أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - العلم عرّاب معادلة الألم مع الحياة















المزيد.....

العلم عرّاب معادلة الألم مع الحياة


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 31 - 19:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( العِلْم ، عَرّاب معادلة الألم مع الحياة )

قلم #راوند_دلعو

#الحق_الحق_أقول_لكم .... إن معادلة الألم مع الحياة عبارة عن معادلة عادلة في ظلمها و إيذائها للجميع بالتساوي ، و على اختلاف أديانهم و مذاهبهم و توجهاتهم.

في الحقيقة يا سادتي ، لا تحتوي معادلة الألم على ثابت عقائدي ... و مع ذلك تراها مليئة بالمتغيرات العشوائية ... أما مُعامِلاتُها العددية فمستقلة عن التوجه و العقيدة و المذهب و درجة الذكاء و مستوى الجرأة ...

فالألم سيلحقك مهما كانت عقيدتك و مهما كان توجهك الفكري ، فهو لا يفرق بين مؤمن و غير مؤمن ... شجاع قادر على تغيير رأيه أم جبان .... بين عقلاني حر أم منغلق مقلد للموروثات !

فكل الأنماط السابقة تحت مقصلة الألم سواء .... فالألم وحش يلتهم جميع الأحياء إذا توفرت له الظروف !

ثم إن معادلة الألم مع الحياة لها عرّاب وحيد يتحكمُ بها من وراء الكواليس ، و هذا العرّاب هو العلم و فقط العلم .... فهي شديدة التأثر بكمية العلم المتوفر و القادر على تحقيق شروط السعادة ( مؤشر البقاء) و إزالة شروط الألم ( مؤشر الموت) و بالتالي تقزيمه ...

فلا بد لمؤشر الموت _ أي الألم _ أن يسعى إلى الصفر عندما يتواجد العلم القادر على رفع نسبة التكيف مع ظروف المحيط _ و بالتالي الاستمرار و البقاء_ .

كما لا بد للألم أن يسعى إلى اللانهاية العظمى ( و هي الموت ) عندما لا يتواجد العلم القادر على خلق التكيف مع الشروط الجديدة ...

أما المال هنا ، فهو مجرد لاعب وسيط نستخدمه لشراء العلم و الخبرات و الماديات التي تحقق التوافق الجديد مع شروط المحيط كي يزول مؤشر الموت ( الألم) و يرتفع مؤشر الحياة ( السعادة و الراحة و التأقلم).

كما أن معادلةَ الألم مع الحياة عبارة عن معادلةٌ عُقَدِيَّةٌ مُعقَّدَةٌ عشوائيّة مستحيلةُ الانضباط و الحل ... ( زئبقيّة) !

فعندما تدخل إلى عالم المستشفى و المرض ... تجد الخوري و الشيخ و الكاهن و اللاديني و اللاأدري و الملحد و العالم و الجاهل و الذكي و العبقري و الغبي و العقلاني و الساذج .... جميعهم يمرضون و يتألمون و يتأوَّهون ثم يصطفُّون ضعفاء في طابور طويل طويل من وجع و تلوِّي ... يلتمسون الشفاء و التخلص من وحشية الألم و جبروته القبيح .... يبذلون الغالي و الرخيص للتعلق بأهداب الحياة.

لكن الملفت للنظر ، أنهم جميعاً و دون استثناء يُطأطِئُون رؤوسهم للعلم ( العراب الوحيد ) كي يجد لهم حلاً مع معادلة الألم !

فالخوري ينسى صليبه تماماً ، أما الشيخ المحمدي فينسى و يتناسى حبة البركة و خرافة التمرات السبع و أن العسل شفاء من كل داء و كل ما ورد عن محمد من هراء ، ليركعوا جميعاً أذلاء صاغرين على باب العلم الحقيقي يستجدون العلاج بالطرق العقلانية و التجريبية.

فالعلم التجريبي هو عرّاب اللحظات المؤلمة و صاحب الكلمة الفصل في الحكم على مؤشر الموت (الألم ) بالتوقف و التلاشي أو التضخم و الاستمرار و بالتالي الاقتراب من حالة الموت !

فالمريض الذي يحالفه الحظ بتوفر الكمية الكافية من علم الطب أو المال الكافي لشراء الخبرة اللازمة في علم الطب ، يُشفى و يتوقف ألمه ...

أما من لا يحالفه الحظ بتوفير المال و الخبرة العلمية ، فتحكم عليه الظروف باستمرار الألم.

شأنه شأن المشرد الذي يحالفه الحظ بتوفير المال اللازم لشراء الخبرات التي توفر له المسكن المناسب ، فعندها سيتخلص حتماً من ألم العراء و التشرد ... أما من لا يستطيع شراء الإمكانيات العلمية اللازمة لتهيئة المسكن الذي يوفر لصاحبه الشروط اللازمة لمحاربة الظروف القاسية ، فلن يتخلص من آلام العراء و التشرد و المناخ القاسي.

و لو أخذتكم بجولة إلى الضفة الأخرى من معادلة الرعب تلك ، و ذهبنا إلى فنادق الخمس نجوم ، سنجد الكاهن و الخوري و الشيخ و الملحد و اللاأدري و و و .... جميعهم يستمتعون بأوقاتهم ، يبطرون و يترفون و يسرفون و يبذخون ... و كل منهم يبرر لنفسه ترفه و استمتاعه بوقته وفق فلسفته التي لن تعجز عن التبرير .

