أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - المُنعكس الشرطي الديني _ ظاهرة الاستكلاب الكهنوتي للقطيع















المزيد.....



المُنعكس الشرطي الديني _ ظاهرة الاستكلاب الكهنوتي للقطيع


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6534 - 2020 / 4 / 10 - 00:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( فضح الرابطة الزائفة بين الله و محمد _ ظاهرة الاستكلاب الكهنوتي و المُنعَكَس الشرطي الديني )

قلم #راوند_دلعو

توطئة

لطالما أدت حواراتي مع المحمديين ( السنة و الشيعة ) حول منطقية طقوس المحمدية و تقييم سيرة محمد من الناحية العقلانية و الأخلاقية إلى إلزام الطرف الآخر و إقامة الحجة عليه ، و من ثَم تبيين المغالطات المنطقية التي وقع الكاهن المحمدي بها ، فأنا لم أدخل حواراً تنويرياً مع كاهن محمدي إلا و ألزمتُه بوضوح لا يقبل الشك ، و هذا ليس عملاً بطولياً أتفاخر به ، و إنما وضعاً طبيعياً جداً ، فكعب العقلانية العلمانية أعلى بكثير من ناصية الجهلانِيّة الكهنوتية ، لاسيما المحمدية التي تجسد الكهنوت الرجعي الدموي في أقبح صوره و أشدها قتامة ، و ذلك لأن سيرة محمد و تعاليم شريعته مليئة بالطامات الواضحات اللواتي لا يدخلن عقل عاقل ... و لا يحتاج الإنسان إلى كثير من الذكاء و الحنكة ليدرك أن الشخصية المحمدية ( على فرض وجودها ) عبارة عن مزيج من الأنانية و الخبث و المكر و الطموحات الجنسية و العسكرية ... و أن القرآن عبارة عن كتاب بشري محض فيه الركيك و البليغ ... فيه الحقائق و الأخطاء و الأساطير ... و أن مؤلف الأجزاء الأخيرة من القرآن ( عمّ و تبارك ) يختلف عن مؤلف الأجزاء الأولى ( البقرة و آل عمران و الأنعام ) لاختلاف الأسلوب و المبنى و المعنى و الموضوع و البصمة الأدبية ...

فما يُسمُّونه بالكتب المقدسة عبارة عن أعمال أدبية يعتريها ما يعتري جميع الأعمال البشرية من نقاط ضعف و قوة ... و مع كل هذه الركاكة و اللاأخلاقية التشريعية الواضحة التي تستشري في أصول و فروع كل الأديان ، لا أرى أَنَّ إلزام المتنور العقلاني للكاهن الديني قضية تدعو للفخر ... بل هي ظاهرة طبيعية و متوقعة جداً في الأحوال العادية ، بل نراها في الحوارات الكثيرة التي تدور بين أقطاب الطرفين.

#الحق_الحق_أقول_لكم ... إن إلزام المحمدي بالحجج المنطقية العقلانية لَمِنَ السهولة و الوضوح بمكان بحيث يكون جلياً واضحاً لمن يتابع الحوار بموضوعية و دون تحيز .... خاصة عندما يكون الحديث على المستوى التشريعي و التاريخي للديانة ( جرائم الشخصية المحمدية الواضحة في كتب السيرة + سذاجات و تناقضات و خرافات الحديث النبوي + أخطاء و تناقضات القرآن الواضحة + تاريخ المحمدية + الآثار الضارة للديانة المحمدية على الأتباع + قباحة الطقوس و الممارسات المحمدية + تاريخ الخلفاء الدموي + الحروب الطائفية ... الخ ).

و لكن دائماً ما تتواجد الأبواب الخلفية في كل حوار ! و منها يهرب المحمدي متوارياً وراء الأسوار !

فما هو الباب الخلفي الأهم الذي يتسلل عبره الكاهن المحمدي لحظة هزيمتة ليدرأ عن نفسه فضيحة الظهور بمظهر المُتبَنِّي لعقيدة ساذجة و ديانة باطلة و أفكار متناقضة مضحكة ؟

الحق الحق أقول لكم ... إِنّنِي و لِكَي أحدثكم بالتفصيل عن هذا الباب الخلفي الذي يهرب منه المحمدي بعد إلزامه في حواره مع العقلاني المتنور ، لا بد أن أخبركم بالحقيقة التالية ، و هي أنني و أثناء تجاربي النقاشية مع كهنة المحمديين لا أكتفي بإلزام الكاهن ( الشيخ) و تبيين مغالطاته المنطقية و من ثم التوقف عند ذلك الحد ، بل أستمرُّ بقصفه بالحجج الناصعات ثم {{ أرصد أجوبته و أدقق في ردود أفعاله و مراوغاته }} ، و ذلك كي أسجل عليه شيئاً ملموساً يُثبت له و للمستمع أنه أصبح شاكّاً بعقيدته غير متأكد من صحتها ، و بهذه الطريقة لا أكتفي بهزيمته فقط .... بل أستمر بحيث لا أسمح للحوار بأن ينتهي إلا بعد أن أضع يدي على دليل واضح يشير بشكل ملموس يقيني إلى الشك الكبير الذي تولد في عقله الباطن بكل مفردات الموروث و أصول العقيدة المحمدية الرديئة !

