أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض البغدادي - الشيعة بين الانتظار والتمهيد















المزيد.....



الشيعة بين الانتظار والتمهيد


رياض البغدادي
الامين العام للحركة الشعبية لإجتثاث البعث

(Riyadh Farhan)


الحوار المتمدن-العدد: 6554 - 2020 / 5 / 4 - 12:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة
لا شك ان اي قضية عقائدية من عقائد الاصول الخمسة لابد وان تشكل محوراً مهماً في حياة الانسان، وعلى اساسه تتفرع الاعم الاغلب من التفاصيل المرتبطة بالحياة الدنيا او بالحياة الاخرة، ومن هذه العقائد الخمسة هي الأمامة التي نعتقد نحن اتباع أهل البيت عليهم السلام بدوامها الى يوم القيامة، ومن هذا الاعتقاد وعلى اساسه ثبت عقلاً وجوب وجود امام في كل زمن من الازمان، وبالدليل الروائي ثبت أن هناك إماماً غائباً سيصاحب الازمان وتستمر غيبته لسنواتِ طويلة الى ان يأذن الله تعالى بظهوره ( ليملأ الارض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ) وهي الرواية التي ثبت صحتها عند جميع الفرق والمذاهب الاسلامية . من هنا كانت غيبة الامام الثاني عشر من أئمة اهل البيت (ع) محل بحثٍ ودراسة من قبل مئات وربما آلاف الكتاب والفقهاء والحكماء والفلاسة وغيرهم، ومرت تلك الدراسات والابحاث بمراجعة وتخطئة وتصويب ونقد وتدقيق من كتّاب آخرين مما اغنى المكتبة الاسلامية بالكتب والدراسات والابحاث الخاصة بالغيبة والظهور واخبار الامام المهدي (ع)، وبحثنا المتواضع هذا انما هو باكورة دراسة في القضية المهدوية تناولت فيها التطور الذي حدث عليها بعد الثورة الاسلامية في ايران ...
والله تعالى ولي التوفيق

تمهيد
فقه الدولة وقيادة المجتمع في الفكر الإمامي الإثني عشري يستند الى ثلاث رؤى فقهية معتبرة اتعرض لها بشيء من الشرح والتفصيل للوصول الى التجربة الشيعية الحديثة في قيادة الدولة ( التجربة الايرانية ) أنموذجاً :
1- الرؤية التقليديَّة: خلاصة هذه الرؤية هي وجوب انتظار ظهور الإمام الغائب (ع) والإبتعاد عن المشاركة السياسيَّة حتى ظهوره الشريف، وهذا يعني إحجام علماء الدين عن تصدر أي عمل سياسي يؤدي الى المشاركة في ( الحكم والسلطة ) وهذه الرؤية هي المعتمدة من فقهاء الخطّ الإماميّ قديمًا وحديثًا الى حدٍّما ، وهو المعمول به في الحوزات الشيعية كلها في ايران والعراق على حد سواء حتى ثورة الإمام الخميني (رض) العام 1979 .
وظلت المدرسة الشيعيَّة (تنزه) نفسها من ولوج  نفق السياسة والحكم ،وانصبَّ اهتمامها على النشاط العلمي في الفقه والأصول واللغة والتفسير والعلوم الفلسفية والأخلاقية وكان الاعتقاد السائد أنّ « كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل »(1)، ومن ثَمّ يتوجب الابتعاد عن السياسة والحكم والاقتصار على توجيه الناس الى التزام عقيدة الانتظار حتى خروج الامام المهديّ المنتظَر (ع).

2- الرؤية الثوريَّة: وهي التحوّل الذي أدخله الإمام الخميني (رض) على الفكر الإمامي والميراث الحوزويّ والدرس الفقهيّ والعقديّ، وتمثّل هذه الرؤية تطوراً واضحًا وكبيراً على الخطّ العامّ للتشيّع، ذلك لأنها أحلّت نظريَّة الانتظار الايجابي المقرون بالتمهيد محلّ نظريَّة الانتظار السلبي السائدة .

3- رؤية الدستوريّين: وهي التي عرضها الشيخ النائيني (رض) وفقهاء الثورة الدستوريَّة(2) بامتدادها حديثًا، متمثّلة في علماء مراجع ومفكّرين كبار في الوسط الحوزوي . وما زالت هذه الرؤية هي الخطّ المعتمد لدى بعض الفقهاء الذين لا يتسنى لهم الدخول المباشر في العمل السياسي بسبب الظروف الخاصة لكل بلد يتواجد فيه اولئك الفقهاء كما هو الحال في لبنان والعراق .
ففي العراق تتعاطى المرجعية مع الامور العامة في البلد من خلال توجيه النصح والارشاد ومراقبة الأداء الحكومي لضمان تحقق المطالب الشعبية في توفير الحياة الكريمة للمواطن من دون المشاركة المباشرة في الحكم والسلطة، مع التأكيد المستمر على احترام المرجعية لسيادة القانون وسلطة الشعب.
وواضح إنّ هذه الرؤية حالةٌ وسط بين التدخل المباشر في السلطة والحكم وبين الابتعاد الكامل الذي كان سائداً في القرون السابقة .
والذي يَعنينا في هذا البحث المختصر هو التركيز على الرؤية الثانية، التي تبنّاها الإمام الخميني (رض)، إذ مثّلت تطوراً واضحًا في الفكر الإمامي في حتمية الدخول في العمل السياسي على عكس الموروث الذي كان سائداً في الاجتهادات والنظريات الفقهية والأعراف المذهبيَّة .
ان التطور الذي احدثه الامام الخميني (رض) أسس لحالة إنقلاب كاملة للرؤية السياسية في العالم الاسلامي من أدناه الى أقصاه ، وما زال العالم يشهد آثار النهضة التي احدثها الامام الخميني من خلال الثورات التي تحدث هنا وهناك من البلاد الاسلامية فضلاً عن الدول التي انتصر فيها الاسلام السياسي واصبح يطبق النظرية الإسلامية في الحكم والدولة .

