أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - الهوموسابيان و دودة الأرض














المزيد.....

الهوموسابيان و دودة الأرض


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6548 - 2020 / 4 / 27 - 22:41
المحور: الادب والفن
    


( الهوموسابيان و دودة الأرض )

قلم #راوند_دلعو

قصتنا مع دودة الأرض قصيرة لكنها ممتعة و مليئة بالمعاني و العِبَر !

فهي قصة المُعلِّم مع تلميذه المُتَعَلِّم ، فهيا بنا يا سادتي الهوموسابيان ، لننطلق في رحلة قصيرة نتعلَّم خلالها معنى الحياة من الديدان !

دودة الأرض مخلوق ذو إرادة أصلب من الصخر ، فقد قهرَتْ بجبروتها قَهْرَ القَهْرِ ... و صبرَتْ حتى سَئِمَ من صبرِها الصَّبر ... ثم انتصرَتْ حتى هزَمَت بنَصرِهَا النَّصر ... ! إذ بالرُّغم من ظروفها الصعبة و عيشها المظلم في غياهب التراب ... تراها و قد رضيت بالتعايش مع الظلام ، ثم تأقلمت مع شروط الحياة تحت المداسات و الأقدام ... !

فلننظر إليها و قد طوَّرت أمورها و تكيفت مع الشيء الوحيد المُتَاح تحت الأرض ، ألا و هو التراب ! فخلقت لنفسها سعادة ما ، من خلال قضم التراب و فصفصة الرمل و قرمشة الحجارة و نقرشة البحص و عَلْكِ الطِّين ... !

فضربَتْ بذلك عصفورين بحجر واحد :

١_ احترفَتْ أكل الطين فوفَّرَت لنفسها مصدراً لا ينضب من الطعام ؛ ألا و هو التراب ... و بهذا أشبَعَت بطنها بأبخس الأثمان !

٢_ كما بنَتْ لنفسها بيوتاً على هيئة أنفاق للعيش تحت الأرض من خلال قضم و هضم التراب الذي يعترضها ... فجنت ثمار صبرها و ذكائها ، إذ حوّلَتْ ظلام التربة إلى قصور بأروقة و ( كوريدورات ) و أنفاق و زحاليق و منزلقات و مُتَزَلَّجَات و طرقات ! فاستمتعَتْ بالظل و التهوية و الرطوبة و الرذاذ و السَّكِينة و المطاعم و المنتزهات و الألعاب !

و بهذا انقلبَتْ مدفونيَّتها تحت التراب إلى جنة الجنان و بيت الأمان !! فغيَّرت ظروفها القاتمة المستحيلة التي تدعو إلى الانتحار ، و جعلت منها عوامل إيجابية و أسباب رفاهية و ترف و اقتدار !!

#الحق_الحق_أقول_لكم .... لقد أخلصَتْ دودة الأرض إلى التراب الذي نبتَتْ منه ، فحولته إلى وطن .... بينما قمنا نحن البشر بخيانة كوكبنا و تلويثِهِ فحولنا جِنانَهُ إلى كفن !!

يالنجاحها و عظمتها إذ صنعَتْ من التراب وطناً للرخاء ، مع أنها بِنْتُ التشرُّدِ و العراء !

و الأنكى من ذلك أنها تأكُلُ جثاميننا بهدوء و برودة أعصاب ! لتتغذى بذلك على قمة هرم السلاسل الغذائية ، ألا و هو الإنسان !... فبالرغم من تموضُعِها أسفل الهرم البيولوجي للكائنات الحية ، لكنها انتقلت بأكلها لجثامين البشر إلى فوق القمة ، و هي التفافة ذكية على تراتُبِ السلاسل الغذائية ، فهزمت بهذه الخدعة عنجهية الهوموسابيان إذ أتتهم من فوق !! و ما ذاك إلا لأنها أحسنت انتماءَها لأرضها ... و أخلصت لتراب وطنها .... و رضيت بواقعها !

و عندما تموت ، تموت شامخة ثابتة محلِّقَةً في فضاء موطنها الترابي بكل كبرياء و رفعة و شمم ، إذ لا تُوارَى و لا تُذَلُّ و لا تُدفَن !

يا لها من عظيمة !

الحق الحق أقول لكم ، إن دودة الأرض مثال على ميلاد الحياة من الموت ، و انبجاس الخلود من رحم الفناء .... فاستحقَّتْ بذلك يا سادتي أن نبايعها سيدة الأحياء !

و لو قُدِّر لي أن أحكم الوطن ... لحذفْتُ النجوم و النسور و الصقور و النمور و الآساد ، ثم وضعتُ صورة دودة الأرض على علم البلاد !

#راوند_دلعو



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلب من زجاج !
- مدمن قلم
- الوردة
- آداب الزيف و التزييف ...
- القصيدة الوثنية
- مفاهيم يجب أن تصحح ! !
- المُنعكس الشرطي الديني _ ظاهرة الاستكلاب الكهنوتي للقطيع
- سطحية معايير تقييم النصوص الأدبية و الفكرية في المدرسة الكلا ...
- عند المساء
- العلم عرّاب معادلة الألم مع الحياة
- مغامرات رجال الكهنوت مع نظرية التطور
- قياس المسجد على الكنيسة
- تساؤلات مشروعة على هامش العم كورونا _ و يم ( كورونا ) لتدويل ...
- الوسطيّة خرافة !
- أسئلة مقمرة
- حروب الأضرحة التي لا تنتهي !!
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ معضلة أبيقور و المعضلة الرا ...
- جيل الذهب الذي ندين له على أبد الدهر !
- كوميديا الأغبياء _ محمديات لامنطقية
- قراءة تحليلية مقتضبة لأغنية أم كلثوم الأجمل وفق رأي كاتب الم ...


المزيد.....




- مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو ...
- تكريمات عربية وحضور فلسطيني لافت في جوائز -أيام قرطاج السينم ...
- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - الهوموسابيان و دودة الأرض