أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مرتضى عبد الحميد - لا إفراط في التفاؤل














المزيد.....

لا إفراط في التفاؤل


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6544 - 2020 / 4 / 23 - 17:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من يسمع التصريحات والآراء والتغريدات التي يدلي بها ممثلو الثالوث المقدس: الشيعة والسنة والكرد، في امتداح الكاظمي وقدرته على انتشال العراق من الهاوية، واخراجه من النفق المظلم الذي افتقد لفترة طويلة بصيصاً في نهايته، يأخذه العجب ازاء هذه "الموهبة" في الانتقال من اليمين الى اليسار وبالعكس في لحظات قصيرة من عمر الزمن. والأنكى ان قوى مسلحة ومليشيات اضاعت هيبة الدولة في كومة من القش الطائفي والولاء للاجنبي، لم تتخلف عن هذه الزفة، رغم ان بعضها اتهم الكاظمي في الأمس القريب بما يصل الى تخوم الخيانة العظمى، إن لم تكن هي نفسها الخيانة العظمى.
فماذا عدى مما بدا؟ ولماذا تتقمص هذه الحملة الاعلامية دور الفزعة العشائرية؟ وهل ان العراق حقا مقبل على مرحلة جديدة تتحقق فيها اماني وطموحات الشعب، وترضي المنتفضين وتقنعهم بالعودة الى منازلهم واعمالهم؟ وهل ان توبة بنات آوى صادقة هذه المرة؟! ام ان وراء الأكمة ما وراءها، والأكمة هنا هي اعادة انتاج السيناريو الذي طبق بنجاح مع علاوي والزُرفي، حيث التأييد والدعم اولاً، والانقلاب عليه ثانياً، لا سيما وان الوزارة المستقيلة تحظى بأفضلية كبيرة لدى العديد من هذه القوى، لأنها الأكثر انصياعاً لمطالبها وجشعها والأكثر انبطاحاً وذلة أمامها، وبالتالي فان الهدف الأسمى لها هو بقاء هذه الحكومة وضخ حياة جديدة فيها.
ان التفاؤل وما يعنيه من امل في الخروج من العتمة الى النور جيد وضروري، والشاعر نادى به قبل مئات السنين:
أُعلّلُ النفس بالآمال أرقبُها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
لكن التفاؤل يجب ان يبني على اسس واقعية وموضوعية، ولا بأس هنا من الحلم شريطة عدم المبالغة فيه، فالأحلام كثيراً ما تتحول الى حقائق، والى سفن تمدّ اشرعتها باتجاه المستقبل.
ان السيد الكاظمي وحكومته، اذا صادق عليها البرلمان وبصرف النظر عن كفاءتها ونزاهتها، لا تمتلك عصا سحرية لحل المشاكل العويصة والازمات الخانقة، التي جعلت من حياة العراقيين جحيماً، فضلا عن توازن القوى السياسي السائد حالياً وهو لصالح قيادات الدولة العميقة، المدعومة من الاجنبي مقابل ولائها وتنازلها عن المصالح الجذرية وغير الجذرية للشعب العراقي.
اذا استطاع الكاظمي ان ينفذ جزءاً من وعوده وبرنامجه الحكومي الذي رسم خطوطه العريضة في اول تصريح له، فسيكون قد حقق شيئاً كبيراً ومهماً للعراقيين.
اذا استطاع ان يفتح ثغرة في جدار المحاصصة، هذا السم القاتل للجسد العراقي، وان يُقلّم أظفار الفاسدين والتماسيح منهم خصوصا، ويحاسب قتلة المتظاهرين، ويجري انتخابات مبكرة على قدر من النظافة وقلة التزوير واستخدام المال السياسي، يكون قد سجل اسمه في صفحات التاريخ الخالدة، وحظي بحب الشعب العراقي وتمجيده.
لكن الشرط الذي لا غنى عنه لتحقيق ما يُعتد به، وما يُمهد الطريق لاصلاح ذات البين، هو التجديد الثوري للانتفاضة، وتلافي النواقص والثغرات التي ظهرت في الصفحة المشرقة الاولى من عمرها، وحاول استغلالها المتصيدون في بئر الزيف والخداع والدجل المركب، وأولها ملء الفراغ القيادي والاتفاق على تنسيقية واحدة او عدد محدود من التنسيقيات، تتعاون فيما بينها وتركز على المشتركات والاهداف الرئيسية. كذلك تشذيب شعاراتها والحفاظ على سلميتها، مصدر قوتها واتساع جماهيريتها، والسير بثبات في طريقها المفضي لا محالة الى غدٍ مشرق للعراق ولكل ابنائه.



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وباء كورونا ينعش نظرية -ما ننطيها-!
- القوى المتنفذة والأنتخابات المبكرة
- فيروس التشبث بالسلطة أخطر من كورونا!
- بريمر لم يكن جاهلاً او غبياً!
- رمتني بدائها وانسلت
- لا دخان أبيض يلوح في الأفق!
- الخزي والعار للقتلة القدامى والجدد
- نواقص ينبغي تلافيها
- الحكومة ضعيفة أمام المليشيات وقوية ضد المتظاهرين!
- المليشيات تعلن الحرب على الشعب العراقي!
- لمن تشتكي حبة القمح اذا كان القاضي دجاجة؟!
- حزم إصلاحية تنزف دماً
- بغلة العناد تُغذّى خارجياً
- حماية الأرواح لها الأولوية
- تقرير التظاهرات يبرئ القتلة !
- قرن مضى والنهجُ باقٍ ما انقضى!
- شماعة المندسين سلاح العاجزين!
- جهود حثيثة لبناء دولة الأغنياء
- ولاية بطيخ معاصرة
- ما السبيل للخروج من عنق الزجاجة؟


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مرتضى عبد الحميد - لا إفراط في التفاؤل