الانقلاب على الرؤية التقليدية في الميراث الشيعيّ: 

المَلْمَحُ المهمّ هنا أنّ عقيدة الامام المهديّ من وجهة النظر الشيعيَّة كانت مدعاة طَوال التاريخ الشيعيّ إلى ابتعاد الجماهير الشيعيَّة عن السياسة وتبنّي نظريَّة «الانتظار» التي تَعني عدم المشاركة السياسيَّة أو حتى المطالبة بحكم دينيّ، لأنّ إقامة الدولة وما يتبعها من إقامة حدود وفرائض وإعلان جهاد، من حقّ الإمام الغائب فقط، وليس لأحد أن يحلّ محلّه في شؤون السياسة والحكم، لأنّ الإمام صاحب الزمان (ع) هو الذي ( يملأُ الأرضَ قِسطًا وعدلًا ، كما ملئت ظُلمًا وجَوراً " (3). 
" أمّا البشر فمهما بلغوا من صفات الكمال فلا يمكن أن يملؤوا الأرض عدلًا كما مُلئت ظلماً جورًا" (4). وكان الخطّ الرئيس للتشيّع سائرًا على هذا الدرب، بل بدا المشهد ( إنّ علماء الشيعة الكبار ألزموا أتباعهم بعدم الخروج على الحاكم الا في حالات الدفاع عن الدين والمذهب عندما تتعرضة بيضة الاسلام للخطر ) بل ان ذلك اصبح من مسلمات المذهب بسبب التفسيرات الخاطئة لبعض الروايات الواردة عن الائمة المعصومين (ع).
وقد سنحت الفرصة لفقهاء الإماميَّة في مراحل كثيرة أن ينقضّوا على السلطة، لا سيّما بعد أن تسنّم بعضهم مراكز متقدّمة في بنية السلطة العباسيَّة، مثل الشريف المرتضى في دولة آل بويه، ومع ذلك فلم يفعل ذلك، لأنه «كيف يمكن أن يعرف ما هو شرع السماء،أو دولة العدل، مع غياب شبه كامل لتوصيف تلك الدولة الفاضلة التي تجدها مكتوبة في أدبيّات الفارابي وأفلاطون، فكلّ من تصدّى للتلبّس بهذه المهمّة كانت نتيجته لعنة الإمام الغائب (ع) »(5). 
وكان هناك أكثر من فرصة على مَرّ التاريخ لفقهاء الإماميَّة عُرضت عليهم من الثوّار أو من الحكّام أنفسهم، فكان موقفهم واحدًا لم يتبدّل،وهو أنّ «كل دولة دون وجود المعصوم هي دولة لا شرعيَّة وغصبيَّة»(6).
فنظريَّة الانتظار السلبي كانت هي الميراث الحوزويّ الشيعيّ طَوال التاريخ كلّه حتى ظهور حركة الامام الخميني (رض) في إيران، فتغير الحكم الشرعي المستنبط من الموروث الشيعيّ، فتغيّر تبعاً لذلك التكليف الشرعي للجمهور الشيعيّ بخصوص العقيدة المهدويَّة من الانتظار إلى تمهيد الأرض لظهوره سلام الله عليه، مما يعني إشعال الثورات والانقلاب على الحكام المجرمين، والعمل على انشاء الدولة الممهدة لظهوره الشريف، وهذا ادى الى بعث الحياة في المجتمع الاسلامي وتحفيزه على انشاء الحركات السياسية الاسلامية لتعمل على تسلم الحكم وتطبيق الشريعة في كل الدول الإسلامية . 
فلم تكُن الثورة الاسلامية في ايران بالحقيقة تمثل انقلاباً على الدولة الشاهنشاهية فقط، بل أيضًا على نظرية الانتظار السلبي الموروثة في الفكر الإمامي الشيعيّ، وخطوطه الرئيسة، وقواعده العامّة الكلّيَّة، «فقلبت موازين القوى داخل المنظومة الفكريَّة الشيعيَّة في شِقَّيْها السياسيّ والاجتماعيّ، فما بعد الإمام الخميني ليس كما قبله» (7).