فأنا لا أكتفي بقيادة الحوار و هزيمة المحمدي فحسب ، و إنما أرصد ردود الأفعال و مؤشرات الردة التي نبتت في عقله ... فكأني أحفر في رأسه لأنبش عقلانيته من تحت طبقات الأتربة الدينية التي تراكمت على قشرة دماغه ...!

و من المؤشرات الهامة التي تجعلني على يقين من تسرّب الشك بنبوءة محمد إلى عقل المحمدي ، هو هروبه أثناء الحوار من هذا الباب الخلفي الذي حدثتكم عنه في بداية المقال .... و هذا ما سأشرحه في الأسطر القادمة مما أسميه بظاهرة الاستكلاب الديني للقطيع ، أي مغالطة المنعكس الشرطي الديني.

(مغالطة المنعكس الشرطي الديني )

قلم #راوند_دلعو

و هي نوع من التساؤلات التي يطرحها المؤمن بالظاهرة الدينية بعد أن يتم إلزامه و إقامة الحجة عليه ، و يهدف من هذه التساؤلات الهروب من التهافت الواضح لغباء الطقس إلى ضبابية و إبهام اللاهوت ؛ أي أنه ينقل الحوار من المستوى التشريعي التاريخي واضح البطلان إلى المستوى الفلسفي اللاهوتي الضبابي الغائم ، و ذلك من خلال طرح أسئلة تعتمد على روابط وهمية زائفة لا وجود لها إلا في عقل المحمدي أو المسيحي ، و لا تمت للحوار و لا للمنطق بصلة ، و من هذه الأسئلة :

..... [ فهل من المعقول أننا وُجِدنا عبثاً و أن الكون بلا إله ] ؟

.... [ فهل من المعقول أن يكون للكون أكثر من خالق واحد ] ؟

< إذا كان محمد كاذباً بمقتضى ما سردته من قبائح في القرآن و السيرة > ... [ فكيف يصح مجيء هذا الكون بالصدفة ؟ فمن خلق الكون إن لم يكن رب محمد ؟ ]

< إذا ثبت كذب و فبركة الديانة المحمدية > ... [ فما سر هذا التناسق الكوني العجيب و الجمال الفيزيائي و الكيميائي الملحوظ ؟ .... إلخ ]

أو أنه يتساءل بطريقة أخرى :

< كيف تكون المحمدية باطلة > ... [ و نحن نرى هذا التناسق الكوني العجيب ؟ ]

< كيف تكون المحمدية باطلة > ... [ مع حاجة الكون إلى صانع متقن ؟ ]

< كيف تكون المحمدية زائفة > ... [ في حين نرى أثر و جمال الله الواحد في كل مكان ؟ ] ...

فلو دققنا في التساؤلات السابقة لوجدنا أن القسم الذي وضعتُه بين الأقواس التي من هذا النوع < > ، إنما انقدح في عقل المحمدي عند اللحظة التي أدى فيها سياق المناظرة على المستوى التشريعي و التاريخي للديانة المحمدية إلى هزيمة المحمدي و اقتناعه الداخلي ببطلان عصمة القرآن و كذب نبوءة محمد ... و كي لا يعترف بذلك قام بقذف أحد هذه التساؤلات على مسرح الحوار لينقل الحوار إلى الشطر الثاني اللاهوتي ، أي الشطر الذي وضعتُهُ بين قوسين من هذا النوع [ ].

فكل تساؤل مما سبق هو مغالطة منطقية هدف المحمدي منها الهروب من الهزيمة الفكرية التي تفرض نفسها في جميع الميادين التشريعية و التاريخية المحمدية < > ، إلى القسم اللاهوتي [ ] المبهم الذي يحتاج إلى تعمق بالفلسفة للإجابة عنه.

و بهذا النوع من التساؤلات يحاول الكاهن المحمدي نقل الحوار من المستوى التاريخي و التشريعي للديانة < غباء الطقس > إلى المستوى اللاهوتي الوجودي [ إبهام اللاهوت ] !!!

فبعد أن ضاق به ملعب المنطق على المستوى التشريعي و التاريخي < كسيرة محمد المليئة بالمخزيات التي لا يُرَد عليها ، و تشريعات القرآن و تناقضاته الغبية التي لا يمكن التوفيق بينها .... الخ > ، ها هو يأخذنا إلى ملعب اللاهوت و اللامحدود [ مَن خلق الكون و ما صفاته ؟ ] ، حيث تصبح الرؤية ضبابية بالنسبة للعوام غير المتخصصين بالفلسفة و الفيزياء النظرية ، فيهرب بخبث و مكر إلى مسائل أصل الكون و الانفجار الكبير و وجود الخالق و وحدانيته و صفاته ... ليوهم المستمع بوجود رابط منطقي بين النبوءة و اللاهوت و كأن محمداً له علاقة بهذه القضايا الفكرية الضخمة و العميقة !

كذلك و بنفس الطريقة يمارس المسيحي هذه القفزة عندما يتم إلزامه من الناحية المنطقية بتناقضات الإنجيل و لامعقولية ما جاء فيه ، و بالتالي تبيين مدى هشاشة و خرافية النص الإنجيلي و الطقس الكنسي ... فيقول : < إذا كانت المسيحية أسطورة و خرافة > ... [ فمن خلق الكون ؟ من خلقنا ؟ و من هو المسؤول عن هذا الانتظام الكوني ؟ ]

أسمي هذه القفزة التي يمارسها أتباع الديانات الإبراهيمية و غيرهم ب ( مغالطة المنعكس الشرطي الديني ) و هي نوع من مغالطات الرنجة الحمراء لتشتيت الحوار لكن لها غايات خبيثة و أبعاد أشد خداعاً كما سنرى !!!

