أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - حماية الأرواح لها الأولوية














المزيد.....

حماية الأرواح لها الأولوية


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6404 - 2019 / 11 / 10 - 16:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثلاث نقاط جوهرية، بل مصيرية، اكدت عليها رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جنين هينيس بلاسخارت في كل لقاءاتها مع الرئاسات الثلاث، وقادة الكتل السياسية المتشبثين بالسلطة تشبث الضباع بالفريسة، واولها ان حماية الارواح لها الأولوية، الى جانب الحق في التعبير عن الرأي والمطالب المشروعة عبر التظاهر السلمي وتجنيب البلاد الوقوع في المخاطر. ودعت أيضا الى الغاء اللجان والمكاتب الاقتصادية للأحزاب لانها بؤرة الفساد، والعنوان الأبرز في مسيرة النهب المنظم للمال العام، وترسيخ الدولة العميقة.
كما أعربت عن قلقها العميق إزاء محاولة كيانات مسلحة عرقلة استقرار العراق ووحدته والنيل من حق الناس في التجمع السلمي ومطالبهم المشروعة، مؤكدة مرة أخرى ان أرواح البشر يجب ان تحتل المقام الأول دائماً، ولا يمكن التسامح مع الكيانات المسلحة التي تخرب التظاهرات السلمية وتقوض مصداقية الحكومة وقدرتها على التصرف.
عندما تقارن هذا الموقف النبيل والمسؤول بما قامت به الحكومة وأجهزتها القمعية خاصة القناصين المعروفين جيداً لها، واستخدام الرصاص الحي والقنابل الغازية التي اكدت منظمة العفو الدولية انها تزن عشرة اضعاف القنابل المسيلة للدموع التقليدية، وهي تخترق الجماجم لتقتل المتظاهرين بدلا من ان تفرقهم، يأخذك العجب من هؤلاء الحكام الذين رفعوا كما يبدو شعار (حماية الكراسي لها الأولوية). الذي يعكس الحقد الاعمى المتكلس في النفوس والعقول والاستعداد للتضحية بشعب كامل للحفاظ على مصالحهم الانانية وامتيازاتهم الخرافية.
ان الانتفاضة الباسلة للشعب العراقي ضد الفساد واللصوصية وعدم الكفاءة والخسة في التعامل مع المنتفضين وسقوط هذا العدد الهائل من الشهداء والجرحى، لن ينقذ الاقطاعيات السياسية من المصير المحتوم، حتى ان استطاعت الالتفاف على مطالبهم، وابطاء حركة التاريخ لفترة قصيرة. فالمارد العراقي انطلق بكل جبروته، رافعا لواء الوطنية مطالبا باستعادة الوطن الذي سرقوه، ووجه ضربة قاصمة للطائفية السياسية والمحاصصة التي استغلها المتنفذون ردحا طويلا من الزمن، دون ان يدركوا التغيير الجذري الذي حصل في الوعي الاجتماعي للعراقيين وضرورة تغيير المعادلة السياسية البائسة والقائمة الآن، التي يحرصون على تأييدها.
اما الافتراء بانها اعمال شغب ومؤامرة تقف وراءها أمريكا وإسرائيل والسعودية، رغم علمهم بأن جًل القائمين بهذه الانتفاضة البطلة هم من جيل ما بعد صدام حسين، فهو لا يعكس سوى الخوف من قانون الدومينو وسقوط احجارها بالتالي، لأن نجاح الانتفاضة في العراق سيحفز ثورية الشعوب المجاورة وغير المجاورة للحدود وحذو الشباب العراقي واسقاط كل الأنظمة الرجعية والطوطمية في المنطقة وخارجها، وها ان ارهاصاتها قد انعكست وبشكل سريع في لبنان وغيره من البلدان.
في اللقاء الذي جمع صدام حسين مع القائم باعمال السفارة الامريكية في بغداد قبل غزو الكويت، قال متباهياً (هل تستطيع الولايات المتحدة تقديم عشرة آلاف شهيد في معركة واحدة؟ نحن قدمنا خمسين الف شهيد في معركة تحرير الفاو)!
فهل تريدون منافسة صدام في هذا السجل الاجرامي، بحيث استشهد اكثر من 250 شاباً وجرح اكثر من 11 الف آخرين في حصيلة لم تنته بعد؟
ثوبوا الى رشدكم، ان كان ثمة رشد لديكم، وقدموا التنازلات لشعبكم، واولها رحيل هذه الحكومة الفاشلة واستبدالها بحكومة لا ينقصها الشرف ولا الكرامة، وقادرة على إرضاء المتظاهرين، لا بإجراءات ترقيعية كما يحاول البعض هذه الأيام، وانما بإنجازات حقيقية ملموسة، تعيد الحق الى نصابه، والوطن الى أبنائه!



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير التظاهرات يبرئ القتلة !
- قرن مضى والنهجُ باقٍ ما انقضى!
- شماعة المندسين سلاح العاجزين!
- جهود حثيثة لبناء دولة الأغنياء
- ولاية بطيخ معاصرة
- ما السبيل للخروج من عنق الزجاجة؟
- أين الانجاز على الأرض؟
- إصرار على ديمومة الخراب
- المتنفذون يديرون ظهورهم مجدداً لمصالح الناس
- مطية الطائفية لم تعد صالحة للركوب!
- قوانين مهمة بحاجة الى تعديل
- لا يستقيم الظل والعودُ اعوجُ!
- مواقف تحوم حولها الشكوك
- الحواشي الرخوة كيف نعالجها؟
- مجلس مكافحة الفساد لم يحقق ما وعد به!
- طريقة مبتكرة في إشعال الحرائق
- هل يتكرر سيناريو خليج الخنازير؟
- ماهو الجديد في مسرحية العاكَوب والمرعيد؟
- بين أمريكا وإيران ... أين تكون مصلحة العراق؟
- الحكمة لا تشترى من الأسواق!


المزيد.....




- إيران تستهدف مستشفى سوروكا في تل أبيب.. وإسرائيل ترد بتصعيد ...
- قبل إعلان ترامب عن مهلة لإيران.. مصادر تكشف لـCNN عن تحركات ...
- تحليل لـCNN: هل يستطيع الكونغرس منع ترامب من ضرب إيران؟
- -كتائب حزب الله- العراقية تتوعد ترامب إذا ضرب إيران: ستخسر ك ...
- صفارات الإنذار تدوي في إسرائيل للتحذير من هجوم صاروخي إيراني ...
- غروسي: إيران لم تكن تصنع قنبلة نووية عند بدء الهجوم.. لا تنس ...
- 34 شهيدا في غزة منذ فجر اليوم أغلبهم من المجوعين
- الرئيس الأوكراني يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية
- شي وبوتين يتفقان على أولوية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائ ...
- وول ستريت جورنال: تكلفة خيالية تتكبدها إسرائيل لاعتراض صاروخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - حماية الأرواح لها الأولوية