فبعد أن كان المهديّ عقيدة شيعيَّة مدعاة للسكون والخضوع والابتعاد عن العمل السياسيّ في الأعراف الشيعيَّة  (8) ، صارت عقيدة الإمام المهديّ مدعاة للثورة والخروج والجهاد ضد الاستبداد والاستكبار والإحتلال الامبريالي للدول الأخرى، وذلك لأجل التهيئة لظهوره الشريف. وبعد أن كانت العقيدة الأمامية الشيعية قائمة على الانتظار وأنّ المهديّ هو الذي سيُقيم دولة العدل، وأنّ التمهيد لظهوره يكون فقط بالانتظار، وأنه كلّما مُلئت الأرض ظلمًا كان ذلك مدعاة لخروجه كي يملأها عدلًا، صارت العقيدة الثورية الخمينية تؤمن بفكرة التثوير، وأنه لا بُدّ من نُصرة المستضعفين في كلّ مكان، تمهيدًا لظهوره الشريف. فالانتظار في القراءة الخمينيَّة هو العمل والتمهيد والإعداد للظهور، وذلك بإقامة الدولة في عصر الغيبة، وهو التفسير الذي لم يكن موجودًا طيلة أربعة عشر قرنًا من الزمان، منذ نشأة التشيّع في العصر الأوَّل وحتى قراءة الإمام الخميني لمفهوم الانتظار. فقد أمدّ الخميني التشيعَ السياسيّ بديناميَّة وحركيَّة، بعقيدة المهديّ المنتظَر عبر التفسير السياسيّ للدين وعَقْدَنة المذهب(9)، وهو ما يُعَدّ تطوراً ملفتاً منهجيًّا وعلميًّا، أو ما يُسمّيه البعض بنظريَّة «الوثبة الفجائيَّة»، ويُقصَد بنظريَّة الوثبة الفجائيَّة الانتقال بين عناصر العلم وحقوله، بل ربما عناصر الموضوع ذاته اعتماداً على روابط توثّق الصلات بين حلقاته، فيحدث الانتقال من نتيجة إلى نتيجة، ومن مقدمة إلى نتيجة،  ببراهين قطعيَّة وأدلّة يقينيَّة لم تكن معروفة، مما ادى الى حدوث صدمة فكرية في الاوساط العلمية ظهرت تبعاتها سريعاً في المجتمعات الاسلامية في الدول كافة ولو ان الصدمة ان صح التعبير لم تكن في المجال العقائديّ لما وجدنا ذلك التفاعل السريع .
هذه النظريَّة وأعني بها الانتظار المقرون بالتمهيد واختصاراً اسميها ( نظرية التمهيد ) اصبحت مدار البحث المهدويّ عند الشيعة في كافة الحوزات العلمية وتفاعل معها العلماء والفضلاء سلباً وايجاباً، ففي الوقت الذي نجد فيه أكثرية مؤيدة كذلك وجدنا هناك اعتراضاً خجولاً لدى بعض الحوزات والفضلاء في إستخدام العقل أمام نصوص صحيحة موروثة في البحث المهدويّ. فيُقال أنّ الأرض لا يجوز أن تخلو من إمام، أي من حكومة ودولة، وأن الإمام -الرئيس أو الخليفة أو القائد- يجب أن يكون معصومًا ومعيَّنًا من قِبَل الله، ثمّ الانتقال إلى نظريَّة الغيبة والانتظار، التي تؤيد فكرة غيبة الإمام المعصوم لكنها لا توجب على المكلف مسؤولية التمهيد لظهوره كل ذلك انما مبناه روايات ونصوص معتبرة لايمكن تحكيم العقل فيها مع ان العقل في الرؤية الخمينية للانتظار لم يطرحه بديلاً عن النصوص الثابتة الا ان ما استنبطه من تلك النصوص من حكم شرعي ملزم للمكلف المسلم تجاه القضية المهدوية هو الذي يختلف .