و لكن لماذا اخترت لها هذا الاسم ( المنعكس الديني الشرطي ) ؟؟

و لكي نفسر سبب هذه النقلة التي يمارسها الكاهن المحمدي في تفكيره عندما تتم مواجهته بخطأ قرآني واضح أو جريمة محمدية واضحة أو خرافة مسيحية لا تقبل الشك ، علينا أن ندخل عالم السلوك الحيواني الذي يُعتبر الأساس الأهم في تفسير السلوك البشري و ذلك بمقتضى أحدث ما توصل إليه علم النفس التطوري ...

( تجربة بافلوف و الكلاب )

بقلم #راوند_دلعو

فلو ذهبنا إلى مختبر العالم الروسي إيفان بيتروفيتش بافلوف و طرقنا عليه الباب ( دق دق دق ) لوجدنا عنده الجواب .... !

فها هو يدرس عملية الهضم عند الكلاب ... فيقوم بالتجربة الشهيرة التالية :

( المرحلة آ )

١) يقوم بتجويع الكلاب

٢) ثم يقوم بتقديم الطعام للكلاب.

٣) فيلاحظ عند تقديم الطعام زيادة في إفراز و سيلان اللعاب من فم الكلاب ! ( و هي ظاهرة طبيعية نلاحظها بسهولة حتى عند البشر ، فمنظر الطعام الشهي المصحوب بالرائحة الشهية يستثير الغدد اللعابية عند الكلاب مما يحفزها لتفرز المزيد من اللعاب الذي يساعد بدوره في عملية الهضم التي تبدأ من الفم )

كما يلاحظ بافلوف أن المنبهات الأخرى التي يتعرض لها الكلب ( كالضوء الشديد _ البرد _ الحر _ صوت مرتفع ...الخ ) لا تؤدي إلى إفراز اللعاب إذا لم تكن مصحوبة بتقديم الطعام ، فلو سلط ضوءاً على الكلب أو عرضه لحرارة أو برودة ، لما أدى ذلك إلى أي زيادة في إفراز اللعاب ... و بالتالي فالمحفز الوحيد للزيادة الملحوظة في إفراز اللعاب عند الكلاب في الحالة الطبيعية هو الطعام ...

ثم يُنهي بافلوف المرحلة الأولى من تجربته بتدوين الملاحظة التالية :

عند إجراء التجربة لوحظ زيادة في سيلان لعاب الكلاب عند تقديم الطعام فقط ... { ملاحظة : زيادة إفراز لعاب الكلاب عند تقديم الطعام عبارة عن صفة وراثية غير مكتسبة ، تنتقل إلى الكلب عبر الحمض النووي DNA }.

( المرحلة ب )

ثم يكرر بافلوف تجربتة مرة ثانية و لكن على الشكل التالي :

١) يقوم بتجويع الكلاب

٢) ثم يقوم بقرع جرس أثناء عملية تقديم الطعام ...

٣) فيلاحظ زيادة في إفراز و سيلان اللعاب من فم الكلاب عند تقديم الطعام المصحوب بقرع الجرس .

و الجديد في الأمر أن بافلوف قرر في هذه المرحلة قرع جرس أثناء تقديم الطعام ...

و هكذا يكرر التجربة بشكلها الجديد المصحوب بقرع الجرس في كل مرة و لعدة أسابيع ... أي أنه يقوم ب ( تجويع الكلاب ثم قرع الجرس مع تقديم الطعام ، ثم يلاحظ زيادة في إفراز لعاب الكلاب ).

( المرحلة ج )

و بعد فترة كافية يقوم بافلوف بحركة ذكية إذ يعيد التجربة بطريقة جديدة ، حيث يُجوِّع الكلاب ، ثم يقرع الجرس {{ دون أن يكون مصحوباً بتقديم الطعام هذه المرة }} .... لكن المفاجأة أنه يلاحظ الملاحظة الخطيرة التالية : و هي {{ وجود زيادة في كميات إفراز اللعاب بالرغم من عدم تقديم الطعام !! و هي زيادة تماثل تلك الزيادة التي تحدث عند تقديم الطعام }} !!

و هكذا يلاحظ بافلوف قيام الكلاب بعملية ربط لاشعوري بين صوت الجرس و حضور الطعام .... فقد أصبح تأثير صوت الجرس مماثلاً لتأثير الطعام على الغدد اللعابية ، فها هي تتفاعل مع الصوت دون وجود الطعام ، مع العلم أن صوت الجرس لا يؤكل و لا يُشتَهى فمن المفروض أن لا يحرض الغدد اللعابية على إفراز كمية زائدة من اللعاب !

فنلاحظ هنا أن شرط إفراز اللعاب بحضور الطعام قد انعكس على الجرس ، فصار الكلب يفرز اللعاب بمجرد قرع بافلوف للجرس حتى لو لم يقدم له الطعام ! و لذلك سمي بالمنعكس الشرطي ، إذ انعكست العلاقة بين الطعام و الإفراز على الجرس بشرط التكرار ، و هكذا نجد أنه {{{{ تم خداع الكلب ليظن بأن قرع الجرس سبب لقدوم الطعام }}}} .

