أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - دوائر الممنوع..














المزيد.....

دوائر الممنوع..


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6555 - 2020 / 5 / 5 - 16:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الممنوع بالمغرب لا حدود له، وليس مؤطرا بالضرورة بالقانون. ففي حالة تصفية الحسابات، خاصة السياسية، هناك ألف قانون يمكن لي عنقه (تأويله/تكييفه)، إذا لم يكن صريحا، بهدف الزج بالمعني أو المعنيين في السجن أو إغراقهم في عالم الضياع والتشرد..
فعندما تم إلغاء قانون "كل ما من شأنه" الصادر سنة 1935، لم يتوقف مفعوله أو أثره. لقد استمرت المحاكمات السياسية وتواصل استشراء الفساد والاغتناء الفاحش وطرد العمال وتشريدهم بمختلف التهم الجاهزة، رغم التغني ليل نهار بشعارات الديمقراطية والحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة وحقوق الإنسان كما هو متعارف عليها عالميا. لأن الترسانة القانونية غنية بالبدائل التي تؤدي نفس الأدوار، ما دامت القوانين في شموليتها تعكس الوضعية الطبقية السائدة. إن القانون فُصّل بعناية لحماية المهيمن طبقيا ولضمان مصالحه واستمراريته.
إن النظام قد رسم دوائر بألوان مختلفة. وتزداد خطورتها من لون الى آخر. ولعل أخطر الألوان هو اللون/الخط الأحمر. لأن تجاوزه يدخل في خانة المس ب"المقدس". والقانون 20-22 ليس غير دائرة واحدة من بين دوائر الممنوع المتعددة والمتنوعة. إننا في ظل موازين القوى راهنا صرنا نحقن ونُجرّح (من الجراحة) بدون مخدر (بنج)؛ فمن قانون سيء الى قانون أسوأ، وعجلة الإجهاز على المكتسبات لا تتوقف في واضحة النهار ورغم صرخاتنا التي لا تتوقف.
وهل تمرير هذا المشروع (بوعو)، سيغير من واقع الحال شيئا؟
الجواب عن هذا السؤال مرتبط بالوضع الذاتي للمناضلين والقوى المناضلة. فكما فرضوا أنفسهم بالساحات المسيجة والمحروسة، وضحوا بالغالي والنفيس من أجل ذلك، لن يعجزهم القانون القمعي 20-22 عن التعبير عن آرائهم ومواقفهم بالشكل الذي يرونه مناسبا.
والخطير الآن هو أن نعلن "الحرب" على قانون واحد ونتجاهل أو نتناسي قوانين أخرى لها نفس الأثر والمفعول، ولو بادعاء الدهاء والإعمال الذكي للتكتيك.. فالأمر يشبه الدفاع عن معتقلين سياسيين معينين باستماتة والسكوت عن آخرين، أو دعم معركة معينة وتجاهل أخرى، ولنا أمثلة كثيرة بهذا الصدد.
جميل أن نتصدى لقانون 20-22، بل من الواجب النضالي القيام بذلك. الأمر لا جدال فيه، أي تحصيل حاصل، مادام يرمي الى تكميم الأفواه وإغلاق كل الثقب التي تسمح بانفلات بصيص من حرية الرأي والتعبير. لكن المعركة أكبر وأشمل. إنها في العمق معركة طبقية. وهل يعني سحبه أو تأجيله أو تعديله بمقاربة "تشاركية" ربح المعركة؟ هل يعني ذلك أننا سنرفل في بحبوحة من الحرية والديمقراطية والعيش الرغيد؟
مرة أخرى نحذر من فخ الإلهاء والتجزيء الماكر ومن دوامة (CYCLONE) الأسئلة المتناسلة، ومن بينها: لماذا إعداد وتقديم مشروع قانون 20-22 من طرف وزير اتحادي (وزير العدل، عن حزب الاتحاد الاشتراكي)، أو ادعاء ذلك، علما أنه الوزير الاتحادي الوحيد بالحكومة؟ هل حزب الاتحاد الاشتراكي معني بهذا القانون أكثر من غير من الأحزاب المشكلة للحكومة، أم أن الأمر ليس غير مسرحية سيئة/جيدة الإخراج؟ هل مبادرة الوزير الاتحادي باسم حزب الاتحاد الاشتراكي فعلا أم باسم جهة اختارت هذه الصيغة وامتطت متن الاتحاد الوثير لغاية في نفسها؟ هل الاتحاد الاشتراكي حزب يساري؟ ماذا عن صراع الأجنحة داخل الاتحاد؟ هل سنصدق لعبة تبادل الأدوار من خلال الإنكار والتنكر والكر والفر...؟
إننا الآن، وقبل إعمال القانون 20-22، أي قبل تمريره، لا نقول أو نقوم بما يمكن اعتباره إزعاجا حقيقيا للنظام؛ وكثيرا ما نقبع في الدوائر الرمادية التي تزداد قتامة ونمارس الرقابة الذاتية بشكل مفرط. إنه يوهمنا أننا نخوض المعارك الكبرى عبر وسائط التواصل الاجتماعي. لقد ذكرني هذا بما ورد في "تدوينة" لوزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، جاء فيها "ردود الفعل الغاضبة حول مشروع القانون 22.20؛ تعبر عن حيوية مدنية قوية، تتفاعل بأشكال مختلفة مع السياسات العمومية"، مضيفا أن لهذا التفاعل "في النهاية قيمته الحاسمة في توجيه هذه السياسات وضبط إيقاعها"، وأن "التطور الديمقراطي للبلاد؛ في طور التمتين والتعميق والترسيخ".
إنه سيبقى بعيدا عن ملامسة جوهر الإشكالات والقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ببلادنا من سيعرض عن الواقع الفعلي، ومن يغرق في العالم الافتراضي من أخمص قدميه الى قمة رأسه؛ وسيظل تائها ما دام غير منظم سياسيا وبدون بوصلة علمية. وسينضاف لا محالة والحال هذه الى قائمة ضحايا وأسرى الهامش، وسيؤدي بعبثية دور "دونكيشوت" ومحاربة طواحين الهواء كما عبر عن ذلك الكاتب الاسباني ميجيل دي سيرفانتس ببلاغة.



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان ومعركة الشهيدين..
- يعرفوننا أكثر مما نعرفهم..
- فاتح ماي في عام كورونا
- في ذكرى الشهيد محمد كرينة
- الصمود أو الانهيار
- بعض مضحكات ومبكيات السجن..
- رسالة مفتوحة الى الميلودي موخاريق
- كفى من الفرص الضائعة!!
- الصمت
- شيء عن الحجر القمعي سنة 1984
- المناضل اليوم..
- عمال -أمانور- بطنجة وتطوان والرباط
- أن نتذكر في بحر النسيان بعمق -CORONA VIRS-..
- رضوان العيروكي: رفيق آخر يرحل..
- تحية الى مناضل صنديد
- ماذا في -قبك سخون-؟
- ائتلاف حقوق الإنسان يزور -الولي- بنموسى
- التنسيق النقابي الخماسي: أي دور؟ أي أفق؟
- هل نعرف حقا الواقع الذي نريد تغييره؟
- نموذج النضال النقابي بطنجة


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - دوائر الممنوع..