها صفة " رجل ليس له كلامي، ولا وجه مع ذلك أقول : إنه أنا ".
الثيمة السردية الاستبطانية في بعض النصوص الشعرية المتوازنة في رؤاها الحركية والساكنة تحمل في طياتها سياسات مخفية، وحكايات جوهرية أجبرها على الإنصياع مع لغته الفاعلة في خلق إيحاءات واعية لم يتركها الشاعر على سجيتها ، بل رصّ حروفهاكشطرنج يلاعب خارطته بكلمات يوجهها للقارىء مستفزاً شفرات المعاني للخروج من كمون الاستنكار إلى لعبة أخرى سليمة في سهولتها التي تنفي اليوم الثامن من الزمن، مؤسساً تفاصيل الحكاية المروية بحبكة ملغزة بأجزاء لا يمكن اختزالها.
إن كل جزء فيها مترابط مع الآخر بمتانة، صاغها بشاعرية فلسفية ذات حكمة لم تتكون من بذرة شر، بل تكونت من تعدد الرؤى المبنية على قوة محاكاة تحوز على سيميائية جمالية وأسلوبية ترابطت مع المضمون القوي في معناه وابتكاراته المعرفية المثيرة للتفكر ببداية الصقيع، وبأصوات الصقيع" بينما قلبي يذرف دمعة من جليد" فهل هذه مرحلة عمرية تتجمد فيها الأشياء التي بدأنا ندرك كنهها، كأننا فككنا ألغازها ، وما عادت ذات أهمية في الحياة ؟
تأويلات الكتاب تقاطعات نثرية يتحدى بها الشاعر من يتفصّد الفهم والمنفى من المكان الذي يتجسد ربما في بعض التأويلات الكتاب الممزوج بهوامش تمتلك في خاصيتها صفة الإنعكاس لشكلين مختلفين، يقود أحدهما المفردة إلى أضداد يزرعها في ذهنية القارىء، ليستوحي "الإكسير الخفي من القاع" بذكاء يراهن عليه، ويتركه لمكتشف هو جزء منه كوجود لا بد منه يستتبعه بوجود آخر، لتكتمل الحياة بتناقضاتها التي تخالف الإنسان، وتتوافق معه ضمن الفكرة والقافية ، وطابع البريد، ألفبائية الإنسان من البداية إلى النهاية.
وتسابق الأجيال في دورانية الحياة، وفي عذا عمق فلسفي مبني على التفكر في الحالات التي عايشها الشاعر ضمن أجواء انتزعها من الذكرى، أو من ذكريات تتصل بالزمن والحياة الخاصة كصلاة لوحيد حي في صباح ملىء بالاموات.
رفع إلى مهل الشمس فواصل وأحرف جر شرسة، امرأة كاليعسوب، أنبش القمح من جلدي، تنوع لغوي تصويري، وتشبيه ديناميكي في منح المفردة قوة الصقيع وتنوعه ما بين مدمر إن آتى في فصل الربيع، وهذا استبعده الشاعر عن الديوان.
لأنه يرفع الصلاة لبداية صقيع ينتظره ، أي أنه في الخريف، وهو يصف في الشمس وجوها من الرماد. وفي التناقض الحركي بين الرمال وسكونها، والصقيع وحركته القابعة في الماء الأسود، أو فيما يسمى عند الفرنسيين بالصقيع الأسود، حيث تتلون الطبيعة، وتتبدل من لون إلى لون بسبب الصقيع المرئي في نساء الزهايمر " البردانات بلا سماء، بلا رعاية، بلا أهمية لأسمائهن التي امتصتها الشمس، عمودية اللغة.
لم يخل ديوان عباس بيضون من لغة افتراضية فيسبوكية استغرابية، تهلهل لاستغراب يخلق منه صورة، يحاكيها بسخرية تضمر هذا الألم الذي لم يتم اختراعه"ونصف حياة يجرها الطبيب الفيسبوكية" بأسلوب يجمع من القديم والجديد تاركا لعامودية اللغة اتصالها الروحي مع صلاة لا تنفي حدوث الواقع في تشكلاته الأفقية ضمن استدارات أشبه بقصص قصيرة، تفيض بالمعرفة الزمنية التي يتجاوزها نحو الصقيع الحركي.
الصلاة في عمقها الداخلي حركة روحية تتماثل بين الأضداد، لتشكل البداية انتظارها"كاهنة" ديرها ماكنة خياطة متعلقة باسم الله، تغفل عن التعبد وسط هؤلاء الضخام، وما بين ضوء ونظارة مكسورة عيون تتأهب للقراءة بدأت بالتقهقر مثل كل الأشياء التي بالحياة التي تحتاج إلى صلاة، ليبدأ الصقيع بتغييرها. وينفي الربيع الذي لا وجود له في ديوان الشاعر، فهل عش في السقف هو " لعصافير تدوي بين الأشجار، حيث لا يزال نفر قليل لم ينصرفوا من التظاهرة؟" أم بداية لصقيع ينهي مرحلة طال انتظارها، تشابهت فيها أضداد، وتآلف العناوين في فلسفة شعرية قلبت موازين المفردة، ومنحتها الجمال الفكري.



#ضحى_عبدالرؤوف_المل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن ما قبل الذاكرة – قراءة في رواية ساق البامبو
- المشرقي القادم من شريط حدودي محتل
- شاعرات من الدول العربية في اليوم العالمي للمرأة والشعر
- مكانة الشعر في الفصل بين المفردات العاطفية وبناء منطق القصيد ...
- القوة الثقافية في تحديات قوى الدول الكبرى وصناع الحروب
- دورة حياة ووجود واحدة
- لحظة الكشف الاصيلة
- تحطيم القيم الموضوعية بعض مظاهر ادب الحروب
- الحياة الاجتماعية في ظروف المناطق الغامضة
- الحرب والكشف الذاتي لعقد الانسان
- قوة التعبير البصري المحمل بالدعم اللوني وحبكة اللوحة التشكيل ...
- رمزية ادب الحرب في كشف دواخل الانسان
- مبدأ الصدمة وسقوط الانسانية في متاهات الحروب
- النفس الانسانية وامكانية اعادتها الى النهج الصحيح من خلال ال ...
- نقطة ارتكاز قراءة في كتاب- السياسة الدولية في الشرق الأوسط - ...
- الإدارة الثقافية للحوارات... مفهوم الحرية كل متكامل
- مؤثرات القضية الفلسطينية وتاثيرها على فن البوستر الفلسطيني
- ازمنة ارتبطت بامكنة شاهدها - ديفيد روبرتس- بعين الفنان وبصير ...
- تنظيمات لونية ذات انعكاس مرئي متناقض مع الشكل
- البناء الفني في شكل الانسان


المزيد.....




- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - صلاة لبداية الصقيع