الحق الحق أقول لكم ، إن سبب انخداع الكلب و توهمه وجود رابطة سببية بين الصوت و حضور الطعام ، هو {{{{ طول الفترة التي تزامن فيها صوت الجرس مع قدوم الطعام و تكرار ذلك مراراً و مراراً }}}} . و ألف خط تحت هذه العبارة التي تمثل خلاصة التجربة .... فالأمر إذن عبارة عن خدعة عصبية تم توليدها في الجملة العصبية عند الكلب نتيجة تكرار التلازم المفبرك بين صوت الجرس و حضور الطعام ...

و هنا أركز على كلمة خدعة ، فالأمر عبارة عن خدعة و ذلك لأن الرابطة بين صوت الجرس و حضور الطعام وهمية زائفة ...

أطراف الخدعة :

آ_ أما المخدوع فهي الجملة العصبية عند الكلب و التي باتت تصدر أمراً للغدد اللعابية بإفراز اللعاب عندما يسمع الكلب صوت الجرس ....

ب_ أما المُخادِع هنا فهو السيد بافلوف الذي خدع الكلاب من خلال تكرار المصاحبة بين صوت الجرس و تقديم الطعام ...

ج_ أما أداة الخداع فهو الجرس الذي تم قرعه عند تقديم الطعام.

د _ أما فعل الخداع فهو تكرار فعل المزامنة بين تقديم الطعام و قرع الجرس.

فالمنعكس الشرطي هو عبارة عن رابطة وهمية ( زائفة غير موجودة في الواقع ) خُلِقَت صناعياً من قِبَل بافلوف في الجملة العصبية عند الكلاب و ذلك عن طريق تكرار تزامن قرع الجرس مع تقديم الطعام ...


و بهذه الطريقة قام السيد بافلوف ببناء رابطة في الجملة العصبية عند الكلاب ، و هذه الرابطة بين إشارتين :

الطعام و الجرس ...

ثم قام بتدعيم هذه الرابطة و زيادة قوتها من خلال تكرار المصاحبة لفترة زمنية كافية ، لدرجة أن أي إشارة يمكن أن تحل محل الأخرى دون أن تتسبب في أي تغيير _ و لو طفيف _ في رد فعل الكلب ..... أي أن الكلب سيفرز كمية زائدة من اللعاب سواء سمع الجرس لوحده أو سمعه مصحوباً بتقديم الطعام !

و لا ينبغي أن نظن أن الكلب توقف عن التمييز بين الإشارتين ( الطعام و صوت الجرس )... فالكلب يعرف أن صوت الجرس ليس طعاماً و إنما أقام الكلب _ ببساطة_ رابطة قوية بين الاشارتين نتيجة استمرار الترافق .

و ليتأكد السيد بافلوف من صحة النتيجة التي استخلصها ، قام باستخدام إشارة تنبيه أخرى غير الجرس مثل الضوء أو الدغدغة ، ليلاحظ حدوث المنعكس الشرطى ( إفراز اللعاب ) مع هذه المنبهات أيضاً ، و بالتالي نشوء الرابطة المُنعَكَسِيَّة الشرطيّة الخادعة ، فالزيادة في إفراز اللعاب تحدث مع هذه المنبهات على الرغم من انعدام ارتباطها وظيفياً بالأكل أو بالهضم !

( ظاهرة الاستكلاب الكهنوتي للقطيع )

و عند قصة الكلاب مع الطعام تنتهي تجربة السيد بافلوف بنجاح ، و من ثم يحصل على جائزة نوبل نتيجة لأبحاثه التي سلطت الضوء على عمل جهاز الهضم و المنعكسات الشرطية عند الأحياء ، لكنني و بالتدقيق في هذه التجربة البافلوفية التي شرحتها أعلاه ، لاحظتُ أن مؤسسي الأديان يطبقونها بحذافيرها على البشر من خلال إيهام الناس بوجود تلازم بين أفكار غير متلازمة منطقياً و لا سببياً ، ثم فرض هذا التلازم بالتلقين و التكرار ، و بذلك يستطيع مؤسس الديانة خلق رابطة وهمية في عقول الأتباع بين هذه الأفكار غير المتلازمة منطقياً !!!

و أشهر هذه الأفكار و أكثرها مكراً هي الرابطة الوهمية الخادعة بين قول المحمدي في الشهادتين : ( أشهد أنه لا إله إلا الله ) و ( أشهد أن محمداً رسول الله ) .... !

و لتوضيح هذه الرابطة الوهمية يجب على القارئ أن ينتبه إلى أنني سأطلق الاختصارات التالية في بقية البحث :

آ_ عندما أقول : (جملة الله) فأعني بها الشطر الأول من الشهادتين ( أشهد أنه لا إله إلا الله ).

ب_ و عندما أقول : ( جملة محمد ) أعني بها الشطر الثاني أي ( أشهد أن محمداً رسول الله ) ....

و ليلاحظ معي الأخ القارئ أن ( جملة الله ) لاهوتية صرفة تُخضع الذات الخالقة للعددية الواحدية فتؤكد على أنه واحد ، أما ( جملة محمد ) فتتعلق بشخصية محمد و دعواه بأنه الناطق الرسمي باسم الخالق ، فهي تسلط الضوء على قضية أخرى لا تمت بأي صلة إلى القضية الأولى لا من الناحية المنطقية و لا السببية و لا الدلالية .... لأن موضوعها هو أن خالق الكون المفترض و المدعو ( الله ) ، قد تحدث بالخفاء مع المواطن العربي المكي المدعو ( محمداً ) ، و الذي عاش بدوره في مكة خلال القرن السابع الميلادي ، و أرسله الرب إلينا ليبلغنا رسالتة !!! و هذا الموضوع لا علاقة له بالموضوع الذي تتطرق إليه ( جملة الله ) أي مسألة وجود الخالق و خضوعه للعددية الواحدية.