«التمهيد» بدل «الانتظار»

كان للتطور الكبير الذي احدثه الامام الخميني (رض) على فهم الميراث الفقهيّ والعقديّ في الدرس الحوزويّ أثر كبير على مسار التشيّع برمّته، إذ حلّت -بفطنة وذكاء تامّ- نظريَّة «التمهيد» محلّ نظريَّة «الانتظار» في الحوزة الدينيَّة بمدينة قم وغيرها ، ومن ثم تبنيها من قبل الأعم الأغلب من العلماء بحيث قلما تجد درساً  من مجالس الدروس العالية في المؤسسة الدينية الشيعية في العراق وايران ولبنان وغيرها من الدول التي فيها حوزات شيعية الا وقد تأثر بتلك النظريَّة، وقد حدث ذلك بموازاة المد الثوري الشعبي في ايران وكذلك في العراق الذي تفاعل بشكل ايجابي مع نظريَّة التمهيد/ الخمينيَّة ،وقد غزت هذه النظرية كل مؤسسات الدولة التعليميَّة والثقافيَّة والتربويَّة في ايران . 
هذا التحوّل، بل الانقلاب، على الفكر العقديّ الشيعيّ الموروث والمستقرّ لما يقرب من ألف سنة يوضحه الامام الخميني بقوله: «قد مرّ على الغيبة لإمامنا المهديّ أكثر من ألف سنة، وقد تمرّ ألوف السنين قبل أن تقتضي المصلحة قدوم الإمام المنتظَر. في طول هذه المدة، هل تبقى أحكام الإسلام معطلة، يعمل الناس خلالها ما يشاؤون ؟ ألا يلزم من ذلك الهرج والمرج ؟ هل ينبغي أن يخسر الإسلام من بعد الغيبة الصغرى كل شيء ؟ الذهاب إلى هذا الرأي أسوأ في نظري من الاعتقاد بأنّ الإسلام منسوخ»(10). وهذا النصّ خطير جدًّا لما يختزنه من جرأة وشجاعة في ترجيح الاستدلال العقلي لفهم جديد يعرضه على الموروث العقديّ والدرس الدينيّ المستقرّ، وبإصرار كبير من الامام للأسباب التي ذكرها، وهي في مجملها عقلية لفهمه الجديد للنصوص، أتاح له ارباك المتشبثين بالفهم السلبي للانتظار من علماء الامامية، واجبرهم على اعادة النظر في فهم أقوال الفقهاء القدامى الذين هم بمثابة أعمدة المذهب.
ونلاحظ كذلك أنه رضوان الله عليه أستخدم مصطلح الإسلام بدلاً من المذهب في كل طرحه الفكري لهذه النظرية، يقول الامام الخميني «هل ينبغي أن يخسر الإسلام من بعد الغيبة الصغرى كلّ شيء ؟»، وذلك يوضح اصراره على اقناع كل الحواضر العلمية في العالم الاسلامي بنظريته الفريدة التي اعطت الفاعلية للانتظار الذي لم يتبنَّهُ غير الشيعة من المذاهب الاسلامية الاخرى بالرغم من ايمانهم بأصل القضية المهدوية فلا عذر لاحد بعد طرحه لنظرية التمهيد التي القت بمسؤولية تعجيل الظهور على المسلمين انفسهم ويكون بذلك قد نجح في توحيد المسلمين تحت راية التمهيد بدل راية الانتظار السلبي التي فرقت كلمتهم لمئات السنين ووضع بذلك نهاية لكل الاشكالات الكلامية التي كان يقدمها علماء المذاهب الاخرى على عقيدة الانتظار السلبي حيث كان القدماء من علماء المذهب اعلى الله مقامهم لم يروا ان الاشكاليات على الانتظار السلبي الذي كان سائداً بمثابة الإشكاليَّة عندهم لأنهم تعاملوا مع الواقع بالتقيّة والصبر والانعزال وعدم الانخراط في مؤسسات الدولة الظالمة بل وعدم مواجهتها بأيّ نوع من أنواع المواجهة الا في حالات بسيطة لا تتعدى المطالبة بحقوق المواطنة والحرية في إقامة المراسم الخاصة بالمذهب أو قيادتهم لجحافل الجهاد الدفاعي في مواجهة الاستعمار الاجنبي وكل ذلك لايُعد عملاً سياسياً مباشراً ، وعدوا هذا الموقف مبدأً عقائدياً لا موقفاً سياسياً متغيراً عملاً بإستحقاقات القول بالغيبة ونصوص وجوب الانتظار ويكونون بذلك "في حلٍ من أية مسؤولية شرعية في تعجيل الظهور فضلاً عن التمهيد له" (11)، بخلاف الامام الخميني ومن تبنى مدرسته الفكري الجديدة الذين عدوا مسؤولية الظهور مسؤولية مشتركة يتناصف في تحملها المسلمون مع أمامهم الغائب ( فلا ظهور من غير تمهيد ولا عدل من غير ظهور ) واصبح هذا الموقف الشرعي الجديد استراتيجية لا يمكن التنصل من مسؤولية تحمل عبئها حتى على المستوى الشخصي لكل مسلم فضلاً عن المستوى الاجتماعي العام، وهذا بدوره عزز الموقف العلمي القائل بالولاية العامة للفقيه التي تُعد هي الاخرى انقلاباً على المتبنيات الفكرية السابقة لمذهب الامامية والذي يلخصه الشريف المرتضى(12)، وهو من أعلام القرن الخامس الهجريّ وأحد أكبر فقهاء الشيعة الإماميَّة، يقول: «ليس علينا إقامة الأمراء، إذا كان الإمام مغلوبًا، كما لا يجب علينا إقامة الإمام في الأصل، ليست إقامة الإمام واختياره من فروضنا فيلزمنا إقامته، ولا نحن مخاطبون بإقامة الحدود فيلزمنا الذمّ بتضييعها»(13). فالتكليف مُنتفٍ أصلًا لتنصيب الإمام بعبارة المرتضى، لأنّ تلك المُهِمَّة هي من مهامّ الأئمَّة المعصومين (ع) الذين حُدّدوا سلفًا -في العقيدة الاثني عشريَّة- فليس لبشر أن يتدخّل في تلك العمليَّة الإلهيَّة المحضة، فالاختيار إلهيّ والتنصيبُ إلهيّ كذلك. وفي حالة غياب المعصوم ليس عليهم سوى الانتظار لأنه المُخَلِّص. 
وهذا الخطّ كان هو الخطّ الرئيس للتشيع الإماميّ قديمًا وحديثًا حتى جاء التحوّل الكبير الذي حصل على يد الامام الخميني بعد الثورة الاسلامية في العام 1979 (14).
كان بإمكان الامام الخميني أن يدمج عموم الشيعة في الدول السنّيَّة والوطنيَّة الحديثة، سيرًا على منهج الشريف المرتضى وعموم فقهاء الشيعة السابقين، لكنه بفطنته ورجاحة عقله انتج هذا الفهم الجديد للنصوص القرآنية والموروث الروائي المعصوم مما احدث هذا الانقلاب الكبير على الإرث الشيعيّ الامامي لأستعادة الدور المغَيّب لرجل الدين في القضايا العامة التي تخص المسلمين تمهيدًا لبناء الدولة الاسلامية الممهدة للظهور الشريف، فلولا قوله بفساد عقيدة الانتظار  السلبي ما وُجد الالزام الشرعي لبناء دولة التمهيد .