و لو دخلنا إلى عالم الوداع و فَقْد الأشخاص ... لوجدنا الخوري و الشيخ و الملحد و اللاأدري و الربوبي ... كلهم يودعون فلذات أكبادهم و أقاربهم و أحباءَهم و هم يذرفون الدموع و يعتصرهم الألم ...

الحق الحق أقول لكم ... إن القاسم المشترك بينهم جميعاً هو العجز الإنساني .... لأن العلم ( عرّاب معادلة الألم) عاجز إلى اليوم عن إعادة الحياة إلى الخلية التي تموت !

عاجز عن إعادة الكثير من التفاعلات الكيميائية العضوية التي تجري في أجسامنا إلى حالاتها السليمة بعد أن تنحرف بسبب ما ( المرض ) نحو مسبب الألم.

فمن مات مات ... و لم يصل العلم حتى لحظة كتابة هذه المقالة إلى المستوى الذي يعيد الخلية الميتة إلى الحياة من جديد ... أو إلى الحفاظ على الانتظام الدائم في سير التفاعلات الكيميائية التي تجري في أجسادنا.

أرأيت كيف عدنا إلى العلم ... العرّاب الحقيقي لمعادلة الألم !

نعم إنه العجز الإنساني المرعب الذي يؤدي إلى الموت و الفناء ... و مفتاحه الجهل !

نعم إنه عجزنا المُطلَق أمام عجلة التطور و مداس المطحنة الداروينية القذرة التي نعيش فيها إذ تدوسُنا يومياً ... و تنهشنا لحظيّاً ... !

إنه ضعفنا الواضح و مَسْكَنَتُنا التي لا تخطؤها عين.

فعجزُنا هو القاسم المشترك بيننا جميعاً أمام سطوة الألم و توحشه ... عجزنا الواضح إزاء رحى المطحنة الداروينية التي تطحننا يومياً بلا رحمة ، و التي لا تقيم وزناً لجمال و رِقّة الفنانة السورية رندة مرعشلي كي تهبها حياة طويلة .... و في المقابل لا تؤمن بقباحة ستالين و هتلر و محمد لتقصف أعمارهم في عز الشباب حفاظاً على مليارات الأرواح ... !

هذه هي معادلة الحياة و الألم ... تلك المعادلة الصعبة ... و المعقدة بل المستحيلة الحل ...

كتبت هذه السطور رداً على من حاول الربط بين الإيمان الديني و السعادة من جهة .... و الإلحاد و الألم من جهة أخرى ....

فلا تحاول يا صديقي المتدين ربط السعادة بديانة أو أيديولوجية معينة ... فلا غطاء و لا حصانة لأحد في معادلة الألم .... إلا لمن امتلك علماً كفيلاً بإزالة الألم.

فكلنا تحت رحى المطحنة الداروينية عبارة عن جينات تحاول العبور من جيل إلى جيل ، حاملة بين أحماضها الأمينية أطناناً من الآلام و الأوجاع و التجارب كثمن ندفعه لفشلنا في التكيف مع الظروف الجديدة و الناتج عن انعدام العلم اللازم لذلك.

و أنا أرى أن صاحب الحظ السعيد في معادلة الألم مع الحياة ، هو من اختطفه الموت بسرعة و بأقل تكاليف من وجع و عذاب ...

أما صاحب الحظ التعيس في معادلة الألم و الحياة ، فهو المسكين الذي مزقت الأقدار بعضاً من كيمياء جسده ، ثم بصقته في عراء الحياة يتلوّى و يكابد القدر الأكبر من الألم و التلف و الأوجاع !

و من هنا أقول .... عزيزي المؤمن ... لا تقل جملتك العنصرية الحقيرة : { اللهم اشف مرضى ( المسلمين أو المسيحيين أو اليهود أو البوذيين ) }

بل قل مقولتنا الرائعة : .... تمنياتنا بالشفاء لكل المرضى مهما كانت توجهاتهم الفكرية و انزياحاتهم العقائدية و تحيزاتهم الإيديولوجية ...

فالألم ألم ، و سيبقى ألماً قبيحاً ... سواء اخترق جسد المحمدي أو الهندوسي أو المسيحي أو الملحد.

قاتل الله الألم في أجساد جميع الأحياء ، ملاحدتهم و كذَبَةُ الأنبياء !



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغامرات رجال الكهنوت مع نظرية التطور
- قياس المسجد على الكنيسة
- تساؤلات مشروعة على هامش العم كورونا _ و يم ( كورونا ) لتدويل ...
- الوسطيّة خرافة !
- أسئلة مقمرة
- حروب الأضرحة التي لا تنتهي !!
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ معضلة أبيقور و المعضلة الرا ...
- جيل الذهب الذي ندين له على أبد الدهر !
- كوميديا الأغبياء _ محمديات لامنطقية
- قراءة تحليلية مقتضبة لأغنية أم كلثوم الأجمل وفق رأي كاتب الم ...
- إلى النازفين قمحاً
- هذه الدنيا !
- وصايا لشاعر
- استدعاء ثوري لمفاتن النص
- الزيارة الدمشقية
- زبّال التاريخ
- المدرسة العالمية لبعث الفصحى العربية كلهجة محكية
- توحيد المقابر
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ العبقرية التشريعية للإله ال ...
- استثمار السلطة الرابعة في محاربة الإرهاب المحمدي


المزيد.....




- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - العلم عرّاب معادلة الألم مع الحياة