و بالتالي لا يوجد أي علاقة منطقية بين مسألة ثبوت ألوهية الخالق و وحدانيته من جهة ، و مسألة تواصل مواطن مكي عربي اسمه محمد مع هذا الله و ناطقيَّتَه باسمه ...

لكن الذي يحدث في الحقيقة هو منعكس شرطي مصطنع زائف و رابطة وهمية خبيثة تربط بين الله و محمد !!

و بيان ذلك أن التلقين الديني يربط دائما في ذهنية الطفل المحمدي بين ( جملة الله ) و ( جملة محمد ) _ شطرَي الشهادة _ ، فيقوم الأهل بتلقين أبنائهم بأن الشطر الثاني لازم ملازم للشطر الأول لا يقبل الانفكاك عنه ... و هذا التلازم الموهوم بين الله و محمد لا يقتصر على عملية تلقين عابرة تقتصر على مرحلة الطفولة من حياة المحمدي فقط ، بل هي عملية غسل عقول شاملة لجميع مراحل حياة المحمدي و التي تدور حول قصة هذا الارتباط بين ( جملة الله ) و ( جملة محمد ) ...

فالرابطة الوهمية بين فكرة الرب الواحد و فكرة نبوءة محمد و ناطقيّة هذا الأخير باسمه ، نجدها أينما ذهبنا في المجتمعات و الأماكن المحمدية ... إذ يتم التأكيد عليها بشكل مقصود و ممنهج.

فمثلاً .... أينما وجدت ( جملة الله ) في الموروث الديني لحقتها ( جملة محمد ) !!! و ها هي كتب التراث بين أيدينا مليئة بهذا الترابط.

كما أن شرط الدخول في المحمدية هو التلفظ بالشهادتين ... ( جملة الله ) مشفوعة ب( جملة محمد ) حيث تُلفظان بالترافق و التزامن لتبدأ الخدعة.

و ركن الإيمان الأول إنما هو نطق الشهادتين ؛ أي الربط بين الله و محمد بالترافق و التزامن ... !

و في كلمات الآذان المحمدي ( الدعوة إلى الصلاة التي ينادي بها المؤذن ) تأتي ( جملة الله ) لتلحقها ( جملة محمد ) مباشرة بالترافق و التزامن ، و يتم تكرار ذلك عشرات المرات يومياً على مسامع الناس بالترافق و التزامن أيضاً !

و بسبب هذا الترافق بين الجملتين ، تلعب ( جملة الله ) دور الطعام في تجربة بافلوف و الكلاب ، فيما تلعب ( جملة محمد ) دور الجرس الذي يُقرَع بالتزامن مع تقديم الطعام ، أما الموروث الديني الذي يردد على مسامعنا الجملتين معاً بالترافق و التزامن ، فيلعب دور المخادع بافلوف الذي يصاحب قرع الجرس أثناء تقديم الطعام !

أما قطيع المحمديين فيقومون بلعب دور الضحايا ، أي الكلاب في تجربة بافلوف .... فيظنون أن ( جملة محمد ) تدخل في إطار تلبية الغريزة الفلسفية في البحث عن أصل الوجود أي كما تفعل ( جملة الله ) تماماً ....

و لا بد لي أن أشير إلى مسألة هامة في هذا السياق و هي أن قيام الإنسان بالبحث عن أصل الوجود عبارة عن أمر غريزي ينطلق من حب الإنسان للمعرفة و شغفه بالتساؤل عن مصدر الكون و مآله ... لكن ربط فكرة محمد بفكرة الله عبارة عن عمل خبيث هدفه {{ إعطاء فكرة نبوءة محمد هذا العمق الفلسفي الزائف و البعد الوجودي الوهمي ، و بالتالي ربط تناسق و جمالية و مشروعية البحث عن الرب ( أصل الوجود ) بهلوسات المدعو محمداً .... }} !!!

و هذه أكبر عملية احتيال و نصب ديني في التاريخ البشري المعروف !!!

فالعملية إذن عبارة عن إقحام لكذب و هلوسات محمد الساذجة و السطحية في التصور الفلسفي للوجود !!!

و من هنا ، و بسبب هذا الترابط المصطنع بشكل دائم و تزامني مُنعكسي شرطي بين الله و محمد ، أصبح نقد ( جملة محمد ) بمثابة نقد ل ( جملة الله ) في عقول المحمديين ...

و لذلك أصبح اكتشافُ المحمدي لكذب محمد من شأنه أن ينقله إلى التساؤل الذي يؤدي إلى التشكيك بوجود الله ، و لذلك أطلقتُ على عملية الخداع هذه لفظ الاستكلاب ، فالموروث الديني يقوم باستكلاب التابع المحمدي الذي صدق جميع الروابط الوهمية التي خلقها هذا الموروث في عقله من خلال إرفاق و مزامنة ذكر الله مع ذكر محمد !!!