المهديّ في التجاذبات السياسيَّة:

لم تعد نظرية التمهيد لظهور الامام المهديّ (ع) نظرية علمية يتحاور بشأنها العلماء في اروقة البحث الفقهي والعقدي فحسب بل اصبحت هذه النظرية عاملًا من عوامل التجاذب السياسيّ بين التيارات والحركات في اعلى السلطة في الداخل الإيرانيّ أيضًا، لكسب أصوات الجماهير وتأييدهم، ولترجيح فريق على آخر في العمليَّة السياسيَّة، ذلك لان المسؤولية الشرعية جعلت من كل فرد من أفراد المجتمع هو بالحقيقة ممهد للظهور الشريف وعليه وجوباً شرعيًا في السعي لتعجيل الظهور بكل الوسائل الممكنة مما يتوجب على الناخب ان يختار من يجد فيه القدرة والإمكانية والكفاءة والنوايا المخلصة للإسراع في بناء دولة التمهيد لتعجيل ظهور الإمام (ع).
ففي الانتخابات الرئاسية الاخيرة نشرت صحف ايرانية عديدة مقالات مطولة تتحدث عن الامكانات الشخصية لكل مرشح فيما لو انه قادر على الاخذ بيد الدولة الى مزيد من القوة والمنعة لتكون ايران بحق الدولة الممهدة لظهور الامام المهدي ع (15). أما التفاعل الثقافي مع عقيدة التمهيد فأنتج العشرات من الافلام السينمائية والتلفزيونية والمسرحيات والاعمال الفنية الاخرى التي كان محور نتاجها قضية التمهيد للامام الغائب ، وهذا يعكس بكل وضوح أن التمهيد لم يعد مجرد فكرة بل انه عقيدة اسلامية يتميز على اساسها المؤمن الكامل من غيره، حتى أن الرئيس السابق السيد أحمدي نجاد لم يترك مناسبة الا وذكّر الشعب الايراني بأنه لا يرى نفسه الا خادماً في دولة التمهيد لظهور الامام المهدي (ع) وفي ايام ولايته عقد في طهران أول مؤتمر دوليّ بشأن «العقيدة المهدويَّة»، وجاء عقد المؤتمر بعد خطابه في الأمم المتحدة الذي عرض فيه عقيدة الدولة الايرانية وانها قائمة على فكرة التمهيد لظهور الامام المهديّ الذي ينتظره العالم ( ليملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا ). وفي تصريحات له عقب المؤتمر قال: «ليس لديّ شكّ في أنّ شعب الجمهوريَّة الإسلاميَّة يستعدّ لعودة الإمام الغائب، وبإرادة الله فإننا سنشهد ظهوره قريبًا»(16). ويقول في أحد خطاباته: «ومسؤوليتنا أن نقيم في إيران مجتمعًا نموذجيًّا يكون مقدّمة لذلك الحدث العظيم/ ظهور الإمام».
قطعاً لا يوجد اجماع 100٪ على اي فكرة او نظرية في العالم والمجتمع الايراني ليس بدعاً من المجتمعات الاخرى لذلك فالمتابع للشأن الايراني سيجد كتابات ونشرات معارضة لفكرة التمهيد بدرجات متفاوتة منها ماهو رافض الاعتراف بقضية الغيبة من الاساس فضلاً عن التمهيد والظهور وهناك آراء لاتزال تتشبث بالفهم القديم للقضية المهدوية واعني الانتظار السلبي هذا في الجو الفكري الاسلامي اما في الاجواء الفكرية المنفتحة على الثقافة الغربية العلمانية والالحادية فلها مشاكسات كثيرة للطبقة السياسية بكل تصنيفاتها في ايران تتهمهم بأنهم يفرطون بالمصالح القومية للشعب الايراني ويجعلون ثروات ايران في خدمة عقيدة دينية اقرب إلى الوهم والخيال ،وبين حين وآخر تنشر الصحف الايرانية كتابات لأقلام علمانية معروفة في الوسط الثقافي داخل ايران تطرح مالديها من افكار لمواجهة المد الشعبي الثوري العارم الثابت على عقيدة التمهيد ودائماً ما تواجه الجماهير هذه الكتابات بالسخرية او بالتجاهل المتعمد وقد تصل في بعض الاحيان الى مطالبات بتحديد الحرية التي يتمتع بها العلمانيون داخل ايران ووجوب التضييق عليهم في النشر الا ان تلك الدعوات تصطدم بقانون الحرية الفكرية المعمول به في ايران منذ الايام الاولى للثورة .
