أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - جهاز التنفس














المزيد.....

جهاز التنفس


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6546 - 2020 / 4 / 25 - 09:34
المحور: الادب والفن
    


اتصلت بأحد معارفي الذين علمت من مقربين له، بأنه يعاني من مشاكل صحية، طارئة، مع انتشار كورونا، وبات تنفسه جد صعب، لأطمئن على صحته، فرد على اتصالي الهاتفي، وبدأت أسمع أنينه، وصراخه، الذي يدمي القلب:
أستاذ، أكاد أختنق؟
أرجوك دلني ماذا أفعل؟
تمزقت أحشائي حزناً عليه، و لم أرد أن أذكره بكورونا، ويبدو أنه هو الآخر، ما كان يريدني أن أذكراسم هذا الوباء اللعين، سألته: ماذا يلزمه؟ فأجابني: أريد دعاءكم لاأكثر
اشتد بي الحزن، فأحببت أن أذكرقراء صفحتي على الفيس بوك ضرورة الحذر فكتبت:
شاب، أعرفه، عن قرب، يعيش لحظات صعبة من ضيق التنفس إلخ، ورحت أشرح حالته، وأرجو له الشفاء
المئات تفاعلوا مع المنشور وهم يتمنون أن يعود إلى أسرته معافى!؟
وباعتبار المريض شاباً، وأنا أعرف أسرته عن قرب، بل أعرفه عن قرب، وكان من الشباب الجديد الشهم الذي أظهر لي وده، بل ترجمه، كما هوحال ذويه، فقد وجدتني معنياً به، ومن يعرفني يعرف أني معني بأي امرىء أعرفه أو لاأعرفه حين يكون في وضع يحتاج للمساعدة، أقدم مالدي، من كلمة طيبة، عندما لاأملك غيرها. قلت له:
اذهب إلى أحد المستشفيات
رد علي، وهو يتنفس بصعوبة:
سأفعل ذلك، ولكني أحتاج الاستعانة ب" جهاز تنفس" في المشفى، وقد قرأت قبل مرضي أن المصابين بصعوبة التنفس أنى اضطر وضعهم الأطباء للاستعانة بجهاز تنفس لمعالجتهم فإن أكثرهم يتوقف قلبه، لأن جهاز التنفس بحاجة إلى مراقبة طبيب وفني وممرض وغيرهم، إلا أن ذلك غيرمتوافر بسبب كثرة المرضى في المستشفيات.
كنت قد قرأت كلاماً مثله، حقيقة، بل اطلعت على معلومات أكثر تتعلق بضرورة المعالجة في البيت، لطالما لاتوجد أدوية ناجعة، حتى الآن. بل إن عدم توافرالأدوية مأساة عالمية، وقد بات جميعهم يفكر بها: الفرد البسيط ورئيس الحكومة أو رئيس البلاد، والرؤساء باتوا يستحثون الخبراء والعلماء لاكتشاف الأدوية. كل منهم حرصاً على نفسه. فرئيس أمريكا انهارهلعاً، كما أن رئيس حكومة إيطاليا أعلن:
انتهت تدابيرالأرض وبتنا بحاجة إلى رعاية السماء؟
وهومادفع الرئيس الفرنسي إيمانوييل ماكرون للسفر عبرالطائرة من باريس إلى مرسيليا، لزيارة بروفسيور و عالم هو ديدييه راوول الذي اكتشف عقار" كلوروكين" لمعالجة هذا الوباء الخطير.
قلت له

لكن، من الضروري، أن تراجع المشفى، لربما كان أمرك جد سهل، وأنك مصاب بنزلة صدرية لاأكثر
لدي مايلزم من أدوية التهابات، وأنفلونزا، وسأتناولها، وأنا مؤمن بالله، لكن أرجوك ادع لي
علمت أن حديثه إلي عبرالهاتف يتعبه أكثر، لذلك، استودعته داعياً له بالشفاء، لأتصل بذويه، وأقترح عليهم تشجيعه لإجراء اختبار طبي
قالوا لي:
نحن نعلم ذلك، لكنه يخاف من جهاز التنفس في المشفى
ربما لايحتاج إليه
قلت لهم
أجل، ووسائل الإعلام تتحدث عن قلة هذه الأجهزة في الدول الكبرى: أمريكا- بريطانيا وغيرهما، إلا أن عددها جيد في هذا البلد، وثمة سعي من الجهات العليا لصناعة أكبرعدد منها، لأن الدول الكبرى اكتشفت أنها كانت مخطئة في تقديراتها بالاكتفاء بأجهزة محدود في المستشفيات، اعتماداً على الحاجة الاعتيادية في غير أوقات الأوبئة
الأمر الآن تغير!
قلت لهم
في صباح اليوم التالي اتصلت بالشاب فلم يرد علي ما جعلني أعيش نهاري وليلي قلقاً عليه
بعد يومين
اتصلت به، فرد علي
أبشرك أستاذ، أجريت الاختبار وقيل لي:
أنت سليم!
تغيرصوته فوراً، بالرغم من أنه لم يتناول أياً من الأدوية

هاأنت عدت كما كنت
قلت له فرحاً
ردَّ علي
كنت أخاف. أخاف المرض. أخاف جهاز التنفس اللعين لقد تصورته مشنقة وأنابيبه عبارة عن أنشوطات. أخاف من المستشفيات لأنها قد تكون ملوثة، موبوءة
لكن الأمر ليس كما تقول
أعترف أن خوفي هو الذي دمرني
كنت مريض الوساوس. مريض الخوف من كورونا، فما إن قالوا لي أنت معافى حتى عدت إلى حياتي الطبيعية
ضحكت، وضحك
وكتبت في صفحتي: إن ذلك الشاب الذي حدثتكم عنه تماثل للشفاء!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتفالية النصر في الحرب الكونية الجديدة قاعة وأضواء ومعدات ب ...
- أجراس!
- قف، لاتصافحني! -نصوص ميكروسكوبية.....-
- استشرافية التفاؤل: في مواجهة شبح كوني
- لاتؤجل- كورونوية -اليوم إلى الغد!
- اعترافات أولى عن التقاطي للفيروس
- كورونا يدخل بيتنا
- في حظره الناقص كورونا يعلن هزيمته
- الكردي في خيانات موصوفة.. مقاربات خارج التشخيص -رؤى-
- العودة إلى العائلة في كانتونات الواتس آب2020
- حفيد المدعو سارس يعيدنا إلى الكتاب الورقي!
- تراجيديا مصطفى سليمي وكشف اللِّثام عن قبائح وجوه اللئام..! ( ...
- -كورشمات-الاستبداد حالة إسارات الكويئن اللامرئي
- إبراهيم محمود.. تحية وإشارة وأسئلة أولى
- مصطفى سليمي يكتب روايته ويمثل دوره في فيلم طويل ومؤثر
- عن أمسيتي في أووهان!
- منيار بونجق.. أنموذج من شبابنا المضحي!
- من اخترق سورالصين العظيم؟:ماساة وينليانغ...
- محاكمة أولى لدولة عظمى الصين في قفص الاتهام
- الكاتب في محنته الكبرى: وجريمة إعدام الآخر لذنب لم يرتكب


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - جهاز التنفس