فإذا ما دار الحوار بين التنويري و المحمدي حول صحة الديانة المحمدية ثم قام التنويري بنقد و نسف ( جملة محمد ) من خلال سرد قبائحه و سيرته المليئة بالإجرام و أخطاء قرآنه ... التفّ المحمدي على الهزيمة من خلال طرح الأسئلة التي ذكرتُها في بداية المقال و لقالوا لنا : < و لكن لو سقطت جملة محمد > ...[ فمن خلق الوجود !!! ] و ذلك لوجود الرابطة المنعكسية الشرطية الزائفة بين الله و محمد في أدمغتهم ، و التي تشكلت بدورها بسبب طول التكرار و المصاحبة و الترافق.

#الحق_الحق_أقول_لكم ... إنها رابطة زائفة خلقها الموروث الديني الكهنوتي في عقولنا من خلال تكرار المصاحبة بين جملة الله و جملة محمد في كل مكان و زمان و نافذة ثقافية في البلاد المحمدية ....

فهل عرفت عزيزي القارئ لماذا لا يُقبل دخولك في الديانة المحمدية إلا بالنطق بالشهادتين معاً و بالترتيب و المصاحبة و المزامنة ؟

هل عرفت عزيزي القارئ لماذا لا يتم قبولك في سلك المحمديين لو اكتفيت بالإقرار بفحوى جملة الله دون الإقرار بفحوى جملة محمد ؟

هل عرفت لماذا يعلقون اللافتات المكتوب عليها كلمة ( الله ) مع اللافتات المكتوب عليها كلمة ( محمد ) في جميع المساجد حول العالم و على نفس المستوى من الارتفاع ( ارتفاع لوحة الله يكون عادة بنفس مستوى ارتفاع لوحة محمد ) ؟ ( مع العلم أن مراعاة جناب التوحيد _ وفق التفيهق المصطلحي المحمدي _ ، تقتضي وجوب عدم تعليق لافتة كتبت عليها كلمة الله بنفس ارتفاع لافتة كتبت عليها كلمة محمد ، لأن محمداً ليس إلهاً و لا يكافئ الله وفق دعواهم ، و هذا من الشرك الخفي .... و لكن تمت مخالفة أساسيات العقيدة المحمدية و التغاضي عن ذلك الفعل بهدف تدعيم رابطة التلازم الشرطي الموهوم بين ( جملة الله ) من جهة و ( جملة محمد ) من جهة أخرى ، و ذلك بهدف استكلاب البشر و استخدام السفسطات اللاهوتية لدعم مشروعية فكرة نبوءة محمد !

هل عرفت عزيزي القارئ لماذا لم يقبل محمد من أبي سفيان و باقي زعماء قريش إقرارهم بالألوهية ( جملة الله ) دون إقرار مُرافق بجملة محمد ... و حاربهم بالسيف على ذلك !!

هل عرفت لماذا يطلقون عليك لفظ كافر حتى لو أقررت بفحوى ( جملة الله ) دون أن تقر بفحوى ( جملة محمد ) ؟ لأن الهدف _ عزيزي المؤمن _ هو استِكلابُك مُحمَّدِيَّاً ...

فالشهادتان _ عزيزي المحمدي المتدين _ هما أول خطوة على طريق استكلابك محمدياً من قِبَل صُناع النص الديني.... لذلك هما الخطوة الأولى نحو انحطاطك في درك التسليم ... أعني تسليم عقلك للموروث الديني ( بافلوف المحمدية ) كي يخدعك !

#الحق_الحق_أقول_لكم ... إن ظاهرة الاستكلاب الديني و إنشاء الروابط الوهمية في أدمغة الأتباع ، لا تقتصر على إنشاء رابطة وهمية بين شخصية الله و شخصية محمد ، أو الآب و المسيح ، أو يهوة و موسى ... و إنما نراها أينما اتجهنا في ربوع نصوص الحماقة الدينية ... فالعسل _ مثلاً _ شفاء من كل داء ( نص ديني محمدي ) يلعب دور الجرس ، فيتناوله المؤمن عند كل مرض حتى لو كان مميتاً في حالته المرضية [ و ذلك لأن العسل يتحول إلى سم في عدد من الحالات المرضية ] ....

و من النصوص التي تلعب دور الجرس فيتوهم المؤمن أنها فاعلة ، ذلك النص الذي يحدثنا عن أن المرض و السم لا ينال ممن تصبّح بسبع تمرات ، أي تناول سبع تمرات صباحاً ...

و ذلك النص الذي يربط نصر المحمديين في الحروب بنزول الملائكة من السماء للقتال معهم ! و كذلك النص الذي يربط هزيمة المحمديين بسبب مخالفتهم لتعاليم محمد أو عدم تطبيقهم الشريعة المحمدية بحذافيرها !

و قس على ذلك عشرات بل مئات الأعراف و العادات و النصوص التي تخلق الروابط الوهمية في العقول و التي تنتج شخصيات من مثل كبار الكهنة المتعالِمين كزغلول النجار و الكحيل و الكيالي و الزنداني و عدنان إبراهيم و الشحرور و غيرهم من الذين يتقيؤون علينا أوهاماً تدعي وجود السبق العلمي في النص الكهنوتي القرآني المتخلف ... !

( أحمقُ من كلاب بافلوف )

و لأزيدكم من الشعر بيتاً أقول ... إن ظلامية الجهل و السذاجة في البناء الفكري الديني تتعدى هذه الرابطة الوهمية الناشئة عن طريق التكرار و المصاحبة ... لدرجة أن أتباع الأديان يجزمون بصحة أي خرافة دينية دونما حاجة للتكرار ... حيث يُصدِّقونها لمجرد حدوثها لمرة واحدة ، فهم أحمق من كلاب بافلوف !