ان قضية الامام المهدي (ع) والتمهيد لظهوره الشريف هي قضية الدولة الايرانية بكامل مؤسساتها الرسمية والشعبية وتتعزز قوة حضور هذه القضية لدى الجماهير الايرانية في كل زيارة يقوم بها الولي الفقية اية الله العظمى السيد علي الخامنئي الى مسجد جمكران القريب من مدينة قم لما لهذا المسجد من رمزية عند الإيرانيين المرتبطة بقضية الامام المهدي الذي شوهد وهو يصلي في ذلك المسجد بشهادة بعض الخواص من علماء الدين، ويذكر السيد ممثل الوليّ الفقيه لإدارة شؤون مسجد «جمكران» في قم، والرئيس السابق لمنظمة الشهيد الإيرانيّ محمد حسن رحيميان، أنه كان شاهدًا على زيارات متعددة سرية وعلنية يقوم بها المرشد الاعلى السيد علي الخامنئي لمسجد جمكران، وقال بأنّ السيد الخامنئي يحرص على الحضور في هذا المسجد للصلاة والدعاء في كل نائبة يمر بها العالم الاسلامي وكان منها حضوره للدعاء أثناء حرب 2006م بين حزب الله وإسرائيل، وأنه طلب من الله تعالى بشفاعة الامام المهديّ أن ينصر حسن نصر الله في تلك الحرب (17).
وفي حديث للمرجع آية الله مكارم الشيرازي قال أنّ سرّ النجاحات المتتالية للمرشد الأعلى هو علاقته الوثيقة والمتواصلة بقضية التمهيد لظهور الإمام المهديّ (ع)(18)، ولا يوجد ادنى شك في ان الامام المهدي يفيض ببركاته على هذا البلد (19).
وفي خلال لقاء الشيخ علي سعيدي، ممثل المرشد لدى الحرس الثوريّ، بقيادات في هذه المؤسسة قال: «إنّ الثورة الإسلاميَّة تهيّئ الساحة الدوليّة لظهور الإمام المهديّ، واليوم نحن نقف على أعتاب هذه المرحلة التي سيظهر فيها»(20). وقال: «اليوم هناك معسكران يعملان بكلّ قوّة لمنع ظهور المهديّ، الأول: هو المعسكر الخارجيّ بقيادة أمريكا، والثاني: هو المعسكر الداخليّ الذي يتشكّل من الليبراليين والعلمانيين، إذ انّ هذا المعسكر من الصعب جدًّا معرفة مواقفه لأنه يتخفى بغطاء النفاق»(21).
ونلاحظ في مثل هذا الخطاب الجدية التي تتعامل بها قيادات هذا البلد بخصوص التمهيد لظهور الامام .
ويمكن تلخيص واستقراء بعض مجالات التوظيف العام لقضية التمهيد لظهور الامام المهدي، على المستوى الشعبي والرسمي في النقاط التالية:
- برامج التثقيف التي تستهدف فئة الشباب لبعث روح الثقافة الثورية في نفوسهم .
- الخطابات الرسمية للحكومة قلما تخلو من الاشارة الى قضية التمهيد .
- تعتبر قضية التمهيد للظهور من اكثر الامور التي يركز عليها المرشد الأعلى للثورة الاسلامية في خطاباته.
- تكثيف اعلامي كبير موجه الى كافة الشعوب وبلغات متعددة لترسيخ عقيدة التمهيد وجعلها بديلاً عن الانتظار السلبي وذلك من خلال القنوات الفضائية والنشر في برامج التواصل الاجتماعي وغيرها .
وذلك كله من اجل اشاعة ثقافة التمهيد وتنبيه الأمة افراد وجماعات الى وجوب اخذ دورهم وتحمل مسؤوليتهم الشرعية في هذا الحدث العالمي الكفيل بإنهاء كل ظلم وجور على هذه الارض .

الخلاصة:

ومما سبق تتأكد أهمية النظرية التي اثارها الامام الخميني في تطوير العقيدة المهدويَّة ونقلها من الجانب السلبي الذي كان سبباً في ضعف الامة وسيطرة المستعمرين على بلادهم الى الجانب الايجابي الذي يبعث الحياة في المجتمعات الاسلامية ويلزمها بالتحرك من اجل التوطئة والتمهيد لظهور الامام الغائب، فالتمهيد اصبح مصدر إلهام للانتفاضة والثورة في كل أرجاء العالم الاسلامي ضد الظلم والاستبداد الداخلي والاستكبار الدولي الذي يسيطر على بلاد المسلمين بواسطة الحكام الموالين لهم .
ومن هنا اصبح التمهيد يُوسع مُهِمَّة الثورة إلى ما يتجاوز الحدود الإقليميَّة الإيرانيَّة، فيؤكد استمرار الثورة على المستوى الوطنيّ والخارجيّ، والكفاح مع بقية الحركات الإسلاميَّة والشعبيَّة لتمهيد الطريق لتشكيل مجتمع إسلاميٍّ واحد، والجهاد لتحرير جميع الشعوب المحرومة والمظلومة في العالم، وتأكد ذلك عمليًّا بالحركات الجهادية الكثيرة التي ظهرت في فلسطين والتي فجرت الكثير من الانتفاضات ضد الكيان الصهيوني واعادت تلك الحركات الجهادية قضية فلسطين الى الواجهة بعد سلسلة المؤمرات واتفاقيات السلام التي عقدها حكام العرب مع الكيان الغاصب وقد وفرت الجمهورية الاسلامية في ايران الغطاء السياسيّ والدعم اللوجيستي لهم بشكل معلن ومكشوف بعد ان كان الجهاد ضد اسرائيل لا يلقى دعماً وان حصل فبشكلٍ سريٍّ لا يجرؤ اصحابه على كشفه لنفاقهم او جبنهم .
إنّ إيران وبالرغم من هذا الدعم للحركات المعارضة للاستكبار العالمي تتعامل مع المنطوق السياسيّ الدوليّ وفقًا للقوانين والمعايير الدوليّة، اضافة الى المعايير الأخلاقيَّة التي تلزمها بهذا الدعم كونها دولة التمهيد التي سيقودها الامام المهدي لتطهير العالم من كل ظلم واستكبارٍ وجوْر، ومن ثَمّ فالعقيدة المهدويَّة الإيرانيَّة بقراءتها الخمينيَّة تمثل خطرًا حقيقيًّا على كل دول الاستكبار العالمي والمرتبطين به من الحكام، وهذا يفسر بشكل جلي الكم الكبير من المؤمرات التي يقف خلفها الاستكبار العالمي برعاية الولايات المتحدة الامريكية وربيبتها الكيان الصهيوني اللقيط . وتعدّت تلك الخطورة لتشمل كل حاكمٍ ظالم لا يرعى الله في حكم شعبه في البلاد الاسلامية كلها، فثورة الشعب الايراني بقيادة الامام الراحل روح الله الموسوي الخميني اصبحت مصدر إلهام لكل الشعوب مما جعل الكثير من أولئك الحكام يلتحقون بركب الاستكبار العالمي ويمارسون بكل ما لديهم من امكانات محاصرة الجمهورية الاسلامية وعرقلة مشروعها الكوني في التمهيد لظهور دولة الحق التي ينتظرها المسلمون بل شعوب الأرض كلها وبكل تصنيفاتها الدينية فالإيمان بوجود المهديّ وأنه المخلص ليس حكرا على المسلمين بل ان كل الاديان بشرت بظهوره آخر الزمان وفي الختام يمكن ان نخلص الى اهم نتائج نظرية التمهيد بالنقاط التالية:
1- بعد ظهور نظرية التمهيد الخمينية اختفت الرؤية الشيعيَّة السابقة الموروثة حول مسألة المهديّ، وهي الرؤية التقليديَّة التي كانت تحرّم العمل السياسيّ تمامًا حتى ظهوره الشريف وحلت محلها الرؤية الثورية التي تسعى إلى تأسيس دولة التمهيد.
2- كان المهديّ في الفقه الاسلامي بشقيه الشيعي والسنييّ أداة سكون الى حدٍ ما كتطبيق عملي لفلسفة نظريَّة «الانتظار السلبي » التقليديَّة. ثمّ جاء الامام الخميني واعلن نظريته في الانتظار الايجابي وحول قضية المهدي من اداة سكون الى شعلة تثوير وأداة توحيد لكل المذاهب الاسلامية تحت مظلة التمهيد للظهور .
3- أخطر ما واجهه الاستكبار العالمي واتباعه المحليين بعد ظهور نظرية التمهيد هو اقتناع المسلمين حتى في المستوى الشخصي انهم ملزمون بتحمل مسؤولية التمهيد ووجوب مساهمتهم فيها تُرجم بظهور الكثير من الحركات الاسلامية التي تسعى الى هذا الهدف المقدس.
4- لم يقف تأثير نظرية التمهيد على المستوى الاجتماعي الاسلامي العام بل ظهر تأثيرها على المستوى الداخلي لكل بلد من البلدان الاسلامية وأعطى بعداً شرعياً إلزامياً للعمل السياسي من اجل المساهمة في الاصلاح الداخلي على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها بعد ان كان العمل السياسي حكرًا على العلمانيين بدعوى ( أكذوبة ) فصل الدين عن السياسة التي كان يروجها العملاء بفضل المنصات الإعلامية التي يسيطرون عليها حتى أصبحت من المسَلَّمات لدى الأكثرية من بسطاء المجتمعات الإسلامية بسبب ضعف الوعي والأمية وخيانة وعاظ السلاطين.
5- من أروع استحقاقات نظرية التمهيد هو عودة منصب ( الامامة النائبة ) الى الواجهة بعد أن اختفت عن البحث الفقهي الامامي لعدم كون المجتمع محل ابتلاء لها عندما كان المذهب يسير خلف نظرية الانتظار السلبي الذي يمنع علماء الدين من خوض العمل السياسي فضلاً عن تصدر موقع القيادة في حكم الدولة والمجتمع، فكان عودة الكلام حول الولاية العامة للفقيه الى الواجهة دعماً علمياً اضافياً لقوة القول بنظرية التمهيد لان التمهيد كان يتطلب قيادة شرعية تتحمل عبء قيادة الامة لتنفيذ هذا الهدف السامي، فكان منصب الولي الفقيه بصلاحياته العامة الموسعة الحل الامثل لهذه المعضلة الشرعية.