أي أن كلاب بافلوف أذكى من المتدينين ، و ذلك لأن خدعة التلازم بين الجرس و الطعام لم تنطلي على الكلاب إلا بعد { { تكرار طويل نوعاً ما } } ، بينما نجد أن خبر شفاء رجل في يوم صادف أنه تصبَّحَ فيه بسبع تمرات ، يحتل صدارة المجالس الكهنوتية المحمدية فيُرسِّخ مصداقية الوهم لمجرد حدوثه مرة واحدة ! مع العلم أن التصبُّح بسبع تمرات لا يؤدي إلى الشفاء عادة ، فهي إن حدثت يوماً ما مع شخص ما فصدفة بحتة ، و إلا لوزعنا التمرات السبع على جميع المرضى في المشافي و كسرنا دف علم الطب و العقاقير و الصيدلة و توقفنا عن الرقص في مختبرات البحث العلمي !

و من هنا نجد أن القطيع الجاهل من البشر لا يحتاج إلى التكرار ليتم استكلابه دينياً .... فهو ينتظر أي صدفة تقوم بقرع الجرس أثناء تقديم الطعام لينسب كل عملية الإشباع لصوت الجرس !!!

( نصائح للمتنورين في ضوء ظاهرة المنعكس الشرطي الديني )

و بناء على ما سبق أوجه لأصدقائي المتنورين النصائح التالية يلتزمونها خلال حواراتهم مع المحمديين :

١) إياك عزيزي المتنور أن تبدأ حوارك مع المحمدي في ساحة اللاهوت و قضايا وجود الله و صفاته و أفعاله ... لأنها مساحة مظلمة ضبابية تحتاج إلى متخصص في الفلسفة ...

فالنقاش حول المسائل اللاهوتية يؤدي حتماً إلى الدخول في دهليز طويل و معقد من البراهين الفيزيائية و الفلسفية .... و عندها سيحتاج من يَطّلع على النقاش إلى تبحر و ثقافة عالية في هذه المجالات كي يستطيع الحكم و الترجيح و معرفة تهافت الكاهن المحمدي ... لكن الواقع أن الغالبية العظمى من الناس لا تمتلك هذا الحجم من الثقافة و التعمق العلمي الفلسفي ، و بهذا يضيع المتابع ما بين التنويري الحضاري و الإيماني الغبي الغيبي .... و ذلك لعدم قدرته على استقصاء و فحص الأدلة العقلية و الفلسفية التي يستخدمها كل من المتنور و المؤمن أثناء الحوار.

فلا تقبل _ عزيزي المتنور _ الدخول في أي مناظرة على المستوى اللاهوتي ... لأنها ستكون بلا فائدة لمعظم الحضور ... و لأنك حينها حتى لو كنت ضليعاً في الفيزياء النظرية و أصول الفلسفة و قمت بإلزام الكاهن بشكل واضح ... فلن يفهم معظم الحضور عليك شيئاً ! ... و سيعتبرون هلوسات الكاهن ردوداً منطقية على دامغاتك الفيزيائية العقلانية الرصينة بدافع ( مغالطة التحيز التأكيدي للموروث عند عوام الحضور ) .

٢) و لتبدأ حوارك في نقد الدين على المستوى التشريعي و التاريخي ( فضح جرائم محمد من السبي و الزنا و الاغتصاب و قطع الطريق ، إيضاح أخطاء القرآن و سفالة تشريعاته المنحطة و المتخلفة و المتوحشة ، طامات الفقه المحمدي الإجرامي ، الحروب الطائفية بين أتباع الأديان و بين المحمديين أنفسهم .... إلخ )

فهذا مضمار يتضح فيه بطلان الدين لكل منصف موضوعي و بسهولة و جلاء ... و لن يستطيع الكاهن أن يرقع آلاف الطامات و التناقضات و الفضائح الدينية في حياة محمد و قرآنه المتناقض.

٣) ثم إياك أن تسمح للمحمدي بأن يلعب دور بافلوف ... أي إياك أن يقوم المحمدي باستكلابك من خلال طرح تساؤلات لاهوتية من شأنها أن تنقل الحوار عنوة من مضمار التشريع و التاريخ الديني واضح البطلان ، إلى مسرح النقاش اللاهوتي الضبابي ، كأن يقول مثلاً :

< إذا كان كلامك أيها المتنور صحيحاً و تيقنا من كذب محمد > ...[ فهل من المعقول أننا وُجِدنا عبثاً و أن الكون بلا إله ؟ ]

< إذا فرضنا ثبوت كذب محمد > ... [ فهل من المعقول أن يكون للكون أكثر من خالق واحد ؟ ]

< إذا كان محمد كاذباً > ... [ فكيف يصح مجيء هذا الكون بالصدفة ؟ ] .... الخ الخ.

فلْتُطالب بإيقاف الحوار مباشرة إن تم طرح هذا النوع من الأسئلة ، و لتعتبر هذه الأسئلة مغالطات منطقية من نوع الرنجة الحمراء ( مغالطة منطقية مشهورة تهدف إلى تشتيت الحوار ).