6- بوجود دولة التمهيد ( الجمهورية الاسلامية ) وقيادة الولي الفقيه اصبح اليوم للمسلمين دولة تمثلهم وقيادة شرعية عادلة عابرة للحدود تتحدث بإسمهم وتتحمل اعباء قيادة الدين الاسلامي في مواجهة الاستكبار العالمي والمؤمرات الدولية التي تستهدف الدين والثقافة التي يحملها المسلمون ويتعبدون الله بها والتي تشكل خطراً امام مخططات الاستعمار ونهب خيرات الشعوب

7- بالرغم من القيادة الروحية التي يتحلى بها منصب الولي الفقيه كونه نائب الامام الغائب وقائد دولة التمهيد الا ان الولي الفقيه لم يتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد الاسلامية بل تركها الى القيادات الدينية المحلية التي يثق بها ويقدم لها الدعم والمشورة وهذا تجلى بأروع صوره في العراق ولبنان وسوريا وغيرها من البلاد الاسلامية التي تتعرض الى اشد المحن والمؤمرات، الا ان المؤمرات التي لها امتدادات دولية نجد أزاءها ان الولي الفقيه يتولى قيادة مواجهتها بجبهة مقاومة عابرة للحدود تمتد في كل البلاد الاسلامية.


(1). الكافي الشيخ الكليني ج8 ص295 الحديث رقم 452 .
(2). محمد حسين النائيني / تنبيه الأمة وتنزيه الملة ص 254 المركز الثقافي العربي 1999 .
(3). النص الكامل للرواية كما صححها الألباني وأخرجها أبي داود في صحيحه بالرقم: 4282 وأخرجها بلفظ مختصر الترمذي في صحيحه بالرقم (2231)( عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله (ص) لو لم يبقَ منَ الدُّنيا إلَّا يومٌ لطوَّلَ اللَّهُ ذلِكَ اليومَ حتَّى يَبعثَ فيهِ رجلًا منِّي - أو من أَهْلِ بيتي - يواطئُ اسمُهُ اسمي ، واسمُ أبيهِ اسمُ أبي يملأُ الأرضَ قِسطًا وعدلًا ، كما ملئت ظُلمًا وجَورًا . وفي لفظٍ لا تذهبُ - أو لا تَنقضي - الدُّنيا حتَّى يملِكَ العربَ رجلٌ من أَهْلِ بيتي ، يواطئُ اسمُهُ اسمي)
(4). مفهوم الدولة في مدرسة النجف / عبد الجبار الرفاعي / مركز دراسات فلسفة الدين - بغداد 2014 .
(5). جواد صلاح شبر ( ثيولوجيا التشيع ) ص 280 .
(6). ايران من الداخل فهمي هويدي الطبعة الثانية دار الشروق 2014 ص79  .
(7). الحراك الشيعي في السعودية ص 20 .
(8). احسان نراغي / من بلاط الشاه الى سجون الثورة تقديم محمد آركون / دار الساقي 2015 ص28 .
(9). احسان بلاغي / من بلاط الشاه ص29 .
(10). الامام الخميني / الحكومة الاسلامية ص 26 .
(11). د. علي فياض / الفكر السياسي الشيعي المعاصر دار الحضارة بيروت 2010 ص 120 وما بعدها .
(12). هو: أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر علم الهدى من كبار علماء الأمامية المتوفى في 25 ربيع الاول عام 436 هجرية الموافق عام 1044 ميادية .
(13). الشافي في الامامة الشريف المرتضى ج1 ص112 تحقيق عبد الزهراء الحسيني ط طهران 1410 هجري .
(14). عبد الجبار الرفاعي / مفهوم الدولة في مدرسة النجف مركز دراسات فلسفة الدين - بغداد / التنوير بيروت 2014 ص 16.
(15). راجع صحيفة كيهان الصادرة يوم 29/2/2017 .
(16). تصريحات الرئيس احمدي نجاد على هامش مؤتمر المهدوية الاول 16/9/1384 - فاطمة الصمادي / التيارات السياسية في ايران ط/ المركز العربي للابحاث والدراسات السياسية ص 290 .
(17). تصريحات نقلتها جريدة القدس العربي عن ممثل الولي الفقيه في مسجد جمكران الاعداد الصادرة يوم 10-11 نيسان 2017 .
(18). حديث للمرجع آية الله مكارم شيرازي منشوره في موقعه الرسمي على شبكة الانترنت .
(19). المصدر السابق.
(20). تصريحات نشرتها صحيفة القدس العربي 19-21 نيسان 2017.
(21). المصدر السابق.



#رياض_البغدادي (هاشتاغ)       Riyadh_Farhan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارتي للمستشار أحمد ماهر في القاهرة
- التظاهرات أزمة ام حل ؟
- المفهوم الواقعي للوطن
- نحن الاسلاميين ... لمن لا يفهمنا
- عاجل ... مقتل الإمام علي
- بلفور تآمر على اليهود
- الخوارج الجدد في ايران
- حقوق السجين في العراق ... خرط قتاد
- إدارة الحج ... حقائق مؤلمة
- العراق ... بين المتظاهرين والقاعدين !
- الى وزير النقل العراقي .... مع التقدير
- وسطية الازهر تتراجع في تكريت
- دمبسي ... ونصائح الشيطان !!
- اندحر الفساد وانتصر الاعلام في العراق
- سورية والعراق والربيع العربي


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض البغدادي - الشيعة بين الانتظار والتمهيد