و لتعلم بأنه إن استطاع المؤمن استغفالك و جرك إلى الحوار حول مسألة اللاهوت و وجود الرب الخالق ، فهذه بحد ذاتها نقطة انتصار له ، و ليس ذلك لأن الأدلة في مضمار اللاهوت تصب في مصلحته ، و إنما لأنه جرك إلى مساحة ضبابية بالنسبة للعامي غير المثقف ، أي أنه سحب الحوار إلى منطقة ضبابية بحيث يستطيع من خلالها الضحك على الناس و خداعهم بسهولة أكثر في حين يصعب على العامي الترجيح بين كفة المتنور و كفة الكاهن كما أسلفت ... و بهذا تظهران بمظهر المتكافِئَين من منظور الحضور.

٤) فالذي أنصح به صديقي المتنور أن يرفض الحوار على الساحة اللاهوتية ، أما إن أصر المحمدي على ذلك فلتُسَلِّم له بفكرة وجود الخالق الصانع على سبيل الافتراض و لتتبنى الربوبية ظاهرياً ... ثم إذا ما انتقل إلى فكرة النبوءة و حياة محمد و كلامه و تشريعاته الساذجة ... كان من السهل عليك فضح هشاشة الفكر الديني !!

٥) و لتعلم عزيزي المتنور أن مسألة وجود الخالق من عدمه غير محسومة بين كبار الفلاسفة إلى الآن .... كما أن النقاش فيها يتم على رمال متحركة و أرضية زئبقية ، لاسيما عندما يتم التعمق في البراهين و الأدلة الفلسفية حيث يختلط المنطق السليم بالسفسطة و تضيع الحدود بينهما من منظور العامي غير المتخصص و غير المطلع على المغالطات المنطقية ....

٦) و لتعلم بأن الكاهن لا يشق نفسه تكلفاً و هو يثبت وجود الله من أجل فكرة الله بحد ذاتها ، أو حباً بمعرفة سبب الوجود ، و إنما هدفه من كل هذا الحوار هو إثبات نبوءة محمد و من ثم إلزامك بتطبيق سخافات الفقه المحمدي .

و لهذا أنصحك بأن تقطع عليه الطريق منذ البداية و تدّعي بأنك ربوبي ، و لتُسلِّم له بوجود الرب و لتخرج مباشرة من حلبة اللاهوت الضبابية منتقلاً إلى حلبة النبوءة و خرافات الأنبياء المضحكة و المخزية و الواضحة البطلان للعيان و لتدخل مباشرة في شرح أخطاء الكتب المقدسة الساذجة ....

عندها ستكون قد قطعت عليه طريق الاستكلاب و وقفت على أرض من حديد بينما حشرته في زاوية ضيقه و ستراه كيف يغرق بشبر ماء .... و بهذه الحركة الذكية تستطيع تدمير مآل حواره و آمال مبتغاه القذر !

الخلاصة ...

لقد انتشر الدين المحمدي بالسيف و الإرهاب مع خروج القرشيين من جزيرة العرب في القرنين السابع و الثامن الميلادي ... و قد كان هذا هو السبب الأول لدخول بشر تلك الحقبة في هذا الدين الخبيث ...

ثم بعد أن تم إرهاب الناس بالسيف القرشي و شتى وسائل الإكراه الاجتماعي ، قام القرشيون بمصادرة الوعي الجمعي للقطيع البشري الذي خضع لسيطرتهم في تلك الحقبة ، ثم بدأت عجلة الاستكلاب المحمدي للقطيع بالموروث .... من خلال الربط الدائم و المزامنة الماكرة بين ( جملة الله ) من جهة و ( جملة محمد ) من جهة أخرى .... و من هنا أصبح حديثنا عن محمد مكافئاً لحديثنا عن أصل الوجود و جمالية الكون ...

و يجب على المتنورين اليوم أن يقوموا بفضح هذه الرابطة المنعكسية الشرطية الزائفة بين الله و محمد .... لتقزيم محمد و إعطائه حجمه الطبيعي من خلال رميه في مزبلة التاريخ .... و إعادة البحث عن الله الحقيقي البريء من هلوسات الأديان و جرائم المواطن العربي المكي ..... قثم بن عبد اللات و الذي سمى نفسه بعد أن انتصر بالسيف .... محمداً.

قلم راوند دلعو



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سطحية معايير تقييم النصوص الأدبية و الفكرية في المدرسة الكلا ...
- عند المساء
- العلم عرّاب معادلة الألم مع الحياة
- مغامرات رجال الكهنوت مع نظرية التطور
- قياس المسجد على الكنيسة
- تساؤلات مشروعة على هامش العم كورونا _ و يم ( كورونا ) لتدويل ...
- الوسطيّة خرافة !
- أسئلة مقمرة
- حروب الأضرحة التي لا تنتهي !!
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ معضلة أبيقور و المعضلة الرا ...
- جيل الذهب الذي ندين له على أبد الدهر !
- كوميديا الأغبياء _ محمديات لامنطقية
- قراءة تحليلية مقتضبة لأغنية أم كلثوم الأجمل وفق رأي كاتب الم ...
- إلى النازفين قمحاً
- هذه الدنيا !
- وصايا لشاعر
- استدعاء ثوري لمفاتن النص
- الزيارة الدمشقية
- زبّال التاريخ
- المدرسة العالمية لبعث الفصحى العربية كلهجة محكية


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - المُنعكس الشرطي الديني _ ظاهرة الاستكلاب الكهنوتي للقطيع